الإعجاز العددى فى القرآن الكريم

مجتمع رجيم / الاحاديث الضعيفة والموضوعة والادعيه الخاطئة
كتبت : || (أفنان) l|
-

حكم ما يسمى بالإعجاز العلمي والإعجاز العددي في القرآن والسنة ......
(نقول لكلام العلماء)

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد :
فقد كثر في الآونة الأخيرة ما يسمى بالإعجاز العددي والعلمي في الكتاب والسنة ....
فدعونا نلقي الضوء على حكم هذا الأمر بالأدلة الشرعية بارك الله فيكم ..



وللعلامة ابن عثيمين رحمه الله كلام في هذا أنقله لكم :

قال العلامة فضيلة الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - :

... أولئك الذين فسروا القرآن بما يسمي بالإعجاز العلمي
حيث كانوا يحملون القرآن أحياناً ما لا يتحمل
صحيح أن لهم استنباطات جيدة
تدل على أن القرآن حق ومن الله عز وجل
وتنفع في دعوة غير المسلمين إلي الإسلام
ممن يعتمدون على الأدلة الحسية في تصحيح ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام
لكنهم أحياناً يحملون القرآن ما لا يتحمله

مثل قولهم :
إن قوله تعالي :
( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإنْسِ
إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ )

إن هذا يعني الوصول إلى القمر وإلى النجوم وما أشبه ذلك

لأن الله قال : ( لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ) والسلطان عندهم العلم

وهذا لا شك أنه تحريف
وأنه حرام ان يفسر كلام الله بهذا

لأن من تدبر الآية وجدها تتحدث عن يوم القيامة، والسياق كله يدل على هذا

ثم إنه يقول : ( أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا)

وهؤلاء ما نفذوا من أقطار السموات ، بل ما وصلوا إلي السماء

وأيضاً يقول : ( يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ )

وهؤلاء لم يرسل عليهم

والحاصل

أن من الناس من يتجاوز ويغلو في إثبات أشياء من القرآن ما دل عليها القرآن
ومنهم من يفرط وينفي أشياء دل عليها القرآن
لكن يقول هذا ما قاله العلماء السابقون ولا نقبله. لا صرفاً ولا عدلاً
وهذا خطأ أيضاً
فإذا دل القرآن على ما دل عليه العلم الآن من دقائق المخلوقات
فلا مانع من أن نقبله وأن نصدق به إذا كان اللفظ يحتمله
أما إذا كان اللفظ لا يحتمله فلا يمكن أن نقول به

ــــــــــــــــــــ

و سئل :
ما المقصود بالعلماء في قوله تعالى :
( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) ؟

فأجاب بقوله :
المقصود بهم العلماء الذين يوصلهم علمهم إلى خشية الله
وليس المراد بالعلماء من علموا شيئاً من أسرار الكون
كأن يعلموا شيئاً من أسرار الفلك وما أشبه ذلك أو ما يسمى بالإعجاز العلمي
فالإعجاز العلمي في الحقيقة لا ننكره
لا ننكر أن في القران أشياء ظهر بيانها في الأزمنة المتأخرة
لكن غالى بعض الناس في الإعجاز العلمي
حتى رأينا من جعل القرآن كأنه كتاب رياضة وهذا خطأ

فنقول :
إن المغالاة في إثبات الإعجاز العلمي لا تنبغي
لأن هذه قد تكون مبنية على نظريات والنظريات تختلف
فإذا جعلنا القرآن دالاً على هذه النظرية ثم تبين بعد أن هذه النظرية خطأ
معنى ذلك أن دلالة القرآن صارت خاطئة، وهذه مسألة خطيرة جداً
... ولذلك فأنا أخشى من انهماك الناس في الإعجاز العلمي أن يشتغلوا به عما هو أهم
إن الشي الأهم هو تحقيق العبادة لأن القرآن نزل بهذا
قال الله تعالى: ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )
أما علماء الكون الذين وصلوا إلى ما وصلوا إليه فننظر
إن اهتدوا بما وصلوا إليه من العلم واتقوا الله عز وجل
وأخذوا بالإسلام صاروا من علماء المسلمين الذين يخشون الله
وإن بقوا على كفرهم وقالوا إن هذا الكون له محدث
فإن هذا لا يعدو أن يكونوا قد خرجوا من كلامهم الأول إلى كلام لا يستفيدون منه
فكل يعلم أن لهذا الكون محدثاً
لأن هذا الكون إما أن يحدث نفسه
وإما أن يحدث صدفة
وإما أن يحدثه خالق وهو الله عز وجل
فكونه يحدث نفسه مستحيل ؛ لأن الشيء لا يخلق نفسه
لأنه قبل وجوده معدوم فكيف يكون خالقاً ؟!
ولا يمكن أن تُوجد صدفة
لأن كل حادث لابد له من محدث
ولأن وجوده على هذا النظام البديع، والتناسق المتآلف، والارتباط الملتحم
بين الأسباب ومسبباتها، وبين الكائنات بعضها مع بعض
يمنع منعاً باثاً أن يكون وجوده صدفة
إذ الموجود صدفة ليس على نظام في أصل وجوده
فكيف يكون منتظماً حال بقائه وتطوره ؟ !
وإذا لم يمكن أن توجد هذه المخلوقات نفسها بنفسها
ولا أن تُوجد صدفة تعين أن يكون لها موجد
وهو الله رب العالمين


ولشيخنا الفوزان كذلك كلام نفيس أنقله لكم :
سئل الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله - :

نسمع كثيرًا ما يسمى بالإعجاز العلمي في القرآن
فهل يجوز إلحاقه بمعجزات القرآن
وتنزيل آيات القرآن على تلك المسائل ؟


فأجاب :

... لا يجوز تفسير كلام الله عز وجل إلا بأصول التفسير المعروفة :

بأن يفسر القرآن بالقرآن

ويفسر بالسنة

ويفسر بتفسير الصحابة

وتفسير التابعين

ولا يُزداد على هذا

فلا يفسر بالنظريات الحديثة

لأنها تخطئ وتصيب ، وهي كلام بشر وعمل بشر
فلا نجعلها تفسيرًا لكلام الله عز وجل

ونقول : هذا هو مراد الله بهذه الآية
هذا قول على الله بلا علم تعالى الله عن ذلك

وكم من نظرية كانت مسلمة اليوم
وبعد مدة يسيرة صارت خاطئة كاذبة

وجاء نظرية غيرها ( وما أتيتم من العلم إلا قليلا )

فلا يجوز أن نفسر القرآن بهذه الأشياء ونقول هذا من الإعجاز العلمي


وسئل : ظهر الآن من يقول : إن معجزة القرآن رقمية بالنظر لعدد حروف كل سورة

ويقوم بتأويل هذه الأرقام على ما يجرى ، فما الحكم ؟

فأجاب :

هذا عمل أهل الطلاسم ، التعامل مع الأرقام والاستدلال بها ...
هذا من الكهانة ومن الشعوذة ، ولا يجوز
وأول من قال بالأرقام فيما نعلم
خبيث مصري هو الذي جعل الأرقام ثم أخيرًا ادعى النبوة وقتل في أمريكا
اسمه : رشاد خليفة ... وله مسجد هناك ، معبد سماه : مسجد فوسان
فوسان هو الذي أسسه ، وعنده امرأة هذه مريدة له ، فإذا ذهب تصلي هي بالجماعة

سلسلة شرح الرسائل للإمام محمد بن عبد الوهاب
شرح / د . صالح الفوزان
( ص : 159 ، 244 )



وهذا كلام للعلماء أيضاً أضعه بين أيديكم :

سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (4/145) ما نصه:
س : ما حكم الشرع في التفاسير التي تسمى بـ (التفاسير العلمية)؟
وما مدى مشروعية ربط آيات القرآن ببعض الأمور العلمية التجريبية؟
فقد كثر الجدل حول هذه المسائل.



ج: إذا كانت من جنس التفاسير التي تفسر
قوله تعالى: { أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ } (1) ،
بأن الأرض كانت متصلة بالشمس وجزءًا منها، ومن شدة دوران الشمس انفصلت عنها الأرض ثم برد سطحها وبقي جوفها حارًا،
وصارت من الكواكب التي تدور حول الشمس. إذا كانت التفاسير من هذا النوع فلا ينبغي التعويل ولا الاعتماد عليها.

وكذلك التفاسير التي يستدل مؤلفوها
بقوله تعالى: { وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ } (2)
على دوران الأرض، وذلك أن هذه التفاسير تحرف الكلم عن مواضعه، وتخضع القرآن الكريم لما يسمونه نظريات علمية،
وإنما هي ظنيات أو وهميات وخيالات.

وهكذا جميع التفاسير التي تعتمد على آراء جديدة ليس لها أصل في الكتاب والسنة ولا في كلام سلف الأمة؛ لما فيها من القول على الله
بغير علم.

وبالله التوفيق.
وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو // عضو // نائب رئيس اللجنة // الرئيس //
عبد الله بن قعود // عبد الله بن غديان // عبد الرزاق عفيفي // عبد العزيز بن عبد الله بن باز /



سئل فضيلة الشيخ:
هل يجوز تفسير القرآن الكريم بالنظريات العلمية الحديثة؟

فأجاب بقوله:
تفسير القرآن بالنظريات العلمية له خطورته، وذلك إننا إذا فسرنا القرآن بتلك النظريات
ثم جاءت نظريات أخرى بخلافها فمقتضى ذلك أن القرآن صار غير صحيح في نظر أعداء الإسلام؛ أما في نظر المسلمين
فإنهم يقولون إن الخطأ من تصور هذا الذي فسر القرآن بذلك، لكن أعداء الإسلام يتربصون به الدوائر،
ولهذا أنا أحذر غاية التحذير من التسرع في تفسير القرآن بهذه الأمور العلمية ولندع هذا الأمر للواقع،
إذا ثبت في الواقع فلا حاجة إلى أن نقول القرآن قد أثبته، فالقرآن نزل للعبادة والأخلاق، والتدبر،
يقول الله ـ عز وجل (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (صّ:29)
وليس لمثل هذه الأمور التي تدرك بالتجارب ويدركها الناس بعلومهم، ثم إنه قد يكون خطراً عظيماً فادحاً في تنزل القرآن عليها...)
أهـ (كتاب العلم ص 157) .



سئل فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله :
نسمع كثيراً ما يسمى بالإعجاز في القرآن فهل يجوز إلحاقه بمعجزات القرآن وتنزيل آيات القرآن على تلك المسائل ؟

فأجاب

: نحن تكلمنا على هذا أكثر من مرة ونبهنا علي, قلنا:
لا يجوز تفسير كلام الله عز وجل إلا بأصول التفسير المعروفة : بأن يفسر القرآن بالقرآن , ويفسر بالسنة , ويفسر بتفسير الصحابة
وتفسير التابعين , ولا يزاد على هذا , فلا يفسر بالنظريات الحديثة ,
لأنها تخطى وتصيب وهي كلام بشر وعمل بشر , فلا نجعلها تفسيراً لكلام الله عز وجل ,

ولا نقول: هذا هو مراد الله بهذه الآية , هذا قول على الله بلا علم تعالى الله عن ذلك , وكم من نظرية كانت مُسلمة في يوم ,
وبعد مدة يسيرة صارت خاطئة وكاذبة , وجاء نظرية غيرها ,
قال الله تعالى [ وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً]
فلا يجوز أن نفسر القرآن بهذه الأشياء ولا نقول إن هذا من الإعجاز العلمي ) أهـ

( الإجابات المهمة في المشاكل الملمة للشيخ الفوزان ص 159) .

الصفحات 1  2

التالي
السابق