الخرس الزوجي والتغلب عليه ،عدم اهتمام الزوج بحديث زوجته ،العلاقات الزوجية

مجتمع رجيم / الحياة الأسرية
كتبت : ~ بسمـة هـادية ~
-
يجنح بعض الكتاب فيما يخص العلاقة الزوجية إلى اعتماد منهج يصور الحياة الزوجية الصحيحة على أنها جنة الله في الأرض، احترام متبادل، حب ودفء في المشاعر، رعاية للصغار، احترام للأقارب، وحدة وتجانس في كل شيء في الأفكار والأمزجة وحتى في علاقة الفراش، وأنه إذا لم تتوافر المعاني بتلك الدرجة في المثالية فإن الحياة ربما تتحول إلى جحيم لا يطاق فما العمل وما الحل؟




الفهم الصحيح هو الحل:


فالحياة الزوجية ليست لحظات متلاحقة من بث الشوق والهيام ومن فناء الجسدين الواحد في الآخر إنما أيضًا 'ثلاث وجبات كل يوم' و'هل فكرت في إخراج وعاء القمامة أيتها الزوجة؟'.

* صحيح أن الحب هو أساس العلاقة الزوجية، ولكن ليس هو كل شيء، فيجانبه أمور كثيرة تتعلق بالحياة والمعيشة، وليس لنا أن نلوم الزوج السعيد إذا ما رأيناه يكرس وقتًا كثيرًا لعمله، فهو يلتمس مسؤولياته الجديدة ويريد أن ينجح، وخير للمرأة أن تقول لنفسها إن تصرفه حيالها على ما فيه من عدم اكتراث ظاهر، دليل على أنها أصبحت في نظره رفيقًا مألوفًا ومريحًا، وأنه بات واثقًا من أن علاقته بها غدت من الرسوخ بحيث لم تعد بحاجة إلى تدليل مستمر وإبداء دائم لتعلقه بشخصها'.





أو كل البيوت تبنى على الحب؟



ونحن هنا نتساءل ماذا لو كان عنصر الحب ضعيفًا في العلاقة الزوجية أو انتفى .. هل يهدم البيت ويحدث الانفصال؟ أم يتعايش الزوجان بواقعية؟

يرد على السؤال عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما جاء رجل يستشيره في طلاق امرأته، فقال له عمر: لا تفعل، فقال الرجل: ولكني لا أحبها قال عمر رضي الله عنه: ويحك وكم من البيوت يبنى على الحب؟ فأين الرعاية وأين التذمم؟ وهنا ويقصد عمر رضي الله عنه أن البيوت إذا عز عليها أن تبنى على الحب فهي خليقة أن تبنى على ركنين آخرين شديدين هما:

1ـ الرعاية:التي تثبت الراحم في جوانبها ويتكافل بها أهلها البيت في معرفة ما لهم وما عليهم من الحقوق والواجبات.

2ـ التذمم:وهو التحرج من أن يصبح الرجل مصدرًا لتفريق الشمل وتقويض البيت وشقوة الأولاد، وما قد يأتي من وراء هذه السيئات من نكد العيش وسوء المصير.

* وفي رواية أخرى قال عمر لامرأة تبغض زوجها وتقول له ذلك: 'بلى فلتكذب إحداكن ولتجمل ـ أي تقول القول الجميل ـ فليس كل البيوت تبنى على الحب ولكن معاشرة على الإحسان والإسلام'.

نعم:البيوت تحتاج إلى المجاملة والمداراة والمسامحة أحيانًا كثيرة، حتى وإن كان الرجل يحب زوجته وزوجته تحبه؛ لأن الحب يمر بأوقات فتور، وإنما يزكيه الكلام الطيب والمجاملة والمديح والثناء على المحبوب.

* وقول عمر بن الخطاب 'فليس كل البيوت تبنى على الحب' يعني أن هناك رسالة عظيمة للبيت المسلم ألا وهي تربية الأبناء وتقويم سلوكهم والعبور بهم إلى بر الأمان، والعشرة بين الرجل وزوجته على العسر واليسر والحلو والمر، كل هذا يقوي الرابطة الزوجية ويجعل منها رباطًا قويًا لا تنفصم عراه بسهولة.





هذا هو مبدأ الواقعية في الحياة الزوجية.

* ما أتفه الكلام الرخيص الذي ينعق به المتحذلقون باسم 'الحب' وهم يعنون به نزوة العاطفة المتقلبة ويبيحون به الانفصال بينا لزوجين وتحطيم المؤسسة الزوجية بل خيانة الزوجة لزوجها أليست لا تحبه؟ وخيانة الزوج لزوجته أليس لا يحبها؟ وما يهجس في هذه النفوس التافهة الصغيرة معنى أكبر من نزوة العاطفة الصغيرة المتقلبة، ونزوة الميل الحيواني المسعور .. ومن المؤكد أنه لا يخطر لهم أن في الحياة من المروءة والنبل والتجمل والاحتمال، ما هو أكبر وأعظم من هذا الذي يتشدقون به في تصور هابط هزيل .. ومن المؤكد طبعًا أنه لا يخطر لهم على خاطر .. الله .. فهم بعيدون عنه في جاهليتهم المزروعة فما تستشعر قلوبهم ما يقول الله تعالى: {فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً} [النساء:19].





* العلاقة الزوجية تنمو بالأحداث اليومية:

إن العلاقة الزوجية لا تنمو نموًا صحيًا بمجرد تقديم هدية هنا أو باقة ورد وقت المناسبات، وإنما تنمو من خلال الحديث اليومي سيؤثر تأثيرًا عميقًا في شعور الزوج تجاه الزوج الآخر.

حب الزواج أقل خيالية وأكثر عمقًا في واقع الحياة [وهذا هو الحب الواقعي] إن الحب يكبر مع كبر الزوجين، ومع مواجهتهما لمشكلات الحياة وتحدياتها، ومع اشتراكهما معًا في التغيير والتكيف مع علاقتهما المتغيرة باستمرار.

وهناك من الأزواج من قد يعاني من الصعوبات حتى يصل كل منهما في محبته أن يعتقد أن الحب قد اختفى وزال تمامًا، إلا أن كل طرف منهما لا يدرك أن سبب شعوره هذا هو المرحلة التي هما فيها، وأن هناك الكثير من العلاقات الزوجية ممن يصل طرفاها لهذا المستوى ثم يتجاوزانه إلى اكتشافه في نوعية ناضجة ومتميزة من الحب، فيمكن للأزواج من خلال مواجهة التحديات والاختلافات بوعي ورعاية، ومن خلال تطبيق مهارات الكلام والاستماع أن يبدءا برحلة شيقة وبناء نوع جديد من العلاقة العاطفية.

وقد وجدت بعض الأبحاث أنه كلما بذل الزوجان جهدًا لتجاوز خلافاتهما، كلما ساعد هذا كلاهما على النمو الفردي، وهذا بدوره يزيدهما قدرة عل النجاة الاستمرار ونحن نرى أن الحياة الزوجية أشبه بقرص من العسل تبنيه نحلتان، وكلما زاد الجهد فيه زادت حلاوة الشهد فيه.

عندما تذكر أنفسنا أن الحياة ليست مثالية وليست مجردة من المتاعب فإننا بهذه النظرة نكون أكثر قدرة على التعامل مع التحديات بعقل وحكمة.

وفي الحقيقة فإنك حين تذكر نفسك دائمًا بحتمية المشكلات التي تتعامل معها، فإن ذلك لن يجعل حياتك مثالية، ولكن ذلك يضع الأمور في جو أكثر صحة، ويجعل الحياة تبدو أقل ازدحامًا بالمشاكل.





خلاصة القول هي:

إنه من الخطورة بمجال أن نجعل العلاقة الزوجية التي هي قوام البشرية وكأنها طلاسم وبحار عميقة لا يخوض غمارها إلا الفارس المغوار، وهذا من التكلف فالموضوع أسهل من ذلك بكثير، والمتأمل في القرآن الكريم يجده قد وضع القواعد الضابطة لهذه العلاقة بأوضح عبارة وأوجزها، وتراه يستخدم العبارات الموصية المؤدية للمعاني بطريقة حانية صافية، فتراه يتحدث عن المودة والرحمة والسكن، وكيف أن المرأة لباس الرجل، وأهمية أن يقدم الرجل لنفسه مع أهله، وكيف يربي لقمان ابنه وكيف يبر الأبناء بالأباء، وكيف تكون النفقة، وكيف يكون الخلاف وكذلك العقاب، وكيف تبدأ الحياة الزوجية وكيف تنتهي والكثير والكثير.



والذي يفسر ذلك بوضوح وجلاء تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته، وكيف تتصور مجتمع الصحابة تصورًا صحيحًا يتعامل مع الآيات والأحاديث والنفس الإنسانية أيما تعامل، وإن كنا لا نرى بأسًا في أن يتعلم الإنسان بعض الأمور التي تمكنه من جعله سعيدًا مع أهله ويتفن فن السعادة حتى يحولها إلى عادة ولكن الذي ننهى عنه هو الإغراق في النظريات والفلسفات والتقعر والإسفاف عند الكلام في هذه الأمور، فكيف نجعل الأمر الفطري الذي غرسه الله في أنفسنا جميعًا ورجالاً ونساء بهذه الصعوبة، فالمرأة تحب الرجل والرجل يحب المرأة، وهذا فطري ولكل واحد منهما طباع وتفاهمها وتفهمهما لبعضهما هو مفتاح النجاح.



*لو جوزك مش بيسمعلك وانتي بتتكلمي تعالي اقولك ازاي تخليه يسمعك




غالبية الزوجات يشتكين من عدم اهتمام الأزواج بحديثهنّ أو الاستماع إلى ما يقلنه. هذه ظاهرة معروفة في عالم الزواج وتزعج النساء كثيراً، حيث أنّ هناك أزواجاً لايعيرون أيّ اهتمام لما تقوله زوجاتهم.
تعتبر نساء كثيرات أنّ هذا الموقف من قبل الرجل هو دليل عدم احترام للمرأة وبأحاديثها، معتقدين أنّ المرأة تتحدّث كثيراً، الأمر الذي يؤدّي إلى فقدان الرجل الصبر الكافي للاستماع لأحاديثها. كما أنّ هناك رجالاً يعتقدون أنّ ليس هناك ماهو مشوق في حديث المرأة.

قبل الزواج وبعده:
في استطلاع للرأي مع نحو ألفي امرأة برازيلية متزوجة، أكّدت نسبة تسعين بالمائة منهنّ أنّ الرجال يتغيّرون كثيراً بعد الزواج من حيث عدم تقدير أحاديث المرأة، أو إظهار الاهتمام بما تقوله. علماً بأنهم في فترة ما قبل الزواج كانوا آذاناً صاغية. وتساءلت نساء كثيرات: هل هي المصلحة أم التظاهر لكسب قلب المرأة والزواج منها؟

وأشارت غالبية النساء المشاركات في الاستطلاع الذي قام به معهد "فييسب" البرازيلي للدراسات الاجتماعية ونشره "تيرا" البرازيلي على الانترنت إلى أنّ أزواجهنّ تغيّروا بشكل لايصدّق بعد الزواج، فهم لايملكون الصبر حتى تنهي الزوجة حديثها، ومنهم من يطلب منها عدم الحديث إطلاقاً، إلا إذا كان هناك أمر ضروري جداً. وأوضحت نسبة خمسة وعشرين بالمائة منهنّ أنّ أزواجهنّ لايرغبن في أن يفتحن أحاديث مطوّلة بوجود أناس آخرين.

سبع نصائح:
بعد استطلاع الرأي، وضع خبراء المعهد سبع نصائح هامة للمرأة لكي تجعل زوجها يستمع إليها عندما تتحدّث معه، فماهي؟

أولاً، لاتتحدّثي معه عندما يكون مشغولاً:
أكّد الخبراء أنّ الرجل يرفض تماماً الاستماع إلى زوجته عندما يكون منشغلاً بأمر يخصّه. ولذلك، ينصح بألا تفتح الزوجة أيّ حديث إلى أن ينتهي ممّا يقوم به. وأضافوا أنّ الزوج يعتبر ما يقوم به أهمّ بكثير من الاستماع إلى حديث زوجته، حتى ولو كان ما يقوم به من أسخف الأمور.

ثانياً، لاتتحدّثي معه فور عودته من عمله:
قال الخبراء إنّ الزوج، وبخاصة إذا كانت زوجته لاتعمل، يعود من العمل متعب ومنهك ولن يكون لديه صبر للاستماع إلى حديث زوجته. ولذلك، ينصح بألا تفتح الزوجة أيّ حديث مع زوجها إلا بعد أن يتناول طعامه ويرتاح ويتغيّر مزاجه نحو الأفضل.

ثالثاً، لاتصرخي عندما يرفض الاستماع إليك:
أشار الخبراء إلى أنّ صراخ المرأة غضباً بسبب عدم استماع زوجها لها وهي تتحدّث يعقّد الموقف، ويجعل الزوج أكثر عنداً. من الأفضل أن تتوقفي عن الحديث عندما تشعرين بأنه لايعير اهتماماً لما تقولينه، وانتظري إلى أن يسألك هو عمّا كنت ترغبين قوله. وأضافوا أنّ بقاء المرأة هادئة ربما يجعل الزوج يعيد النظر في موقفه، ويظنّ بأنه ربما يكون هناك هدف لما كنت تودّ قوله له.

رابعاً، اسأليه إن كان قد فهمك:
قال الخبراء إنّ هذه الطريقة تعتبر هامة لاكتشاف ما إذا كان الزوج قد استمع لحديثك أم لا. فهو قد يهزّ برأسه عندما تتحدّثين ولكن ربما يكون ذهنه مشغولاً بأمر آخر. لذلك، اطلبي منه أن يعيد ما قلته، وفيما إذا قد فهم حديثك.

خامساً، لاتكثري من الأسئلة المحرجة:
أوضح خبراء معهد "فييسب" أنّ الرجل لايحب الإجابة عن الأسئلة المحرجة التي تطرحها زوجته، ومنها على سبيل المثال: أين كنت ولماذا تأخرت في الوصول إلى البيت، أو هل تحدّثت مع امرأة أخرى أو قابلت فلانة، أو ماذا كنت تقول لجارتنا التي أوقفتك عندما كنت تدخل باب العمارة؟ وغيرها من الأسئلة التي لايحب الزوج سماعها من زوجته، وبخاصة إذا كان مخلصاً ولايخون.

سادساً، تحدّثي معه بابتسامة جميلة:
أكّد الخبراء أنّ الرجل لايحب تكشيرة المرأة، ولايحب حديثها من دون ابتسامة مرافقة. فمثل هذه الابتسامة قد تخلق عنده الرغبة في سماع حديثك.

سابعاً، اختاري الحديث المناسب:
إنّ الرجل لايحب أحاديث النساء التي فيها تعليقات أو انتقادات للآخرين بسبب طريقة اختيار الثياب أو طريقة تناول الطعام. لذلك، يتوجّب على الزوجة أن تختار الأحاديث المناسبة لكي تجذب اهتمام الزوج، وبخاصة الأحاديث التي فيها أمور تهمّه.




*الصمت الزوجي
فما هي أسباب الصمت الزوجي؟ وكيف لنا تجاوزها ؟




1- فتور المشاعر بين الزوجين:

البرود العاطفي بين الزوجين غالبا ما يكون ناتجا عن عدم الاكتراث بالطرف
الأخر، أو عن عدم إيلاء التعبير عن المشاعر العناية اللازمة.
فليسأل كل زوج(ة)نفسه(ها):
- متى عبرت لشريك حياتي عن مشاعري آخر مرة ؟
- كم مرة خرجت معه(ها) في نزهة على انفراد ؟
- منذ متى أعطيته(ها) هدية؟
- كم مرة أعلمته(ها) عن رغبتي في الحديث والمجالسة ؟
أجوبتنا ستدلنا بالتأكيد على مدى رعايتنا لبذرة المودة والرحمة التي قذفها الله تعالى في قلب الأزواج وجعلها من نعمه وآلائه.
أجوبتنا
ستدلنا على مدى اقتداءنا بالهدي النبوي الصافي من خلال سيرة حبيبنا
المصطفى عليه الصلاة والسلام مع نسائه، وكيف كان يسابق أمنا عائشة،
ويطمئنها على حبه ويشبهه في متانته "بالعقدة".
عن ابن القيم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خلا بنسائه ألين الناس، ضحاكا بساما.

2- عدم الوعي بقيمة الحوار:

فهو
قنطرة التواصل وحبل الترابط بين الزوجين، فإذا تصدع هذا الجسر، وانقطع هذا
الحبل اتسعت مساحة الصمت في الحياة الزوجية، وسمك الجدار الحائل بين
الزوجين...
قد يصرخ في وجهي أحد الأزواج قائلا:
- "وما فائدة
الحوار؟ نحن بالحوار تزداد الهوة بيننا اتساعا، ويتطاير الشرر وترتفع
الأصوات وتنتفخ الأوداج وتجحظ الأعين... ونضيف أثناءه إلى أرشيف خلافاتنا
الزوجية ملفات إضافية ؟"
إن هذا أبعد ما يكون عن الحوار. الحوار ليس
اصطداما بين آراء متشاحنة وليس فرصة لتوجيه اللوم والعتاب، أو تبادل
الاتهامات وارتفاع الأصوات...
الحوار المطلوب إنصات وحسن استماع
واختيار للوقت المناسب والكلمة الأنسب والنبرة الهادئة... لأن ارتفاع
الصوت والغضب يقتل لغة الحوار بين الزوجين.
كما أن فشلنا في إدارة
الحوار لا يجب أن يكون ذريعة للتخلي عنه وسد بابه والاستكانة إلى الصمت
والرضا به، مستدلين بحديث الرسول عليه الصلاة والسلام: "من كان يؤمن بالله
واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت" رواه الشيخان. فهذا الحديث لا يدعو
أبدا إلى نشر ثقافة الصمت السلبي في البيت أو خارجه... بل يحفزنا على
اللباقة الكلامية باختيار أحسن الألفاظ، وأجمل التعابير، وهذا ما يجب
التدرب عليه واكتسابه...
تعالوا إذن-أيها الأزواج- نرتشف من رحيق سنة
حبيبنا وقدوتنا عليه الصلاة والسلام، ونقترب من بيته صلى الله عليه وسلم
لنرى الحوار في أبهى تجلياته. فقد كان النبي الكريم عليه الصلاة والسلام
يتحدث مع أزواجه في شؤون الحياة والدعوة، وهكذا نجده في أهم لحظة من حياته
صلى الله عليه وسلم، بل وفي حياة البشر جميعا، لحظة نزول الوحي، أول من
فزع إليه وركن، ومن أخبر بذلك وأنبأ كانت زوجته أم المؤمنين سيدتنا خديجة
رضي الله عنها، حيث قامت بتهدئة روعه وطمأنة فؤاده بذكر خصاله وأخلاقه
وسيرته، فكان حوارها بلسما على قلبه الشريف صلى الله عليه وسلم.
وفي
أحرج موقف له صلى الله عليه وسلم مع الصحابة في صلح الحديبية، عند تماطلهم
في التحلل والاستجابة لبنود الصلح، دخل حائرا على أمنا أم سلمة رضي الله
عنها، فهونت عليه وأشارت عليه لتنقذ المسلمين من هذا الموقف العصيب تجاه
نبيهم.
وفي حوار الرسول صلى الله عليه وسلم مع أمنا عائشة رضي الله
عنها في حادثة الإفك، بعد علمها بالحدث، من العبر ما به نتعلم فن إدارة
الحوار وأدب النقاش الرفيع بين الزوجين.

3- عدم الصراحة والوضوح بين الزوجين:

فلا أحدهما يتحدث، ولا الآخر يسأل، وكل منهما يتجرع همومه ويحمل في صدره هموما تنوء عن حملها الجبال.

4- تجاهل حقوق الطرف الآخر:

وهذا دليل على عدم الاهتمام وقلة التقدير. والله تعالى يذكرنا في محكم
كتابه العزيز قائلا: "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة
والله عزيز حكيم" البقرة الآية226. فقيام كلا الزوجين بحقوق الآخر ليس
تفضلا بل تذكرا لفضله مصداقا لقول الله عز وجل "ولا تنسوا الفضل بينكم إن
الله بما تعملون بصير" البقرة الآية235.

5- الهروب من مواجهة المشاكل والخلافات:

فبعض الأزواج أو الزوجات يفضلون الصمت لعدم قدرتهم على المواجهة ظنا منهم
أن تجاهل المشكل كفيل بحله، والواقع يؤكد عكس ذلك بحيث تبقى المشاكل
معلقة، وقد تجر معها طابورا من المشاكل الموالية لأن المشكلة الأم لم
تعالج.

6- تناقض الآراء بين الزوجين:

في أمور معينة مما يدفع ببعض الأزواج إلى تفضيل الانسحاب بالسكوت. فتبقى الأمور بينهما معلقة، والمصالح معطلة.


7- انشغال أحد الزوجين أو كلاهما:

بحيث
يعود منهكا من عمله، وتعود مرهقة ليقابلها البيت ومطالبه والأبناء
وحاجاتهم، فلا ينقضي عمل حتى يتلقفها غيره. ويتعلل كل واحد منهما بقلة
الوقت، ونفاذ الطاقة النفسية والذهنية. والعلاج يتطلب تدبيرا جيدا للوقت
وبرمجة محكمة للتوفيق بين كل المتطلبات.
والأطفال؟
أيها الزوجان! إن الخرس الزوجي لا يهدد حياتكما الزوجية فقط، بل يهدد مستقبل وشخصية أطفالكما:
- فهو يفقدهم الإحساس بدفء الأسرة واستقرارها...
- يصيبهم بالعجز عن التعبير الجيد عن النفس.
- يجعلهم انطوائيين، غير قادرين على التواصل مع الغير لأنهم لم يتربوا في جو يسوده الحوار والتواصل.
- يهددهم بالفشل الأسري هم كذلك لاحقا.


والأهم!!
إن الصمت الزوجي لا يهدد فقط عشرتكما الدنيوية بسكتة قلبية، بل –وهذا هو
الأخطر- يفوت عليكما نعمة التلاحم والتعاون لعبور قنطرة الدنيا إلى الدار
الآخرة دار البقاء، حيث يخاطب الباري جل في علاه الأزواج المتقين قائلا :
"ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون" الزخرف الآية
كتبت : اميرة القلب
-
جزاكِ الله خيرا وبارك فيكِ

جزاكِ الله خيرا وبارك فيكِ

يستاهل التقييم


التالي

بيتك جنة وأطفالك هم عصافير الجنة2013،تعالى اسحرى عين زوجك 2013

السابق

خطورة إفشاء أسرار العلاقة الزوجية - اثار افشاء الاسرار2013

كلمات ذات علاقة
الحرص , الزوج , الزوجي , الزوجية , اهتمام , تحديث , زوجته , عليه , والتغلب , ،العلاقات , ،عدم