الثبات على الطاعات بالاشهر الحرم

مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت : صفاء العمر
-
الثبات على الطاعات بالاشهر الحرم
الثبات على الطاعات بالاشهر الحرم
الثبات على الطاعات بالاشهر الحرم

الطاعات PIC-649-1347711703.g





الثبات على الطاعات بعد شهر رمضان والاقبال على الأشهر الحرم

أختي
لا شك أن المسلم مطالب بالمداومة على الطاعات، والاستمرار في الحرص على تزكية النفس.

ومن أجل هذه التزكية شُرعت العبادات والطاعات،

وبقدر نصيب العبد من الطاعات تكون تزكيته لنفسه،
وبقدر تفريطه يكون بُعده عن التزكية.

لذا كان أهل الطاعات أرق قلوباً،

وأكثر صلاحاً،
وأهل المعاصي أغلظ قلوباً، وأشد فساداً.

والصوم من تلك العبادات التي تطهِّر القلوب من أدرانها، وتشفيها من أمراضها.. لذلك فإن شهر رمضان موسماً للمراجعة، وأيامه طهارة للقلوب.

وتلك فائدة عظيمة يجنيها الصائم من صومه، ليخرج من صومه بقلب جديد، وحالة أخرى.

وصيام الستة من شوال بعد رمضان، فرصة من تلك الفرص الغالية، بحيث يقف الصائم على أعتاب طاعة أخرى، بعد أن فرغ من صيام رمضان.

وقد أرشد أمته إلى فضل الست من شوال، وحثهم بأسلوب يرغِّب في صيام هذه الأيام..

قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: {من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر} [رواه مسلم وغيره].

قال الإمام النووي - رحمه الله -: قال العلماء: (وإنما كان كصيام الدهر، لأن الحسنة بعشر أمثالها، فرمضان بعشرة أشهر، والستة بشهرين..).

الطاعات PIC-762-1347711703.g

وتتولى الطاعات والثبات عليها مع اقبالنا على الاشهر الحرم

فما هي الأشهر الحرم؟

ولماذا سُميت بهذا الاسم؟

وهل الحرمة لبلد معين، أو شيء معين؟

الأشهر الحرم هي أربعة: رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم؛ فشهر مفرد، وهو رجب، والبقية متتالية، وهي: ذو القعدة وذو الحجة ومحرم.

والظاهر أنها سميت حرماً؛ لأن الله حرم فيها القتال بين الناس؛

فلهذا قيل لها حرم؛ جمع حرام.

كما قال الله جل وعلا: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ[2]، وقال تعالى: يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ[3]، فدل ذلك على أنه محرم فيها القتال، وذلك من رحمة الله لعباده؛ حتى يسافروا فيها، وحتى يحجوا ويعتمروا.

واختلف العلماء: هل حرمة القتال فيها باقية، أو نسخت؟ على قولين:

الجمهور: على أنها نسخت، وأن تحريم القتال فيها نُسخ.

وقول آخر: أنها باقية ولم تُنسخ، وأن التحريم فيها باقٍ ولا يزال، وهذا القول أظهر من جهة الدليل.

وأما مضاعفة الثواب والعقاب في هذه الأشهر، فقد صرح بها بعض أهل العلم استناداً لقوله تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) [التوبة:36] .

قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: (فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)

أي في هذه الأشهر المحرمة، لأنها آكد، وأبلغ في الإثم من غيرها،
كما أن المعاصي في البلد الحرام تضاعف، لقوله تعالى: (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) [الحج:25] .

وكذلك الشهر الحرام تغلظ فيه الآثام،

ولهذا تغلظ فيه الدية في مذهب الشافعي وطائفة كثيرة من العلماء،
وكذا في حق من قَتل في الحرم أو قتل ذا محرم،
ثم نقل عن قتادة قوله: إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزراً من الظلم في سواها، وإن كان الظلم على كل حال عظيماً،
ولكن الله يعظم في أمره ما يشاء. انتهى..


الطاعات PIC-762-1347711703.g
تعظيم الأشهر الحرم
اخواتي بالله!
اعلموا نفعني الله وإياكم بما نقول ونسمع أن الله – سبحانه- اختص هذه الأمة وفضلها على سائر الأمم،

وجعلها من خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله،

واختصها وشرفها بأفضل الأنبياء والمرسلين،
محمد بن عبد الله - عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.

وكذلك اختص هذه الأمة بأزمنة مباركة،

ومنها: يوم الجمعة، وليلة القدر، ورمضان، والأربعة الأشهر الحرم.


الطاعات PIC-762-1347711703.g

اخواتي!
يقول الله - جل في علاه- : {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [التوبة 36].

{منها أربعة حرم} أي من هذه الإثناعشر شهراً أربعة حرم،
وسميت هذه الأشهر الأربعة حرماً لعظم حرمتها وحرمة الذنب فيها،
روى ابن طلحة عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: اختص الله - تعالى - أربعة أشهر جعلهن حرماً، وعظم حرماتهن،

وجعل الذنب فيها أعظم،
وجعل العمل الصالح والأجر أعظم وخص الله - تعالى- الأربعة الحرم بالذكر،
ونهى عن الظلم فيها تشريفاً لها، وإن كان منهياً عنه في كل زمان.

وقال قتادة: إن الله اصطفى صفايا من خلقه، اصطفى من الملائكة رسلاً، ومن الناس رسلاً، واصطفى من الكلام ذكره، واصطفى من الأرض المساجد، واصطفى من الشهور رمضان، والأشهر الحرم،
واصطفى من الأيام يوم الجمعة، واصطفى من الليالي ليلة القدر، فعظموا ما عظم الله، إنما تعظيم الأمور بما عظم الله به عند أهل الفهم وأهل العقل.

وهذه الأربعة الأشهر الحرم قد جاء بيانها في سنة المعصوم صلى الله عليه وسلم فقد خطب في حجة الوداع،
فعن أبي بكرة – رضي الله عنه- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب في حجته فقال: (إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان) أخرجه البخاري ومسلم.

ثم يقول الله- سبحانه-: { ذلك الدين القيم} أي ذلك هو الشرع المستقيم من امتثال أمر الله فيما جعل منها الأشهر الحرم والحذو بها على ما سيق من كتاب الله الأول.

{فلا تظلموا فيهن أنفسكم} أي فلا تظلموا أنفسكم بارتكاب المعاصي والآثام، صغرت أم كبرت؛
لأن الله إذا عظم شيئاً من جهة واحدة صارت له حرمة واحدة،

وإذا عظمه من جهتين أو جهات صارت له حرمة متعددة،
فيضاعف فيه العقاب بالعمل القبيح؛
كما يضاعف الأجر والثواب بالعمل الحسن،
فإن من أطاع الله في الشهر الحرام في البلد الحرام ليس ثوابه ثواب من أطاعه في الشهر الحرام في الحرام،
ومن أطاعه في الشهر الحلال في البلد الحرام ليس ثوابه ثواب من أطاعه في شهر حلال في بلد حلال.

وأعظم الظلم هو الشرك بالله؛

كما قال الله- تعالى-:{وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [سورة لقمان 13].

وتحليل ما حرم الله وتحريم ما أحله،

والتلاعب بأحكام الله، وهذا ما كان يفعله مشركوا العرب الأوائل فيتلاعبون بحرمة هذه الأشهر،
فيؤخرون حرمة شهر الله المحرم إلى صفر،
وإذا أراد فيه قتالاً يسمونه النسيء وقد أبطل الله كل ذلك.

فقال: إنما النسيء – التأخير - {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}... [سورة التوبة 37].

وقال تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلاَلاً قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ} [سورة يونس 59].
وقوله تعالى: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ} [سورة النحل 116].

وقال محمد بن إسحاق في قوله تعالى: {فلا تظلموا فيهن أنفسكم} أي لا تجعلوا حرامها حلالاً، ولا حلالها حراماً؛ كما فعل أهل الشرك فإنما النسيء الذي كانوا يضعون من ذلك زيادة في الكفر: {يضل به الذين كفروا}.

إن ظلماً لأنفسنا أن نوردها موارد الهلاك في الدنيا والآخرة

بالإعراض عما علمناه من دين الله،
فنعرف الحرام ونرتكبه، والواجب فلا نفعله.

إن ظلماً لأنفسنا أن تمر بنا مواسم الخير فلا نستغلها إلا في جمع النقود،

ونحن في غفلة عن حقيقة موازين حسناتنا يوم القيامة.

وإن ظلماً لأنفسنا أن نقابل نعم الله علنيا بالكفران والنكران لا بالشكران والعرفان، فنعمة البصر ونعمة النطق سخرناها في قالة السوء، من غيبة ونميمة وكذب وزور وبهتان، وغيرها من آفات اللسان.
الطاعات PIC-762-1347711703.g


اخواتي!

لنتأمل جميعاً كم لله علينا من نعم ظاهرة وباطنه لا نحصي لها عداً،

ثم لننظر هل سخرنا كل نعمة فيما يرضيه، فكنا من الشاكرين،

أم أننا استعنا بنعم الله علينا على معاصيه

الله سبحانه يقول: {هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [سورة الرحمن 60].
ويقول تعالى: {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ}
[سورة النحل 53].
ويقول تعالى: {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} [سورة النحل 18].


الطاعات PIC-762-1347711703.g
اخواتي!
لتعلموا - أن الظلم محرم في جميع الأزمنة والأمكنة،
ولكنه في الأشهر الحرم أشد تحريماً من غيره؛
كما قال قتادة - رحمه الله - في قوله: {فلا تظلموا فيهن أنفسكم}

إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزراً من الظلم فيما سواها،

وإن كان الظلم على كل حال عظيماً، ولكن الله يعظم من أمره ما يشاء.
وقال القرطبي: خص الله تعالى الأربعة الأشهر الحرم بالذكر،
ونهى عن الظلم فيها تشريفاً لها،
وإن كان منهياً عنه في كل زمان؛

كما قال تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ} [سورة البقرة 197].

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: {فلا تظلموا فيهن أنفسكم} في الإثنا عشر شهراً.

وعن محمد بن الحنفية قال: فيهن كلهن.

ثم ختم الله الآية بإعلامه لنا بأن معيته جل وعلا للمتقين يحميهم ويحرسهم،

ويدافع عنهم، فقال: {واعلموا أن الله مع المتقين}.
المتقون الذي راقبوا الله في جميع حركاتهم وسكناتهم،

ففعلوا ما أوجب الله عليهم، وتركوا ما نهى الله عنه.

المتقون الذين أحلوا ما أحل الله وحرموا ما حرم الله،
ولم يتلاعبوا بأحكام الله ودينه وشرعه،

ولم يحتالوا على الناس في معاملتهم وبيعهم وشرائهم،
ولم يغتصبوا ولم يخونوا ولم يخدعوا.

المتقون الذين صبروا على نعم السراء، فشكروا الله عليها،

وصبروا على نعم الضراء فشكروا الله عليها.
المتقون الذين خافوا من الجليل، واستعدوا ليوم الرحيل،

ورضوا بالقليل، وعملوا بالتنزيل.

المتقون الذي ذكر الله أوصافهم في أوائل سورة البقرة والمؤمنون،

وفي سورة آل عمران.
أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلنا منهم.

اللهم! إنا نسألك الهدى والتقوى والعفاف والغنى
المصدر امام المسجد
الطاعات PIC-762-1347711703.g



وإنكم اليوم تستقبلون الأشهر الحرم الثلاثة

فلا تظلموا فيهن أنفسكم التزموا حدود الله تعالى أقيموا فرائض الله واجتنبوا محارمه
أدوا الحقوق فيما بينكم وبين ربكم وفيما بينكم وبين عباده
واعلموا أن الشيطان قد قعد لابن آدم كل مرصد وأقسم لله ليأتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا يجد أكثرهم شاكرين
أقسم لله بعزة الله ليغوينهم أجمعين إلا عباد الله المخلصين
إن الشيطان لحريص كل الحرص على إغواء بني آدم وإضلالهم يصدهم عن دين الله يأمرهم بالفحشاء والمنكر
يحبب إليهم المعاصي ويكره إليهم الطاعات يأتيهم من كل جانب ويقذفهم بسهامه من كل جبهة

إن رأى من العبد رغبة في الخير ثبطه عنه وأقعده
فإن عجز عنه من هذا الجانب جاءه من جانب الغلو والوسواس والشكوك وتعدي الحدود في الطاعة
فأفسدها عليه فإن عجز عنه من جانب الطاعات جاءه من جانب المعاصي
فينظر أقوى المعاصي هدما لدينه فأوقعه فيها
فإن عجز عنه من هذا الجانب حاوله من جانب أسهل فأوقعه فيما دونها من المعاصي

فإذا وقع في شرك المعاصي فقد نال الشيطان منه بغيته فإن يكسل في نفسه تارة

ويفتح عليه الشيطان باب التسويف تارة
يقول له: هذه هينة أفعلها هذه المرة

وتب إلى الله تعالى فباب التوبة مفتوح وربك غفور رحيم
فلا يزال به يعده ويمنيه وما يعده إلا غرورا

فإذا وقع في هذه المعصية التي كان يراها من قبل صعبة كبيرة

وهانت عليه تدرج به الشيطان إلى ما هو أكبر منها
وهكذا أبدا حتى يخرجه من دينه كله

ولقد أشار النبي إلى هذا التدرج
فيما رواه الإمام أحمد عن سهل بن سعد
أن النبي قال: ((إياكم ومحقرات الذنوب فإنما مثل محقرات الذنوب
كمثل قوم نزلوا بطن واد
فجاء ذا بعود وذا بعود حتى أنضجوا خبزهم
وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه)).

الطاعات PIC-762-1347711703.g
اخواتي:

احذروا مكايد الشيطان ومكره
فإنه يتنوع في ذلك ويتلون فهذا يأتيه من قبل الإيمان والتوحيد

فيوقعه في الشك أحيانا وفي الشرك أحيانا

وهذا يأتيه من قبل الصلاة فيوقعه في التهاون بها والإخلال
وهذا يأتيه من قبل الزكاة فيوقعه في البخل بها أو صرفها في غير مستحقها
وهذا يأتيه من قبل الصيام فيوقعه فيما ينقضه من سيئ الأقوال والأفعال
وهذا يأتيه من قبل الحج فيوقعه في التسويف به حتى يأتيه الموت وما حج
وهذا يأتيه من قبل حقوق الوالدين والأقارب فيوقعه في العقوق والقطيعة
وهذا يأتيه من قبل الأمانة فيوقعه في الغش والخيانة

وهذا يأتيه من قبل المال فيوقعه في اكتسابه من غير مبالاة
فيكتسبه عن طريق الحرام بالربا تارة وبالغرور والجهالة تارة
وبأخذه الرشوة أحيانا
وبإهمال عمله تارة إلى غيره

ذلك من أنواع المعاصي وأجناسها التي يغر بها الشيطان بني آدم
ثم يتخلى عنهم أحوج ما يكونون إلى المساعد والمعين
اسمعوا قول الله تعالى في غرور الشيطان لأبوينا آدم وحواء حين أسكنهما الله تعالى الجنة وأذن لهما أن يأكلا رغدا من حيث شاءا من أشجارها وثمارها سوى شجرة واحدة عينها لهما بالإشارة

ولا تقربا هذه الشجرة ولكن الشيطان وسوس لهما
وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة
إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين
وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين
فدلاهما أي أنزلهما من مرتبة الطاعة وعلو المنزلة بغرور ،

الطاعات PIC-762-1347711703.g

واسمعوا خداعه لقريش في الخروج إلى بدر وتخليه عنهم
حيث يقول الله تعالى في ذلك: وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب
الانفال48
واسمعوا قول الله تعالى في خداع الشيطان

لكل إنسان
وتخليه عنه حيث يقول الله تعالى: كمثل الشيطان إذ قال للإنسان أكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين) الحشر 16-17
(وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم )ابراهيم 22.

الطاعات PIC-762-1347711703.g

اخواتي

إن كل ما تجدون في نفوسكم من تكاسل عن الطاعات وتهاون بالمعاصي
فإنه من وساوس الشيطان ونزغاته
فإذا وجدتم ذلك فاستعيذوا بالله منه فإن في ذلك الشفاء والخلاص
قال الله تعالى وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون

اللهم أعذنا من الشيطان الرجيم

واجعلنا من عبادك المخلصين الذين ليس له سلطان عليهم وعلى ربهم يتوكلون
واغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا
وثبت أقدامنا
وانصرنا على القوم الكافرين إنك جواد كريم غفور رحيم.
من خطبه لمحمد بن صالح العثيمين


الثبات على الطاعات بالاشهر الحرم
الثبات على الطاعات بالاشهر الحرم
الثبات على الطاعات بالاشهر الحرم
كتبت : * أم أحمد *
-
ثبتنا الله وإياكم على العمل والقول الصالح
وجزاكِ الله خيراً
وبارك بكِ وبسعيكِ الطيب والقيّم
وتقبلي وافر تقديري وأحترامي
كتبت : سنبلة الخير .
-
جزاك الله خيرا لطرحك الهادف
جعله الله في موازين حسناتك
لاحرمت الاجر
كتبت : || (أفنان) l|
-
جزاك الله خير الجزاء.. ونفع بما طرحتي..
ونفعنا الله وإياكِ بما كتبت
وجعله في ميزان حسناتك
بانتظار جديدك الهادف
دمتي بخير

كتبت : صفاء العمر
-
بارك الله فيكم اخواتي
مروركم وكلماتكم
مصدر فخر لي
جزاكم الله خير
كتبت : روميساء22
-
الصفحات 1 2 

التالي

كيف تكفر ذنوب سنوات عدة

السابق

إلى الذين فاتتهم الأرباح فى رمضان

كلمات ذات علاقة
الثبات , الحرم , الطاعات , بالاشهر , على