دلائل محبة الحبيب صلى الله عليه وسلم

مجتمع رجيم / السيرة النبوية ( محمد صلى الله عليه وسلم )
كتبت : قره العين
-
بسم الله الرحمن الرحيم


PIC-902-1347824402.p

دلائل محبة الحبيب صلى الله عليه وسلم
دلائل محبة الحبيب صلى الله عليه وسلم
دلائل محبة الحبيب صلى الله عليه وسلم


فضل الله ـ تعالى ـ نبيه محمدا ـ صلى الله عليه وسلم ـ على جميع الخلق،
أولهم وآخرهم،فهو خاتم الأنبياء وإمامهم، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ
( إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى بني هاشم من قريش، واصطفاني من بني هاشم ) ( مسلم )،
وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (أنا سيد ولد آدم ولا فخر، وأول من ينشق
عنه القبر، وأول شافع، وأول مشفع
) ( مسلم )..

PIC-574-1347824402.g

ومما ينتج من اعتقاد فضله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، استشعار جلالة قدره وعظيم شأنه،
واستحضار محاسنه وأخلاقه، ومكانته ومنزلته، وامتلاء القلب بمحبته ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
وهذه المحبة وإن كانت عملا قلبيا, إلا أن آثارها ودلائلها لابد وأن تظهر على الجوارح .
ودلائل حب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كثيرة، منها :

الثناء عليه بما هو أهله، والصلاة والسلام عليه، لأمر الله ـ عز وجل
ـ وتأكيده على ذلك بقوله: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً
} (الأحزاب:56) ..

PIC-574-1347824402.g

والشوق إليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وتعداد فضائله وخصائصه،
ومعجزاته ودلائل نبوته، وتعريف الناس بسنته وتعليمهم إياها، وتذكيرهم بمكانته ومنزلته وحقوقه،
وذكر صفاته وأخلاقه، وسيرته وغزواته ..

وكذلك التأدب عند ذكره
ـ صلى الله عليه وسلم ـ، بأن لا يذكر باسمه مجردا،
بل بوصف بالنبوة والرسالة، فلا يقال: محمد، ولكن: نبي الله، أو الرسول، ونحو ذلك ..
وهذه خصوصية للنبي ـ صلى الله عليه
وسلم ـ دون إخوانه من الأنبياء، فلم يخاطبه الله تعالى ـ قَطْ ـ باسمه مجردا،
وحين قال: { مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ }
(الأحزاب: من الآية40)
، قال بعدها: { وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ }
(الأحزاب: من الآية40) ..

ويجئ التوجيه إلى هذا التأدب مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في قوله تعالى ـ:
{لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً }
(النور: من الآية63) .

قال ابن كثير في تفسيره: " قال الضحاك ، عن ابن عباس : كانوا يقولون: يا محمد، يا أبا القاسم،
فنهاهم الله ـ عز وجل ـ عن ذلك، إعظامًا لنبيه ـ
صلى الله وسلم عليه ـ، فقالوا: يا رسول الله، يا نبي الله
" .

وقال قتادة : " أمر الله أن يهاب نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ،
وأن يُبَجَّل، وأن يعظَّم وأن يسود
" ..

PIC-574-1347824402.g

و من مظاهر ودلائل حبه ـ صلى الله عليه وسلم ـ
الأدب في مسجده، وعدم رفع الصوت عنده، ومن ثم أنكر عمر ـ
رضي الله عنه ـ على من رفع صوته فيه .. عن السائب بن يزيد ـ رضي الله عنه ـ قال: ( كنت قائما في
المسجد فحصبني رجل(رماني بالحصباء وهي صغار الحصا)، فنظرت فإذا عمر بن الخطاب ،
فقال: اذهب فائتني بهذين، فجئته بهما، قال: من أنتما ـ أو من أين أنتما ـ ؟
قالا: من أهل الطائف، قال: لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما ضربا،
ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
) ( البخاري ).

وكذلك من مظاهر حبه ـ صلى الله عليه وسلم ـ حفظ حرمة المدينة
المنورة فإليها هاجر، وهي دار نصرته وبلد
أنصاره، ومحل إقامة دينه وفيها مات ودفن، وفيها مسجده ـ خير
المساجد بعد المسجد الحرام ـ، ويتأكد فيها العمل الصالح، وتزداد فيها السيئة قبحا لشرف المكان،
ومن ثم ينبغي الأدب فيها، لما لها من المنزلة والمكانة عند الله وعند رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ..

PIC-574-1347824402.g

ومن دلائل حب الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ توقير أحاديثه،
والتأدب في مجالسها وعند سماعها، والمسارعة للعمل بها تعظيما لها ولصاحبها ـ صلى الله عليه وسلم ـ ،
وتصديقه فيما أخبر به من أمر الماضي أو الحاضر أو المستقبل، قال الله تعالى:
{ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى }
(النجم 4:3)
، فإن من أصول الإيمان وركائزه الإيمان بعصمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
من الكذب أو البهتان، ومن ثم فمن سوء الأدب مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
التشكيك والتكذيب لشيء من أحاديثه بزعم تعارضها مع العقل أو الهوى ..

يقول ابن القيم في كتابه مدارج السالكين: " رأس الأدب مع الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ
كمال التسليم له والانقياد لأمره، وتلقي خبره بالقبول والتصديق،
دون أن يُحَمِّله معارضة بخيال باطل يسميه معقولا، أو يحمله
شبهة أو شكا، أو يقدم عليه آراء الرجال .. " .

ومن ثم حاز أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ المنزلة العالية التي حازها،
بإيمانه وتصديقه حق التصديق بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ
قالت : ( لما أسري بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى
المسجد الأقصى، أصبح يتحدث الناس بذلك، فارتد ناس ممن كانوا آمنوا به و صدقوه،
و سعوا بذلك إلى أبي بكر فقالوا : هل لك إلى صاحبك يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس؟
قال: أوَ قال ذلك؟ قالوا: نعم، قال : لئن كان قال ذلك لقد صدق، قالوا: أو تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت
المقدس و جاء قبل أن يصبح؟ قال : نعم، إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك،
أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة. فلذلك سمي أبو بكر الصديق ) ( الحاكم
) .
المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 306
خلاصة حكم المحدث: متواتر


PIC-574-1347824402.g

ومن الدلائل الهامة على حب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: اتباعه وطاعته والاهتداء بهديه، فالأصل في أفعال
النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأقواله أنها للاتباع والاقتداء، قال الله تعالى: { [COLOR="RoyalBlue
"]لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً
} (الأحزاب:21).
وقد كثرت النصوص في الحث على اتباعه وطاعته ـ صلى الله عليه وسلم ـ،
والاهتداء بهديه والاستنان بسنته، والدفاع عنها، والدعوة إليها، وهذا
من تمام حبه والأدب معه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ..

يقول القاضي عياض : " اعلم أن من أحب شيئاً آثره وآثر موافقته، وإلا لم يكن صادقاً في حبه،
وكان مدّعياً، فالصادق في حب النبي - صلى الله عليه وسلم - من تظهر علامة ذلك عليه،
وأولها الاقتداء به، واستعمال سنته، واتباع أقواله وأفعاله، والتأدب بآدابه في عسره ويسره،
ومنشطه ومكرهه، وشاهد هذا قول الله تعالى: {
قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ
رَحِيمٌ
}
(آل عمران:31) .

PIC-574-1347824402.g

إن محبة الرسول - صلى الله علـيـه وسلم- أصل عظيم من أصول الدين، فلا يتم الإيمان إلا بهذه المحبة .
فعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (
لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه
من والده وولده والناس أجمعين
) ( البخاري ) .
ومن ثم فإن حرمته ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعد موته، وتوقيره
والتأدب معه، وتعظيم أهل بيته وصحابته، والتمسك بهديه وسنته وشريعته، لازم كما كان في حال حياته
ووجوده، وهذا من دلائل الحب للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ..

نسأل الله تعالى أن يملأ قلوبنا حبا وأدبا معه ـ صلى الله عليه وسلم ـ،
وأن يرزقنا اتباعه والاقتداء به، وأن يحشرنا معه ..


PIC-705-1347824402.p


دلائل محبة الحبيب صلى الله عليه وسلم
دلائل محبة الحبيب صلى الله عليه وسلم
دلائل محبة الحبيب صلى الله عليه وسلم
[/COLOR]
كتبت : * أم أحمد *
-



شكراً لكـ

على طرح ــكـ دئماً متميز .. من الأفضـل للأفضل
أح ـترامى وتقديرى لكـ
تقبل مرورى البسيط فى ج ــمال موضوعكـ

كتبت : سنبلة الخير .
-
افضل الصلاة والسلام على سيدنا محمد صلوات الله وسلامه
جزاك الله خير الجزاء
طرح قيم
لاحرمت الاجر
كتبت : صفاء العمر
-
موضوع غايه بالقمه والفائده
جزاك الله خير
وسلمت يمينك
كتبت : روميساء22
-
موضوع رائع
جزاكي الله خيرا

كتبت : حنين للجنان
-





طرح قيم
جزاكِ الله خيرا غاليتي
وبارك فيكِ
ووفقكِ لما يحب ويرضى
لا عدمناااكِ



الصفحات 1 2 

التالي

تعظيم الحبيب المصطفى "عليه الصلاة والسلام "

السابق

إنا كفيناك المستهزئين

كلمات ذات علاقة
محبة , الله , الحبيب , دلائل , صلى , عليه , وسلم