هدي النبي – صلى الله عليه وسلم – في السلام

مجتمع رجيم / السيرة النبوية ( محمد صلى الله عليه وسلم )
كتبت : قره العين
-
PIC-725-1349206335.g

PIC-665-1349206335.j

هدي النبي – صلى الله عليه وسلم – في السلام
هدي النبي – صلى الله عليه وسلم – في السلام
هدي النبي – صلى الله عليه وسلم – في السلام


PIC-413-1349206335.g


بين أوّل الأنبياء وآخرهم رابطة مشركة وعادة متّبعة لا يعلمها كثيرٌ من الناس ،
فآدم عليه السلام هو أوّل من استخدم التحيّة الإسلامية حينما علّمه ربّه السلام على الملائكة ،
ومحمد - صلى الله عليه وسلم – جعلها رمزاً خاصّاً لأمته تميزّها عن باقي الأمم .

فاليهود كانوا يحيّون بعضهم إشارةً بالأصابع ، والنصارى كانوا يشيرون بأكفّهم ،
أما المسلمون فقد أبدلهم الله تعالى عن هذا كلّه بخير تحيّة وأفضل سلام
: " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " .

وهذه التحيّة المتميّزة في ألفاظها – فهي مأخوذة من اسم الله " السلام "
كما في الحديث الصحيح – العميقة في مدلولاتها – بما تحمله من معاني الرحمة والمودّة –
العظيمة في تأثيرها – فأثرها واضحٌ في توثيق العلاقات وصفاء القلوب –
هي خير بديل عن تحايا أهل الجاهليّة ، فلا عجب إذاً أن يحسدنا اليهود عليها ،
كما ثبت في حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم –
قال : ( ما حسدكم اليهود على شيء ما حسدوكم على السلام والتأمين )
رواه الإمام البخاري في الأدب المفرد .

PIC-519-1349206335.g
وقد دلّت النصوص القرآنية والأحاديث النبوية على فضل هذه التحيّة ،
فبيّن الله عزوجل كونها تحية أهل الجنة ، قال تعالى : { وتحيتهم فيها سلام }
( يونس : 10 ) ، وفي السنّة ذكرٌ للأجر المترتّب عليها ،
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا مرّ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وهو في مجلس فقال : سلامٌ عليكم ، فقال له : ( عشر حسنات ) ، ثم مرّ آخر
فقال : سلام عليكم ورحمة الله ، فقال له : ( عشرون حسنة ) ، ثم مرّ ثالثٌ
فقال : سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فقال له : ( ثلاثون حسنة ) ،

رواه ابن حبان في صحيحه .

وكذلك بيّن النبي – صلى الله عليه وسلم – أثر هذه التحيّة في تقوية الروابط الأخويّة
فقال : ( أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم ) رواه مسلم ،
وأوضح أنها سببٌ من أسباب دخول الجنّة فقال : ( اعبدوا الرحمن ، وأطعموا الطعام ،
وأفشوا السلام ، تدخلوا الجنة بسلام
) رواه الترمذي ،
وجعلها النبي – صلى الله عليه وسلم حقّاً من حقوق الأخوة
فقال : ( حق المسلم على المسلم ست – وذكر منها - إذا لقيته فسلّم عليه )
رواه مسلم
، ونهى عن تركها واعتبر ذلك دليلاً على بخل صاحبها
فقال : ( أبخل الناس من بخل بالسلام ) رواه الطبراني ،
وجعلها علامة المصالحة وعود الود فقال : ( لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال
، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا ، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام
) متفق عليه .
PIC-519-1349206335.g
وبالعودة إلى سيرة النبي – صلى الله عليه وسلم - ، نجد أنه كان من أكثر الناس إفشاءً للسلام
، دون أن يفرّق بين صغيرٍ وكبير ، وصديقٍ وغريب ، ورجلٍ وامرأة ،
فها هو عليه الصلاة والسلام يمرّ على قومٍ لا يعرفهم ولا تربطه بهم علاقة ،
في مكانٍ يُقال له " الروحاء " فيبتدرهم بالسلام ، رواه أبو داود ،
وأشار إلى فضل ذلك عندما سئل : أي الإسلام خير
فقال : ( أن تطعم الطعام وتقرأ السلام ، على من عرفت ومن لم تعرف ) متفق عليه .

وكان يمرّ على الجماعة من الغلمان فيسلّم عليهم ، كما حكى عنه خادمه أنس رضي الله عنه ،
ويمرّ عليه الصلاة والسلام على جماعة من النساء فيسلّم عليهنّ ويعظهنّ
– كما حدّثت بذلك أسماء بنت يزيد رضي الله عنها - .

وفي كيفيّة سلامه عند الدخول على أهل بيته يقول الصحابي الجليل
المقداد بن عمرو رضي الله عنه : " ..يسلم تسليما لا يوقظ نائما ، ويسمع اليقظان "
رواه مسلم .

وقد بيّن النبي – صلى الله عليه وسلم – لأصحابه جملةً من الآداب المتعلّقة بهذه التحيّة
، منها : أن الراكب يسّلم على الماشي ، والماشي على القاعد ، والقليل على الكثير
، والصغير على الكبير ، ويُرشد عليه الصلاة والسلام إلى الإكثار من السلام
فيقول : ( إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه ، فإن حالت بينهما شجرة
أو جدار أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه
)
رواه أبو داود ، وكان من هديه - صلى الله عليه وسلم –
السلام عند المجيء إلى القوم ، والسلام عند الانصراف عنهم ،
كما قال : ( إذا انتهى أحدكم إلى مجلس فليسلم ، فإن بدا له أن يجلس فليجلس ،
ثم إذا قام فليسلم ؛ فليست الأولى بأحق من الآخرة
) رواه الترمذي ،
إضافةً إلى هدي القرآن في الحث على ردّ التحيّة بأحسن منها أو مثلها
كما قال تعالى : { وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها
إن الله كان على كل شيء حسيبا
} (النساء86:) .
PIC-519-1349206335.g
وهذه الآداب المذكورة سابقاً إنما هي مختصّة بالمسلمين دون غيرهم ،
فلا يجوز ابتداء الكفّار بتحيّة الإسلام كما قال - صلى الله عليه وسلم
- : ( لا تبدؤا اليهود ولا النصارى بالسلام ) رواه مسلم ،
والنهي هنا عن لفظ السلام خاصّةً لما يتضمّنه من معانٍ خاصّة لا تنبغي لكافر ،
ويُمكن بدلاً عن ذلك تحيّتهم بغيرها من ألفاظ الترحيب ، وأما ردّ السلام عليهم
فيكون بمثلها دون زيادةٍ في ألفاظها أو تعدٍّ على أصحابها ؛ فإن ذلك منافٍ لمعاني
الرفق والحلم مع المشرك ، يشير إلى ذلك حديث عائشة رضي الله عنها أن يهوداً
أتوا إليه - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : السام عليكم ، فردّت عليهم : عليكم و
لعنكم الله وغضب الله عليكم ، فقال لها الرسول - صلى الله عليه وسلم - : ( مهلا يا عائشة ،
عليك بالرفق ، وإياك والعنف والفحش ) ، فقالت له : أو لم تسمع ما قالوا ؟
، فقال : ( أو لم تسمعي ما قلت ؟ رددت عليهم ، فيستجاب لي فيهم ،
ولا يستجاب لهم
) متفق عليه

وكان هديه – صلى الله عليه وسلم – إذا مرّ بجمع يضمّ مسلمين
وغيرهم أن يسلم قاصداً بتحيّته المسلمين ، فقد أخبر
أسامة بن زيد رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم -
مرّ بمجلس وفيه أخلاط من المسلمين واليهود فسلّم عليهم
، رواه الترمذي .

والمشهور من تحيّة النبي – صلى الله عليه وسلم –
قول : " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" ،
وفي الرّد : " وعليكم السلام ورحمة الله " ،
وأحيانا كان يردّ بقوله : " وعليك ورحمة الله "
، كما جاء في حديث أبي ذر رضي الله عنه
أن النبي – صلى الله عليه وسلم –
ردّ على تحيّته بقوله : ( وعليك ورحمة الله )
رواه مسلم .
PIC-519-1349206335.g
وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – يكره أن يقول المبتديء :
" عليك السلام ، فقد جاء عن جابر بن سليم رضي الله عنه
أنه قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - : عليك السلام يا رسول الله ،
فقال له : ( لا تقل عليك السلام ؛ فإن عليك السلام تحيّة الميت ، قل السلام عليك )
رواه أبو داود .

كما جاء النهي عن السؤال أو دعوة أحدٍ إلى الطعام قبل السلام ،
كما جاء في قول النبي – صلى الله عليه وسلم - :
( السلام قبل السؤال . فمن بدأكم بالسؤال قبل السلام فلا تجيبوه )
رواه ابن النجار ،
وفي حديث آخر : ( لا تدعوا أحدا إلى الطعام حتى يسلّم ) رواه الترمذي ،
وكذلك جاء عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قوله : ( لا تأذنوا لمن لم يبدأ بالسلام )
رواه أبو يعلى .

وللمعاني التي تحملها تحيّة الإسلام والآثار التي تحقّقها
شرع النبي – صلى الله عليه وسلم- تبليغ سلام الغائبين إلى أصحابه ،
أو طلب توصيل السلام إليهم ، كما بلّغ النبي – صلى الله عليه وسلم –
سلام جبريل عليه السلام إلى زوجته خديجة رضي الله عنها ،
وإلى عائشة رضي الله عنها .

وكان من هديه صلى الله عليه وسلم إذا بلغه أحد السلام عن غيره أن يرد عليه وعلى المبلغ ،
كما ثبت في سنن أبي داود أن رجلا قال له عليه الصلاة والسلام
: إن أبي يقرئك السلام ، فقال له : ( عليك وعلى أبيك السلام ) .

أما رد السلام فقد بيّن النبي – صلى الله عليه وسلم – وجوبه ،
وجعله حقّاً من حقوق الأخوّة الإسلاميّة
فقال : ( حق المسلم على المسلم خمس : رد السلام ) متفق عليه
PIC-519-1349206335.g
، إلافي حال الصلاة فكان عليه الصلاة والسلام يشير باليد ولا يردّ التحيّة باللفظ ؛
لتحريم الكلام في الصلاة كما جاء في الحديث الصحيح : ( إن في الصلاة لشغلاً )
متفق عليه ،
وفي حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم –
خرج إلى قباء يصلي فيه ، فجاءته الأنصار فسلموا عليه وهو يصلي ،
فكان يرد عليهم هكذا – وبسط كفّه – " ، رواه أبو داود ،
وعن جابر رضي الله عنه قال : بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم لحاجة - ،
ثم أدركته وهو يصلي فسلمت عليه ، فأشار إلي ، فلما فرغ دعاني
فقال : ( إنك سلمت علي آنفا وأنا أصلي ) رواه النسائي .

ومما يُشار إليه هنا أن النبي – صلى الله عليه وسلم – ترك السلام
أو الرّد عليه في بعض الأحوال وعلى بعض الفئات ، فقد كان عليه الصلاة والسلام
يكره أن يسلّم على غير طهارة أو وقت قضاء الحاجة ،
ففي حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : مرّ رجل
على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يبول فسلم عليه فلم يرد عليه السلام
،
رواه النسائي
، وفي رواية أبي داود : ثم اعتذر إليه فقال : ( إني كرهت أن أذكر الله عز وجل إلا على طهر ،
أو قال على طهارة
) .

وترك النبي – صلى الله عليه وسلم – السلام على بعض العصاة
إشعاراً لهم بمعصيتهم وعظيم جرمهم ، كما فعل
مع كعب بن مالك رضي الله عنه وغيره من المتخلّفين عن غزوة تبوك
، ومع الرجل الذي اتّخذ خاتماً من حديد كما عند البخاري في الأدب المفرد .

تلك إشراقةٌ من إشراقات أدبه عليه الصلاة والسلام وخلقه
، ومنهجه وسنّته ، فمن تمسّك بها سعد بآثارها ، وتنعّم بأجورها
، ومن تركها فقد فاته الخير العظيم ، والمحروم من حرمه الله .

PIC-519-1349206335.g


هدي النبي – صلى الله عليه وسلم – في السلام
هدي النبي – صلى الله عليه وسلم – في السلام
هدي النبي – صلى الله عليه وسلم – في السلام

المصدر اسلام ويب



في امان الله
كتبت : * أم أحمد *
-

جزاكِ المولى خير الجزاء
وجعلكِ ممن يدخلون الجنة بسلام
لكِ مني وافر الحب والتقدير
وشكراً لطرحكِ المميز والعطر
ودمتِ بطاعة الله ورسوله
كتبت : دلوعة حبيبها86
-
جزاك الله خيرا
موضوع رااااائع حقا
جعله الله في ميزان حسناتك
كتبت : قره العين
-


كتبت : ناثرة المسك
-
بارك الله فيكِ لطرحك الأكثر من رائع
وأسأل الله أن يحل عليكِ الأمن والسلام في الدنيـــــا والآخرة
سلمت يداكِ
ولا حُرمتِ الأجر والثواب
~في أمان الله~
كتبت : سنبلة الخير .
-
افضل الصلاة والسلام على سيدنا محمد
احسنت الطرح
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك

التالي

شق الصدر

السابق

كيف تنصر نبيك صلى الله عليه وسلم

كلمات ذات علاقة
الله , السلام , النبي , صلى , عليه , هدي , وسلم