إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ

مجتمع رجيم / الموضوعات الاسلامية المميزة .. لا للمنقول
كتبت : دكتورة سامية
-
إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ
إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ
إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ

الْقُرْآنَ يَهْدِي أَقْوَمُ PIC-275-1349545972.g




الْقُرْآنَ يَهْدِي أَقْوَمُ PIC-319-1349545973.g

إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ


شمولية الحل .. {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}



إنها قاعدة عظيمة من أعظم قواعد التغيير بالقرآن ، فهي تجعل المؤمن يزداد يقيناً بعظمة هذا القرآن،
وأنه الكتاب الوحيد الذي يصلح لكل زمان ومكان ،
وبهذا اليقين وتلك القناعة ينطلق لتغيير ما فسد من واقع الناس!

قال قتادة : ـ مبيناً معنى هذه الآية والقاعدة القرآنية ـ :
"إن القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم: فأما دائكم فالذنوب والخطايا ، وأما دواؤكم فالاستغفار"([1]).

وهذا التفسير من هذا الإمام الجليل هو تفسير بالمثال ـ كما هو الغالب على تفاسير السلف رحمهم الله ـ
وفيه رسالة واضحة إلى شموله إلى علاج جميع الأدواء، وأن فيه جميع الأدوية،
لكن يبقى الشأن في الباحثين عن تلك الأدوية في هذا القرآن العظيم.
"إنه يهدي للتي هي أقوم في ضبط التوازن بين ظاهر الإنسان وباطنه ، وبين مشاعره وسلوكه ،
وبين عقيدته وعمله ..
ويهدي للتي هي أقوم في عالم العبادة بالموازنة بين التكاليف والطاقة،
فلا تشق التكاليف على النفس حتى تمل وتيأس من الوفاء،
ولا تسهل وتترخص حتى تشيع في النفس الرخاوة والاستهتار،
ولا تتجاوز القصد والاعتدال وحدود الاحتمال.
ويهدي للتي هي أقوم في علاقات الناس بعضهم ببعض : أفراداً وأزواجاً ، وحكومات وشعوباً ،
ودولاً وأجناساً ، ويقيم هذه العلاقات على الأسس الوطيدة الثابتة التي لا تتأثر بالرأي والهوى؛
ولا تميل مع المودة والشنآن؛ ولا تصرفها المصالح والأغراض ..
ويهدي للتي هي أقوم في تبني الديانات السماوية جميعها والربط بينها كلها ،
وتعظيم مقدساتها وصيانة حرماتها، فإذا البشرية كلها بجميع عقائدها السماوية في سلام ووئام"([2]).
ومن أراد أن يقف على شيء من محاولات العلماء ـ رحمهم الله ـ
في الوقوف على شيء من ذلك، فليقرأ ما كتبه العلامة الشنقيطي :
في تفسيره لهذه الآية الكريمة، فقد كتب : نحواً من ستين صفحة وهو يتحدث عن نماذج عالجها القرآن،
وهدى لأقوم الطرق في حلها.
يقول : : "وهذه الآية الكريمة أجمل الله ـ جل وعلا ـ فيها جميع ما في القرآن من الهدى
إلى خير الطرق، وأعدلها وأصوبها، فلو تتبعنا تفصيلها على وجه الكمال لأتينا على جميع القرآن العظيم؛
لشمولها لجميع ما فيه من الهدى إلى خيري الدنيا والآخرة،
ولكننا ـ إن شاء الله تعالى ـ سنذكر جملاً وافرة في جهات مختلفة كثيرة من هدي القرآن للطريق التي هي أقوم ؛
بياناً لبعض ما أشارت إليه الآية الكريمة، تنبيها ببعضه على كله من المسائل العظام،
والمسائل التي أنكرها الملحدون من الكفار، وطعنوا بسببها في دين الإسلام،
لقصور إدراكهم عن معرفة حكمها البالغة، ..." ([3])
ثم سرد ـ رحمه الله ـ جملة من المسائل العقدية والاجتماعية.
ونحن إذا تأملنا هذا الإطلاق في هذه القاعدة :
{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} أدركنا أنها آية تتجاوز في هدايتها حدود الزمان والمكان ..
وتتجاوز كل الأنظمة والقوانين التي كانت قائمة والتي ستقوم بعد ذلك!
إنها قاعدة تقطع الطريق على جميع المنهزمين والمتخاذلين من أهل الإسلام أو المنتسبين له،
أو من الزنادقة ، الذين يظنون ـ لجهلهم ـ أن هذا القرآن إنما هو كتاب رقائق ومواعظ،
ويعالج قضايا محدودة من الأحكام! أما القضايا الكبرى، كقضايا السياسة، والعلاقات الدولية،
ونحوها، فإن القرآن ليس فيه ما يشفي في علاج هذه القضايا!!
وهذا الكلام فضلاً عن كونه خطيراً وقد يؤدي إلى الكفر ، فإنه سوء أدب مع الله، ذلك أن ربنا ـ
وهو العليم الخبير ـ يعلم حين أنـزل القرآن أن العباد سيقبلون على متغيرات كثيرة،
وانفتاح ، وعلاقات، ومستجدات، فلم يتركهم هملاً، بل حفظ لهم هذا القرآن ليرجعو إلى هداياته،
وحفظ لهم سنة نبيه ج لتكون شارحةً لما أجمل من قواعد القرآن، بل وجعل في السنة أحكاماً مستقلة،
فمن أراد الهداية وجدها فيهما، ومن كان في عينيه عشى، أو في قلبه عمى، فليتهم نفسه،
ولا يرمين نصوص الوحي بالنقص والقصور:

قد تنكرُ العينُ ضوء الشمسِ من رَمَدٍ *** ويُنْكِرُ الفَمُ طَعْمَ الماء منْ سَقَم

ومن المواقف التي لا أنساها ـ وأنا أتحدث عن هذه القاعدة القرآنية المحكمة:
{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} ـ
أن أحد العلماء لما طُلِبَ منه أن يلقي محاضرة حول هداية هذه القاعدة:
{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} قال في نفسه:
وماذا سأقول عن هذه الآية في ساعة أو أكثر؟! فقررت أن أراجع كلام بعض المفسرين حولها،
فبدأت بتفسير السعدي، فوجدته يقول:
"يخبر تعالى عن شرف القرآن وجلالته وأنه {يهدي للتي هي أقوم}
أي: أعدل وأعلى من العقائد، والأعمال، والأخلاق"([4])،
فقررتُ أن أبدأ بالحديث عن هداية القرآن للتي هي أقوم في أبواب العقائد،
فانتهى وقت المحاضرة ولم أنته من الحديث عن هذه الجزئية فقط!
فكيف بمن أراد الحديث عن هداية القرآن للتي هي أقوم في أبواب العبادات؟
والمعاملات؟ والأحوال الشخصية؟ والحدود؟ والأخلاق والسلوك؟ ف
علمت أن من يريد الحديث عن هذه القاعدة، فسيحتاج إلى عشرات المحاضرات.
إنه كتاب ربنا ، الذي يخبرنا فيه أنه يهدي للتي هي أقوم، فأين الباحثون عن هداياته؟
وأين الواردون حياضه؟ وأين الناهلون من معينه؟ وأين المهتدون بتوجيهاته؟.
إن الإجابة عن هذه الأسئلة كفيلة بأن يقتنع العالم ـ وليس المسلمون فحسب ـ
أن القرآن يهدي للتي هي أقوم ، وتزداد هذه القناعة حين يوجد أناس يحملون
هذا القرآن في صدورهم ، ويطبقونه واقعاً في حياتهم.
إنني كلما مرّ بي أثر التجار العرب الذي ذهبوا إلى شرق الأرض، وكان تأثيرهم كبيراً
في نشر الإسلام يجعلني أتساءل: هذا أثرهم وهم تجار ، وجد الناس منهم الصدق والعفّة،
فماذا سيكون الأثر لو كان جميع المسلمين تجاراً بأخلاقهم وسلوكهم في أنحاء الأرض؟!
لقد كان من أعظم أسباب التأثير الذي أحدثه النبي صلى الله عليه وسلم
في واقع الناس هو الصفاء والنقاء الخُلُقي العظيم الذي كان يمارسه في حياته وتعاملاته،
والتي جعلت هرقل يقول بعفوية:
"ما كان هذا الرجل ليدع الكذب على الناس ثم هو يكذب على الله!". align="right">ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
([1]) الدر المنثور (5/245) .
([2]) ينظر: في ظلال القرآن (4/2215) .
([3]) أضواء البيان 3/17 - 54.
([4]) تفسير السعدي : (454) .


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من كتاب : القرآن ودوره في النهوض بالأمة

تأليف : د. عمرو بن عبدالله بن محمد المقبل

غير منقول

كتبت : أم عمر و توتة
-
جزاك الله خيرا غاليتى على ما قدمت..
جعله الله فى ميزان حسناتك و اثابك الجنة..



تقييمى المتواضع لك حبيبتى..
كتبت : دكتورة سامية
-
class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة أم عمر و توتة:
جزاك الله خيرا غاليتى على ما قدمت..
جعله الله فى ميزان حسناتك و اثابك الجنة..



تقييمى المتواضع لك حبيبتى..
أختي الغالية أم عمر
بارك الله بكِ
أشكركِ على مروركِ العذب ومتابعتكِ الرائعة
لكِ مني جزيل الشكر وأوفره
تقديري
كتبت : قره العين
-
جزاكِ الله خيرا وبارك فيكِ

جعله الله في ميزان حسناتك..~
كتبت : دكتورة سامية
-
class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة ~ قرة العين ~:
جزاكِ الله خيرا وبارك فيكِ

جعله الله في ميزان حسناتك..~
أختي الكريمة
وبكِ بارك الله
لكِ مني جزيل الشكر وأوفره
تقديري
كتبت : يالذيذ يا رايق
-
جزلك الله خيرا وجعله فى ميزان حسناتك

اشتقت كتير لمواضيعك الجميله
الصفحات 1 2  3 

التالي

حسن الظن بالله

السابق

أنهلك وفينا الصالحون :

كلمات ذات علاقة
أَقْوَمُ , لِلَّتِي , الْقُرْآنَ , يَهْدِي , هَذَا , هِيَ , إِنَّ