الحج سوق الدعوة الأعظم

مجتمع رجيم / منتدى الحج و العمرة
كتبت : قره العين
-
PIC-866-1349979881.g

الحج سوق الدعوة الأعظم

الحج سوق الدعوة الأعظم

الحج سوق الدعوة الأعظم


حدث مهم في حياة الأمة الإسلامية لا بد أن تقف أمامه النفوس مشرئبة، والهمم متطلعة، والأرواح متهيبة، إذ هو حدث يتكرر كل سنة منذ آلاف السنين.

إنه الحج، الركن الخامس من أركان الإسلام التي بُني عليها قال عليه الصلاة والسلام: ((بُنيَ الإسلامُ على خمس..)) وذكر منها:.. ((..وحج البيت))[1].

وهو موسم عظيم، وعبادة جليلة؛ جمعت أصول العبادات وأنواعها؛ ففيه التعبد بالمال لنفقة الحج والصدقة، وفيه التعبد بالطواف، والصلاة عند المقام، والصوم، والتلبية التي هي الاستجابة لله وتنزيهه عن الندّ والشريك، وهو القبلة الأولى للتوحيد والتوجه إلى الله في أرضه قال ابن القيم رحمه الله: "وأما الحج فشأن آخر لا يدركه إلا الحنفاء الذين ضربوا في المحبة بسهم، وشأنه أجلُّ من أن تحيط به العبارة، وهو خاصة هذا الدين الحنيف حتى قيل في قوله تعالى: {حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينََ[2] أي حجَّاجاً، وجعل الله بيته الحرام قياماً للناس، فهو عمود العالم الذي عليه بناؤه، فلو ترك الناس كلهم الحج سنة لخرَّت السماء على الأرض، هكذا قال ترجمان القرآن ابن عباس، فالبيت الحرام قيام العالم، فلا يزال قياماً ما زال هذا البيت محجوجاً، فالحج هو خاصة الحنيفة، ومعونة الصلاة، وسر قول العبد "لا إله إلا الله"، فإنه مؤسس على التوحيد المحض، والمحبة الخالصة، وهو استزارة المحبوب لأحبابه، ودعوتهم إلى بيته، ومحل كرامته"[3].

وفي الحج تأتلف القلوب، وتتحطم الفوارق وتذوب، ويقف فيه الجميع بالمشاعر المقدسة؛ لباسهم واحدٍ، وهدفهم واحد، وشعارهم واحد: "لبيك اللهم لبيك"، إجابة محب لدعوة حبيبه إلى بيته، ولسان حاله ومقاله

أطوف به والنفس بعد مشوقة إليه وهل بعد الطواف تداني

وألثم منه الركن أطلب برد ما بقلبي من شوق ومن هيمان

فوالله ما أزداد إلا صبــابة ولا القلب إلا كثرة الخفقان

والحج كنز وموسم للدعاة إلى الله تعالى للتأسي بما كان صلى الله عليه وسلم يفعله من ترقب المواسم وتجمعات الناس ليعرض عليهم الإسلام، ولم يكن صلى الله عليه وسلم يدع فرصة تمرُّ به إلا ويسخرها في الدعوة إلى الله تعالى.

وما أحوجنا إلى اقتفاء أثره صلى الله عليه وسلم، وأحوج ما نكون اليوم إلى استغلال هذا الموسم الاستغلال الأمثل، وتعلُّم كيفية استغلال هذا الموسم في تعليم الناس الخير؟ وكيف نوجه للعالم أجمع رسالة نشرح من خلالها ما لدينا من كنوز النبوّة؟ ونقدم الإسلام للناس غضّاً طريّاً, فنمسح عنه ما علق به من غلو الغالين، وانتحال المبطلين؟

إن هذا الحدث (الحج) لجدير أن نوليه اهتمامنا على كافة المستويات، فيقام فيه سوق الدعوة إلى الله من كل صاحب طاقة، ويشتغل كل صاحب قدرة، فهو موسم المؤسسات الخيرية الدعوية، والمشايخ الدعاة وطلبة العلم، وحتى المرأة تستطيع أن تشارك من خلال التجمعات النسائية التي تتوفر في موسم الحج.

والدعوة إلى الله عز وجل ليست باباً واحداً فقط، بل هي أبواب وطرق، ووسائل مختلفة، يشارك فيها الفرد والجماعة وكل من أحب ذلك، فمن الوسائل الناجعة في الدعوة إلى الله تعالى في موسم الحج:

- توزيع المواد الدعوية والتي يتم من خلالها الموعظة الحسنة، وتصحيح المفاهيم، وتعليم الجاهل.

- المحاضرات والدروس التي يمكن أن تقام في أماكن تجمع الحجيج مثل منى، فالمكان مناسب جداً لذلك، وفي هذا الخير العظيم، حيث يتعرف فيه الحاضرون على المشايخ وطلبة العلم والدعاة إلى الله، ويجاب في هذه المجالس عن الاستفسارات، والتساؤلات التي يحمل الحجيج من بلدانهم سواء ما يتعلق بأحكام الحج، أو ما يتعلق بالاعتقادات، والبدع والمحدثات، إلى غير ذلك، فيحرص على ذلك أشد الحرص أهل حملات الحج، فعليهم مسؤولية كبيرة في هذا الباب.

- النصيحة الخاصة، والدعوة الفردية، وهي ما تتيسر لكثير من الحجاج من أهل العلم، إذ يرى من الآخرين شيئاً من المنكرات، أو يصادف من حاد عن الصواب في عقيدة أو سلوك، أو منهج، يقول صلى الله عليه وسلم: ((...فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم))[4].

- إن مما يمكن أن يفعل في هذه الأيام المباركة هو تفعيل المرأة في الأوساط النسائية بكل ما تستطيع، وما يمكن تقديمه في هذا الباب.

- تقديم المقترحات الدعوية لمنظمي الحج، وحملات الحجيج، والإسداء بكل ما يخدم هذا الجانب، فيبقى الحس الدعوي في نفس المسلم، ويبقى تفكيره الدائم في خدمة هذا الدين، وكيفية إيصال هذا الدين على كل الحجيج؟ كيف نوصله سالماً من الزيادة والنقص؟ كيف ندعو كل من كان في هذا الموسم.

- ولا ننسى أن نذكر بأن هذا المشهد العظيم الذي يراه كل العالم عبر وسائل الإعلام يمكن الاستفادة منه بذكر الفوائد والدروس التي نستفيدها من هذا الحدث العظيم، ويذكر للعالم مكانة هذا الدين، وعلو شأنه، وما جعل الله تعالى له من العظمة في النفوس والقلوب، عل ذلك أن يحرك الفطر السليمة، فيرجع البعيد، ويتوب المقصر، ويهتدي الضال.

نسأل الله أن يهدينا ويهدي بنا، وأن ييسر لنا طريق الدعوة إليه، ويجعلنا من الصالحين المصلحين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين[5].

ـــــــــــــــــــــــــــــ

[1] رواه البخاري (4153)، ومسلم (20).

[2] سورة الحج (31).

[3] مفتاح دار السعادة (2/4).

[4] البخاري (3425) بلفظه، ومسلم (4423).

[5] بتصرف وإضافة من إمام المسجد (http://www.alimam.ws/ref/1000).
PIC-382-1349979881.g

الحج سوق الدعوة الأعظم

الحج سوق الدعوة الأعظم

الحج سوق الدعوة الأعظم
كتبت : سنبلة الخير .
-
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
احسنت الطرح
سلمت يمنياك على انتقائك الهادف
اثابك الله
كتبت : قره العين
-
كتبت : صفاء العمر
-
بارك الله فيك
موضوع مفيد ورائع
جزاك الله خير

التالي

اغتنم ايام العشر فى الطاعات " مجلة الحج والعمرة "

السابق

فضل عشر ذي الحجة - صور جاهزة لوحات حائطية للحج

كلمات ذات علاقة
الأعظم , الحج , الدعوة , زوق