8 - شجاعته وجرأته في الحق:
إنَّ شجاعة الإمام ابن تيميَّة قد عرَفها كلٌّ من أهل الشام وأهل مصر، وانتشرت حتى عرفها الصغير والكبير؛ لما كان له من مشاركات عديدة ومواقف في صدِّ الطُّغاة والمُعتَدِين من التتار والنصارى ومن قُطَّاع الطُّرُق، وهذه المواقف تُنبِئ عن جرأةٍ في الحق مُنبَثِقة من شجاعته التي كانت على أرفع المستويات؛ ذلك أنَّه كان يرى أن ثمَّة وشيجة تربط ما بين الشجاعة والاعتقاد، حيث إن كلاًّ منهما محله القلب
ولهذا يقول: "ولهذا كان قوام الناس بأهل الكتاب وأهل الحديد، كما قال مَن قال من السَّلَف: صِنفان إن صلحوا صلح الناس: الأمراء والعلماء... ولهذا كانت السنَّة أنَّ الذي يصلِّي بالناس صاحب الكتاب، والذي يقوم بالجهاد صاحب الحديد"[77].