عاشوراء و عودة الأمل للمستضعفين

مجتمع رجيم / النقاش العام
كتبت : ~ عبير الزهور ~
-
عاشوراء و عودة الأمل للمستضعفين
عاشوراء و عودة الأمل للمستضعفين
عاشوراء و عودة الأمل للمستضعفين


عاشوراء للمستضعفين PIC-488-1353703282.g

عاشوراء و عودة الأمل للمستضعفين


مجدي محمد عطية


تأتي ذكرى عاشوراء هذا العام مع تعرض المسلمين في عدة أماكن للحرب والقتل والدمار، ويوم عاشوراء من الأيام العظيمة، و الأحداث الكبيرة التي فيها الآيات الكبرى التي تفضل الله تعالى بها على نبيه موسى عليه السلام، وعلى بني إسرائيل الذين آمنوا به حين انخلعوا من ربقة فرعون وهامان، فنجاهم الله تعالى

والسر في أن هذا الحدث يعطينا الأمل، هو أن موسى
عليه السلام ولد في العام الذي كان يقتل فيه الذكور على يد جنود فرعون، الذي قتل الأطفال ليحافظ على ملكه، واستحيا النساء، وظلم بني إسرائيل واحتقرهم، قال تعالى: "إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ"سورة القصص.


ولكن الله تعالى هيأ الأسباب لحكم عديدة ودروس كثيرة نريد أن نتوقف مع درس مهم منها، وهو الدرس الذي يفتح باب الأمل للمستضعفين وللمظلومين الذين يريدون أن يمكن الله تعالى لهم وينصرهم ممن تعرضوا ولا يزالون يذقون الآلام، ويتجرعون الظلم، ويدفعون حياتهم ثمنا للتحرر من قبضة الاحتلال الصهيوني، كما في فلسطين أو غزة، و يقدمون أرواحهم رخيصة للتخلص من الحكام الظلمة في عدة أماكن كما في سورية، أو في بورما

قال تعالى: "وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ،
وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ "سورة القصص.

ولذلك حفظ الله تعالى موسى من القتل ورعاه، بل رباه في داخل بيت فرعون نفسه: "وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ، فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ، وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ"سورة القصص.


والدرس يتضح بوضوح في رحمة الله تعالى بعباده، فبعد أن يذقوا الظلم، ويتعرضوا للهلاك يأتي الفرج بعد الصبر، ويطلع الصبح بعد الظلام، والمسلم يستبشر ببث الأمل في مثل هذه المناسبات خاصة بعد استيلاء الحزن عليه، ويستبشر، ويؤمن أن هناك روحا جديدة ستشري في نفسه، وسيتبدل اليأس الذي أصابه أو الإحباط الذي حل به إلى ثقة ويقين في وعد الله بالنصر لعباده المتقين، وأن الله تعالى سينصر رسله وأتباعهم من عباده المؤمنين إذا صبروا ونصروا الله تعالى وهو القائل: "أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ"سورة البقرة.



سبب الصيام: ويرتبط يوم عاشوراء عند أذهان كثير من المسلمين بصيام يوم عاشوراء فقط، ولا يبحثوا عن سبب الصيام الذي بحث عنه الرسول صلى الله عليه وسلم لما وصل للمدينة ووجد اليهود يصومونه، فيوم عاشوراء هو اليوم الذي نجَّى الله عبده ونبيه موسى عليه السلام ومَن معه من المؤمنين من بطش فرعون وكيده، فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ: "مَا هَذَا؟" قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى قَالَ: "فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ" فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ" (متفق عليه)

بل صار صيام عاشوراء فرضا، ولما فرض الصيام صار نفلا، فعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَال:"صَامَ النَّبِيُّ- صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ تُرِكَ.." متفق عليه وهذا لفظ البخاري.

بل كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصوم عاشوراء قبل الهجرة ولكن لم يكن يعرف سبب صيام اليهود له، والذي ظهر من الموقف السابق، وأما صيام أهل قريش لعاشوراء فثبت مما روته عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ: "كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمًاتَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ- صلى الله عليه وسلم- يَصُومُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ- صلى الله عليه وسلم- الْمَدِينَةَ صَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ كَانَ هُوَ الْفَرِيضَةَ وَتُرِكَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ فَمَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَه" رواه البخاري ومسلم.


فضل صيام يوم عاشوراء: صيام هذا اليوم المبارك له فضل عظيم كما في حديث أبي قتادة- رضي الله عنه-عن النبيصلى الله عليه وسلم قال: "صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أنيُكفِّر السنة التي قبله" رواه مسلم.


الشخصية المتميزةللأمة: أراد الله تعالى أن يميز هذه الأمة عن سائر الأمم، لتكون متفردة ومتميزة في عباداتها وفي أخلاقها و حتى إذا كان الصيام وغيره من الطاعات مشروعة لمن قبلنا، ولكن لابد من شخصية مستقلة للمسلمين، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يوافق اليهود في الصيام في أول وصوله للمدينة ليتألفهم (كما ذكر ذلك الإمام النووي وغيره)
ولما لم يطيعوه إلا قليلا، فأراد مخالفتهم بتشريع شيء إضافي وهو صيام يوم قبل عاشوراء، فعن عَبْد اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قال: حِينَ صَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى.

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ
: "فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ" قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ. رواه مسلم.


أفضل الصيام وأكمله صيام عاشوراء مع يوم قبله ويوم بعده: قال الإمام ابن قيم الجوزية- رحمه الله تعالى- في "زادالمعاد": فمراتب صومه ثلاثة: أكملُها أن يُصام قبله يومٌ وبعده يومٌ، ويلي ذلك أن يُصام التاسع والعاشر وعليه أكثرُ الأحاديث،ويلي ذلك إفرادُ العاشر وحدهبالصوم" أهـ.

فلماذا اهتم رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيام هذا اليوم؟
وحث الناس على صيامه فلعله ذكرى مهمة تعطي للمؤمنين الأمل في قرب حصول الفرج، و طلوع الفجر، وتبث في المسلمين الثقة أن نصر الله تعالى قادم، وترفع الروح المعنوية للمستضعفين، وترسم الطريق لمن يريد أن يتنزل عليه نصر الله تعالى بأن ينصر الله تعالى في نفسه أولا، فيجاهد نفسه ويحاول يبعدها عن طريق الغواية، ويلزمها طريق الاستقامة حتى ينصر الله تعالى في نفسه أولا، لكي يستحق أن ينزل عليه نصر الله تعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ"سورة محمد



عاشوراء و عودة الأمل للمستضعفين
عاشوراء و عودة الأمل للمستضعفين
عاشوراء و عودة الأمل للمستضعفين
كتبت : حنين أحلام
-
إنّ من نِعَم اللّه على عباده أن يوالي مواسم الخيرات عليهم على مدار الأيّام والشّهور ليوفّيهم أجورهم ويزيدهم من فضله، فما إن انقضى موسم الحجّ المبارك إلاّ وتَبِعَه شهر كريم، هو شهر اللّه المحرّم، فقد روى مسلم، في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، أنّه قال: ''أفضل الصّيام بعد شهر رمضان شهر اللّه الّذي تدعونه المحرّم، وأفضل الصّلاة بعد الفريضة قيام الليل''.
لقد سَمَّى النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام ''المحرّم'' شهر اللّه دلالة على شرفه وفضله، فإنّ اللّه تعالى يخصّ بعض مخلوقاته بخصائص، ويفضّل بعضها على بعض. قال الحسن البصري رحمه اللّه: إنّ اللّه افتتح السنة بشهر حرام واختتمها بشهر حرام، فليس شهر في السنة، بعد شهر رمضان، أعظم عند اللّه من شدّة تحريمه. وفي هذا الشّهر يوم حصل فيه حدث عظيم، ونصر مبين، ظهر فيه الحق على الباطل، حيث أنجَى اللّه فيه موسى عليه الصّلاة والسّلام وقومه وأغرق فرعون وقومه، فهو يوم له فضيلة عظيمة وحُرمة قديمة، هذا اليوم العاشر من شهر اللّه المحرّم، وهو ما يسمَّى بيوم عاشوراء. ووردت أحاديث كثيرة عن فضل يوم عاشوراء والصّوم فيه، وهي ثابتة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، منها: عن ابن عباس أنه سُئِلَ عن يوم عاشوراء فقال: ''ما رأيتُ رسول اللّه يومًا يتحرّى فضله على الأيام إلاّ هذا اليوم'' - يعني يوم عاشوراء - وهذا الشهر يعني رمضان.
ويوم عاشوراء له فضيلة عظيمة وحُرمة قديمة، وكان موسى، عليه الصّلاة والسّلام، يصومه لفضله، وليس هذا فحسب، بل كان أهل الكتاب يصومونه، وكذلك قريش في الجاهلية كانت تصومه.
وكان صلّى اللّه عليه وسلّم يصوم يوم عاشوراء بمكة، ولا يأمر النّاس بالصّوم، فلمّا قَدِم المدينة ورأى صيام أهل الكتاب له وتعظيمهم له، وكان يحبُّ موافقتهم فيما لم يؤمر به، صامه وأمر النّاس بصيامه، وأكّد الأمر بصيامه والحثّ عليه، حتّى كانوا يصوّمونه أطفالهم. وفي الصّحيحين عن ابن عباس قال: قدِم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم المدينة فوجد اليهود صيامًا يوم عاشوراء، فقال لهم رسول اللّه: ''ما هذا اليوم الّذي تصومونه؟'' قالوا: هذا يوم عظيم أنجى اللّه فيه موسى وقومه، وأغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شُكرًا للّه فنحن نصومه، فقال: ''فنحن أحقّ وأولى بموسى منكم''، فصامه رسول اللّه وأمر بصيامه.
فلمّا فرض صيام شهر رمضان ترك النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام أمر الصّحابة بصيام يوم عاشوراء وتأكيده فيه، لِمَا في الصّحيحين من حديث ابن عمر قال: ''صام النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عاشوراء وأمر بصيامه، فلمّا فرض رمضان ترك ذلك''، أي ترك أمرهم بذلك، وبقي على الاستحباب.
ومن فضائل شهر اللّه المحرّم أنّ صيام يوم عاشوراء فيه يُكفّر ذنوب السنة الّتي قبله، فقد روى مسلم، في صحيحه، عن أبي قتادة أن رجلاً سأل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عن صيام يوم عاشوراء، فقال: ''أحتسب على اللّه أن يكفّر السنة الّتي قبله[fieldset=عاشوراء]null[/fieldset][/B][/FONT]
كتبت : أمواج رجيم
-
موضوع اكثرمن رائع
تسلم الايادي

التالي

اذا انتظرت الماء يغلي فلن يغل .........

السابق

غزة تبكي فهل هناك من يمسح دموعها

كلمات ذات علاقة
للمستضعفين , امممم , عاشوراء , عودة