يوميات مدينة سورية آمنة
مجتمع رجيم / إبداع القلم .. لا للمنقول
كتبت :
♥♥..fafy..♥♥
-

استيقظت في الصباح على صوت ابني يطلب كوب الحليب الصباحي
فتوجهت للمطبخ لأحضره له وتذكرت ان أنبوبة الغاز قد انتهت منذ شهر تقريبا وسجلنا على واحدة أخرى وحتى الآن لم نحصل عليها
فقلت الحمد لله لدي في فرني سخان كهربائي سأستعمله لتسخين الماء لتحضير كوب الحليب لطفلي
ولكن آآآآآآآآآآآآآآه الكهرباء مقطوعة
إنه التقنين الذي لانعرف وقت أو مدة محددة فمرة ساعتين صباحا ومثلهما مساءً
وأخرى 5 ساعات صباحاً وساعة مساءً وذلك حسب عطفهم علينا
حمدت ربي أنهم قطعوها صباحاً ورجوته ألا يقطعوها مساءً فالطقس صباحاً دافئ ولا نحتاج الى تدفئة
ولكن مساءاً الطقس بارد ولا يوجد وسيلة للتدفئة إلا الأجهزة الكهربائية
وذلك لأنه وبالرغم من فتح باب التسجيل للمازوت ولكن توزيع الدفعة الأولى للمازوت سيكون في آذار
أي على أبواب الربيع سيوزعون مازوت التدفئة للشتاء
" ولمن يسأل عن معنى التسجيل : بعد الأزمة في سوري أصبحنا نسجل على كل شيء للحصول عليه"
والحمد لله

ذهبت للتحدث الى أمي العزيزة واذ بشبكة الجوال مقطوعة
قلت في نفسي سأستخدم الهاتف الارضي واذ بالاتصالات خارج المدينة مقطوعة والانترنيت مقطوع
الحمد لله

قلت سأستغل الموقف بما أنه لا أستطيع الطهو بسبب انقطاع الكهرباء والغاز وأذهب للسوق لشراء بعض الحاجيات للمنزل
اسقليت سيارة الأجرة وفي طريقي لاحظت تجمع الناس على0 المخبز وهو مغلق قلت لسائق التكسي :
ما بال هؤولا ء الناس ألا يرون أن المخبز مغلق
فرد علي : ألا تعلمي بوجود أزمة الخبز فلا يوجد طحين كافي لتوزيعه على المخابز
لذلك يصطف الناس في هذا الجو البارد ينتظرون المخبزليفتح أبوابه ويبدأ الخبز وهم لا يعلمون أسيمون هذا عاجلاً أم آجلاً
الحمد لله

وصلت السوق وهممت بدفع الأجرة وأذ بالسائق يطلب أكثر من ضعف الرقم الموجود على العداد
فسألته عن السبب فقال لي أنهم ينتظرون الساعات للحصول على البنزين وأنهم بشترون اللتر بضعف ثمنه
الحمد لله

دخلت أحد المتاجر الكبيرة لشراء حاجيات المنزل واذ بنصف البضائع مفقودة
والموجود تضاعف ثمنه
الحمد لله

اشتريت ما استطعت الحصول عليه وذهبت لزيارةأهل زوجي لأشكو همي فوجدت عندهم بعض الزائرين
جلسنا نتحدث عن الأوضاع وبدأت أشكو وأسرد ما حصل معي في هذ اليوم
فترد علي إحدى الزائرات : احمدي الله أنك تعيشين في مدينة آمنة في بيتك ومع عائلتك
ولست مثلنا من اللاجئين كل يوم في بيت نرجو من الله الأ يتضايق أهل البيت منا
أو مثل الذين يبحثون عن بيت للأجرة فيستغل صاحب البيت حاجتهم ويضاعف الأجرة
أو ممن الذين ليس لديهم أحد يلجؤون اليه او يدفعو اجرة منزل ويبيتون في هذا الشتاء القارس في المدارس
فما كان مني إلا أن أقول
الحمد لله أني أعيش في مدينة تنقصها 70% من الحاجيات الضرورية
انقطاع الكهرباء الغاز والمازوت والاتصاات مستمر
ولكنها آمنة
