أدب الطريـــق.. واجب شــرعي وقانونــي
مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت :
منتهى اللذة
-
أدب الطريـــق.. واجب شــرعي وقانونــي
أدب الطريـــق.. واجب شــرعي وقانونــي
أدب الطريـــق.. واجب شــرعي وقانونــي
علماء الدين:أدب الطريـــق.. واجب شــرعي وقانونــي
ما بين ضرورات الحياة, ومعترك السياسة, وحق التظاهر تعبيرا عن الرأي, والغياب الأمني والانفلات الأخلاقي, تحولت شوارعنا إلي ساحات للصراع!! الباعة احتلوا الأرصفة التي لم يعد للمارة فيها موطئ قدم, والضوضاء تصم الآذان, وجبال القمامة لا يخلو منها شارع أو حي, وتزاحم من أجل المرور, وسيارات تقف في غير الأماكن المخصصة للانتظار, وألفاظ تخدش الحياء تترامي الي مسامعك دون مراعاة للتعاليم والآداب الإسلامية,
غابت عن حياتنا تلك القيم الدينية الرفيعة وهي أدب الطريق.
وفي ظل تلك المعاناة اليومية يطالب علماء الدين بإحياء تلك القيمة الاسلامية الرفيعة التي جعل الله لها آدابا سامية واهتم الإسلام ببيانها, وحث علي الالتزام بها في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية,
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: عن النبي صلي الله عليه وسلم قال( إياكم والجلوس في الطرقات فقالوا يا رسول الله ما لنا من مجالسنا بد نتحدث فيها, فقال النبي صلي الله عليه وسلم فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه: قالوا وما حق الطريق يا رسول الله قال, غض البصر وكف الأذي ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر).
أخرجه مسلم / المسند الصحيح/ كِتَاب السَّلَامِ / ما
لكم ولمجالس الصعدات اجتنبوا مجالس الصعدات / حديث رقم 2121
ويحدثنا الدكتور صلاح سلطان أمين عام المجلس الأعلي للشئون الإسلامية, أن للإنسان حقوقا وعليه واجبات, وهذه قاعدة نفيسة في الشريعة والقانون, فإذا أردت طريقا سهلا لك فلا بد أن تحترم حق الطريق, وإذا أردت أن تأخذ راتبا كمغنم لابد أن تعمل بحقه, وإذا أردت أن تطاع من زوجتك فأنفق عليها, وكذلك حق الطريق في الإسلام فهو من الواجبات الشرعية من جانب التزام الإنسان بألا يقف علي نواصي الطريق ومداخلها, وجاءت النصوص صريحة وصحيحة,
فقال النبي الكريم أعطي الطريق حقه فإذا أردت شارعا نظيفا فيجب أن تقوم بأمرين ألا تلقي فيه شيئا يؤذي الناس ثم تميط الأذي عن الطريق, وهذان الأمران يدخلان في دائرة التخلية, أما دائرة التحلية فهي أن يزين الإنسان الطريق بلوحات نظيفة تحمل المعاني الكريمة بتشجير الطرق في الإسلام وتزيينها بلافتات إرشادية وأشجار تظلل علي المرء,
وذكر العلماء والفقهاء أن هذه الأشجار تساهم في نقاء البيئة ومنع التلوث, ويضاف إلي هذا واجب آخر وهو أن تزجر من يؤذي الطريق مثل الذين يقفون بسياراتهم في عرض الطريق أو الباعة الذين احتكروا الشوارع العامة وغيروا معالمها وجعلوا مصالحهم الخاصة تعلوا فوق حق الطريق فهذا مخالفة للشريعة والقانون معا.
الأمن الاجتماعي
أما الدكتور عبد الوارث عثمان أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر فيؤكد أن الإسلام اهتم بالأمن والسلام الاجتماعي بما لا يوجد في أي دين آخر, فقد حرص الإسلام علي أمن المسلم وسلامته حتي وهو يسير في الطريق, فجعل للطريق آدابا لابد أن يعرفها المسلم, وإلا وقع فيما يغضب الله وعرض نفسه للعذاب في الآخرة, فجعل إماطة الأذي عن الطريق من علامات الإيمان, فالنبي كان يأمر أصحابه بإماطة الأذي عن الطريق, وأذي الطريق قد يكون هو الاقتطاع منه وتضييقه, بحيث يتأذي منه المارة, وأذي الطريق أيضا هو الوقوف فيه بغير حاجة, بما يؤذي مشاعر المارين فيه, كما نري في بعض الشباب اليوم المتسكع في الطرقات في بعض الأوقات,
وتلك الجائزة التي دلنا عليها رسول الله تميز وتفرد بها من أزاح الأذي عن الطريق دون غيره من فاعلي الخير, ولا يصح لمسلم أن يضع الأذي في طريق المسلمين فضلا عن أن يقطعه علي المارة, فلا يستطيعون قضاء مصالحهم وتسيير أمورهم
, كما توعد النبي( صلي الله عليه وسلم) من يفعل ذلك ويحث الناس عليه بالعذاب المهين فقال تعالي (إن الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا)
الأحزاب (58)
, وأذية المؤمنين والمؤمنات في الطريق, معناها كل ما يصيبهم بالضرر ويتسبب في تعطيل أعمالهم أو يعرضه للخطر, فلا يأمنون علي أنفسهم, بل جعل الإسلام حدا لقاطع الطريق بقصد إرهاب الناس والاستيلاء علي أموالهم يسمي حد الحرابة وهو الذي قال الله فيه
(إنما جزاء الذي يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض, ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم وقاطع الطريق هو المفسد في الأرض).
المائدة (33)
ويضيف: أن الرسول صلي الله عليه وسلم ساوي بين قاطع الطريق وبين هؤلاء الذين نزلت فيهم هذه الآية, فطبق عليهم حد الحرابة, يقول ابن مسعود فقطع النبي أيديهم وأرجلهم من خلاف, ثم صلبهم علي جذوع النخل, ثم تركهم حتي ماتوا, ولقد رأيت أحدهم وهو يلهث التراب بفيه.
كف الأذي عن الناس
ويري الدكتور طارق عبد الحميد الأستاذ بجامعة الأزهر أن قول النبي: إياكم والجلوس علي الطرقات... يعتبر أصلا وبابا في المعاملات الاجتماعية بين الناس, تلك التي يعاني منها مجتمعنا المصري اليوم, ومن كف الأذي أن يجتنب المسلم كل أنواع الإيذاء سواء أكانت إيذاء سمعيا أو بصريا, ومن أبرز الملوثات السمعية التي ملأت مجتمعنا اليوم تلك الألفاظ البذيئة, التي صار يتداولها شبابنا اليوم فيما بينهم, والتلاعن بين الناس, ولعل أيضا من كف الأذي أن يكف المسلم شره عن الناس, إن عجز عن تقديم الخير لهم, وفي هذا يقول النبي:
المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.
رواه البخاري ومسلم
ومن كف الأذي أيضا, أن تجنب الناس كل الملوثات البصرية, ومنها تلك المشاهد المقززة التي نراها اليوم في شوارعنا حيث القمامة في وسط الطريق, ومخلفات المباني والنفايات التي تلقي علي الجوانب فتسد الطريق, وهذا يخالف ما نادت به شريعة الإسلام, حيث أمر النبي بإماطة الأذي عن الطريق
إذ يقول النبي صلي الله عليه وسلم:الإيمان بضع وسبعون شعبة أو بضع وستون شعبة, أفضلها قول لا إله إلا الله, وأدناها إماطة الأذي عن الطريق,
متفق عليه
كما نهي الاسلام عن مزاحمة الناس سواء كنت ماشيا أو راكبا سيارة, ويجب أن تلتزم آداب المرور وألا يسير المسلم عكس الاتجاه, حيث لا يتسبب في كوارث لا يعلم مداها إلا الله, والنظافة هي شعار المسلم.
أدب الطريـــق.. واجب شــرعي وقانونــي
أدب الطريـــق.. واجب شــرعي وقانونــي
علماء الدين:أدب الطريـــق.. واجب شــرعي وقانونــي
ما بين ضرورات الحياة, ومعترك السياسة, وحق التظاهر تعبيرا عن الرأي, والغياب الأمني والانفلات الأخلاقي, تحولت شوارعنا إلي ساحات للصراع!! الباعة احتلوا الأرصفة التي لم يعد للمارة فيها موطئ قدم, والضوضاء تصم الآذان, وجبال القمامة لا يخلو منها شارع أو حي, وتزاحم من أجل المرور, وسيارات تقف في غير الأماكن المخصصة للانتظار, وألفاظ تخدش الحياء تترامي الي مسامعك دون مراعاة للتعاليم والآداب الإسلامية,
غابت عن حياتنا تلك القيم الدينية الرفيعة وهي أدب الطريق.
وفي ظل تلك المعاناة اليومية يطالب علماء الدين بإحياء تلك القيمة الاسلامية الرفيعة التي جعل الله لها آدابا سامية واهتم الإسلام ببيانها, وحث علي الالتزام بها في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية,
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: عن النبي صلي الله عليه وسلم قال( إياكم والجلوس في الطرقات فقالوا يا رسول الله ما لنا من مجالسنا بد نتحدث فيها, فقال النبي صلي الله عليه وسلم فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه: قالوا وما حق الطريق يا رسول الله قال, غض البصر وكف الأذي ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر).
أخرجه مسلم / المسند الصحيح/ كِتَاب السَّلَامِ / ما
لكم ولمجالس الصعدات اجتنبوا مجالس الصعدات / حديث رقم 2121
ويحدثنا الدكتور صلاح سلطان أمين عام المجلس الأعلي للشئون الإسلامية, أن للإنسان حقوقا وعليه واجبات, وهذه قاعدة نفيسة في الشريعة والقانون, فإذا أردت طريقا سهلا لك فلا بد أن تحترم حق الطريق, وإذا أردت أن تأخذ راتبا كمغنم لابد أن تعمل بحقه, وإذا أردت أن تطاع من زوجتك فأنفق عليها, وكذلك حق الطريق في الإسلام فهو من الواجبات الشرعية من جانب التزام الإنسان بألا يقف علي نواصي الطريق ومداخلها, وجاءت النصوص صريحة وصحيحة,
فقال النبي الكريم أعطي الطريق حقه فإذا أردت شارعا نظيفا فيجب أن تقوم بأمرين ألا تلقي فيه شيئا يؤذي الناس ثم تميط الأذي عن الطريق, وهذان الأمران يدخلان في دائرة التخلية, أما دائرة التحلية فهي أن يزين الإنسان الطريق بلوحات نظيفة تحمل المعاني الكريمة بتشجير الطرق في الإسلام وتزيينها بلافتات إرشادية وأشجار تظلل علي المرء,
وذكر العلماء والفقهاء أن هذه الأشجار تساهم في نقاء البيئة ومنع التلوث, ويضاف إلي هذا واجب آخر وهو أن تزجر من يؤذي الطريق مثل الذين يقفون بسياراتهم في عرض الطريق أو الباعة الذين احتكروا الشوارع العامة وغيروا معالمها وجعلوا مصالحهم الخاصة تعلوا فوق حق الطريق فهذا مخالفة للشريعة والقانون معا.
الأمن الاجتماعي
أما الدكتور عبد الوارث عثمان أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر فيؤكد أن الإسلام اهتم بالأمن والسلام الاجتماعي بما لا يوجد في أي دين آخر, فقد حرص الإسلام علي أمن المسلم وسلامته حتي وهو يسير في الطريق, فجعل للطريق آدابا لابد أن يعرفها المسلم, وإلا وقع فيما يغضب الله وعرض نفسه للعذاب في الآخرة, فجعل إماطة الأذي عن الطريق من علامات الإيمان, فالنبي كان يأمر أصحابه بإماطة الأذي عن الطريق, وأذي الطريق قد يكون هو الاقتطاع منه وتضييقه, بحيث يتأذي منه المارة, وأذي الطريق أيضا هو الوقوف فيه بغير حاجة, بما يؤذي مشاعر المارين فيه, كما نري في بعض الشباب اليوم المتسكع في الطرقات في بعض الأوقات,
وتلك الجائزة التي دلنا عليها رسول الله تميز وتفرد بها من أزاح الأذي عن الطريق دون غيره من فاعلي الخير, ولا يصح لمسلم أن يضع الأذي في طريق المسلمين فضلا عن أن يقطعه علي المارة, فلا يستطيعون قضاء مصالحهم وتسيير أمورهم
, كما توعد النبي( صلي الله عليه وسلم) من يفعل ذلك ويحث الناس عليه بالعذاب المهين فقال تعالي (إن الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا)
الأحزاب (58)
, وأذية المؤمنين والمؤمنات في الطريق, معناها كل ما يصيبهم بالضرر ويتسبب في تعطيل أعمالهم أو يعرضه للخطر, فلا يأمنون علي أنفسهم, بل جعل الإسلام حدا لقاطع الطريق بقصد إرهاب الناس والاستيلاء علي أموالهم يسمي حد الحرابة وهو الذي قال الله فيه
(إنما جزاء الذي يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض, ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم وقاطع الطريق هو المفسد في الأرض).
المائدة (33)
ويضيف: أن الرسول صلي الله عليه وسلم ساوي بين قاطع الطريق وبين هؤلاء الذين نزلت فيهم هذه الآية, فطبق عليهم حد الحرابة, يقول ابن مسعود فقطع النبي أيديهم وأرجلهم من خلاف, ثم صلبهم علي جذوع النخل, ثم تركهم حتي ماتوا, ولقد رأيت أحدهم وهو يلهث التراب بفيه.
كف الأذي عن الناس
ويري الدكتور طارق عبد الحميد الأستاذ بجامعة الأزهر أن قول النبي: إياكم والجلوس علي الطرقات... يعتبر أصلا وبابا في المعاملات الاجتماعية بين الناس, تلك التي يعاني منها مجتمعنا المصري اليوم, ومن كف الأذي أن يجتنب المسلم كل أنواع الإيذاء سواء أكانت إيذاء سمعيا أو بصريا, ومن أبرز الملوثات السمعية التي ملأت مجتمعنا اليوم تلك الألفاظ البذيئة, التي صار يتداولها شبابنا اليوم فيما بينهم, والتلاعن بين الناس, ولعل أيضا من كف الأذي أن يكف المسلم شره عن الناس, إن عجز عن تقديم الخير لهم, وفي هذا يقول النبي:
المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.
رواه البخاري ومسلم
ومن كف الأذي أيضا, أن تجنب الناس كل الملوثات البصرية, ومنها تلك المشاهد المقززة التي نراها اليوم في شوارعنا حيث القمامة في وسط الطريق, ومخلفات المباني والنفايات التي تلقي علي الجوانب فتسد الطريق, وهذا يخالف ما نادت به شريعة الإسلام, حيث أمر النبي بإماطة الأذي عن الطريق
إذ يقول النبي صلي الله عليه وسلم:الإيمان بضع وسبعون شعبة أو بضع وستون شعبة, أفضلها قول لا إله إلا الله, وأدناها إماطة الأذي عن الطريق,
متفق عليه
كما نهي الاسلام عن مزاحمة الناس سواء كنت ماشيا أو راكبا سيارة, ويجب أن تلتزم آداب المرور وألا يسير المسلم عكس الاتجاه, حيث لا يتسبب في كوارث لا يعلم مداها إلا الله, والنظافة هي شعار المسلم.