الصبر وسعة الصدر
مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت :
~ عبير الزهور ~
-
الصبر وسعة الصدر
قالت لي وقد كنتُ في ضيقٍ بادٍ: قولي: اللهم إني أسالُك الصبرَ وسعةَ الصَّدرِ.
فقلتُ بضيقٍ: اللهم إني أسألُك الصَّبر.
قالت: لا، وسعة الصدر.
قلت مجاراةً لها: وسعة الصَّدرِ.
قالت: يا أختي، الصبرُ ألا تعترضي على القدرِ رغم الهمِّ والضِّيق، أمَّا سعةُ الصدرِ فتجعلُك تمرِّين بالكربِ دون أن يصيبَك الهمُّ أو الضيق، بل بابتسامةٍ ورضًا تام، الصبرُ هو التحمُّل مع الشعورِ بعِظَمِ الهمِّ، ولكن سعة الصدرِ ألا يثقلك الحِمْلُ مهما كبر، بالصبرِ قد تهونُ المصيبةُ، أمَّا بسعةِ الصدر فلا تشعرين أبدًا بأنَّ هناك مصيبة، الصَّبر أن تكظمي غيظَك ممن أساء إليكِ، وسعة الصَّدرِ ألا تشعري بالغيظِ أصلاً، بل تجعلُك فوق ذلك، تحسنين إلى المسيء.
تمعنتُ في كلماتِها وتأثرتُ بها، فما قالتْ إلا حقًّا، فليس كلُّ من استطاع التحلِّي بالصبرِ كان متسعَ الصدر، ولكنَّ كلَّ من ملك سعةَ الصَّدرِ فهو لا شكَّ إنسانٌ مفعم بالصبر، إنَّ الصبرَ هو احتمالُ الألم أو الإساءة من الآخَر، ولكنَّ سعة الصَّدرِ ألا تترك هذه الإساءةُ أثرَها السيئ في الصدر، بل وتقابلها بالضِّدِّ؛ شتم رجلٌ الشعبي، فقال له الشعبي: "إن كنتُ كما قلتَ فغفرَ الله لي، وإن لم أكن كما قلتَ فغفر الله لك".
إنه لولا سعة الصدر ما كانت هذه إجابته، فليس بالصبرِ وحده يملكُ الإنسانُ السيطرةَ على سلوكِه تجاه من يسيء إليه.
سعةُ الصدرِ تجعل الإنسانَ يترفَّعُ عن الردِّ وهو قادرٌ عليه، وتجعله يسمو بشخصِه وبذاته عن الدخولِ في نزاعاتٍ تقلِّل من شأنِه مهما حاول الآخرون جره إليها:
align="right"> وَإِنَّ الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي أَبِي قالت لي وقد كنتُ في ضيقٍ بادٍ: قولي: اللهم إني أسالُك الصبرَ وسعةَ الصَّدرِ.
فقلتُ بضيقٍ: اللهم إني أسألُك الصَّبر.
قالت: لا، وسعة الصدر.
قلت مجاراةً لها: وسعة الصَّدرِ.
قالت: يا أختي، الصبرُ ألا تعترضي على القدرِ رغم الهمِّ والضِّيق، أمَّا سعةُ الصدرِ فتجعلُك تمرِّين بالكربِ دون أن يصيبَك الهمُّ أو الضيق، بل بابتسامةٍ ورضًا تام، الصبرُ هو التحمُّل مع الشعورِ بعِظَمِ الهمِّ، ولكن سعة الصدرِ ألا يثقلك الحِمْلُ مهما كبر، بالصبرِ قد تهونُ المصيبةُ، أمَّا بسعةِ الصدر فلا تشعرين أبدًا بأنَّ هناك مصيبة، الصَّبر أن تكظمي غيظَك ممن أساء إليكِ، وسعة الصَّدرِ ألا تشعري بالغيظِ أصلاً، بل تجعلُك فوق ذلك، تحسنين إلى المسيء.
تمعنتُ في كلماتِها وتأثرتُ بها، فما قالتْ إلا حقًّا، فليس كلُّ من استطاع التحلِّي بالصبرِ كان متسعَ الصدر، ولكنَّ كلَّ من ملك سعةَ الصَّدرِ فهو لا شكَّ إنسانٌ مفعم بالصبر، إنَّ الصبرَ هو احتمالُ الألم أو الإساءة من الآخَر، ولكنَّ سعة الصَّدرِ ألا تترك هذه الإساءةُ أثرَها السيئ في الصدر، بل وتقابلها بالضِّدِّ؛ شتم رجلٌ الشعبي، فقال له الشعبي: "إن كنتُ كما قلتَ فغفرَ الله لي، وإن لم أكن كما قلتَ فغفر الله لك".
إنه لولا سعة الصدر ما كانت هذه إجابته، فليس بالصبرِ وحده يملكُ الإنسانُ السيطرةَ على سلوكِه تجاه من يسيء إليه.
سعةُ الصدرِ تجعل الإنسانَ يترفَّعُ عن الردِّ وهو قادرٌ عليه، وتجعله يسمو بشخصِه وبذاته عن الدخولِ في نزاعاتٍ تقلِّل من شأنِه مهما حاول الآخرون جره إليها:
وَبَيْنَ بَنِي عَمِّي لَمُخْتَلِفٌ جِدَّا
وَإِنْ هَدَمُوا مَجْدِي بَنَيْتُ لَهُمْ مَجْدَا