الصلاة طريق يدلنا على الله

مجتمع رجيم / الموضوعات الاسلامية المميزة .. لا للمنقول
كتبت : دكتورة سامية
-
الصلاة طريق يدلنا على الله
الصلاة طريق يدلنا على الله



PIC-197-1352305837.g



61446.gif




[frame="3 90"]
الصلاة طريق يدلنا على الله :


إن مشكلتنا التي تواجهنا فـي طريق سيرنا إلى الله تعالـى – وهي كثيراً ما تعوقنا فـي هذا السير – هي عدم معرفتنا بأسماء الله سبحانه وصفاته الكريمة معرفة نتربى بها ونتزكى على طريق العبودية لله سبحانه، وجميع المظاهر السلبية فـي حياة أمتنا على مستوى الأفراد وسواهم إنما هي ناتجة عن ذلك أي عن عدم هذه المعرفة،

وذلك أننا فـي أمس الحاجة إلى هذه المعرفة معرفة نتربى ونتزكى بها أيضاً على طريق العلم بالله تعالـى وبصفاته الكريمة، وبأسمائه العظيمة، حتى ترتفع نفوسنا بهذا العلم تربية وتزكية فتعانق أنوار وأسرار هذا العلم إيماناً بالله تعالـى وحباً وخشية وتعظيماً له سبحانه، واستجابة لأمره، وعبودية مطلقة له جل جلاله، وخوفاً وحياءً منه يستولي ذلك كله على نفوسنا ومشاعرنا وعواطفنا وآمالنا فنقف عند حدوده ونواهيه، ونتقرب إليه بما أمر من الفرائض والطاعات وسائر القربات.

PIC-775-1352407949.g

فتتكون لدينا بهذا العلم قوة قلبية ونفسية نستعلي بها على المحرمات مهما كانت مغرية، ونستجيب بها لأمر الله كله فـي طواعية كاملة، وعبودية مطلقة مع كمال الذل والحب لله سبحانه وتعالـى.



ومن شأن ذلك العلم أن يقوي فـي نفوسنا اليقين بأننا والخلق أجمعين وجدنا برحمة الله تعالـى وقدرته، فهو الذي خلقنا فـي أحسن تقويم ومنحنا العقل وسلامة الأبدان والأعضاء، ويسر لنا سبل معايشنا ويسر الكون من حولنا، وأعطانا من كل ما سألناه تفضلاً منه وإحساناً من دون سابقة عمل من أحد، وبرغم المعاصي والمخالفات والذنوب التي يحدثها الناس فـي حياتهم، فإن عطاء الله الشامل لخلقه جميعاً مستمر.


فتسخير الشمس والقمر، وتذليل الأرض، وجعلها مستقراً ومهاداً وكفاتاً للخلق أحياء وأمواتاً، وتسخير البحار والأنهار، وتيسير الأرزاق، كل ذلك وسواه لم يتوقف.

PIC-775-1352407949.g

وعلى ذلك فالخلق محتاجون إلـى الله تعالـى خالقهم احتياجاً أصلياً فـي كل شيء لا يستغنون عن رحمته طرفة عين، فهو جل جلاله الخالق، الرازق، المسيطر، المدبر، الرافع الخافض، المعز المذل، القابض، الباسط، المحيى المميت، النافع الضار، المنتقم العزيز الجبار، العلي الكبير، عالم الغيب والشهادة لا تخفى عليه خافية فـي الأرض ولا فـي السماء، وهو بكل شيء عليم، ولا يعجزه شيء فـي الأرض ولا فـي السماء وهو على كل شيء قدير،

وهو جل جلاله الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن المتكبر، كل شيء بعلمه وإرادته وتقديره، وكل شيء خاضع خضوعاً مطلقاً لمشيئته وإرادته. الخلق خلقه، بيده حياتهم، ومعاشهم، وأرزاقهم، ومماتهم، وملكوت كل شيء بيده، وإليه مرجع الخلق ومصيرهم، وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً، وما لهم من دونه من ولي ولا نصير، وكل شيء هالك إلا وجهه، فلا ملجأ ولا منجى منه إلا إليه. خلق خلقه فأحصاهم عدداً، وقدر أرزاقهم فلم ينس أحداً، رحمته وسعت كل شيء، وسعت المؤمنين والكافرين على السواء.


PIC-775-1352407949.g


فمن عرف صفات ربه جل وعلا وعرف صفاته كإنسان أيقن يقيناً جازماً أن وقوفه بين يدي ربه فـي الصلاة المفروضة عليه فـي اليوم والليلة خمس مرات ضرورة حتمية لا يستغني عنها بحال مهما كانت ظروفه وأحواله اللهم إلا أن يغيب عقله. فالصلاة بالنسبة إليه ضرورة إيمانية، وضرورة نفسية، وضرورة أخلاقية، وضرورة عقلية، وضرورة روحية، وضرورة وجدانية، وضرورة شخصية، وضرورة صحية تشمل صحة ظاهره وباطنه،

والمؤمن هو المرشح لإدراك ذلك كله وسواه ومعرفته، ولذلك وصف الله تعالـى المؤمنين بإقامة الصلاة، وبالمحافظة والمداومة عليها فـي القرآن الكريم فـي آيات كثيرة دليلاً واضحاً على مدى وعيهم وفهمهم لصفات ربهم ولصفاتهم فأيقنوا باحتياجهم إلـى الله تعالـى، وأدركوا قيمة النعمة التي أنعمها الله تعالـى عليهم حيث أكرمهم وشرفهم بالوقوف بين يديه خمس مرات فـي اليوم والليلة، ليطهرهم بذلك الوقوف ويذهب عنهم شرور أنفسهم ويرفع درجتهم فتزكو أنفسهم على طريق العبودية له جل جلاله.

PIC-775-1352407949.g


إن الصلاة نعمة كبرى من نعم الله تعالـى على عباده المؤمنين، فهم يعظمون شأن هذه النعمة، ويقدرونها ويحفلون بها ويهتمون ويغتمون لها، وهي فـي بؤرة شعورهم وفـي سويداء قلوبهم، يرقبون أوقاتها فـي جميع أحوالهم، وينظمون حركتهم بناءً على هذه الأوقات،

وغير المؤمنين من المسلمين يختلفون فـي موقفهم من الصلاة: فمنهم النشط، ومنهم المتوسط، ومنهم المتكاسل، وذلك بناءً على فهمهم لصفاتهم ولصفات ربهم سبحانه وتعالـى، وصِلاتهم بربهم مؤسَّسة على أساس فهم هذه الصفات. فالصلات مبناها على معرفة الصفات. والإنسان إنما يقترب من غيره من الناس أو يبتعد بناءً على معرفته بصفاتهم التي على ضوئها يدرك أنه فـي حاجة إليهم فيكون وصله لهم وإقباله عليهم، أو أنه ليس فـي حاجة إليهم فيكون ابتعاده منهم أو إعراضه عنهم.


والإنسان من حيث هو إنسان يبحث دائماً عن مصلحته وهو فـي هذا الأمر ذكي يقظ، وهذه فطرة فيه، والله تعالـى راعى هذه الفطرة فـي بني الإنسان فجاءت التكاليف فـي الإسلام بالفعل لما أحل الله، أو الترك لما حرم مشمولة بالأجر العظيم، والعطاء العميم، والثواب الجزيل من الله تعالـى لمن امتثل هذه التكاليف حتى يقبل المكلفون عليها بحماس وامتثال.

PIC-267-1352407949.g
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
من كتاب (تأملات في فضل الصلاة ومكانتها في القرآن والسنة)
للدكتور / سليمان الصادق البيرة
غير منقول

[/frame]
كتبت : فراشة حواء
-

الصلاة نعمة كبرى من نعم الله موضوع ولا اروع منة يسلمووووو الايادي اختي الغالية تقبلي مروري
وهذا النعمة على المؤمنين سبحانك ربي انك لطيف حليم
كتبت : ~ عبير الزهور ~
-
بارك الله فيكِ اختى الحبيبة وزادك من فضله علماً ويقيناً ونوراً
موضوع رائع واتمنى من كل قلبى
ان تتعمق التربية الايمانية والتوعية للجميع
وان نؤدى عبادتنا براحة نفسية وسكينة
واللهم اجعل الصلاة قرة عين لنا وارزقنا القبول اللهم آميين
ووافر تقديرى
كتبت : أمواج رجيم
-
موضوع اكثر من رائع
جزيت خيرا
كتبت : صفاء العمر
-
فمن عرف صفات ربه جل وعلا وعرف صفاته كإنسان أيقن يقيناً جازماً أن وقوفه بين يدي ربه فـي الصلاة المفروضة عليه فـي اليوم والليلة خمس مرات ضرورة حتمية لا يستغني عنها بحال مهما كانت ظروفه وأحواله اللهم إلا أن يغيب عقله. فالصلاة بالنسبة إليه ضرورة إيمانية، وضرورة نفسية، وضرورة أخلاقية، وضرورة عقلية، وضرورة روحية، وضرورة وجدانية، وضرورة شخصية، وضرورة صحية تشمل صحة ظاهره وباطنه،
سلمت يمينك
وبارك الله فيك ولا حرمك الله اجر
هذا الموضوع القيم
الف شكر عزيزتي
كتبت : منتهى اللذة
-
امر من صفحاتك وأقف أمامكـ .. صامتة..

من جمال ما أراه

حسن أبداعكـ وصياغتكـ المتقنة ...
لكـ مني كل التقدير على جمالية طرحكـ
الصفحات 1 2  3 

التالي

وقفات مع صلاة الوتر وأسرار ومعاني دعاء القنوت

السابق

حال العبد بين السجدتين

كلمات ذات علاقة
الله , الصلاة , دخلوا , على , طريق