أحن إلى خبز أمي
مجتمع رجيم / موضوعات النقاش المميزة .. لا للمنقول
كتبت :
نيشان سبرينغ
-
مساء الخير عزيزاتي أن شاءالله تكونوا بأحسن حال
في الفترة الماضية غمرت الثلوج بلدي العزيز الأردن ولم تشهد المملكة مثل كثافة هذه الثلوج منذ عام 1992 وأجبرت هذه الثلوج الناس على ملازمة البيوت وعدم الخروج منها لضمان سلامتهم
ربما تتساءلن عن سبب ذكري لذلك والسبب يكمن في أن هذه الفترة جعلت الناس يتقاربوا أكثر ففي كثير من البيوت قطعت الكهرباء وربما انقطع النت أيضاً حتى بث التلفزيونات مما جعل الأسر تتجمع حول المدافىء وضوء الشموع وأخذوا يتبادلوا أطراف الحديث
في كثير من البيوت التي فقدت فيها لغة الحوار وفقد فيها الدفء والحميمية والمودة المفترض وجودها في كل بيت كان لابد من مجيءهذه الظروف الطارئة لتعيد كثير من البيوت لوضعها الطبيعي -جاءت لتنبه الزوج لوجود زوجة في حياته ووجود أبناء حيث كان التلفاز والنت والعمل يشغلون كل تفكيره ووقته - وجاءت لتنبه الزوجة لوجود زوجها وأبناءها حيث كانت المسلسلات والجلسات النسائية أكثر مايشغل تفكيرها ووقتها
هذا كله جعلي أردد عبارة "أحن إلى خبز أمي " أحن إلى أيام ذهبت ومضت وأخذت معها الكثير من عمري أحن إلى بيتنا الدافىء المليء بالحب ...أحن لعودة أبي من عمله مبكراً لنجتمع كلنا حول مائدة الطعام نأكل ونتبادل أطراف الحديث وبعد ذلك يبدأ أبي بتدريسنا ...بينما تقوم أمي بعمل الشاي لنا وربما عمل طبق من الحلويات ...وفي ذلك الوقت لم تكن على التلفاز سوى قناتين قناة الأردن وسوريا كانتا تبدأ البث من الساعة الرابعة عصراً وحتى الثانية عشرة ولاتقدما الا ماهو ملتزم ومحترم
ربما مع تقدم الزمن والتكنولوجيا وبكل ماقدمت من تطور وتغيير الا أنها للأسف أفقدتنا روح الأسرة وترابطها ...ففي كل غرفة من غرف البيت أصبح هناك تلفاز ولابتوب وجوال ودليفري وأصبح كل فرد منا يعيش لوحده في عالمه الخاص منفصلاً عن كل من هم حوله ...وربما يلتقي أفراد أسرته مصادفة ...أو ربما يرسل لهم" مسج " في المناسبات
أصلح الله أحوال بيوتنا وأبدل حالها بأحسن حال