الاحسان
مجتمع رجيم / الموضوعات الاسلامية المميزة .. لا للمنقول
كتبت :
صفاء العمر
-
الاحـسـان
اعلمي رحمك الله بأن على الانسان أن يعلم بأن الله سبحانه وتعالى مطلع على جميع الخلائق يعلم احوالهم ويشاهد اعمالهم فلا يفوته شيئ ولا يعزب عن علمه منها مثقال ذره ولا أصغر من ذلك ولا أكبر كما قال سبحانهوتعالى
(وما تكون في شأن وما تتلو منه من قران ولا تعملون من عمل الا كا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه ومايعزب عن ربك من مثقال ذره في الارض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر الا في كتاب مبين)يونس 61
ومفاد هذا بجانب مايقرره من شمول علم الله واطلاعه ومراقبته وعظم قدرته ورعايته وهيمنته
وهو تعليم عباده بان يستشعرو دوما بان الله مطلع على حركاتهم وسكناتهم وعلى اقوالهم وافعالهم وما يختلج في صدورهم ( واسرو قولكم او اجهروا به انه عليم بذات الصدور)الملك 13
ويتأكد ذلك عندما يشرع المسلم في عباده من العبادات بحيث يقوم فيها بين يدي الله مقام من استشعر أن الله سبخانه يراه وكأنه هو يرى الله تعالى
وهذا هو ارفع مراتب الدين التي بينها الرسول صل الله عليه وسلم لأمته عندما بين الاسلام والايمان زالاحسان بقوله:(الاحسان ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك)
تعريف الاحسان
الاحسان لغة: ضد الاساء والمحاسن في الاعمال ضد المساوئ وحسنت لشيئ تحسينا: زينته والاحسان الاتقان بالعمل والاخلاص وصدق المراقبه
الاحسان اصطلاحا : يختلف معنى الاحسان اصطلاحا باختلاف السياق الذي يرد فيه فاذا اقترن بالايمان والاسلام كان المراد به الاشاره الى المراقبه وحسن الطاعه
قال المناوي : (الاحسان اسلام ظاهر يقيمه ايمان باطن يكمله احسان شهودي)
التوقيف على مهمات التعاريف (41)
فالاحسان المراد به المراقبه وحسن الطاعه فان من راقب الله احسن عمله وهو خلق جامع لجميع ابواب الخير وفيه لب الايمان وروحه
حقيقة الاحسان
فسر النبي صل الله عليه وسلم الاحسان حين سأله جبريل فقال:(هو ان تعبد الله كأنك تراه فىن لم تكن تراه فانه يراك) أرادانه من راقب الله احسن عمله وهو تفسير قوله تعالى: ( ان الله يأمر بالعدل والاحسان) النحل 90
ولذلك عظم الله ثواب اهل الاحسان فقال تعالى :( ان الله يحب المحسنين) البقره 195
وقال عز وجل : ( هل جزاء الاحسان الا الاحسان) الرحمن 60 اي ماجزاء من أحسن في الدنيا الا ان يحسن اليه في الاخره
وقال: الاحسان من افضل منازل العبوديه لانه لب الايمان وروحه وكماله وجميع المنازل منطويه فيه) لسان العرب لابن منظور (13/115-117 وبصائر ذوي التمييز للفيروزابادي (2/465-446)
فالاحسان على هذا الاساس كمال الحضور مع الله تعالى والمراقبه الجامعه لخشيته والاخلاص له بان يحسن الانسان قصده فيجعله خالصا متجردا لله
درجات الاحسان:
يأتي الاحسان على درجات متعدده واعلاه ماكان في جانب الله تعالى كما فسره النبي بهذا الحديث ودونه التقرب الى الله تعالى بالنوافل
وتأتي بعد ذلك مراتب أخرى للاحسان سواء في القصد والنيه او في الفعل
وقوله صل الله عليه وسلم في تفسير الاحسان :( ان تعبد الله كأنك تراه) الخ
يشير الى ان العبد يعبد الله تعالى على هذه الصفه وهو استحضار قربه وانه بين يديه كأنه يراه وذلك يوجب الخشيه والخوف والهيبه والتعظيم كما جاءبرواية ابي هريره رضي الله عنه ان تخشى الله كأنك تراه ويوجب ايضا النصح في العباده وبذل الجهد في تحسينها واتمامها واكمالها
وقوله صل الله عليه وسلم:(فان لم تكن تراه فانه يراك) هذا فيه توجيه للعبد انه اذا قام بعبادة الله فعليه بمراقبة الله تعالى في العباده واستحضار قربه منه حتى كانه يراه ويطلع على سره وعلانيته وباطنه وظاهره ولا يخفى عليه شيئ من امره
فاذا تحقق هذا المقام سهل عليه الانتفال الى المقام الثاني وهو دوام التحديق بالبصيره الى قرب الله من عبده ومعيته حتى كأنه يراه
واعلم ان للاحسان مقامين:
احدهما :مقام الاخلاص وهوان يعمل العبد على استحضار مشاهدة الله اياه واطلاعه عليه وقربه نه فاذا استحضر العبد هذا في عمله وعمل عليه
فهو مخلص لله تعالى لان استحضاره ذلك في عمله يمنعه من الالتفات الى غير الله وارادته بالعمل
والثاني: مقام الشاهد وهو ان يعمل العبد على مقتضى مشاهدته لله تعالى بقلبه
وهو ان يتنور القلب بالايمان وتنفذ البصيره في العرفان حتى يصير الغيب كالعيان وهذا هو حقيقة مقام الاحسان المشار اليه في حديث جبريل عليه السلام
جامع العلوم 1: 75-76 بتصرف
من كتاب شرح الدروس المهمه لامة الامه
لسماحة العلامه عبد العزيز بن عبالله بن باز رحمه الله
اعلمي رحمك الله بأن على الانسان أن يعلم بأن الله سبحانه وتعالى مطلع على جميع الخلائق يعلم احوالهم ويشاهد اعمالهم فلا يفوته شيئ ولا يعزب عن علمه منها مثقال ذره ولا أصغر من ذلك ولا أكبر كما قال سبحانهوتعالى
(وما تكون في شأن وما تتلو منه من قران ولا تعملون من عمل الا كا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه ومايعزب عن ربك من مثقال ذره في الارض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر الا في كتاب مبين)يونس 61
ومفاد هذا بجانب مايقرره من شمول علم الله واطلاعه ومراقبته وعظم قدرته ورعايته وهيمنته
وهو تعليم عباده بان يستشعرو دوما بان الله مطلع على حركاتهم وسكناتهم وعلى اقوالهم وافعالهم وما يختلج في صدورهم ( واسرو قولكم او اجهروا به انه عليم بذات الصدور)الملك 13
ويتأكد ذلك عندما يشرع المسلم في عباده من العبادات بحيث يقوم فيها بين يدي الله مقام من استشعر أن الله سبخانه يراه وكأنه هو يرى الله تعالى
وهذا هو ارفع مراتب الدين التي بينها الرسول صل الله عليه وسلم لأمته عندما بين الاسلام والايمان زالاحسان بقوله:(الاحسان ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك)
تعريف الاحسان
الاحسان لغة: ضد الاساء والمحاسن في الاعمال ضد المساوئ وحسنت لشيئ تحسينا: زينته والاحسان الاتقان بالعمل والاخلاص وصدق المراقبه
الاحسان اصطلاحا : يختلف معنى الاحسان اصطلاحا باختلاف السياق الذي يرد فيه فاذا اقترن بالايمان والاسلام كان المراد به الاشاره الى المراقبه وحسن الطاعه
قال المناوي : (الاحسان اسلام ظاهر يقيمه ايمان باطن يكمله احسان شهودي)
التوقيف على مهمات التعاريف (41)
فالاحسان المراد به المراقبه وحسن الطاعه فان من راقب الله احسن عمله وهو خلق جامع لجميع ابواب الخير وفيه لب الايمان وروحه
حقيقة الاحسان
فسر النبي صل الله عليه وسلم الاحسان حين سأله جبريل فقال:(هو ان تعبد الله كأنك تراه فىن لم تكن تراه فانه يراك) أرادانه من راقب الله احسن عمله وهو تفسير قوله تعالى: ( ان الله يأمر بالعدل والاحسان) النحل 90
ولذلك عظم الله ثواب اهل الاحسان فقال تعالى :( ان الله يحب المحسنين) البقره 195
وقال عز وجل : ( هل جزاء الاحسان الا الاحسان) الرحمن 60 اي ماجزاء من أحسن في الدنيا الا ان يحسن اليه في الاخره
وقال: الاحسان من افضل منازل العبوديه لانه لب الايمان وروحه وكماله وجميع المنازل منطويه فيه) لسان العرب لابن منظور (13/115-117 وبصائر ذوي التمييز للفيروزابادي (2/465-446)
فالاحسان على هذا الاساس كمال الحضور مع الله تعالى والمراقبه الجامعه لخشيته والاخلاص له بان يحسن الانسان قصده فيجعله خالصا متجردا لله
درجات الاحسان:
يأتي الاحسان على درجات متعدده واعلاه ماكان في جانب الله تعالى كما فسره النبي بهذا الحديث ودونه التقرب الى الله تعالى بالنوافل
وتأتي بعد ذلك مراتب أخرى للاحسان سواء في القصد والنيه او في الفعل
وقوله صل الله عليه وسلم في تفسير الاحسان :( ان تعبد الله كأنك تراه) الخ
يشير الى ان العبد يعبد الله تعالى على هذه الصفه وهو استحضار قربه وانه بين يديه كأنه يراه وذلك يوجب الخشيه والخوف والهيبه والتعظيم كما جاءبرواية ابي هريره رضي الله عنه ان تخشى الله كأنك تراه ويوجب ايضا النصح في العباده وبذل الجهد في تحسينها واتمامها واكمالها
وقوله صل الله عليه وسلم:(فان لم تكن تراه فانه يراك) هذا فيه توجيه للعبد انه اذا قام بعبادة الله فعليه بمراقبة الله تعالى في العباده واستحضار قربه منه حتى كانه يراه ويطلع على سره وعلانيته وباطنه وظاهره ولا يخفى عليه شيئ من امره
فاذا تحقق هذا المقام سهل عليه الانتفال الى المقام الثاني وهو دوام التحديق بالبصيره الى قرب الله من عبده ومعيته حتى كأنه يراه
واعلم ان للاحسان مقامين:
احدهما :مقام الاخلاص وهوان يعمل العبد على استحضار مشاهدة الله اياه واطلاعه عليه وقربه نه فاذا استحضر العبد هذا في عمله وعمل عليه
فهو مخلص لله تعالى لان استحضاره ذلك في عمله يمنعه من الالتفات الى غير الله وارادته بالعمل
والثاني: مقام الشاهد وهو ان يعمل العبد على مقتضى مشاهدته لله تعالى بقلبه
وهو ان يتنور القلب بالايمان وتنفذ البصيره في العرفان حتى يصير الغيب كالعيان وهذا هو حقيقة مقام الاحسان المشار اليه في حديث جبريل عليه السلام
جامع العلوم 1: 75-76 بتصرف
من كتاب شرح الدروس المهمه لامة الامه
لسماحة العلامه عبد العزيز بن عبالله بن باز رحمه الله