روح الحياة للشيخ د - على بن عمر بادحدح

مجتمع رجيم / المحاضرات المفرغة
كتبت : ~ عبير الزهور ~
-
روح الحياة للشيخ د - على بن عمر بادحدح
روح الحياة للشيخ د - على بن عمر بادحدح


110436.gif


روح الحياة للشيخ د - على بن عمر بادحدح


نداء ربكم رب العالمين بصفة الإيمان للمؤمنين بالتقوى له سبحانه وتعالى في كل آن وحين: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: 102] .
معاشر المؤمنين:
الأجساد بلا أرواح جثث هامدة وجيف نتنة، باطن الأرض محلها، وإن بقيت على ظاهرها كانت سبباً لكل ما يعاف، ولئن نظرنا إلى أجساد فيها قلوب تخفق، وحواس لها طبيعتها من عين تبصر وأذن تسمع وغير ذلك لكنها فقدت مع ذلك روحها، إنها الحقيقة التي بها يكون الإنسان إنسانا، بل هو الجوهر الذي يكون به المسلم مسلماً والمؤمن مؤمناً، روح الحياة، نعم حديث عن خلُق لكنه هو نبض هذه الحياة هو حقيقتها هو عنوان وجودها هو الوجه الثاني للعملة الذي يبين قيمتها.
"الحياء من الحياة ومنه الحيا للمطر الذي يحي به الله الأرض وعلى حسب حياء القلب تكون فيه قوة الحياة، وقلة الحياء من موت القلب"، كلام للابن القيم رحمه الله.
إذا كانت هذه الحقيقة البسيطة واضحة فربما يكون الحكم حينئذ مختلفاً فقد نرى من يدب على الأرض ويتكلم بلسانه ويتحرك بأعضائه ولكننا سنقول له إنك ميت إذا كان قد مات الحياء في قلبه؛ لأن هذا الموت للحياء في القلب كما سنذكر هو انسلاخ من صفة الإيمان وتجرد من سمت الإسلام وانقطاع عن حقيقة الإنسان.
وليس فيما أقول مبالغة بل هو عين ما جاءت به نصوص الشريعة في ديننا العظيم، فعن ابن عباس فيما روى ابن ماجه بسند حسّنه أهل العلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن لكل دين خلقاً وإن خلق الإسلام الحياء)
هناك سمة، هناك صفة، هناك علامة، هناك دليل؛ هو رمز هذا الإسلام هو عنوانه الكبير، (إن لكل دين خلقاً وإن خلق الإسلام الحياء) فكأن غيابه غياب للعنوان وذهاباً للمعرفة الأصيلة.
وإذا مضينا فإننا كلنا يحفظ حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيح: (الإيمان بضع وستون أو بضع وسبعون شعبة أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى من الطريق والحياء شبعة من الإيمان) أي خصلة من خصاله جزء من أجزائه، وربما في لفظ حديث أبي هريرة عند الإمام أحمد بسند صحيح ما فيه أيضاً بيان لهذه الحقيقة بشكل يمثل ويجسّد الصورة العملية في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: (الحياء من الإيمان والإيمان من الجنة والبذاء من الجفاء والجفاء من النار)، وفي رواية الطبراني بسند حسن: (والبذاء من النفاق).
إذا رأيت من تجرّد من الحياء فتأمل فإن في ذلك حقيقة من تجرد من الإيمان بقدر عظيم، ويدل على هذا بنص صريح صحيح واضح رواه الحاكم في مستدركه من حديث النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الحياء والإيمان قرنا جميعا فإذا رفع أحدهما رفع الآخر) إذا رفع الحياء رفع الإيمان وإذا رفع الإيمان رفع الحياء.
لست هنا أعظ في خُلق فحسب بل سنرى أننا نتحدث عن الحياة كلها باقتصادها وسياستها وإعلامها وقضائها الذي إذا تجرّد من الحياء أسِنت الحياة وفسدت وتعطّلت كل مصالحها.
وفي حديث قرة ابن إياس ما يدل على الجمع الوافي: كان بعض الأصحاب مع النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس فقال أحدهم: "يا رسول الله: الحياء من الدين؟"، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: (بل هو الدين كله).
وفي حديث عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم: (الحياء لا يأتي إلا بخير)، وفي لفظ آخر: (الحياء خير كله).
أيها الإخوة الكرام هذا غيض من فيض من تلك النصوص العظيمة التي لو تدبرنا فيها لرأينا أننا نتحدث عن روح الحياة بالفعل، روح الإسلام، روح الإيمان، روح الإنسانية، روح الأخلاق، روح المعاملة بين الناس في هذا الحديث في هذا الخلق العظيم.
ومن هنا أوجز وأبلغ من أوتي جوامع الكلم سيد الخلق صلى الله عليه وسلم القول في تلخيص كل الرسالات وكل تاريخ الإنسانية والبشرية عندما قال: (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت).
ومما قال العلماء في وجه من وجوه معنى هذا الحديث: "أنه إخبار بالأثر وليس أمراً بالفعل"، أي أن من تجرد من الحياء فلن يردعه عن فعل أي شيء قبيح شيء مطلقا.
ومن هنا جاء قول أهل العلم في تعريف الحياء بأنه: "خلق يبعث على فعل كل مليح ويمنع من فعل كل قبيح".
تخيل هذه القوة النفسية الخلقية التي تبعثك لفعل كل خلق من قول وفعل بل ونية وتمنعك من كل سوء وفحش في القول أو الفعل أو النية، لا شك أن مثل هذا هو ضابط رئيس ومحرك أساسي وهو صمام أمان من كل التجاوزات والتعديات الجارحة سواء كانت بالأقوال من سب وشتم وقذف ونحو ذلك أو كانت من الأفعال من اعتداء أو سلب أو نهب أو وقوع في فواحش الإثم والعياذ بالله، أو كانت كل ممارسة من الممارسات التي يقع فيها هذا الوصف القبيح وذلك الوصف المضاد له من ترك المليح.
ولذلك:(إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت).
حياءك فاحفظه عليك فإنما *** يدل على فضل الكريم حياؤه
إذا قل ماء الوجه قل حياؤه *** ولا خير في وجه إذا قل ماؤه
نرى إنساناً فنقول: ليس في وجهه أدنى حياء، صفاقة، وقاحة، بجاحة، عدوان، طغيان، بهتان، كل ذلك وليس هناك شيء يجعله يغض طرفه ولا ينكص رأسه ولا يشيح بوجه ولا يدير ظهره بل يظهر للناس في وسائل الإعلام وعلى منابر السياسة وفي ميادين الاقتصاد وهو يقول ذلك القول أو يفعل ذلك الفعل إلى آخر ما نراه.
ومن هنا جاء الوجه الذي ذكره العلماء للاقتران بين الحياء والإيمان، لماذا؟ لأن كلاهما مرغب في الخير ومقرب إليه ودافع له، وكلاهما مرهب من الشر ومنفر منه ومانع عنه، فهو – أي هذا الحياء – له هذه القوة التأثيرية العظيمة المختلطة المقترنة المتحدة بالإيمان والمعبرة عن حقيقة الإسلام.
وكما ندرك ونعرف فإن هذا المعنى في غاية الأهمية ودعوني أقف وقفات سريعة؛ لأني أريد أن أربط هذا بومضات يسيرة من أفعال حياتنا اليومية وواقع ما تموج به دنيانا اليوم، ولكن تأمل عظمة الحياء عندما يكون صفة من صفات الله سبحانه وتعالى، رب الأرباب وملك الملوك سبحانه جل وعلا، فقد ثبت عند الترمذي في سننه من حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله حيي كريم ستير يستحي إذا رفع العبد إليه يديه أن يردهما صفرا)، سبحان الله!
الله يستحي!

بل وفي هذا الحديث أنه يستحي من عباده أن يؤملوا فيه الخير فلا يجدوه أو أن يعلقوا فيه الرجاء فيفقدوه، هذا الحياء من عظمته التي لا منتهى لها أن يكون صفة لرب الأرباب كما يليق بجلاله سبحانه وتعالى، وهو صفة لأعظم خلق الله سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والعجيب في الوصف الذي ذكره الأصحاب أنهم ذكروا حياءً لا يمكن تصور مثله من أحد: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذارء في خدرها".
بأبي هو وأمي رسول الله صلى الله عليه وسلم استحيا لما جاء الضيوف إلى بيته وأطالوا المقام فلم يعرض بمضايقتهم ولم يشر إلى لزوم انصرافهم حتى تنزلت الآيات توجه أهل الإيمان وتبين لهم إنه يستحي منكم والله لا يستحي من الحق، ولما ألحّوا في مناجاة النبي صلى الله عليه وسلم وكل يريد أن يخلو به وحياؤه وخلقه يمنعه أن يردهم تنزلت الآيات: {فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً} [المجادلة: 12] حتى يدركوا أن الأمر ليس هيناً وأن مثل هذا قد يشق ويثقل ليس على النفس بل حتى على الجسد والوقت وضيق المهام، فإذا نظرنا إلى هذا الخلق على هذا الوصف العظيم الجليل فإننا يمكن أن نرى كثيراً وكثيراً مما ينبغي أن نراجع فيه تصوراتنا ومعارفنا ثم نراجع كل مسيرة حياتنا في أقوالنا وأفعالنا وأحوالنا وتصرفاتنا، على مستوى الفرد وعلى مستوى الأسرة وعلى مستوى المجتمع والأمة.
كلنا اليوم يقول إن الحياء معرض للخطر بل إن قلة الحياء صارت أمراً شائعاً ولست أعني هنا ما قد ينصرف إليه الذهن من صور متعلقة ببذاءة القول وما نعرفه أيضاً من التجاوزات القبيحة في شأن العورات والعلاقات بين الجنسين وإنما الحياء أعمّ من ذلك كله كما أشرت.
ولعلي أشير في ومضتين اثنتين إلى صورتين ثم نمضي إلى بعض تجسيد الواقع لفقد الحياء في عموم مجالات الحياة.
(استحيوا من الله حق الحياء) هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه، فقال بعضهم على ما عنده من الفهم والعلم: "يا رسول الله إنا لنستحيي من الله"، قال: (ليس ذاك، ولكن الحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى والبطن وما حوى وأن تذكر الموت والبلى، فمن فعل ذلك فقد استحيى من الله حق الحياء).
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني- المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 1551
خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره



ولست بواقف هنا في المعاني لكني أقف عند المعنى الأساسي والجوهري أن من أجلّ وأعظم أنواع الحياء:

الحياء من الله، وكما عبّر بعض أهل العلم: "أن تستحيي من الله أن يفقدك حيث أمرك وأحب أن يراك فلا يراك في الفجر في صلاة الجماعة وفي الصفوف الأولى منها، ولا يراك في الإنفاق باذلاً، ولا يراك عند إقرار الحق به ناطقاً، ولا يراك هنا وهناك من مواقف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، ومن جهة أخرى أن يراك حيث لا يحب أن يراك، وحيث أمرك أن لا يراك، فيراك في معاصيه، ويراك بالكذب قائلاً، وللباطل ناصراً، وللفاحشة داعياً، وبهذه الأفعال القبيحة متلبساً.
هنا معنى عظيم وجليل لو استحضره كل أحد على هذا النحو الجليل الذي ذكّرنا به رسولنا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم لتغيرت كثير من أحوالنا، بل إن الحياء من الناس وليس من رب الناس أيضاً فيه خير؛ لأنه يمنع لأنه يردع لأنه يؤثر في الإنسان تأثيراً إيجابياً حتى قال بعض أهل العلم: "لو لم يكن من صحبة الناس أو المؤمنين إلا ما يستحيي معه الإنسان أن يعصي الله بحضرتهم لكفى" أي لكفى ذلك منفعة ومصلحة في هذا الباب، ورحم الله الفاروق عمر بن الخطاب وهو يقول: "من قلّ حياؤه قلّ ورعه، ومن قلّ ورعه قل دينه".
هذه صور كثيرة، ومشاهد عامة لكنها إذا رأيناها في واقع الحياة تجسّدت في أمور كثيرة تستدعي منا أن نقف أمام هذا الخلق لا على أنه مجرد خلق سلوكي يسير بل بالنظرة الحقيقية أنه روح الحياة ففقده فقد لها وإن كانت القلوب تنبض والأقدام تسعى والألسن تنطق، وإن وجد وجدت حقيقة الإنسان وظهرت آثار الإيمان وتجلّت صورة الإسلام.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا الحياء منه حق الحياء، وأن يجعل الحياء روحاً لحياتنا في سائر أحوالنا.
الخطبة الثانية:
وصية الله سبحانه وتعالى لنا في كل آن وحين تقواه سبحانه وتعالى إلى قيام الدين، فاتقوا الله في السر والعلن واحرصوا على أداء الفرائض والسنن واعلموا أن روح وجوهر التقوى هو الحياء أيضاً.
ولعلي بين يدي ما أريد أن أختم به وربما يطول حديثنا أو يستمر مرة أخرى في الصور العملية لهذا الحياء في واقع الحياة، قبل ذلك أنقل قولة أثرت عن أحد العلماء قال: "كان الناس في الصدر الأول أو في القرن الأول يتعاملون بالدين – أي فيردعهم ويمنعهم – فرقّ الدين فكان الناس في القرن الثاني يتعاملون بالوفاء فلما ذهب الوفاء تعامل الناس في القرن الثالث بالمروءة فلما غاضت المروءة تعامل الناس في القرن الرابع بالحياء، فلما ذهب الحياء صار الناس يتعاملون بالرغبة والرهبة" بالمصلحة والخوف من ذهابها وضياعها فإذا ذهب الحياء وقلّت المروءة وانتهى الوفاء ورقّ الدين فأي أمر وأي حال وأية صورة ستكون عليها هذه الحياة.
انظروا إلى كل الصور التي فيها نزع هذا الحياء، لعل ما يجول بأذهانكم ابدأ به صور الحياء المفقود المغتال في الإعلام الذي يقدم الفاحشة قولاً ويزخرفها صورة ويحييها ويدعوا إليها فكراً ويؤصلها واقعاً ويفرضها قانوناً، لا أظن أحداً يشك أن هذا الإعلام الفاسد قد فعل فعله واغتال من هذا الحياء في النفوس والقلوب ما الله به عليم ففحشت الأقوال والأفعال من كثير من الناس.
وأما السياسة فأحسب أنها النموذج الأمثل لقلة الحياء الذي لا وجود له البتة، وحسبكم اليوم صورة أربطها بما ذكرته في الجمعة الماضية بالجريمة العالمية الكبرى في بلاد الشام، وننتقل اليوم إلى صورة أخرى سأربطها بالحياء، كانوا يقولون لا بد من الأمم المتحدة ومجلس الأمن! كانوا يقولون لا بد من القرارات الدولية!
لا بد من الانتصار للإنسانية ومراعاة و.. !!

ثم إذا بهم اليوم يشنون الهجوم وتتداعى الدول إلى كل شيء مما قالوه وبكل بجاحة وصفاقة وبدون حياء تدخل الجيوش إلى بلاد مالي إلى قطعة من الأرض ما سمعنا قريباً أن أحداً فيها قد قتل ولا أمناً فيها قد اختل ولا أنّ مالاً قد سُلب ومع ذلك يقولون بعد كل ذلك إنهم يحاربون الإرهاب ويحافظون على حقوق الإنسان وينصرون الضعفاء، وسبحانك ربي ينصرون حكومة على أقل تقدير جاءت بانقلاب عسكري منذ بضعة أشهر، وهذا ضرب من هذه الصور وأقبح منه ما سبق أن ذكرناه ونكرره دائماً في هذه الأرواح الإنسانية التي تموت كل يوم بالمئات ولا يتحرك لها أحد في هذا العالم كله على نحو يدل على وجود إنسانية بأدنى درجاتها، وقد أفضت القول فيما مضى في ذلك.
وإذا نظرتهم إلى الاقتصاد وجدتم أنه أيضاً بلا حياء في جملته يزيد الغني غنىً ويراعي مصلحته ويزيد الفقير فقراً ولا يلتفت إلى حاجته، كم ينفقون من الأموال والملايين إن رأيتموها على كلاب ضالة وقطط تربى والملايين في مقابل ذلك تموت وهي في حاجة إلى لقمة تسدّ رمقها أو إلى حبة دواء بإذن الله عز وجل تشفيها من مرضها، وهكذا وهكذا سنجد صورة الغاب بل إن الغاب بما فيه من الوحوش الكاسرة والحيوانات التي ليست عاقلة تمثل اليوم في نظري صورة حضارية لوحشية الإنسان وكل ما هو عليه من القبح والدمامة والإساءة بأبشع صورها.
وإذا رأيتم ذلك فخذوه في كل المجالات ولا تبرّئوا أنفسكم ولا أبرئ نفسي فإن كلاً منا وفي مجتمعنا وفي أبنائنا كل صور من صور الخلل فيها ضرب متعلق بالحياء، إن في ما يكون من عقوق الأبناء للآباء ضرب من قلة الحياء عظيم وظاهر، وإن في ما يكون من تعدي الأزواج على الزوجات صورة من قلة الحياء على هذا النحو وممكن أن تقيسوا على ذلك صوراً كثيرة.
معاشر المؤمنين: لدينا مسؤولية أولى وكبرى عن أنفسنا: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} [المدّثر: 38]
نحن مسؤولون عن أقوالنا وأفعالنا ومواقفنا، والحياء من الله والحياء حتى من رسوله الذي سنحشر على قدمه يوم القيامة فيحال بين بعض الناس ورسول الله عليه الصلاة والسلام فيقول: (أمتي أمتي)، فيقول: (إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك).
والحياء على كل هذه الأنحاء التي أشرت إلى بعضها أمر مهم بالنسبة لنا ونحن مسؤولون أيضاً عن أسرنا وأبنائنا، والله سبحانه وتعالى قد حمّلنا ذلك وبيّن أنها مسؤولية مباشرة: {قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم: 6]، (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)، ونحن مسؤولون أيضاً عن الحفاظ على الحياء العام في مجتمعنا مما يخدش الحياء العام ولا يراعيه، وعلاجه: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ} [آل عمران: 110]، ( والذي نفسي بيده ؛ لتأمرن بالمعروف ، ولتنهون عن المنكر ؛ أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عذابا من عنده ، ثم لتدعنه ؛ فلا يستجاب لكم ).
الراوي: حذيفة بن اليمان المحدث:الألباني- المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 5068
خلاصة حكم المحدث: حسن

لما خرست الألسن عن هذا الأمر والنهي، لما خرست الألسن عن النصح والعظة حينئذ تفشت هذه المنكرات وقلّ الحياء.

كتبت : منتهى اللذة
-






كتبت : هدوء الورد
-
طرَح َرَائعَ ..
سَلمَتً يدَينك عَلىَ الطرح الممَيزَ..
لاعَدَمنَا توَاجَدَك وًرَوَعَه حَضَورَك..
دمَتَم بوَدَ وصَفاءَ...

كتبت : قره العين
-
جزاك الله خير وبارك فيك
جعله الله في ميران حسناتك
ونفع بك الاسلام والمسلمين ..~
كتبت : أمواج رجيم
-

التالي

الصفحة الجديدة .. الشيخ الدكتور على بن عمر بادحدح

السابق

أنى اتجهت إلى بلد وجدت إسلاماً للشيخ على بن عمر بادحدح

كلمات ذات علاقة
للشيخ , الحياة , بادحدح , روج , على , عمر