سمية بنت الخياط { حملة كوني مثلهن }
مجتمع رجيم / الموضوعات المميزة فى قسم التاريخ
كتبت :
زوجي قرة عيني
-
سمية بنت الخياط
ها نحن نتعايش من خلال تلك السطور مع قصة الصبر على البلاء
انها قصة تتكرر كل يوم , انه الصراع الدائم بين الايمان والكفر
اننا ع موعد مع اول شهيدة في الاسلام , تلكم المرأة الطاهرة التي خلد التاريخ ذكرها
واعلى الاسلام قدرها ونزلتها , انها - سمية بنت الخياط - التي بشرها الحبيب بالجنة
ويالها من بشرى يستعذب العذاب من اجلها
موعد مع السعادة
تبدأ القصة عندما قدم ياسر - والد عمار - من اليمن مع اخويه الحارث ومالك الى مكة
ليبحثوا عن اخ لهم فقدوه منذ سنوات , فلم يجدوه فعاد الحارث ومالك , واما ياسر فلم يعد لانه احس
بسعادة عجيبة ونشوة غريبة ,جعلته يؤثر البقاء في مكة وهو لا يعلم انه بذالك قد دخل التاريخ من اوسع ابوابه
وكان من عادة العرب انه اذا دخل رجل غريب الى اي بلدة واستقر بها فلابد ان يحالف سيدا من سادات القوم
ليمنعه من اذى الناس وليستطيع ان يعيش حياة هادئة مطمئنة في ذالك المكان
فحالف ياسر - ابا حذيفة بن المغيرة المخزومي - فأحبه الرجل من اعماق قلبه لما رأى منه من نبيل الخصال
وكريم الفعال ونفاسة معدنه , واراد ان يتقرب منه اكثر فزوجه من امة له تدعى - سمية بنت خياط -
ولما تزوج ياسر من سمية انجبت له غلاما مباركا الا وهو عمار بن ياسر - رضي الله عنهم اجمعين - الذي كان قرة
عين لهما واكتملت الفرحة في قلوبهم يوم اعتقه ابو حذيفة وحرره من العبودية , ثم مات ابو حذيفة .
شمس الاسلام تشرق على ارض الجزيرة
وبعد قرون طويلة عاشتها البشرية في ظلمات الشرك والجاهلية , اذا بشمس الاسلام تشرق على ارض الجزيرة
لتخرج الناس من ظلمات الجاهلية الى انوار التوحيد والايمان , وفي تلك الساعات يسمع عمار عن تلك الرسالة المحمدية
فانفتح قلبه لنداء الايمان , وذهب الى دار الارقم واقدامه تسابق الرياح وكأنه يسابق الزمن فما ان وصل ورأى النبي صل الله عليه وسلم
وسمع منه حتى كاد يطير من شدة الفرح , فما كان منه الا ان بسط يده للحبيب وقال بقلبه ولسانه - اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله -
جنة الدنيا .... وجنة الآخرة
وعاد عمار الى ابويه واقدامه تسابق الريح يريد ان يأخذ بأيديهما الى جنة الدنيا التي ستثمر لهم النعيم في جنة الآخرة
وما ان رآهما عمار حتى عرض عليهما الاسلام وقرأ عليهما القرآن واذا بتلك القلوب النقية الطاهرة تنفتح وتبتهج بسماع كلام الله
واذا بياسر وسمية يشعران بالنور وهو يضيئ ارجاء الكون من حولهما فيقول كل واحد منهما في لحظة واحدة :
- اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله - .
صبر واحتساب
وماهي الا ساعات معدودة حتى طار خبر اسلامهم الى بني مخزوم فاستشاطوا غضبا وصبوا على ال ياسر اشد العذاب
فكانوا اذا حميت الظهيرة يأخذونهم الى بطحاء مكة ويلبسونهم دروع الحديد , ويمنعون عنهم الماء ويصهرونهم في الشمس المحرقة
ويصبون عليهم من جحيم العذاب الوانا , حتى اذا بلغ منهم الجهد مبلغا اعادوا معهم الكرة في اليوم الذي يليه
فما كان منهم الا ان صبروا واحتسبوا ذالك كله عند الله لانهم يعلمون يقينا ان سلعة الله غالية ( الا وهي الجنة )
فسمية رضي الله عنها اول من اظهرت اسلامها واستعذبت العذاب في سبيل الله جل وعلا
فكانت في طليعة المؤمنات الصادقات السابقات الى الاسلام فنالت السبق وفازت بالبشارة العظمى - الجنة -
البشرى بالجنة
وظل المشركون يعذبون سمية وزوجها ياسر وابنها عمار وهم يستعذبون العذاب في سبيل الله
واذا بالحبيب صل الله عليه وسلم يمر عليهم ويقول لهم ( ابشروا آل عمار فإن موعدكم الجنة ) الله اكبر .. لقد هبت
رياح الجنة على قلوبهم فأطفأت نار العذاب في غمضة عين وهنا بدأت نفوسهم تشعر بالطمأنينة
اول شهيدة في الاسلام
وظلت الصحابية الكريمة سمية رضي الله عنها تتحمل العذاب وتصبر على اذى ابي جهل صبر الابطال
فلم تصبأ , ولم تهن عزيمتها او يضعف ايمانها الذي رفعها الى مستوى الخالدات من النساء
بل الاوليات في لائحة الصابرات وبدأت المحنة تتحول الى منحة ربانية بعد ان بشرهم النبي بالجنة
وهنا تقوم سمية لتكتب بدمها سطورا من النور على جبين التاريخ لتكون اول شهيدة في الاسلام
وذالك عندما تعرض لها الهالك ابو جهل - عليه من الله ما يستحقه فطعنها في موطن عفتها فقتلها
وكان استشهاد سمية في السنة السابعه قبل الهجرة رضي الله عنها ورحم الله اول شهيدة في الاسلام
فرضي الله عنها وارضاها وجعل جنة الفردوس مثواها
align="left">تلخيصي من كتاب صحابيات حول الرسول
للشيخ محمود المصري - ابو عمار -