خرجت فخالفت .. الشيخ خالد الصقعبي
مجتمع رجيم / المحاضرات المفرغة
كتبت :
~ عبير الزهور ~
-
خرجت فخالفت .. الشيخ خالد الصقعبي
خرجت فخالفت .. الشيخ خالد الصقعبي
خرجت فخالفت .. الشيخ خالد الصقعبي
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أم محمداً عبده ورسوله ...
( يا أيها الذين آمنوا تقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تسائلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )
( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما )
أما بعد ...
عنوان هذا اللقاء هو ( خرجت فخالفت )
معاشر الإخوة والأخوات : إن الأصل هو قرار المرأة في البيت ، وخروجها منه رخصة تقدر بقدرها ، ولنتأمل آي القرآن الكريم ( وقرن في بيوتكن ) ( لا تخرجوهن من بيوتهن ) ( واذكرن ما يتلى في بيوتكم ) ثلاث آيات كريمات تبين لنا بجلاء ، شدة رسوخ المرأة في بيتها ، المسكن في الغالب إنما يملكه الزوج ، ومع ذالك أضافه الله إلى المرأة في هذه الآيات الثلاث ، وما ذالك إلا للتأكيد على أهمية لزوم المرأة في بيتها ، لأنه هو المكان اللائق بها ، ليس بسجن كما يدعيه أدعياء الحظيرة لا الحضارة ، بل لأنكِ ملكة فيه لتخرجي لنا من خلال ذالك البيت الأبطال من الرجال ، والعفيفات من النساء ، ولأنكِ جوهرة مصونة حينما يكثر خروجك ، تكثر خدوشك ، نظرة من فاسق ، وحديث من ساقط ، ورقم من ساخر وهكذا ، يكثر خدشك ، يزينك الشيطان في أعين الغادين والرائحين ، وصدق نبي الهدى عليه الصلاة والسلام حينما قال ( إذا خرجت المرأة استشرفها الشيطان حتى ترجع )
الراوي:عبدالله بن عمر المحدث:الألباني - المصدر:صحيح الترغيب- الصفحة أو الرقم:
خلاصة حكم المحدث:صحيح
لقد كان أمر المرأة بالقرار في البيت مع احتشامها إذا خرجت ، فكيف الحال الآن !! ، تبرج وسفور ، تتجمل المرأة لخروجها أكثر من تجملها لزوجها ، إي وربي إنهن ليفعلن ذالك ، وإنهم أي معاشر الرجال ليرضون بذالك ..
أختي المسلمة :
تعالي أحدثكِ عن كنزكِ المفقود ، ذالكم الكنز الذي فقدتيه حينما أكثرتِ الخروج ، أتعلمين ما هو ؟
إنه الحياء ، نعم ، رفع الله به ذكر المرأة التي جاءت تمشي على استحياء ، خلد ذكرها في القرآن ، تتعبد الأمة إلى قيام الساعة بقراءة حياءها ، من خلال قوله تعالى ( فجاءته إحداهما تمشي على استحياء ، قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا )
قال سيد قطب رحمه الله تعالى عند هذه الآية " تمشي مشية الفتاة الطاهرة الفاضلة العفيفة النظيفة حين تلقى الرجال على استحياء في غير ما تبذل ولا تبرج ولا تبجح ولا إغواء ، جاءت لتدلي إليه دعوة بأقصر لفظ وأذله ، يحكيه القرآن في قوله ( إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا )
ويقول رحمه الله تعالى عند قوله تعالى ( قالت إحداهما يا أبتِ استأجره ) إنها وأختها تعانيان من رعي الغنم ومن مزاحمة الرجال على الماء ومن الاحتكاك الذي لابد منه للمرأة التي تزاول أعمال الرجال ، وهي تتأذى وأختها من هذا كله ، تريد أن تكون امرأة تأوي إلى البيت ، امرأة عفيفة مستورة ، لا تحتك بالرجال الغرباء في المرعى والمسقى ، المرأة العفيفة الروح النظيفة القلب السليمة الفطرة لا تستريح لمزاحمة الرجال ، ولا للتبذل الناشئ من هذه المزاحمة ، انتهى كلامه رحمه الله تعالى
الحياء تسربلت به المرأة على مر التاريخ ، فزادها عزاً وشرفاً وتلك بعضاً من مواقفهن :
فاطمة رضوان الله تعالى عليها لما سئلت : أي شيء خير للمرأة ؟
قالت " ألا ترى الرجال ولا يراها الرجال "
أما أم سلمة لما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حق ثياب الرجال ( ما أسفل من الكعبين ففي النار )
الراوي: أبو هريرة المحدث:الألباني - المصدر:صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم:5529
خلاصة حكم المحدث:صحيح
قالت : النساء ماذا يصنعن بذيولهن ؟؟ قال ( يرخينه شبرا ) ولأنها امرأة تبحث عن الستر والعفاف ، لا اعتراضاً على حكم النبي صلى الله عليه وسلم قالت : إذاً تنكشف أقدامهن يا رسول الله ، قال عليه الصلاة والسلام ( يرخينه ذراعاً ولا يزدن عليه )
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث:الألباني - المصدر:صحيح الترمذي- الصفحة أو الرقم:1731
خلاصة حكم المحدث:صحيح
لا تقولي أخية : أولئك عشنا في زمن النبوة والسلف ، بل تعالي أحدثكِ عن حياء امرأة من الخلف ، صاحبة الثوب المرصع بالجواهر ، فدونكِ قصتها ...
ضرب أحد الولاة الجزية والخراج على البلدان ، فذهب عماله إلى القرى والأمصار ، فأتوا إلى قرية فلم يجدوا إلا ثوب امرأة مرصع بالجواهر فأخذوه ، فلما قدموا به على الوالي سأل عنه : فلما أخبروه الخبر ، كأنه عز عليه أن يأخذه ، فأمر بإرجاعه إلى المرأة ، فلما علمت تلك المرأة التقية الصالحة العفيفة قالت : أو رآه رجل غير محرم لي ، قالوا نعم ، قالت : والله لا ألبس ثوباً قد رآه رجلاً غير محرم لي ، فأمرت ببيعه وجعلت ثمنه في مسجد ...
لا تقولي يا أخية : أولئك عشنا في زمن النبوة والسلف ..
بل تعالي أحدثكِ عن حياء امرأة من الخلف ، فدونكِ قصتها :
ذكر الشيخ أحمد الصويان هذه القصة التي حدثت له في رحلته إلى دولة بنجلاديش حيث يقول :
كنت في رحلة دعوية إلى بنجلاديش مع فرق طبي أقاموا مخيم لعلاج أمراض العيون ، فتقد إلى الطبيب شيخ ومعه زوجته في تردد وارتباك ، لما أراد الطبيب المعالج أن يقترب منها فإذا بها تبكي وترتجف من الخوف ، فظن الطبيب أنها تتألم من المرض ، فسأل زوجها عن ذالك ، فقال وهو يغالب دموعه : إنها لا تبكي من الألم ، بل تبكي لأنها ستكشف وجهها لرجل أجنبي ، ثم يقول : لم تنم ليلة البارحة من القلق والارتباك وكانت تعاتبني كثيرا وتقول : أو ترضى أن أكشف وجهي ، وما قبلت أن تأتي للعلاج إلا بعد أن أقسمت لها أيماناً مغلظة بأن الله تعالى أباح لها ذالك للاضطرار ، ولما اقترب منها الطبيب ، نفرت منه ، ثم قالت : هل أنت مسلم ؟
قال نعم ، قالت : إن كنت مسلما فأسألك بالله ألا تهتك ستري إلا إذا كنت تعلم يقيناً أن الله تعالى أباح لك ذالك ،
يقول : أجريت لها العملية بنجاح ، وأزيل الماء الأبيض وعاد بصرها بفضل الله تعالى ، حدث عنها زوجها : أنها كانت تقول لولا اثنتان لأحببت أن أصبر على حالي ولا يمسني رجل أجنبي
يا ترى ما هما ؟؟
أتظنين أنها أرادت أن ترى بهما المجلات الفاضحة ، أو القنوات الفضائية الساقطة ، كلا ، بل قالت : قراءة القرآن ، وخدمتي لكَ ولأولادك
أين منكِ منها أخية ؟
يا من فتنتِ وفُتنتِ ، بلبسكِ للنقاب الفاضح من غير ما ضرورة شرعية ، ما أعظم شموخ المرأة المسلمة بعزتها وعفافها ، وما أجمل أن ترى المرأة بصورة فخورة بحشمتها ، أكرم به من إيمان يتجلى في صورة عملية صادقة ، بعيدة عن التكلف أو التنطع سالمة من الرياء وشوائب الهوى ...
ما أجمل بساطة هذه المرأة ، كأني بها ترفل بثياب مرقعة ببساطة ولكن ذكرها وسيرتها سارت بها الركبان ، لقد أكرمها الحياء ، ورفعها الحياء ..
في نساءنا خير بحمد الله تعالى ، ولكن ،، أرقني حال فتياتنا ، لقد تملكتني الدهشة عندما قرأت في إحصائية ، وهي أن مليار ونصف المليار أنفقته بنات الخليج على أزيائهن خلال عام واحد ، إن هذه الميزانية على رغم ضخامتها لكنها لا تعادل حجم الحياء الذي تفقده الفتاة المسلمة عندما تخلع ثوب حياءها وعزتها وتنجر حول الناعقات المقلدات لحضارة الغرب الكافر ..
أختي المسلمة :
تعالي أقف معكِ من خلال هذا الموضوع من خلال الوقفات التالية ناصحاً لكِ ومرشدا ....
الوقفة الأولى :
نداء الطهر والحياء ...
يا أخية : تقول عائشة رضي الله تعالى عنها ( نعم نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين ) لقد امتدحت فيه حياءهن وحرصهن على طلب العلم والتفقه فيه ، كيف لا ، وعائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها واحدة ممن شاركن في شتى العلوم والآداب ، فهي حاملة لواء العلم والعرفان في عصرها ..
إنها النبراس المضيء المنير ، يضيء على أهل العلم وطلابه ...
كان أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام يأتونها فيسألونها عن مشكل العلم فتجيبهم جواباً مشبعاً بروح التحري والتروي والتحقيق مما لا يتسنى إلا لمن بلغ في العلم مقاما عليا ،، هل منعها هذا من الحياء والستر ؟؟
لا والله ، فقد كانت رضي الله عنها شديدة الحياء ، حتى كانت تدخل البيت الذي دفن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله تعالى عنه وهي تضع ثوبها وتقول " إنما زوجي وأبي " فلما دفن معهما عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه فكانت لا تدخله إلا وقد شدت عليها ثيابها حياءً من عمر رضي الله عنهما ، هذا وهو ميت ، والله المستعان ..
إن مما يدل على أهمية الحياء ، إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بأنه من الإيمان ، كما في قوله عليه الصلاة والسلام ( الإيمان بضع وسبعون أو قال بضع وستون شعبة فأفضلها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان ) وفي حديث آخر يقول صلى الله عليه وسلم : ( الحياء والإيمان قرناء جميعا فإذا رفع أحدهما رفع الآخر )
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث:الألباني - المصدر:صحيح الترغيب- الصفحة أو الرقم:2636
خلاصة حكم المحدث:صحيح
وقد صدق صلوات ربي وسلامه عليه ، إذا وجد الإيمان وجد الحياء ، إننا في هذا الزمن نرى كثيراً من النساء اللواتي كسرت طوق الحياء ، وأسلمن أنفسهن مع بالغ الأسف الشديد لدعاة الرذيلة وأدعياء المدنية ، وأصبحن يلهثن وراء شهواتهن ويتبارين في التفسخ والانحلال ، وما أجمل ما قال الشاعر حين قال :
كذبوا ورب البيت ليس تحرراً
بل إنه الكسر الذي لا يجبر
جعلوا النساء مطية لمرادهم
وتستروا في زينا وتدثروا
خدعوكِ يا أختاه بالخطب التي
طاب البناء بها وساء المخبر
وركضتِ في عجل ودون تفكرِ
وهم الذين سعوا لذلك وفكروا
ورميتِ طهركِ والحياء مجندل
يبكي ويصرخ والمدامع تنثر
يا أختي أنتِ الأم حين نريدها
تبني لنا الجيل الذي لا يقهر
يا أختي أنتِ البرء للجرح الذي
يقضي على أحلامنا ويدمر
عودي إلى التاريخ واقتبسي الضياء
سير النساء مع العقيدة تزهر
إن التشتت والهلاك لأمتي
أن يخرج الوجه الطهور ويسفر ..
الوقفة الثانية : ما قبل الخروج ..
حينما تريد المرأة الخروج حينها تحين ساعة الصفر ، ماذا يحدث حينها ، ربما وقعت المرأة في مخالفات قبل خروجها أذكر منها ما يلي :
أولاً : الإلحاح على الزوج بالخروج حينها تثور المشاكل بين الزوجين ، خاصة إذا كانت المرأة ممن تكثر الخروج من البيت فهي خراجة ولاجة لا هم لها إلا الخروج إلى أين هذا لا يهم ، المهم ألا تبقى في البيت مما يضيع معه حق الزوج في كثير من الأحيان ، فتخرج المرأة وقد أسخطت ربها وأرضت شيطانها ،
ثانياً : إذا عزمت المرأة على الخروج إن كانت هي المسئولة عن تنظيم هذا اللقاء لقريباتها أو صديقاتها حينها تعلن حالة الطوارئ الهاتف مشغول ، الصلاة تنقرها كنقر الغراب ، أولادها في حال استعدادها وتنظيمها في غاية الإهمال يضيع عليها ذلك اليوم ، أهملت الأذكار والدعاء أما وردها من القرآن فلا يجري لها على بال ، رجعت فألقت بنفسها على فراشها ، أهملت حق زوجها ، ضيعت وترها ، أما صلاة الفجر عندها ففي الضحى ، قامت منهكة متعبة وهي تستعد لمعركة أخرى ، أسألك بالله تعالى أختي المسلمة ، يا من يكثر خروجك لمناسبة وبلا مناسبة ، متى تجدين وقت تحاسبين به نفسك ، تقرأين كتاب ربك ، تربين أولادكِ ، لقد أصبح الكثير من الأبناء يحملون سلوكيات شتى ، تيجة لكثرة خروجها لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكرا ، فلا وقت لديها للتربية ، فلا هي بقيت لتربية ألادها ، ولا هي تركتهم لوالدهم ، فهم تبعاً لها ، يسبون ويلعنون ، تعودوا لك من أبناء فلانة ، يسرقون ، تعودوا ذلك من أبناء فلانة ، يسرحون ويمرحون في الشوارع ، فقد دربهم على ذلك أبناء فلانة ، وهكذا سلسلة طويلة من الأخطاء والمخالفات يكتسبها الأولاد وهي لكثرة خروجها من المنزل لا وقت لديها لمعالجة الأخطاء فضلا عن القيام بالتربية
ثالثاً : قبل أن تخرج اتفقت مع أبنائها المراهقين وبناتها المراهقات أن يبقوا في المنزل ، أوصتهم حال خروجها بإقفال الأبواب ، إذا ما رجعت وجدت أجسادهم سالمة حمدت ربها ، أما أخلاقهم ماذا جرى لها في حال غيابها ، فهذا مالم تفكر به كثيرا ، الهاتف وشبكة الإنترنت بل ربما الدش في متناول المراهقات أما الأولاد فصخب في الأسواق يتعرضون للغادي والرائح ويتعرض لهم كذلك والأم في غفلة وكل همها إذا رجعت من زار ثم من اتصل ، يا من هذه حالها إن العقبة وخيمة ،..
أيتها الأم : لقد لقد وقفت على فصول قصة تبين مدى خطورة ترك البنت لوحدها في المنزل فلقد ذكرت لي إحدى الفتيات أن والدتها متوفاة والدها يسكن في الدور العلوي مع زوجة أخرى تزوج بها تقول : أنا القائمة على المنزل كنت أدرس في الكلية وأختي التي تصغرني في المرحلة المتوسطة تقول لي : كانت تأتي إلى المنزل قبلي بنصف ساعة تقريباً فقط ، كنت أحرص كثيرا ألا أتأخر خشيةً عليها ، كانت أختي قد تعرفت على شاب عن طريق الهاتف حينها رتبت معه موعدُ للقاء خلال مجيئها للمنزل وقبل مجيئي وفعلاً حضر إليها الشاب وكان ثمن ذلك شرف العائلة الذي انكسر : تقول أحست أختي في آلام في بطنها ذهبت بها إلى المستشفى وهي لا تعق من أمرها شيئا ، وهناك كانت الكارثة ، أختي حاملٌ من الزنا ، فتحوا ملف للتحقيق عندما علموا بعدم زواجها ، تابعت معها القضية بعد سجنها ، حتى اتصلت أختها علي بعد فترة لتخبرني أن أختها قد وضعت مولوداً في السجن ، والله تعالى المستعان .. أما تكفي مثل هذه الصورة أيتها الأم حين تعودتي على ترك الفتاة الساعات الطوال اتقي الله في نفسكِ وفي بناتكِ ، لستُ أدعوا للشك في بناتنا ففيهن خيرٌ كثير بحمد الله تعالى ولكن الحذر مطلوب والسلامة لا يعدلها شيء
رابعاُ : مخالفات الخروج :
أيها الإخوة والأخوات قد جعلتُ هذه المخالفات على قسمين : أما القسم الأولى ، فمخالفات عامة تقع فيها بعض النساء لأي مكان خرجت ،و أما القسم الثاني فهي مخالفات خاصة بحسب نوعية الخروج ومكانه و زمانه :
أما الأولى ، فتكمن المخالفات في الآتي :
أولاُ : النقاب ..
أصبح له أشكاله ، تفننت النساء في كيفية ارتدائه ، وإمعاناً في المخالفة لبدت ما حول العينين بالمساحيق التجميلية ، ليست المسألة بقصر في النظر ، ولدي الدليل من الواقع وليس من الأثر ..
أما ما هو فما يسمى بمكياج سوق هل تعرفين ما هو ؟
فحينما تريد بعض الفتيات الخروج إلى السوق تقوم هي أو من خلال بعض المشاغل في السوق بعمل المساحيق التجميلية للعينين وما حولها مما يبرزه النقاب ، لماذا كل هذا ؟
لقد أثبت الأطباء أن ذلك لا دخل له في قوة النظر أقول ذلك ساخراً ، كل ذلك من أجل أن تفتن الناظر ، لقد قرأت بعض السذج من النساء بلبس السلف للنقاب ولكن حالها كمن قرأ فويل للمصلين ثم سكت ، لا تعرف متى يلبسن ذلك ، ولا كيف صفته وهيئته بل لا تريد أن تعرف ذلك حتى لا تبلغها الحجة ، ويقوم عليها الدليل مقرعاً لها وموبخاً ، حتى ظهر في الآونة الأخيرة نقاباً يسمى بنقاب العمرة ، سبحان الله ، وإنني أخشى أن يوضع في يوم من الأيام من أركان العمرة أو واجباتها أو سننها ،
اتصلت علي فتاة في يوم من الأيام بصوت متهدج منكسر ، نشأت بينها وبين ثلاثة رجال علاقة ، أما البوابة تقول لي بنفسها : فهو النقاب ، تقول يوم أن خرجت متبرجة وكان على رأس ذلك التبرج النقاب تقول : حتى أوقعتُ أحدهم في شراكي ، استمر الاتصال بيننا ، ونتيجة لذلك كان اللقاء معه في منزله ما يقارب خمس مرات عياذ بالله ، والسبب هو النقاب ، تقول حينها هان علي الأمر فتعرفتُ على ثانٍ وثالث كانوا قادمين للزيادة لولا أن الله تعالى تداركني برحمته ،
ثانياً : اسم العباءة .. ما العباءة ..
تلك العباءة المتبرجة ، والتي لا تحمل من العباءة إلا اسمها ، عباءة مزركشة مخسرة ، سقطت حينما ضعف الأيمان على الكتف كانت لستر الزينة فأصبحت هي الزينة ، تقول لا بستها وليبدين زينتهن ، والجبار جلا وعلا يقول ( ولا يبدين زينتهن )
ثالثاً : الطيب ..
أما الزوج فله رائحة البصل ، وللغريب العطر والتجمل ، إي وربي هذا هو حال نساء المسلمين مع بالغ الأسف الشديد ، إذا خرجت من منزلها ، هي تعلمُ علم اليقين بالوعيد الشديد على ذلك ، ولكنها مع ذلك ، تغفلُ عن ذلك أو تتغافل ، استمعي إلى نبي الهدى وهو يحذركِ ويزجرك من مغبة هذا العمل حيث يقول : ( أيما امرأة استعطرت فخرجت فمرت بمجامع الرجال فهي كذا )أي زانية في الإثم عياذ بالله تعالى ، بل ورد التصريح بذلك ففي حديثٍ آخرِ أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : أيما امرأة استعطرت فمرت بقوم ليجدوا ريحها فهي زانية ) ولخطر هذا الأمر منع نبي الهدى عليه الصلاة والسلام من أصابت بخوراً أن تشهد حتى أماكن العبادة فكيف بأماكن اللهو والعبث ، قال عليه الصلاة والسلام : ( أيما امرأة أصابت بخوراً فلا تشهد معنا العشاء ) وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إذا خرجت المرأة إلى المسجد فلتغتسل من الطيب كما تغتسل من الجنابة ) سبحان الله ، إلى أماكن العبادة ، وهي الصحابية وخرجت لمجمع صحابة ، ومع ذلك قال ذلك عليه الصلاة والسلام ، فكيف الحال الآن ن أماكن لهو وعبث ، أماكن لا تخلوا من فسقة ، يتعرضون للغادية والرائحة من بنات المسلمين والله تعالى المستعان ..
الراوي: أبو هريرة المحدث:الألباني - المصدر:صحيح النسائي- الصفحة أو الرقم:5142
خلاصة حكم المحدث:صحيح
رابعاً : الخلوة بالسائق ..
يتنقل بها يمنة ويسرة ، فزالت الكلفة معه ، حتى غدا واحد من محارمها ، تزجره وته ، ولو تطلب الأمر كشف الغطاء للبصقِ عليه لفعلت ، عفواً ، هذا هو حال بعض النساء مع بالغ الأسف الشديد ، حتى خرجت لنا بعض النساء بفقهٍ جديد ، حينما أزالت الخلوة أو تعتقد ذلك بأمر السائق بالفتح على إذاعة القرآن ظناً منها أن ذلك يزيل الخلوة ، ومن جهل أتى بالعجائب ،
أختي المسلمة : أما استمعتِ إلى نبي الهدى عليه الصلاة والسلام حين يقول : ( ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما )
الراوي: عمر بن الخطاب المحدث:الألباني - المصدر:صحيح الترمذي- الصفحة أو الرقم:2165
خلاصة حكم المحدث:صحيح
ذالكم الشيطان الذي يقول الله عز وجل عنه : ( ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ) ليست القضية بصلاحكِ وتدينكِ فحسب ، وإنما المسألة ديانة تتعبدين بها الله عز وجل والسلف يقولون من قارب الفتنة بعدت عنه السلامة ومن ادعى الصبر وكل إلى نفسه ،
خامساً : الخروج بدون إذن الولي ..من زوج أو أبٍ ونحوهما ..
يحصل هذا كثيراً حال سفر الولي ، ربما حصل بين الزوجين خلاف ، لسفر الزوج إلى خارج المملكة مثلاً ، ترى حينها الزوجة أن من حقها الخروج ، حتى بدون إذنه ،
أختي المسلمة : إن عدم خوف الزوج من الله تعالى فيكِ ، لا يعني عدم الخوف من الله تعالى فيه ، ففي حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( إذا استأذنكم نساءكم في الليل إلى المسجد فأذنوا لهن )
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث:البخاري - المصدر:صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم:865خلاصة حكم المحدث:[صحيح]
قال النووي عليه رحمة الله تعالى : " استدل به على أن المرأة لا تخرج من بيت زوجها إلا بإذنه لتوجه الأمر إلى الأزواج بالإذن " فاتقي الله يا أمة الله كيف ولو فجعكِ الموت وأنتِ على هذه الحال ..
سادساً : إخراج الكفين والقدمين ..
حتى كأنهما حل مباح لكل ناظر ..
يضاف إلى ذلك فتحة في أسفل الثوب إمعاناً في التبرج والسفور ، حتى إذا ما صعدت السيارة وأرادت ركوبها ، انكشف ما لا يحل إبدائه إلا للزوج ، تكشف يديها وقد وضعت فيهما ما يجملهما ، من مناكير ونحو ذالك حتى تكون فتنةً لكل مفتون ، فاتقي الله يا أمة الله ولا تكوني سبباً في إذكاء نار الفتنة في قلب رجل ،
سابعاً : رفع الصوتِ على أهل الحسبة ..
إذا أمروها بالمعروف أو نهوها عن المنكر ، بل ربما وصل الأمر إلى البصاق ، بل والاعتداء بالحذاء ، لماذا كل ها يا أمة الله ؟
هل لأن هذا الشهم صاحب الغيرة أراد لكِ أن تبقي جوهرة مصونة !!
هل لأنه كان يحب لكِ ما يحبه لزوجته وأخته وقريبته !!
هل لأنه خاف عليكِ من الأعين الخائنة ، والأيدي الآثمة !!
أما من وقفة صادقة مع نفسكِ تصارحيها !!
لماذا يفعل رجل الهيئة ذالك ؟
أما كان بوسعه أن يمتع ناظريه كغيره من الرجال !!
أو يرمي عليكِ رقم كغيره من الفساق !!
أو يلقي عليكِ كلمة نابية قذرة كما يفعل بعض أشباه الرجال !!
كم هو عجيب أن يجد منكِ الفاسق الذي لا يريد إلا قضاء شهوته ، أقول كم هو عجيب أن يجد منكِ أحلى الكلام وأطيبه ، وذالك الذي يريدكِ أن تصوني عرضكِ وأن تبقي معززة مكرمة ، يجد منكِ أقبح الألفاظ ، ولكن العجب هكذا حينما تنتكس الفطر ،
لقد قرأت مقابلة مع شاب معاكس وكان من ضمن الأسئلة الموجهة إليه : هل تتزوج بمن تقوم بمعاكستها ؟
قال : لا ، بدون تردد ، ولما سئل ؟
قال لأنني أحتقر من تقوم بالمعاكسة ، وحينما سئل : كيف تحتقرها وأنت تقوم بمعاكستها ؟
قال : لأنني أريد قضاء شهوتي منها ، هذا باختصار ما يريده منكِ أولئك ، والله المستعان ،
ثامناً :لبس البنطال ..
وهي تتعلل بأنه أخف للحركة والتنقل ، وكأن الحجاب عادة ، أما لو علمت المرأة المسلمة أن الحجاب عبادة لهان عليها في سبيل ذلك كل شيء ، وهي مع ذلك تكشف عباءتها ، فتفتن و تُفتن ، لقد خالفتِ شرطاً من شروط حجاب المرأة المسلمة ، أقول : المرأة المسلمة ، وأنتِ كذالك ، ألا وهو ألا يكون ضيق يبين حجم أعضائها ..
تاسعاً : حينما خرجت لبست الكعب العالي .. فضربت برجلها فحركت على إثر ذلك القلوب المريضة الغافلة ، ويلكِ من الله تعالى ، أما تسمعين الجبار جل جلاله يقول : ( ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن ، قال السعدي عليه رحمة الله تعالى : أي لا يضربن الأرض بأرجلهن ، ليصوت ما عليهن من حلي كخلاخل وغيرها فتعلمُ زينتها بسببه فيكون وسيلة إلى الفتنة "
أسألكِ بالله تعالى يا أمة الله !!
ألا توجد الزينة إلا في الأحذية ذات الكعوب االفاتنة المفتونة ؟!
أعيذكِ بالله تعالى أن يكون قصدكِ من ذالك إذكاء فتنة ، ألا من توبة والله لا فلاح لكِ إلا بذالك ، ولهذا فتأملي نهاية الآية ( وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ) أنتِ مؤمنة ، وربكِ علق فلاحكِ على التوبة والإنابة فالحقي بنفسكِ قبل أن تكوني خاسرة ،
عاشراً : حينما خرجت هذه المرأة إلى السوق أو المستشفى أو غيرها رن هاتفها الجوال بما يحمل من نغمة موسيقية ،
كان هذا هو أول لفتٍ لأنظار الرجال إليها ، وإن لم يكن كذالك فقد خالفت حينما أخرجت جوالها ، حينها أطلقت العنان للسانها عبر الحادثة في الجوال بحضرة الرجال ، وكأنه لم يكن ثمة رجال ، ضحكات وقهقهات ، سؤال عن الحالِ والأولاد ، نشرٌ للغسيل ، وربما انسجمت مع من تتحدث معه ونسيت حياءها وعفتها ، والله تعالى المستعان ،
الحادي عشر : حينما خرجت بعض النساء لأماكن النساء ، أتدرون ماذا تحمل في جرابها!؟
ليت ذالك كان شريطاً نافعاً أو مطوية هادفة ، تدعوا إلى الله عن طريقها ، لخلّد التاريخ ذكرها !!
لكنها كانت تحمل معها ما يهدم البيوت ويهتك الأستار ، حملت معها جوال يحمل في طياته آلة للتصوير ، من أجلِ ماذا ؟
من أجل تصوير النساء ليطلعُ على هذه الصور فاسق ينتظرها على أحر من الجمر ، حينما كلفها بذالك ، ويلكِ من الله تعالى ،( بشر القاتل بالقتل ولو بعد حين ) والله ليكونن قضاء الدين في الدنيا قبل الممات ، إن لم تتوبي إلى الله عز وجل ، كيف تطيب نفسكِ أن تهتكِ ستر الغافلات المؤمنات ؟!
لقد جمعتِ يا هذه أطراف الشر من جميع جوانبه !!
لقد آذيتِ المؤمنات ، والله تعالى يقول : ( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغيرِ ما كتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبينا ) لقد أشعتِ الفاحشة ثانياً في الذين آمنوا ، واله تعالى يقول : ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة ) وثالثاً : لقد تتبعتِ عورات الناس ، وحق على الله أن يفضحكِ ولو في جوفِ بيتكِ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته ، ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته )
الراوي: أبو برزة الأسلمي المحدث:الألباني - المصدر:صحيح أبي داود- الصفحة أو الرقم:4880
خلاصة حكم المحدث:حسن صحيح