الشهور العربية أسمائها ومعانيها وصلتها بالإسلام

مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت : ~ عبير الزهور ~
-
الشهور العربية أسمائها ومعانيها وصلتها بالإسلام
الشهور العربية أسمائها ومعانيها وصلتها بالإسلام


العربية 134206.gif


الشهور العربية أسمائها ومعانيها وصلتها بالإسلام


الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد


الشهر:
الهلال، سمي به لشهرته وظهوره، وفي اللسان: الشهر القمر، والعددُ المعروف من الأيام، سمي بذلك لأَنه يُشْهَر بالقمر وفيه علامة ابتدائه وانتهائه، ورد لفظ الشهر مفردا في كتاب الله سبحانه (12) اثنتي عشرة مرة، وهي عدد شهور السنة، ومَثْنى ورد مرتين، وجمع كثرة (شهور) ورد مرة واحدة، وذلك في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ ﴾ [التوبة: 36]، وجمع قلة (أشهر) ست مرات[1].

والشهر: أربعة أسابيع ويوم، أو أربعة أسابيع ويومان، وهي تساوي تسعة وعشرين يوما أو ثلاثين.

وهذه أسماء الشهور:
المحرم:
سمي بذلك تأكيدا لتحريمه، لأن العرب كانت تتقلب به فتحله عاما وتحرمه عاما، ويجمع على محرمات ومحارم ومحاريم[2].

قال القاسمي: والمحرم شهر الله، سمته العرب بهذا الاسم لأنهم كانوا لا يستحلون فيه القتال، وأضيف إلى الله تعالى، إعظاما له، كما قيل للكعبة (بيت الله)[3].

صفر:
سمي بذلك لخلو بيوتهم منهم حين يخرجون للقتال والأسفار، يقال: صفر المكان، إذا خلا، ويجمع على أصفار، كجمل وأجمال[4].

وإذا جمعوه مع المحرم قالوا: صفران، ومنه قول ابن أبي ذؤيب:
أقامت به كمقام الحنيف العربية 134207.gif
شهري جمادى وشهري صفر[5]. العربية 134207.gif


شهرا ربيع:
سميا بذلك لارتباعهم فيهما، والارتباع الإقامة في عمارة الربع، ويجمع على أربعاء، كنصيب وأنصباء، وأربعة كرغيف وأرغفة، وربيع الآخر كالأول[6].

قلت: ولا يقال الثاني، بل يقال الآخر.

قال بعضهم: إنما التزمت العرب لفظ (شهر) قبل (ربيع) لأن (ربيع) مشترك بين الشهر والفصل[7].

شهرا جمادى:
كحُبارَى سمي بذلك لجمود الماء فيه وقت التسمية، كما قال الشاعر:
فِي لَيْلةٍ مِنْ جُمادى ذاتِ
أَنْدِيَةٍ العربية 134207.gif
لَا يُبْصِرُ الكلبُ، مِنْ ظَلْمائِها،الطُّنُبا العربية 134207.gif

لاَ يَنْبَحُ الْكَلْبُ فِيهَا غَيْرَ واحِدَةٍ العربية 134207.gif
حَتَّى يَلُفَّ عَلَى خَيْشُومِهِ الذَّنَبَا العربية 134207.gif


ويجمع على جماديات، كحبارى وحباريات، وقد يذكر ويؤنث؛ فيقال: جمادى الأولى والأول، وجمادى الآخر والآخرة[8].

قلت: ولا يقال: جمادى الثاني ولا الثانية.

قال الفراء: الشهور كلُّها مذكرة إلا جماديان فإنهما مؤنثان، قَالَ بَعْضُ الأَنصار:
إِذا جُمادَى مَنَعَتْ قَطْرَها، ... زانَ جِناني عَطَنٌ مُغْضِفُ [9].

رجب:
من الترجيب، وهو التعظيم، ويجمع على أرجاب ورجاب ورجبات. تفسير ابن كثير وأرجبة وأرجب ورجوب وأراجب، وأراجيب ورجبانات، وإذا ضموا له شعبان قالوا: (رجبان) للتغليب[10].

وهو من الأشهر الحرم.

شعبان:
من تشعب القبائل، وتفرقها للغارة، ويجمع على شعابين وشعبانات[11].

رمضان:
من شدة الرمضاء وهو الحرّ، يقال: رمضت الفصال إذا عطشت، ويجمع على رمضانات ورماضين وأرمضة وأرمضاء، وقول من قال: إنه اسم من أسماء الله تعالى؛ خطأ لا يعرج عليه ولا يلتفت إليه[12].

ورمضان شهر الصوم.

شوال:
من شالت الإبل بأذنابها للطراق، ويجمع على شواول وشواويل وشوالات[13].

وهو شهر عيد الفطر، وأول أشهر الحج.

وكانت العرب تتطير من عقد المناكح فيه، فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم طيرتهم[14].

القَعدة:
بفتح القاف وكسرها، لقعدهم فيه عن القتال والترحال، ويجمع على ذوات القعدة[15].

وذوات القعدات والتثنية ذواتا القعدة، وذواتا القعدتين، فثنوا الاسمين وجمعوهما، وهو عزيز، لأن الكلمتين بمنزلة كلمة واحدة، ولا تتوالى على كلمة علامتا تثنية ولا جمع[16].

وهو من الأشهر الحرم.

الحِجَّة أو الحَجَّة:
بكسر الحاء وفتحها، وسمي بذلك لإيقاعهم الحج فيه، ويجمع على ذوات الحجة[17].

ولم يقولوا (ذوو) على واحدة، والفتح فيه أشهر من الكسر، و (الحِجَّة) بالكسر المرة الواحدة من الحج، وهو شاذٌ لأن القياس في المرة الفتح[18].

وهو من الأشهر الحرم وفيه أيام التشريق ويوم الأضحى وعرفة والليالي العشر.

ورد في حديث: "شهرا عيد لا ينقصان"[19].

يريد شهر رمضان وذا الحجة، إن نقص عددهما في الحساب، فحكمهما على التمام ، لئلا تُحرج أمته إذا صاموا تسعة وعشرين، أو وقع حجهم خطأ عن التاسع أو العاشر، لم يكن عليهم قضاء، ولم يقع في نسكهم نقص، وقيل غير ذلك، وهذا أشبه[20].

فالحمد لله الذي خلق الأزمنة والأوقات وقسمها سبحانه إلى دقائق وساعات، فتكونت من دورانها الليالي والأيام، ثم الشهور والأعوام، فصارت القرون والأحقاب، والزمن له دورة، فدورة مؤشر الثواني يدل على مرور دقيقة، ودورة مؤشر الدقائق يدل على مرور ساعة زمنية، ودورة الشمس حول الأرض تدل على مرور اليوم، ودورة القمر تدل على مرور الشهر، قال الله عز وجل:﴿ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾ [يس: 40].

وكذلك دورة فصول السنة الأربعة وهي الصيف والشتاء والربيع والخريف، تدل على مرور العام، قال تعالى: ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ﴾ [التوبة: 36].

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم" متفق عليه.

هذا خلق الله عز وجل فهل لأحد من الناس أن يتلاعب بهذا الزمن فيغير الأسماء أو يزيف الصفات؟!

هذا الزمن منحة من الله سبحانه، حتى نزرع فيه اليوم ما سنحصده غدا يوم السؤال والحساب، فعلينا أن نعظم الله ما عظم الله جل جلاله.

قال قتادة: إن الله اصطفى صفايا من خلقه؛ اصطفى من الملائكة رسلا، ومن الناس، واصطفى من الكلام ذكره، واصطفى من الأرض المساجد، واصطفى من الشهور رمضان والأشهر الحرم، واصطفى من الأيام الجمعة، واصطفى من الليالي ليلة القدر، فعظموا ما عظم الله، فإنما تعظيم الأمور بما عظمها الله به عند أهل الفهم والعقل][21].

وعندما اعتدى العرب في الجاهلية على الأشهر الحرم فأحلوا الحرام وحرموا الحلال، حكم الله سبحانه وتعالى على عملهم هذا بالكفر فقال سبحانه: ﴿ إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾ [التوبة: 37].

قال ابن إسحاق: كان أول من نسأ الشهور على العرب (القَلَمَّسُ) وهو حذيفة بن عبد بن فقيم بن عدي، ثم قام بعده ابنه عباد، ثم قَلَع بن عباد، ثم أمية بن قلع، ثم ابنه عوف بن أمية، ثم ابنه أبو ثمامة جنادة بن عوف، وكان آخرهم، وعليه قام الإسلام، فكانت العرب إذا فرغت من حجها اجتمعت إليه، فقام فيهم خطيبا، فحرم رجبا وذا القعدة وذا الحجة ويحل المحرم عاما ويجعل مكانه صفر ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله، فيحل ما حرم الله يعني ويحرم ما أحل الله][22].

قال القاسمي في محاسن التأويل: و (القَلَمَّس) بقاف فلام مفتوحتين، ثم ميم مشددة.

قال في (القاموس وشرحه): هو رجل كناني من نَسَأَةِ الشهور على معدّ في الجاهلية، كان يقف عند جمرة العقبة، ويقول: اللهم إني ناسئ الشهور وواضعها مواضعها، ولا أعاب ولا أجاب، اللهم إني قد أحللت أحد الصفرين، وحرمت (صفر) المؤخر، وكذا في الرجبين، (يعني رجباً وشعبان)، ثم يقول: انفروا على اسم الله تعالى.

قال شاعرهم:
وفينا ناسئ الشهر القَلَمَّس.

align="right">وقال عمير بن قيس المعروف بِجَذْل الطِّعان:
لقد علمت معدٌّ أنَّ قومي العربية 134207.gif
كرامُ الناس أنَّ لهم كراما العربية 134207.gif

ألسنا الناسئين على معدّ العربية 134207.gif
شهورَ الحِلّ نجعلها حراما العربية 134207.gif

فأي الناس فاتونا بِوتْرٍ العربية 134207.gif
وأي الناس لم نُعْلِكْ لِجَاما[23] العربية 134207.gif



فجاء الإسلام وعاد الأمر إلى ما كان عليه واستدار الزمان كهيئته يوم أن خلق الله السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم، كما سبق في الحديث الصحيح.

إن الناظر في الزمن يجد أنه ينبني على النور أو الضوء المنبعث من الشمس أو القمر؛ فبحركتهما يتغير حال النور؛ أو الضياء قوة وانتشارا، أو ضعفا وانحسارا، ويكون ذلك دوران الزمن، فساعات الغدوِّ صباحا؛ ضياؤها تختلف عن البُهْرَة أي وسط الليل. وهكذا بقية الساعات التي ذكرها العرب وهي كما ذكرها الثعالبي قال:

عن حمزة بن الحسن وعليه عهدتها:
سَاعَاتُ النَّهارِ: الشُرُوقُ. ثُمَّ البكورُ. ثُمَّ الغُدْوَةُ. ثُمَّ الضُّحَى. ثُمَّ الهاجِرَةُ. ثُمَّ الظَهِيرَةُ. ثُمَّ الرَّوَاحُ. ثُمَّ العَصْرُ. ثُمَّ القَصْرُ. ثُمَّ الأصِيلُ. ثُمَّ العَشِيُّ. ثُمَّ الغُروبُ.

سَاعَاتُ اللَّيلِ: الشَّفَقُ. ثُمَّ الغَسَقُ. ثُمَّ العَتَمَةُ. ثُمَّ السُّدْفَة. ثُمَّ الفَحْمَةُ. ثُمَّ الزُّلَّةُ. ثُمَّ الزُّلْفةُ. ثُمَّ البُهْرَةُ. ثُمَّ السَّحَرُ. ثُمَّ الفَجْرُ. ثُمَّ الصُّبْحُ. ثُمَّ الصَّباحُ"، وبَاقي أسْماءِ الأوْقَاتِ تَجِيءُ بِتَكْرِيرِ الألفاظ التّي معانيها متّفقة"[24].

فقديما توقف الزمن ساعة الطَّفَل لتوقف الشمس عن سيرتها أو غروبها بأمر الله، استجابة لدعوة نبيه يوشع بن نون عليه السلام، حتى فتح الله عليه ونصره على أعدائه الكفار.

جاء في غريب الحديث للقاسم بن سلام[25]: [طِفْل وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث عبد الله بن عمر؛ أَنه كره الصَّلَاة على الْجِنَازَة إِذا طَفَلَت الشَّمْس. قَالَ الْأَصْمَعِي: قَوْله: طَفَلَت يَعْنِي دنت للغروب، وَاسم تِلْكَ السَّاعَة:
الطَّفَل قَالَ لبيد: (الرمل)
فَتَدَلَّيُتُ عَلَيْهِ قَافِلاً العربية 134207.gif
وَعلى الأَرْض غَيَايَات الطَفَلْ العربية 134207.gif


يَعْنِي الظل عِنْد الْمسَاء.

قال الفخر الرازي: واعلم أن الحساب مبني على أربع مراتب: الساعات والأيام والشهور والسنون، فالعدد للسنين، والحساب لما دون السنين، وهي الشهور والأيام والساعات، وبعد هذه المراتب الأربع لا يحصل إلا التكرار، كما أنهم رتبوا العدد على أربع مراتب: الآحاد والعشرات، والمئات والألوف، وليس بعدها إلا التكرار. والله أعلم][26].

وقال أيضا عند تفسير قوله سبحانه: ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا ﴾ [التوبة: 36]: [قال أهل العلم: الواجب على المسلمين بحكم هذه الآية أن يعتبروا في بيوعهم، ومُدَدِ ديونهم، وأحوالِ زكواتهم، وسائرِ أحكامهم السنةَ العربيةَ بالأهلة، ولا يجوز لهم اعتبار السنة العجمية والرومية] [27].


[1]منها قوله تعالى:﴿ لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 226].


[2]تفسير ابن كثير (2/ 354).

[3]محاسن التأويل (9/ 3144).

[4]تفسير ابن كثير (2/ 354).

[5]اللسان مادة: (صفر).

[6]تفسير ابن كثير (2/ 354).

[7]محاسن التأويل.

[8]تفسير ابن كثير (2/ 354) وتصحيح البيتين من شرح شافية ابن الحاجب للرضي الأستراباذي (4/ 278).

[9]اللسان مادة: (جمد).

[10]محاسن التأويل (9/ 3146).

[11]تفسير ابن كثير (2/ 354).

[12]تفسير ابن كثير (2/ 354).

[13]تفسير ابن كثير (2/ 354).

[14]محاسن التأويل (9/ 3148).

[15]تفسير ابن كثير (2/ 354).

[16]محاسن التأويل (9/ 3148)

[17] تفسير ابن كثير (2/ 354)

[18]محاسن التأويل (9/ 3148)

[19]الحديث في صحيح الجامع برقم: (3613) عن أبي بكرة رضي الله عنه.

[20]النهاية مادة: (شهر)

[21]تفسير ابن كثير (2/ 355).

[22]البداية والنهاية (6/ 206).

[23] محاسن التأويل (9/ 3152- 3153).

[24]فقه اللغة وسر العربية (ص: 215).

[25](4/ 265).

[26]التفسير الكبير (مفاتح الغيب) للرازي (2/ 168).

[27]مفاتح الغيب (16/ 55).




كتبت : ~ عبير الزهور ~
-

قال سبحانه: ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا * وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا ﴾ [الفرقان: 61- 62].

وقال سبحانه: ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ [يونس: 5].

فالأشهر مرتبطة بالأهلة، ويكون الشهر من الهلال، قال سبحانه: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ﴾ [البقرة: 189]، والأهلة: جمع الهلال. و[الهِلالُ: أوَّل ليلةٍ والثانية والثالثة، ثم هو قمرٌ]. الصحاح تاج اللغة (5/ 1851).

والسؤال عنها: [ما فائدتها وحكمتها، أو عن ذاتها؟].

يقول تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ ﴾ جمع - هلال - ما فائدتها وحكمتها؟
أو عن ذاتها؟

والجواب:
﴿ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ ﴾ أي: جعلها الله تعالى بلطفه ورحمته على هذا التدبير يبدو الهلال ضعيفا في أول الشهر، ثم يتزايد إلى نصفه، ثم يشرع في النقص إلى كماله، - أي كمال الشهر - وهكذا، ليعرف الناس بذلك، مواقيت عباداتهم من الصيام، وأوقات الزكاة، والكفارات، وأوقات الحج.

ولما كان الحجُّ يقع في أشهر معلومات، ويستغرق أوقاتًا كثيرة قال: ﴿ وَالْحَجِّ ﴾، وكذلك تعرف بذلك أوقاتُ الديون المؤجلات، ومدةُ الإجارات، ومدةُ العِدَدِ - أي عِدَدِ النساء المطلقات، والمتوفَّى عنهنَّ أزواجُهنّ - والحملِ، وغير ذلك مما هو من حاجات الخلق، فجعله تعالى، حسابا، يعرفه كل أحد، من صغير، وكبير، وعالم، وجاهل، فلو كان الحساب بالسنة الشمسية، لم يعرفه إلا النادر من الناس]. تفسير السعدي (ص: 88).

فالناس اليوم لا يعرفون أيامَ الأشهرِ الإفرنجية إلا بالحسابات وأوراقِ التقاويم الشمسية، فلو سألت أحدهم كم الشهر الإفرنجي اليوم؟ لأجاب بسرعة، فلو قلت له: ما الدليل أو العلامة على ذلك؟ لقال لك هاهو في التقويم أو الساعة أو الجوال...

بينما لو سألت أيَّ أحد كم الشهر القمري الهلالي اليوم؟ لأجاب، ودليله وعلامته أن الهلال ظهر يوم كذا، فاليوم كذا وكذا.

تبدأ السنة بشهر الله المحرم، وهو من الأشهر الحرم التي يحرم فيها القتال، قال سبحانه: ﴿ ..مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ﴾، وفيه صيام عاشوراء وتاسوعاء، ففي الحديث: "... وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ". رواه مسلم (1162). وفي الحديث الآخر: "لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ" رواه مسلم (1134).

والصيام عموماً في هذا الشهر له ماله من الأجر العظيم عند الله عز وجل، فقد أخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " أَفْضَلُ الصِّيَامِ، بَعْدَ رَمَضَانَ، شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الْفَرِيضَةِ، صَلَاةُ اللَّيْلِ " رواه مسلم (1163).

شهر صفر:
وقت الحِلِّ يأتي بعد الأشهر الحرم، وكان العرب يتشاءمون منه، ورد في الحديث قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ عَدْوَى وَلاَ صَفَرَ وَلاَ هَامَةَ" رواه البخاري (5717)، ومسلم (2220).

قالت طائفة من أهل العلم: لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "وَلاَ صَفَرَ"، تفسيران:
أحدهما: أن المراد نفي ما كان أهلُ الجاهلية يفعلونه في النسيء، فكانوا يحلُّون المحرَّم، ويحرِّمون صَفرَ مكانه، وهذا قول الإمام مالك.

والثاني: أن المراد؛ أن أهل الجاهلية كانوا يستشئمون بصفر، ويقولون: إنه شهر مشؤوم، فأبطل النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك.

قال ابن رجب الحنبلي:
[وكثير من الجهال يتشاءم بصفر، وربما ينهى عن السفر فيه، والتشاؤم بصفر هو من جنس الطيرة المنهي عنها، كذلك التشاؤم بيوم من الأيام كيوم الأربعاء]، ففي الحديث عن ابن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من ردته الطيرة من حاجة فقد أشرك"، قالوا: يا رسول الله! ما كفارة ذلك؟ قال: أن يقول أحدهم: "اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك". رواه الإمام أحمد في المسند (2/ 220).

وهناك قول ثالث ألا وهو ما [حُكي عن رؤبةَ بنِ العجاج؛ أنه سُئل عن الصَّفَرِ؟ فقال: (هي حَيَّةٌ تكون في البطن، تصيب الماشيةَ والناس) قال: (وهي أعدى من الجرب)، قال أبو عبيد: فأبطل النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها تعدي..]. انظر معالم السنن للخطابي (4/ 233).

وفي حديث آخر عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لاَ عَدْوَى وَلاَ صَفَرَ، وَلاَ هَامَةَ" فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَمَا بَالُ الإِبِلِ، تَكُونُ فِي الرَّمْلِ كَأَنَّهَا الظِّبَاءُ، فَيُخَالِطُهَا البَعِيرُ الأَجْرَبُ فَيُجْرِبُهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَمَنْ أَعْدَى الأَوَّلَ" رواه البخاري (5770).

شهر ربيع الأول:
فيه ولد النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، وفيه هاجر، وفيه توفي، وفيه أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى على الصحيح، كما قال إبراهيم الحربي وغيره. لطائف المعارف، (ص: 189).

رجب:
من الأشهر الحرم، وذكر بعضهم أن لشهر رجب أربعة عشر اسما: شهر الله، ورجب، ورجب مضر، ومنصل الأسنة، والأصم، والأصب، ومنفس، ومطهر، ومعلي، ومقيم، وهرم، ومقشقش، ومبرئ، وفرد، وزاد بعضهم ثلاثة أخرى هي: رجم بالميم، ومنصل الأَلَّة، وهي الحربة، ومنزع الأسنة. لطائف المعارف. ص: (225).

ومما تفعله العوام في شهر رجب، ولم يثبت في الشرع:
1- الذبائح: ففي الجاهلية كانوا يذبحون عتيرة، وفي الإسلام اختلف في حكمها، لكن ورد في الصحيحين ما يبطلها؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا فرع ولا عتيرة". صحيح الجامع، حديث رقم: (7524).

والفرع هو أول نتاج الإبل والغنم، يذبحه أهل الجاهلية لآلهتهم، والذبح في كل شهر جائز دون تخصيص، للحديث الوارد في ذلك: "اذبحوا لله في أي شهر كان، وبِرُّوا الله وأطعموا". انظر صحيح الجامع رقم: (848)، رواه أبو داود والنسائي وإسناده حسن. لطائف المعارف ص: (226).

2- الصلاة: لم يصح في شهر رجب فضلُ صلاة مخصوصة تختص به، والأحاديث المروية في فضل صلاة الرغائب في أول ليلة جمعة من شهر رجب كذب وباطل لا تصح، وهذه الصلاة بدعة.

3- الصوم: لم يصح في فضل صوم رجب بخصوصه شيء، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا عن الصحابة رضي الله عنهم، ولا أحد من الأئمة والعلماء.

وأما الاعتمار في رجب فقد روى ابن عمر رضي الله عنهما (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اعتمر في رجب...) رواه أحمد في المسند (2/ 73)، وابن ماجة، والشيخان بمعناه. لطائف المعارف ص: (232).

وهناك أمور كريمة قيل عنها حدثت في رجب، ولم يصح من ذلك شيء، منها:
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولد في أول ليلة منه، وأنه بعث في السابع والعشرين أو الخامس والعشرين، وأن الإسراء في السابع والعشرين منه، وكلُّ ذلك لم يثبت. لطائف المعارف ص: (233).

شهر شعبان:
ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يصوم شعبان إلا قليلاً، فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (ذكر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ناس يصومون رجباً، فقال: "فأين هم من شعبان". لطائف ص: (251)، وفي الحديث عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا انتصف شعبان؛ فلا تصوموا حتى يكون رمضان". صحيح الجامع رقم: (397)، وقد أخذ به الشافعي رحمه الله وأصحابه، ونهوا عن ابتداء التطوع بالصيام بعد نصف شعبان لمن ليس له عادة. لطائف (ص: 260).

وفي حديث: "إن الله تعالى ليطلع في ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن". صحيح الجامع رقم: (1819).

ويوم الشك منهي عن صيامه، وهو اليوم الذي يشك فيه؛ هل هو من رمضان أو من شعبان، وعن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً: "صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن حال بينكم وبينه سحاب، فأكملوا عدة شعبان، ولا تستقبلوا الشهر استقبالا، ولا تصلوا رمضان بيوم من شعبان". صحيح الجامع رقم: (3809).

شهر رمضان:
ومن أحكامه ما يلي:
1- فرض صيام أيامه وندب قيام لياليه وهو شهر القرآن.

2- فتح أبواب الجنة وتزينها، وإغلاق أبواب النيران وتصفيد الشياطين، كما جاء في الحديث: "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين". صحيح الجامع رقم: (470).

3- مضاعفة الحسنات فيه.

4- فرح الصائم بفطره، وعند لقاء ربه.

5- ريح فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.

6- وفيه سنة الاعتكاف في العشر الأواخر.

7- وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.

8- وفيه أنزلت الكتب السماوية.

9- العمرة فيه تعدل حجة؛ "إذا كان رمضان فاعتمري فيه، فإن عمرة فيه تعدل حجة". صحيح رقم: (766).

10- "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه". صحيح الجامع رقم: (6326).

شهر شوال:
من أحكامه:
1- أوله عيد الفطر يحرم صومه.

2- استحباب صيام ستة أيام منه، "من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال كان كصوم الدهر". صحيح الجامع رقم: (6327).

3- وهو أول شهر من أشهر الحج إلى بيت الله الحرام.

شهر ذي القعدة:
من أحكامه:
1- وهو من الأشهر الحرم وأشهر الحج.

2- استحباب الصيام فيه.

شهر ذي الحجة:
ومن أحكامه:
1- فضل هذا الشهر؛ وهو من الأشهر الحرم، وأشهر الحج، ونهاية العام.

2- ومن فضائله؛ أنه خاتمة الأشهر المعلومات: ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ ﴾ [البقرة: 197].

3- فضل العمل الصالح في العشر الأوائل منه "ما العمل في أيام أفضل منه في عشر ذي الحجة، ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه، وماله فلم يرجع من ذلك بشيء". صحيح الجامع حديث رقم: (5548).

4- "ومن كان له ذبح يذبحه، فإذا أهل الهلال ذي الحجة، فلا يأخذن من شعره، ولا من أظفاره شيئاً، حتى يضحي". صحيح الجامع رقم: (6489).

5- وفيه عيد الأضحى، وأيام التشريق.

6- وفيه الأيام المعلومات، والأيام المعدودات التي يندب فيها الإكثار من التكبير والتهليل والذكر.

7- فيه يوم عرفة الذي فيه أكمل الله لنا الدين، وأتم لنا النعمة، ورضي لنا الإسلام ديناً، ويستحب صومه.

وعليه؛ في خلال الاثني عشر شهراً هذه نتقلب في عبادة الله وطاعته، فلا ينفك شهرُّ إلا بعبادة، ولا يمر هلالٌ إلا بطاعة.


كتبت : ~ عبير الزهور ~
-

فإننا خلال كل العام نتقلَّب في طاعة الله وعبادته، من طاعة إلى طاعة، ومن عبادة إلى عبادة، فلا ينفك شهرٌ إلا بطاعة، ولا يمرُّ هلال إلا بعبادة، ولقد سبق شرحُ معاني الشهور العربية، وبيان ما فيها من عبادات مخصوصة، وها أنا ذا أكمل بعبادات وطاعات عامة، لا تختص بشهر معين، على مدار العام، وذلك إتماماً للفائدة، وبالله التوفيق:

أولاً: عند رؤية الهلال نقول:

"اللهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ وَالْإِيمَانِ، وَالسَّلامَةِ وَالْإِسْلامِ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللهُ". رواه أحمد(3/ 17، رقم 1397)، وانظر الصحيحة (1816).

ثانياً: العمل عند الحيض والنفاس والاستحاضة:
فالحيض: هو دم يرخيه رحمُ المرأةِ البالغةِ صحيحةَ الجسم كلَّ شهرٍ مرَّة، وتسمَّى الدورة الشهرية، أو العادة الشهرية، وقد تزيد مدَّةُ الدورة إلى أن تصل أكثر من شهر، وقد تنقص حتى تصلَ إلى أقلَّ من خمسةٍ وعشرين يوماً.


أما مدةُ الحيض؛ فأقلُّها لحظة، وأكثرها أسبوعاً فيما أميل إليه. وقيل أسبوعين والله تعالى أعلم.


والنفاس: هو ما ينزل من دماءِ بسبب الولادة، وأقلُّه لحظة، وأكثره أربعون يوماً. انظر المغني لابن قدامة (1/ 359).


والاستحاضة: هي عبارةٌ عن استمرار ِنزول الدم من المرأة، وهو ما يسمى بالنزيف.


والدليل على ما سبق؛ ما حدث مع إحدى الصحابيات - رضي الله عنه -ن، فعن حَمْنَةَ بِنْتِ جَحْشٍ قَالَتْ: كُنْتُ أُسْتَحَاضُ حَيْضَةً كَثِيرَةً شَدِيدَةً، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَسْتَفْتِيهِ وَأُخْبِرُهُ، فَوَجَدْتُهُ فِي بَيْتِ أُخْتِي زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ فَقُلْتُ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنِّي امْرَأَةٌ أُسْتَحَاضُ حَيْضَةً كَثِيرَةً شَدِيدَةً، فَمَا تَرَى فِيهَا؟ قَدْ مَنَعَتْنِي الصَّلَاةَ وَالصَّوْمَ). فَقَالَ: "أَنْعَتُ لَكِ الْكُرْسُفَ، -وهو القُطن- فَإِنَّهُ يُذْهِبُ الدَّمَ". قَالَتْ: (هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ). قَالَ: "فَاتَّخِذِي ثَوْبًا". فَقَالَتْ: (هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ؛ إِنَّمَا أَثُجُّ ثَجًّا). قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "سَآمُرُكِ بِأَمْرَيْنِ؛ أَيَّهُمَا فَعَلْتِ أَجْزَأَ عَنْكِ مِنَ الْآخَرِ، وَإِنْ قَوِيتِ عَلَيْهِمَا فَأَنْتِ أَعْلَمُ". قَالَ لَهَا: "إِنَّمَا هَذِهِ رَكْضَةٌ مِنْ رَكَضَاتِ الشَّيْطَانِ، فَتَحَيَّضِي سِتَّةَ أَيَّامٍ أَوْ سَبْعَةَ أَيَّامٍ فِي عِلْمِ اللَّهِ، ثُمَّ اغْتَسِلِي حَتَّى إِذَا رَأَيْتِ أَنَّكِ قَدْ طَهُرْتِ، وَاسْتَنْقَأْتِ فَصَلِّي ثَلَاثًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً، أَوْ أَرْبَعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً وَأَيَّامَهَا وَصُومِي، فَإِنَّ ذَلِكَ يَجْزِيكِ، وَكَذَلِكَ فَافْعَلِي فِي كُلِّ شَهْرٍ كَمَا تَحِيضُ النِّسَاءُ، وَكَمَا يَطْهُرْنَ مِيقَاتُ حَيْضِهِنَّ وَطُهْرِهِنَّ، وَإِنْ قَوِيتِ عَلَى أَنْ تُؤَخِّرِي الظُّهْرَ وَتُعَجِّلِي الْعَصْرَ فَتَغْتَسِلِينَ وَتَجْمَعِينَ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَتُؤَخِّرِينَ الْمَغْرِبَ وَتُعَجِّلِينَ الْعِشَاءَ، ثُمَّ تَغْتَسِلِينَ وَتَجْمَعِينَ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ فَافْعَلِي، وَتَغْتَسِلِينَ مَعَ الْفَجْرِ فَافْعَلِي، وَصُومِي إِنْ قَدِرْتِ عَلَى ذَلِكَ"... سنن أبي داود (287)، والترمذي (128)، صحيح الجامع برقم: (3585)، وحسنه إرواء الغليل (1/ 202، رقم 188) وفي حديث آخر: "لِتَدَعِ الصَّلَاةَ فِي كُلِّ شَهْرٍ أَيَّامَ قُرُوئِهَا، ثُمَّ تَتَوَضَّأْ لِكُلِّ صَلَاةٍ؛ فَإِنَّمَا هُوَ عِرْقٌ". المستدرك على الصحيحين للحاكم (4/ 69، رقم 6908)، صحيح الجامع برقم: (5066).


ثالثاً: مدة حلق العانة وقص الشارب وغيرها:

عن انس - رضي الله عنه - قال: "وُقِّتَ لَنَا فِي قَصِّ الشَّارِبِ، وَتَقْلِيمِ الْأَظْفَارِ، وَنَتْفِ الْإِبِطِ، وَحَلْقِ الْعَانَةِ، أَنْ لَا نَتْرُكَ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً". رواه مسلم في صحيحه (258)، انظر: شرح النووي (3/ 146).

رابعاً: عِدَّة الطلاق:

أ- المطلقة الحائل: عدَّتُها كما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ﴾ [البقرة 228]، وهذه عدة المدخول بها، أما إن طلِّقت قبل الدخول فقد قال الله تعالى: ﴿ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا ﴾ [الأحزاب: 49].

ب- المطلقة الحامل: عدتها الوضع كما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ﴾ [الطلاق: 4].


ج- المطلقةُ المسنَّة والصغيرةُ التي لا تحيض: عدتهن ثلاثة أشهر، قال سبحانه: ﴿ وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ ﴾ [الطلاق: 4].


د- عدة المتوفي عنها زوجها: قال سبحانه: ﴿ وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [البقرة: 234]، وهذه سواء دخل بها أو لم يدخل فالعدة أربعة أشهر وعشر، فإن كانت حاملا فالعدة تنتهي بوضع الحمل.


هـ- الإيلاء: لو آلى الرجل من امرأته؛ أي حلف ألا يقرب زوجته لمدة طويلة، فلا يجوز أن تتجاوز هذه المدة أربعة أشهر، قال تعالى: ﴿ لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 226].


خامسا: الكفارات:

الكفارات المرتبطة بأشهر كثيرة منها:
أ- كفارة الوطء في نهار رمضان شهران: ففي الحديث: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكْتُ. قَالَ: "مَا لَكَ؟" قَالَ: وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِي وَأَنَا صَائِمٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "هَلْ تَجِدُ رَقَبَةً تُعْتِقُهَا؟" قَالَ: لاَ، قَالَ: "فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ"،قَالَ: لاَ، فَقَالَ: "فَهَلْ تَجِدُ إِطْعَامَ سِتِّينَ مِسْكِينًا". قَالَ: لاَ، قَالَ: فَمَكَثَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَبَيْنَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ أُتِيَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِعَرَقٍ فِيهَا تَمْرٌ - وَالعَرَقُ المِكْتَلُ - قَالَ: "أَيْنَ السَّائِلُ؟" فَقَالَ: أَنَا، قَالَ: "خُذْهَا، فَتَصَدَّقْ بِهِ" فَقَالَ الرَّجُلُ: أَعَلَى أَفْقَرَ مِنِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَوَاللَّهِ مَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا - يُرِيدُ الحَرَّتَيْنِ - أَهْلُ بَيْتٍ أَفْقَرُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، فَضَحِكَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ، ثُمَّ قَالَ: "أَطْعِمْهُ أَهْلَكَ" البخاري (1936)، صحيح مسلم (1111).

ب- كفارة الظهار شهران: من قال لزوجته: (أنت عليَّ كظهر أمِّي)، فعليه أن يعتق رقبة من قبل أن يقربَها، وإلاَّ صام شهرين متتابعين، فإن لم يقدر أطعم ستين مسكيناً، قال سبحانه: ﴿ وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [المجادلة: 3-4].


ج- كفارة القتل: يصوم شهرين متتابعين إذا لم يقدر على عتق الرقبة المؤمنة، قال سبحانه: ﴿ ... وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 92].


سادساً: الصيام:
الصوم مستحب في الأشهر كلِّها، منها الأيام التي لياليها بيضٌ مقمرة، ففي الحديث: "إِذَا صُمْتَ مِنَ الشَّهْرِ ثَلَاثًا، فَصُمْ ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ". صحيح الجامع برقم: (673).


وفي حديث آخر: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا يُذْهِبُ وَحَرَ الصَّدْرِ؟ صَوْمُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ". سنن النسائي (2385)، صحيح الجامع برقم: (2608). قال الشيخ الخطابي: [الوحرة دويبة وجمعها وحر، ومنه قيل: فلان وحر الصدر؛ إذا دبت العداوة في قلبه كدبيب الوحر]. معالم السنن (3/ 271)، وقال العيني: [والوَحَر، بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة: الغل]. عمدة القاري (11/ 96)، وقال المناوي: [(وحر الصدر) محركا غشه أو حقده، أو غيظه أو نفاقه، بحيث لا يبقى فيه رين، أو العداوة أو أشد الغضب] فيض القدير (4/ 211).


وفي حديث ثالث: "صوموا الشهرَ وسَرَرَه". صحيح الجامع برقم: (3808)، [(وسَرَرَه) بفتحات أي آخره كما صوبه الخطابي وغيره وجرى عليه النووي]. فيض القدير (4/ 213).


وفي حديث رابعٍ موقوفٍ على عائشة رضي الله تعالى عنها: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَصُومُ مِنَ الشَّهْرِ السَّبْتَ، وَالأَحَدَ، وَالِاثْنَيْنِ، وَمِنَ الشَّهْرِ الآخَرِ الثُّلَاثَاءَ، وَالأَرْبِعَاءَ، وَالخَمِيسَ". صحيح الجامع (4971) ومختصر الشمائل (ص: 161، رقم 260).


سابعاً: الذبائح:
ليس هناك في الشرع اختصاص شهر بالذبائح سوى الأضحى، ولكن ورد عموم فيمن شاء أن يذبح لله، وذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: "اذْبَحُوا لِلَّهِ فِي أَيِّ شَهْرٍ كَانَ، وَبَرُّوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَطْعِمُوا" سنن أبي داود (2830) صحيح الجامع برقم: (848)، والإرواء (1156).


ثامناً: الحجامة:

من المستحب أن يحتجمَ الإنسان، وذلك لقوة جسمه وسلامة صحته، والحجامة تكون بسحب الدم من ظهر الرجل، ففي الحديث: "مَنْ احْتَجَمَ لِسَبْعَ عَشْرَةَ، وَتِسْعَ عَشْرَةَ، وَإِحْدَى وَعِشْرِينَ، كَانَ شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ". سنن أبي داود (3861) صحيح الجامع برقم: (5968) والصحيحة (622).

تاسعاً: قراءة القرآن:

ورد في الحديث: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "اقْرَإِ القُرْآنَ فِي شَهْرٍ" قُلْتُ: إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً، حَتَّى قَالَ: "فَاقْرَأْهُ فِي سَبْعٍ وَلاَ تَزِدْ عَلَى ذَلِكَ". صحيح البخاري (5054) ومسلم (1159) وانظر صحيح الجامع برقم: (1157)، و (1158).

عاشراً: النصر بالرعب مسيرة شهر:

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي: نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ،..". صحيح البخاري (335) ومسلم (521). [الرعب: الْفَزع. وَالْمعْنَى؛ أَنه يَقع فِي قُلُوب الْأَعْدَاء من مسيرَة شهر]. كشف المشكل من حديث الصحيحين لابن الجوزي (3/ 41)، [قال المهلب قوله: (نصرت بالرعب)؛ هو شيء خصَّه الله وفضله به، لم يؤته أحدًا غيرَه، ورأينا ذلك عيانًا، أخبرنا أبو محمد الأصيلى قال: افتتحنا برشلونة مع ابن أبى عامر، ثم صحَّ عندنا بعد ذلك عمَّن أتى من القسطنطينية؛ أنه لما اتصل بأهلها افتتاحُنا برشلونة، بلغ بهم الرعبُ إلى أن غلَّقوا أبوابَ القسطنطينيةِ ساعةَ بلوغِهم الخبر بها نهارًا، وصاروا على سورها، وهى على أكثر من شهرين]. شرح صحيح البخاري لابن بطال (5/ 142).

حادي عشر: الرباط في سبيل الله:

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "رِباطُ شَهْرٍ خَيْرٌ مِنْ صِيامِ دَهْرٍ، وَمَنْ ماتَ مُرابِطاً فِي سَبِيلِ الله أمِنَ مِنَ الفَزَعِ الأَكْبَرِ، وَغُدِيَ عَلَيْهِ بِرِزْقِهِ، وَرِيحَ مِنَ الجَنَّةِ، وَيَجْرِي عَلَيْهِ أَجْرُ المُرابِطِ حَتَّى يَبْعَثَهُ الله". صحيح الجامع برقم: (3479) وعزاه جماعة للطبراني ولم أجده بهذا اللفظ في معاجمه؟!!

ثاني عشر: سرعة الريح:

﴿ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ﴾ [سبأ: 12] فمن فضائل الله سبحانه على سليمان عليه السلام أن [سخر له الريح تجري بأمره، وتحمله، وتحمل جميع ما معه، وتقطع المسافة البعيدة جدا، في مدة يسيرة، فتسير في اليوم، مسيرة شهرين. ﴿ غُدُوُّهَا شَهْرٌ ﴾ أي: أول النهار إلى الزوال، ﴿ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ﴾ من الزوال إلى آخر النهار]. تفسير السعدي (ص: 676).

ثالث عشر: الشهر في آخر الزمان كالجمعة:

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، فَتَكُونُ السَّنَةُ كَالشَّهْرِ، وَالشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ، وَتَكُونُ الْجُمُعَةُ كَالْيَوْمِ، وَيَكُونُ الْيَوْمُ كَالسَّاعَةِ، وَتَكُونُ السَّاعَةُ كَالضَّرَمَةِ بِالنَّارِ". سنن الترمذي (2332) صحيح الجامع برقم: (7422).


رابع عشر: حوض النبي - صلى الله عليه وسلم -:

قد يُذكر الشهر، ويراد منه المسافة كما حُدِّد حوضه - صلى الله عليه وسلم - فقد قال: "حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ، مَاؤُهُ أَبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ، وَرِيحُهُ أَطْيَبُ مِنَ المِسْكِ، وَكِيزَانُهُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهَا فَلاَ يَظْمَأُ أَبَدًا" صحيح البخاري (6579)، ومسلم (2292).

وعن عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ، يَقُولُ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَسَأَلَهُ عَنِ الْحَوْضِ، وَذَكَرَ الْجَنَّةَ، ثُمَّ قَالَ الْأَعْرَابِيُّ: فِيهَا فَاكِهَةٌ؟ قَالَ: "نَعَمْ! وَفِيهَا شَجَرَةٌ تُدْعَى طُوبَى"، فَذَكَرَ شَيْئًا لَا أَدْرِي مَا هُوَ؟ قَالَ: أَيُّ شَجَرِ أَرْضِنَا تُشْبِهُ؟ قَالَ: "لَيْسَتْ تُشْبِهُ شَيْئًا مِنْ شَجَرِ أَرْضِكَ". فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَتَيْتَ الشَّامَ؟" فَقَالَ: لَا! قَالَ: "تُشْبِهُ شَجَرَةً بِالشَّامِ تُدْعَى الْجَوْزَةُ، تَنْبُتُ عَلَى سَاقٍ وَاحِدٍ، وَيَنْفَرِشُ أَعْلَاهَا"، قَالَ: مَا عِظَمُ أَصْلِهَا؟ قَالَ: "لَوْ ارْتَحَلَتْ جَذَعَةٌ مِنْ إِبِلِ أَهْلِكَ، مَا أَحَاطَتْ بِأَصْلِهَا حَتَّى تَنْكَسِرَ تَرْقُوَتُهَا هَرَمًا"، قَالَ: فِيهَا عِنَبٌ؟ قَالَ: "نَعَمْ!" قَالَ: فَمَا عِظَمُ الْعُنْقُودِ؟ قَالَ: "مَسِيرَةُ شَهْرٍ لِلْغُرَابِ الْأَبْقَعِ، وَلَا يَفْتُرُ"، قَالَ: فَمَا عِظَمُ الْحَبَّةِ؟ قَالَ: "هَلْ ذَبَحَ أَبُوكَ تَيْسًا مِنْ غَنَمِهِ قَطُّ عَظِيمًا؟" قَالَ: نَعَمْ! قَالَ: "فَسَلَخَ إِهَابَهُ فَأَعْطَاهُ أُمَّكَ، قَالَ: اتَّخِذِي لَنَا مِنْهُ دَلْوًا؟" قَالَ: نَعَمْ! قَالَ الْأَعْرَابِيُّ: فَإِنَّ تِلْكَ الْحَبَّةَ لَتُشْبِعُنِي وَأَهْلَ بَيْتِي؟ قَالَ: "نَعَمْ! وَعَامَّةَ عَشِيرَتِكَ". مسند أحمد (29/ 191، رقم 17642) وصححه لغيره في صحيح الترغيب (3/ 263، رقم 3729).


هذا ما تيسر لي جمعه حول الشهور العربية.
والحمد لله رب العالمين
الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد


كتبت : منتهى اللذة
-
آشكركِ على روعة ما قدمتيه وجميل ما نثرتيه هنا

الله يعطيكـ آلف آلعآفيهـ

بـ إنتظارجديدك بكل شوق

دمتي بود.


كتبت : سنبلة الخير .
-
جزاكِ الله خيرا وبارك الله فيكِ
سلمت يمنياكِ غاليتي
انتقاء قيم
ربي يجعله في موازين حسناتكِ
لاعدمناكِ
كتبت : أمواج رجيم
-
الصفحات 1 2 

التالي

ادعمــــوا الموضوع لنتذكر ماضينا المجيد

السابق

غضب المسلمين بين الحاضر و الماضي

كلمات ذات علاقة
أسمائها , الزهور , العربية , بالإسلام , ومعانيها , وصلتها