محبطات الأعمال
مجتمع رجيم / الموضوعات الاسلامية المميزة .. لا للمنقول
كتبت :
مامي نور
-
ما من قول يصخ الآذان ويقرع القلوب
وينذر العمل بالإحباط
أكثر من قوله تعالى : " قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا * الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا "
وقال تعالى : " وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا "
لذلك كان حري بنا أن نعلم محبطات الأعمال
والتي يجب على المسلم أن يجتنبها
فكما أن الله عزوجل قال في كتابه العزيز : " وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم "
كذلك قال تعالى : " ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين "
الشرك
فهو أول ما يحبط العمل قال تعالى :" وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ "
" ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين "
فقد يقع المرء بالشرك من حيث لا يدري
بأن يدعو مع الله أحداً كأن يقول إن شاء الله وشاء فلان
أو توكّلت على الله وعليك
ومن أنواع الشرك الشرك الخفي وهو الرياء : " مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"
فلا ينبغي على المرء أن يأمن من الرياء فكان كبار التابعين يخشى على نفسه قال سفيان الثوري : " كم أجتهد في تخليص الرياء من قلبي كلما عالجته من جانب ظهر من جانب "
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى : " الرياء يفسد العمل "
التألّي على الله
كأن ينصّب الإنسان نفسه وليّاً وقائماً بأمور المسلمين
ويحدد مصيرهم الأخروي
فلك أن تقول إن فعلَ كذا كفر
وقول كذا كفر
أما أن تكفّر بالتعيين وتحدد مصيره الأخروي فهذا ليس إلا لله عزول
فإليكم ما حدث في عهد موسى عليه السلام
إذ قال رجل من بني إسرائيل
"والله لا يغفر الله لفلان ، وإن الله تعالى قال : من ذا الذي يتألى علي ألا أغفر لفلان ، فإني قد غفرت لفلان ، وأحبطت عمل فلان "
كره ما أنزل الله
﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ(9) ﴾
حكماً شرعياً تمنيتَ ألا يكون ، كرهته ، وجدته عبئاً عليك ، وجدته يعيق حركتك في الحياة
انتهاك محارم الله والإصرار على المعاصي
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا ، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا ، قَالَ ثَوْبَانُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، صِفْهُمْ لَنَا ، جَلِّهِمْ لَنَا ، أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ ، وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ ، قَالَ : أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ ، وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا )) .
إعانة العدو على المسلمين
﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ(28) ﴾
﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ(28) ﴾
الإعجاب بالكفار وأعمالهم
﴿ كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ(69) ﴾
(( فمن هوي الكفر فهو مع الكفرة ، ولا ينفعه عمله شيئاً )) .
المنّ والأذى
قال تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم, المسبل إزاره، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب"
ابن سيرين يسمع رجلاً يقول لآخر أحسنت إليك وفعلت كذا وفعلت كذا.
فقال له ابن سيرين: اسكت فلا خير في المعروف إذا أحصي
كان بعض الحكماء ينشدون:
وصاحبٌ سلفت منه إلى يد
أبطأ عليه مكافاتي فعاداني
لما تيقن أن الدهر حاربني
أبدى الندامة مما كان أولاني
أفسدت بالمن ما قدمت من حسدٍ
ليس الكريم إذا أعطى بمنان