مع الله * كرسي الصحبة الصالحة *
مجتمع رجيم / الموضوعات الاسلامية المميزة .. لا للمنقول
مع الله في الأرض وابتغاءً لوجهه فيما تأخذ من الدنيا وما تدع
وفيما يعرض لك من المنافع والطيبات .
وفيما يتصل بينك وبين الناس من الأسباب .
تلك دعوة الإسلام :
{وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا }
( القصص: 77 )
أجل !
ولا تجعلن الدنيا تلهيك عن ذكر الله , ذكره في كل حين
ولكن عليك فرض من ذكره مفروض ,
في أوقات معلومة من الليل والنهار ,
حتى لا تسهو عن ذكره ...
وباب النوافل مفتوح بعد ذلك لمن شاء مزيدًا من الإحسان .
{أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ
وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً{78}
وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً}
( الإسراء : 78- 79 )
{ فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ{17}
وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ }
( الروم : 17- 18 )
{ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا
وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى }
( طه : 130 )
{ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ}
(العنكبوت : 45)
هذا الركن من الدين لا يسمح للمرء أن ينسى ذكر ربه طويلاً ,
حتى يرده السجود إلى الخشوع والتقوى , فيخرج إلى الناس
والكدح والسعي في طلب الرزق وبه أثارة من الخشية تنهاه عن البغي والمنكر ,
ولا خير في صلاة بذهنٍ شارد , وقلب بارد , ولا تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر
{ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ }
( البقرة : 45 )
{ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴿١﴾ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ
﴿٢﴾ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ }
( المؤمنون : 1-3 )
{ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴿٥﴾الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ ﴿٦﴾ }
(الماعون 4-6)
نظام واحد يمسك الدين والدنيا ويسلك المعاش والعبادة والمعاد ,
ولهذا قلما يرد ذكر الصلاة في القرآن من آثارها العملية ,
من انتقاء الله في الضعفاء , والإحسان إلى ذوي القربى واليتامى والمساكين ,
وأداء الزكاة للمعوزين , والتعفف عن الفسوق , فحاء في سورة المؤمنون :
{ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴿١﴾ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴿٢﴾
وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ﴿٣﴾وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ ﴿٤﴾
وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ﴿٥﴾}
(المؤمنون : 1-5 )
وجاء في سورة الذاريات :
{ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ﴿١٧﴾وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴿١٨﴾
وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ﴿١٩﴾}
(الذاريات : 17- 19 )
وجاء في سورة المزمل :
{وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ۚ
وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ۚ}
( المزمل : 20 )
وليست أي صدقة تعد إحسانًا . كلا !
{ قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى ۗ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ ﴿٢٦٣﴾
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ
كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ}
( البقرة : 263-264 )
وبئس الصدقة ما كان رئاء الناس ,
وبئس الصلاة ما كانت رئاء الناس فلا تجعله رحيمًا عفيفًا:
{ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ﴿١﴾ فَذَٰلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ﴿٢﴾
وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ ﴿٣﴾فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ﴿٤﴾
الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴿٥﴾الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ
﴿٦﴾وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ﴿٧﴾}
( الماعون : 1-7 )
وصلاة هذا شأنها , تتكرر في اليوم جملة مرات ,
لا يلهي عنها بيع أو شراء . إنها إذن لسبب قوي بين الله والانسان .
ومن يفعل ذلك :
{ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انْفِصَامَ لَهَا ۗ}
( البقرة :256 )
ولكن أين تكون تلك الصلاة ؟ هل لا بد فيها من وساطة رجال الدين ؟؟
هنا تبرز خصوصية الإسلام في أمر الصلاة التي
تقف بين يدي الله جملة مرات في اليوم .
كل مكان في أرض الله الطاهرة يصلح مسجدًا ومحرابًا .
لا هياكل بعد اليوم ! ولا كهانة بعد اليوم !
ولا وسطاء بين الله والأنسان بعد اليوم ! ولا وصاية على ضمائر الناس !
فكلهم أمام الرحمن سواء . والصلة بينهم وبين ربهم صلة
مباشرة إلا أمت فيها ولا التواء .
فمن شاء اتخذ لنفسه سبيلاً إلى ربه والله سميع عليم ,
وليس من حق كائن من كان أن يتدخل بين المرء وربه ,
أو يدعي لنفسه القوامة على ضميره وعقيدته .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
مما قرأت
غير منقول