درر القول النبيل في الخوف من الجليل
مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت :
دكتورة سامية
-
درر القول النبيل في الخوف من الجليل
درر القول النبيل في الخوف من الجليل
[frame="5 85"]
درر القول النبيل في الخوف من الجليل
أيمن الشعبان
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، وبعد:
قال تعالى( فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ )، وقال سبحانه (فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ )[1]، في هذه الآية وجوب الخوف من الله وحده، وأنه من لوازم الإيمان، فعلى قدر إيمان العبد يكون خوفه من الله[2].
وفي الحديث القدسي يقول الله عز وجل ( وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين وأمنين، إذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة، وإذا أمنني في الدنيا أخفته في الآخرة ).[3]
وقال عليه الصلاة والسلام( والله إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله، و أعلمكم بما أتقي ).[4]
كم نحن بحاجة لضبط قلوبنا وتصرفاتنا وسلوكياتنا، ضمن ميزان الخوف من الباري عز وجل وخشيته في الغيب والشهادة، فما نشاهده من ابتعاد الناس عن دينهم والتجرؤ منقطع النظير على المعاصي والشهوات، وانتهاك الحرمات، يجعلنا حريصين على التواصي والتناصح بأهمية وحقيقة الخوف، وأنها مفتاح التقوى، وخلاصة الإيمان، والمحرك للأعمال الصالحة، وقال ابن القيم: الخوف من أجلّ منازل الطريق، وأنفعها للقلب، وهي فرض على كل أحد.[5]
وعليه فهذه مجموعة منتقاة، من درر الأقوال، في حقيقة " الخوف من الجليل "، عسى أن تزيد من إيماننا، وتقوي حجتنا وتثبت قلوبنا على الحق:
1- قَالَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما: كَانَ رَأْسُ عُمَرَ عَلَى فَخِذِي فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَقَالَ لِي: ضَعْ رَأْسِي، قَالَ: فَوَضَعْتُهُ عَلَى الأَرْضِ، فَقَالَ: وَيْلِي وَوَيْلُ أُمِّي إِنْ لَمْ يَرْحَمْنِي رَبِّي.[6]
2- قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ جَالِسٌ فِي أَصْلِ جَبَلٍ يَخْشَى أَنْ يَنْقَلِبَ عَلَيْهِ، وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ فَقَالَ بِهِ هَكَذَا.[7]
3- قال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: لأن أدمع دمعة من خشية الله، أحب إلي من أن أتصدق بألف درهم.[8]
4- قال عمر رضي الله عنه: لو نادى منادي من السماء: أيها الناس إنكم داخلون الجنة كلكم إلا رجلاً واحداً لخفت أن أكون أنا هو.[9]
5- وقال عمر بن الخطّاب رضي الله عنه لمّا طعن: لو أنّ لي طلاع الأرض ذهبا لافتديت به من عذاب الله قبل أن أراه.[10]
6- قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: وعد الله المؤمنين الّذين خافوا مقامه وأدّوا فرائضه الجنّة.[11]
7- قال أحمد بن عاصم الأنطاكي: من كان بالله أعرف، كان منه أخوف[12].
8- وقال أيضا: قلة الخوف من قلة الحزن فِي القلب، وإذا قل الحزن فِي القلب خرب القلب كما أن البيت إِذَا لم يُسكن خرب.[13]
9- إن أقل اليقين إِذَا وصل إلى القلب يملأ القلب نورًا، وينفي عنه كل ريب، ويمتلئ القلب به شكرًا، ومن اللَّه خوفًا.[14]
10- قال أبو حفص: الخوف سوط الله، يقوم به الشاردين عن بابه.[15]
11- وقال أيضا: الخوف سراج في القلب، به يبصر ما فيه من الخير والشر، وكل أحد إذا خفته هربت منه، إلا الله عز و جل فإنك إذا خفته هربت إليه، فالخائف هارب من ربه إلى ربه.[16]
12- قَالَ الحسن البصري: المؤمن من جمع إحسانا وخشية، والمنافق من جمع إساءة وأمنا.[17]
13- وقَالَ الْحَسَنُ: لَقَدْ مَضَى بَيْنَ أَيْدِيكُمْ أَقْوَامٌ، لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ أَنْفَقَ عَدَدَ هَذَا الْحَصَى، لَخَشِيَ أَنْ لا يَنْجُوَ مِنْ عِظَمِ ذَلِكَ الْيَوْمِ.[18]
14- قال أبو القاسم الجنيد: الخوف توقع العقوبة مع مجاري الأنفاس.[19]
15- قال أبو سليمان الداراني: أصل كلّ خير في الدّنيا والآخرة الخوف من الله عزّ وجلّ، وكلّ قلب ليس فيه خوف فهو قلب خرب.[20]
16- وقال أيضا: من حسن ظنّه بالله عزّ وجلّ، ثمّ لا يخاف الله فهو مخدوع.[21]
17- قَالَ معاذ بْن جبل: إِن المؤمن لا يطمئن قلبه، ولا تسكن روعته، حَتَّى يخلف جسر جهنم وراءه.[22]
18- قَالَ أَبُو القاسم الحكيم: الخوف عَلَى ضربين؛ رهبة وخشية، فصاحب الرهبة يلتجئ إِلَى الهرب إِذَا خاف، وصاحب الخشية يلتجئ إِلَى الرب.[23]
19- وقال: من خاف من شَيْء هرب منه ومن خاف من اللَّه عز وجل هرب إِلَيْهِ.[24]
20- قال أبو عَلِي الدقاق: الخوف أَن لا تعلل نفسك بعسى وسوف.[25]
21- يقول أبو عمر الدمشقي: الخائف من يخاف من نَفْسه أَكْثَر مِمَّا يخاف من الشَّيْطَان.[26]
22- قالَ ابْن الجلاء: الخائف من تأمنه المخوفات.[27]
23- قيل: لَيْسَ الخائف الَّذِي يبكي ويمسح عينيه، إِنَّمَا الخائف من يترك مَا يخاف أَن يعذب عَلَيْهِ.[28]
24- قيل للفضيل: مالنا لا نرى خائفا؟ فَقَالَ: لو كنتم خائفين لرأيتم الخائفين، إِن الخائف لا يراه إلا الخائفون، وإن الثكلى هِيَ الَّتِي تحب أَن ترى الثكلى.[29]
25- قَالَ يَحْيَي بْن معاذ: مسكين ابْن آدم، لو خاف من النار كَمَا يخاف من الفقر لدخل الْجَنَّة.[30]
26- قَالَ شاه الكرماني : علامة الخوف الحزن الدائم.[31]
27- سُئل ذو النون الْمِصْرِي رحمه اللَّه تَعَالَى: مَتَى يتيسر عَلَى العبد سبيل الخوف؟ فَقَالَ : إِذَا أنزل نَفْسه منزلة السقيم يحتمي من كُل شَيْء مخافة طول السقام.[32]
28- قَالَ بشر الحافي: الخوف ملك لا يسكن إلا فِي قلب متق.[33]
29- قَالَ أَبُو عُثْمَان الحيري: عيب الخائف فِي خوفه؛ السكون إِلَى خوفه، لأنه أمر خفي.[34]
30- قال أبو عثمان الحيري: صدق الخوف؛ هُوَ الورع عَنِ الآثام ظاهرا وباطنا.[35]
31- قالَ ذو النون: النَّاس عَلَى الطريق، مَا لَمْ يزل عَنْهُم الخوف، فَإِذَا زال عَنْهُم الخوف ضلوا عَنِ الطريق.[36]
32- قَالَ حاتم الأصم: لكل شَيْء زينة، وزينة العبادة الخوف، وعلامة الخوف قصر الأمل.[37]
33- قَالَ رجل لبشر الحافي: أراك تخاف الْمَوْت فَقَالَ: القدوم عَلَى اللَّه عز وجل شديد.[38]
34- قال الفضيل: مَنْ خَافَ اللَّهَ لَمْ يَضُرَّهُ أَحَدٌ، وَمَنْ خَافَ غَيْرَ اللَّهِ لَمْ يَنْفَعْهُ أَحَدٌ.[39]
35- قال أبو علي الكاتب: إِذَا سَكَنَ الْخَوْفُ فِي الْقَلْبِ، لَمْ يَنْطِقِ اللِّسَانُ إِلا بِمَا يَعْنِيهِ.[40]
36- قال إِبْرَاهِيم بْن سفيان: إِذَا سكن الخوف القلب، أحرق مواضع الشهوات منه، وطرد رغبة الدنيا عَنْهُ.[41]
37- قَالَ ابْن المبارك: الَّذِي يهيج الخوف حَتَّى يسكن فِي القلب، دوام المراقبة فِي السر والعلانية.[42]
38- قَالَ الواسطي: الخوف والرجاء زمامان عَلَى النفوس، لئلا تخرج إِلَى رعوناتها.[43]
39- عن حفص بن عمر قال: بكى الحسن البصري فقيل له: ما يبكيك؟ قال: أخاف أن يطرحني في النار غدا ولا يبالي.[44]
40- عَنْ يَزِيد بْن حوشب قَالَ: مَا رأيت أخوف من الْحَسَن وَعُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز، كأن النار لم تخلق إلا لهما.[45]
[/frame]