وفي الوعظ زاد - الوعظ احد وسائل ايقاظ القلب

مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت : ~ عبير الزهور ~
-
وفي الوعظ زاد - الوعظ احد وسائل ايقاظ القلب
وفي الوعظ زاد - الوعظ احد وسائل ايقاظ القلب

8urkacdbomxo21mvt78d


وفي الوعظ زاد - الوعظ احد وسائل ايقاظ القلب


يحتاج قلب الإنسان إلى شحنات تهزّه، وإلى غذاء يُحييه، وليس مثل مجالس الوعظ شيء يرقق القلب القاسي، ويُليّن العين الجامدة، ويرج النفس الكسولة، ويقرع سمع الروح، بمعاني التذكير، فيعيد إليها الحيوية ويفجّر فيها الأشواق العلوية القدسية، وحين نقول: ليس كمثل الوعظ شيء يفعل ذلك كله، فلا نعني أنها وحدها القادرة بفضل الله على ذلك، ولكن هناك أمور أخرى قد تقوم بهذا الدور وأفضل.
ولكنا نؤكد أن لمجالس الوعظ أثرها النافذ والواضح والسريع، ولقد قيل قديماً:


إن القلوب تحيا بكلام الحكمة، كما تحيا الأرض بالمطر.
ومن ثَمّ فإن حاجة القلوب إلى مجالس الوعظ، كحاجة البطارية إلى إعادة شحنها بين الوقت والوقت..!

ولقد كانت مساجدنا قديماً تعمر بهذه المجالس، وكان لها أثرها البالغ في توبة جماهير من الناس.



وإليك نموذجاً على ذلك، من مجالس وعظ الإمام ابن الجوزي -رحمه الله-، فقد كان فارس هذا الميدان في عصره، أنقل إليك كلامه مع قليل من التصرّف، ومع عدم مراعاة الترتيب الذي وردت عليه العبارات في أصل الكتاب.


فاجمع نفسك وحواسك الآن، ووجه قلبك، وأعر الإمام سمعك، لعل وعسى أن تنتفع بموعظة من هذه المواعظ الرقيقة.. يقول -رحمه الله-: كانت أيام الشباب كفصل الربيع، وساعاته كأيام التشريق، والعيش فيه كيوم العيد
وها قد أقبل الشيب يعدُ بالفناء، ويوعد بصفر الإناء.
يا هذا!
اخلُ بنفسك في بيت عزلة، ونادِها بلسان التوبيخ:
إلى كم؟
وحتى متى؟
ألم يأنِ؟
ويحكِ!
سرق لص الشيب رأس مال الشباب، فأصبحت مفلس العمر.. يا هذا..!

إنّ الهالك من ضلّ في آخر سفره، وقد قارب المنزل.
أبقي بعد الشيب منزل غير القبر؟!
أتطلب ربيعاً وأنت في ذي القعدة؟
أيتوهم المسوّف بالتوبة، أن لرحلة الهوى آخر؟!
إنّ الذي يقطعك عن الإنابة اليوم لا يزال معك في غدٍ، ولن يزيدك مرور الأيام إلاّ رسوخاً فيما أنت فيه!
يا هذا!
لاحَ للصادقين عيب الدنيا فما ضيّعوا الزمان، بل استوطنوا فردوس الأنس.
فيا مؤثراً على بساتين القوم مقابر النوم، ليس في طريق الوصال تعب، إنما التعب ما دام في النفس بقية من الهوى، فطر بجناح الخوف والرجاء من وكر الكسل على خط مستقيم، فإذا أنت في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
يا هذا!
السنون مراحل، والشهور فراسخ، والأيام أميال، والأنفاس خطوات، والطاعات رؤوس أموال، والمعاصي قطّاع طريق، والربح الجنة، والخسران النيران
( فمن زحزح عن النار وأُدخل الجنة فقد فاز)
وكل فوز دون الجنة فهو خسار، ولهذا الخطب شمّر الصالحون الصادقون، عن سوق الجدّ، في ميدان المعاملة، وودعوا بالكلية أهواء النفس طلباً في تحصيل ملاذ الآخرة.. يا جبان العزم!


لو فتحت عين البصيرة، فرأيت بعين الفكر ما نالوا، لصاح لسان التلهف:
يا ليتني كنت معهم!
فإذا حصدوا النعيم، نادى هاتف اللوم: في الصيف ضيّعت اللبن!
[وهذا مثل مشهور يُضرب لمن يطلب شيئاً قد فوّته على نفسه].
يا أعمى عن طريق القوم، هذا أمر لا ينكشف للقلوب المظلمة برين الهوى، حتى يجلوها صقيل المجاهدة.. أرض قلبك مشحونة بشوك الذنوب، فلو قد أسلمتها إلى الزارع رأيتها قد تغيّرت (كذلك يحيي الله الموتى).
يا هذا وقت العارف بالله جدُّ كله، لعلمه بشرف الزمان، وروعة المعاملة.
كان شعار الصادقين قبلك: ذقتُ حلاوة الدنيا، فرأيتها مرارة، فأسهرت ليلي [سجوداً وركوعاً ودعاء ومناجاة ] وأظمأت نهاري [ صياماً لله ] وذلك قليل في جنب ثواب الله تعالى.
كان القوم إذا سمعوا المواعظ، غرست في قلوبهم نخل العزائم، ولكن نبات قلبك عند المواعظ نبات لا عرق له!
فيا مطروداً وما يشعر بالطرد، إنما يجد وقع السياط من له حس!
ولا حس لك!
فأنت كما قيل: ما لجرح بميت إيلام!
سر من غير توقف _ ولو تقطّعت أقدام الطلب فإذا أدركتك قافلة التعب، فاجأر بالاستغاثة، وارفع صوتك بالبكاء، فإنه عند المنكسرة قلوبهم، وإن دمعة صادقة، قد تطير بك إلى مقدمة الصفوف، وقد قيل: إن جفاف العين علامة على قسوة القلب.


يا من يجيب دعا المضطر في الظلّمِ *** يا كاشف الضر والبلوى مع السقّمٍ
إن كان أهل الرضا فازوا بما عملوا *** فمن يجود على العاصين بالكرمِ؟


هذا مجرد نموذج عابر.. غير أنا نوصي أنفسنا وإخواننا بضرورة أن نعرض قلوبنا لنفحات الله - جل جلاله - كلما سنحت الفرصة وما يدريك ماذا يمكن أن يفعله بقلبك مجلس وعظ تعرض نفسك خلاله لأنوار السماء نسأل الله بأسمائه الحسنى أن يبارك لنا في أوقاتنا، وأقوالنا وأفعالنا وأن يلحقنا بعباده الصالحين من أهل كرامته.

كتبت : * أم أحمد *
-
كتبت : منتهى اللذة
-

بارك الله فيك على جمال موضوعك
بانتظار القادم دوما







كتبت : سنبلة الخير .
-
جزاك الله خيرا وبارك الله فيكِ

سلمت يمناكِ على الطرح

لاحرمت الاجر
كتبت : زهره فلسطين
-
بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك

كتبت : رسولي قدوتي
-



رائع ماخطته يمينكِ هنا غاليتي عبير

والأروع حسن اختياركِ لهذا الموضوع الذي والله نحتاجه

بين الفينة والأخرى لِــ نذكر قلبا غافلا

وفكرا بالحياة منشغلا


جوزيتي خيرا وبورك عملكِ


الصفحات 1 2 

التالي

قل ربي الله ثم استقم

السابق

يا بنت آدم كفاكِ لهوًا في السوق!

كلمات ذات علاقة
الوعظ , القلب , اجد , ايقاع , شاي , وسائل , وفي