الالتجاء إلى الله رب العالمين

مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت : ~ عبير الزهور ~
-
الالتجاء إلى الله رب العالمين


الالتجاء العالمين 8urkacdbomxo21mvt78d



اللهم إني أسألُك الثباتَ في الأمر، والعزيمة على الرُّشد، وأسالك شُكْر نعمتك، وحُسْن عبادتك، وأسألك قلبًا سليمًا، ولسانًا صادقًا، وأسألك من خير ما تَعلَم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفِرك لما تعلم، إنك أنت علام الغيوب.

ما أعظمها من نفحات:
1- أن تلجأ إلى الله وتشتكي إليه؛ قال الله تعالى: ﴿ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ﴾ [المجادلة: 1].

2- أن تدعو الله خُفية وتضرُّعًا؛ قال الله - جل جلاله -: ﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ﴾ [الأعراف: 55].

3- أن تسجد لله؛ قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ﴾ [الفرقان: 64].

4- مناجاة الله، وبثّ أحزانك وهمومك إليه؛ قال الله تعالى: ﴿ قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ ﴾ [يوسف: 86].

5- أن تصفَح وتعفو لله؛ قال الله تعالى: ﴿ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [التغابن: 14].

فما أوسعَها من رحمةٍ من الله أن يزجي العبدُ منا جلَّ غضبه (همّه، غيظه) إلى الله، هؤلاء هم الذين وصَفهم الله تعالى بقوله: ﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 134]
هم من يستطيعون أن يُنفِذوا غيظَهم، لكن محبَّة ومخافة الله عندهم أكبر، فلا ملجأ يُفضِّلونه غير الالتجاء إلى الله ومناجاته، راجين العزَّة من الواحد القهار؛ قال الله تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [المنافقون: 8].


هم الذين أيقنتْ قلوبُهم أن العزة بيد الله وحده لا سواه، وأن الهداية بيده - سبحانه وتعالى - قال - جل جلاله -: ﴿ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ ﴾ [الزخرف: 27].

فحقًّا هم عباد الله الصالحون الذين سَعَوا إلى رِضوان الله وهم الذين هيَّؤوا النَّفْس، وأَعَدُّوها كي يقفوا وقفةَ إجلال لله يتفكَّرون في عظيم مخلوقاته وفناء هذه الدار وأحوال الآخرة: (الحساب، العقاب، الصراط، الحشر، الجنة، النار)؛ امتثالاً لقول الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [آل عمران: 191].

وبادَروا إلى الخيراتِ وحثُّوا النفس على الإقبال إلى الله والتسابق إليه؛ تصديقًا لقول الله تعالى: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133].

وأكثَروا من طُرقِ الخير والعمل الصالح؛ امتثالاً لقول الله تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ﴾ [الجاثية: 15].

واستعانوا بدعاء الكرب؛ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول عند الكرب: ((لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم))؛ متفق عليه (البخاري ومسلم).

وحثّوا النَّفْس والقلب على الالتجاء إلى الله، وتمسَّكوا بدعائم ومرتكزات قوية، منها:
أولاً- التقوى:
تصديقًا لقول رسولنا الأمي، عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول : ((اللهم إني أسالك الهدى والتُّقى والعفاف والغنى))؛ رواه مسلم.

ثانيًا- الاقتداء برسولنا الأمين وبهديه:
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((كل أمتي يدخلون الجنة إلا مَن أَبَى))، قيل: ومَن يأبى يا رسول الله؟ قال: ((مَن أطاعني دخل الجنة، ومَن عصاني فقد أبى))؛ رواه البخاري.

ثالثًا- التوبة:
تشريفًا لقول رسولنا خير البرية؛ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه))؛ رواه مسلم.

رابعًا- التوكل على الله:
استنادًا إلى قول حبيبنا محمد - صلى الله عليه وسلم - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "حسبنا الله ونِعم الوكيل، قالها إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - حين أُلقي في النار، وقالها محمد - صلى الله عليه وسلم - حين قالوا: ﴿إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ [آل عمران: 173]"؛ رواه البخاري.

خامسًا- الصدق:
انتهاجًا لقول الصادق الأمين؛ عن ابن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن الصدق يهدي إلى البِرِّ، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليَصدُق حتى يُكتَب عند الله صديقًا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابًا))؛ متفق عليه (البخاري ومسلم).

سادسًا- الصبر:
اقتداء برسولنا الأمين؛ عن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الطّهور شَطْر الإيمان، والحمد الله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن، أو تملأ ما بين السموات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حُجَّة لك أو عليك، كل الناس يغدو، فبائع نفسه فمُعتِقها، أو مُوبِقها))؛ رواه مسلم.

ختامًا:
هيا يا عباد الله نَحرِص على الثناء على الله؛ امتثالاً لقول الله تعالى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2]
وننطِق بالحمد لله في كلِّ أقوالنا؛ لأن الحمد باللسان، ونعبد الله حقَّ عبادته ونستعينه؛ قال الله - جلَّ جلاله -: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]
ولا نعبد غيره ولا نستعين بأحد غيره؛ لأن العبادة الخالصة لله هي أقصى غايات الخضوع والتذلُّل، وهي في الشرع كمال المحبَّة والخضوع والخوف، ونتوب إلى الله توبةً نصوحًا؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا ﴾ [التحريم: 8]
ونخاف الله في كلِّ أقوالنا وأفعالنا؛ قال تعالى: ﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾ [الرحمن: 46]
وأن نكون دائمًا في حالة الالتجاء إلى الله متوجِّهين إليه بالدعاء؛ قال - سبحانه وتعالى -: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186]
وأخيرًا: أدعو الله أن ينفعنا بالقول والعمل الصالح، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


هالة فاروق عمر


كتبت : || (أفنان) l|
-

اختي الحبيبة
مشاركة رائعة ومميزة وهادفة
جزاك الجنان وورد الريحان ثَقَل ميزانك بخيِرِ الأعمال
وأنار الله قلبك ودربك ورزقك برد عفوه وحلاوة حبه
حفظك المولى ورعاك ...!!

سلمتَ يداكِ واثابكِ كل خير وأحسن الله إليكِ
وتقبلي مروري وتقييمي

كتبت : سنبلة الخير .
-
جزاك الله خيرا وبارك الله فيكِ

طرح قيم

تسلم يمناكِ على النقل الهادف

اسال الله ان يرضى عنا ويثبتنا ويعفو عنا

بوركتِ غاليتي
كتبت : منتهى اللذة
-
طــرح رائـع
بارك الله فيك واثابك الجنه
جزاك الله خيرا
ورزقنا باب من ابواب الجنه
وجعله في ميزان حسناتك
دمتِ برضى الله

التالي

من نفائس أقوال السلف

السابق

الاسلام | هو الحب ايه غير رضا ربنا

كلمات ذات علاقة
الله , الالتجاء , العالمين , إلى