تاريخ تأهيل المقعدين
مجتمع رجيم / الموضوعات المميزه فى الاعاقات
كتبت :
شُمس المعارف
-
align="right">عبر قرون التاريخ نجد أن المقعدين كانت لهم أدوار متخلفة، ذلك أن طبيعة العجز لديهم تجعل عاهاتهم ظاهرة في كثير من الأحيان، ولهذا كانوا عرضة للذل والاحتقار
والعقوبة وتعرضوا للموت أكثر من فئات القرن مثل الصم الذين لاتظهر عاهاتهم واضحة. ولقد سبق معظمهم إلى الموت كجزء من بعض المعتقدات الدينية أو لاقوا القسوة الشديدة والنبذ، كان هذا حالهم في المجتمعات البدائية وكان أيضاً
حالهم في بلاد الإغريق في أسبرطة كما كان حالهم في روما، وربما ظهرت في مكان أو آخر اتجاهات إيجابية حميدة تعودهم وجاء بعضهم في الأديان وبعضها في حضارات مثل الحضارة المصرية.
وفي تاريخ البشرية نجد كثيراً من المشهورين الذين أصيبوا بنوع أو آخر من التعميق البدني، ومع هذا برزوا إلى ضوء الفكر أو الفن أو السياسة، لقد كان منهم الموسيقي (بيتهوفن) وشارك (سسينمتر) وهو من أكبر دارسي الكهرباء، كما كان
منهم (فرانكلين روزفيلت) رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الذي ظل يمشي على عكازين أكثر من ربع قرن لإصابته بشلل أطفال.
ان تاريخ تأهيل المقعدين في الواقع هو تاريخ جراحة العظام، هذا النوع من الجراحات الذي بدأ في الازدهار في القرن التاسع عشر، ومما يذكر أول مستشفى للعظام أنشئ في أمريكا عام 1854م في بروكلين كما أنشئ أول مستشفى
حكومي للأطفال المقعدين في ولاية مينسوتا منذ عام 1897م.
كما يعتبر اكتشاف مصل شلل الأطفال المعروف باسم (مصل سولك) من أهم ما طرأ في مجال الوقاية من هذا المرض، كما أن تقدم فنون الجراحة وعلوم التخدير كانا عاملين من العوامل الهامة في تقدم النواحي الطبية لتأهيل حالات المقعدين.
ومن أهم مايمكن ذكره في تأهيل المقعدين ذلك التقدم الكبير الذي حدث في دراسة ميكانيكية الحركة للإنسان والذي أتاح للعلماء الاستفادة من النظريات الهندسية ونظريات المكانيكا في تصميم أنواعاً من الأجهزة التعويضية والأطراف الصناعية بحيث أصبح من الممكن تحقيق الكفاءة في الحركة ورخص التكاليف والتكيف الشخصي للمريض وتقبل المجتمع له.
وفي نفس الوقت انتشرت وسائل العلاج الطبيعي الذي أصبحت تستخدم فيه العلاج بالأشعة والعلاج بالكهرباء، كما أدخل العلاج بالعمل في برامج تأهيل الحالات الشديدة.