مشاعر رمضانية

مجتمع رجيم / الموضوعات الاسلامية المميزة .. لا للمنقول
كتبت : حنين للجنان
-


13713215661.gif

e8uo3fa1svaujbtm8zv.

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، إياك نعبد وإياك نستعين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على الحبيب
محمد صلى الله عليه, وعلى آله وصحبه وسلم.


رمضان فرصة سانحة، ونعمة تامة.. ميدان للتنافس والتسابق وعامل للتهذيب.. يروض النفوس المؤمنة على الفضيلة, ويرتفع بها عن الرذيلة..
تجانب القبيح, وتكتسب الهدى والرشاد.. سمت فيه الأرواح, فتعلقت بالحق ودعت إليه قولا وسلوكا..


رمضان مناسبة كريمة تهفو إليه النفوس, وتهنأ به الأرواح.. تكثر فيه دواعي الخير.. تتفتح فيه الجنات, وتنـزل الرحمات,
وترتفع الدرجات, وتغفر الزلات..


رمضان تهجد وتراويح.. ذكر وتسبيح.. تلاوات وصلوات.. جود وصدقات.. أذكار ودعوات..


13713215662.gif

في رمضان تتربى الأمة على الجد وعفة اللسان.. تتربى على سلامة الصدر, ونقاء القلب.. على الحب والتآخي تتوحد جهودهم,
وتنعقد آمالهم.. يتخلون عن تتبع السقطات, وتلمس العثرات, والحكم على النيات.. سائدهم عند سماع ما لا يحمد من قول وفعل
أن يقول أحدهم: "إني صائم"، صائم عن التعدي بسمع أو بصر أو لسان.. صائم القلب عن الحقد والحسد.. صائم اليد عن البطش
أو التعدي.. صائم الرجل عن السير إلى مواطن الشبهات أو الشهوات.. صائم النظر عن التلصص إلى الأعراض.

في رمضان يجوع الصائم, وهو قادر على الطعام.. ويعاني العطش, وهو قادر على الشراب.. ولا رقيب عليه إلا الله..
يدع طعامه وشرابه وشهوته لله.. الألسنة تصوم عن الرفث والصخب، والآذان تعرض عن السماع المحرم.. والأعين محفوظة عن النظر المحظور..
والقلوب مخطومة عن الخطيئة.. في النهار عمل وإتقان.. وفي الليل تهجد وقرآن، صحة للأجساد, وتهذيب للنفوس, وضبط للإرادة،
وإيقاظ للرحمة, وتدريب على الصبر, واتجاه نحو الرضا والتسليم..

من صامه صادقا, وصلى ورده, وقام بما اقترض عليه ربه فيه, فقد وُفق من حافظ على الصلوات الخمس فيه جماعة،
فأعطاها قلبه وجوارحه، فقد فاز.

من أخذ الطهر والعفة والاستقامة من خلق رمضان فقد ربح.
من عرف كتاب الله فيه فجعله أنيسه وسميره وعاشق بين حناياه, فقد هدي وكفي ووقي... هل بعد هذا من حلاوة؟
فما أجل رمضان وألذ أوقاته.

من الحي الذي لا يموت؟ من المتفرد بتصريف الشهور والأعوام والمتوحد بتدبير الليالي والأيام؟
إنه الله، فتبارك الله.. }فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ{.
إن الليالي والأيام تطوى, والشهور والأعوام تنصرم، وإذا بلغ الكتاب أجله, فلا يستأخرون ساعة, ولا يستقدمون.. وإن من يعش,
فإنه يرى حلوا ومرا، فلا الحلو دائم ولا المر جاثم، والليل والنهار متعاقبان, ولا تكون من بعد زوالها أحاديث,
ولا يبقى للإنسان إلا ما حمله زادا للآخرة..

يشب الصغير, ويهرم الكبير, وينظر المرء ما قدمت يداه، وكل يجري إلى أجل مسمى..
رمضان موسم البر والإحسان، حيث تتدفق أيدي المؤمنين بالعطايا, وتود نفوسهم بالسخاء، فتتآلف قلوب الأغنياء والفقراء،
ويضمحل البغض والخصام, وتسطع أنوار الفضيلة ومحاسن الأخلاق, وتتلاشي الرذيلة ومساوئ الأخلاق..
فإذا بالشفاء تستعذب الكلمة الطيبة والبسمة الصادقة.. وإذا القلوب تهفو إلى مواقع المعروف, وتنداح إلى العمل الصالح..
وإذا النفوس تأنس بالخير والبر والإحسان.. وإذا بالجوارح تسعى في سبيل الطاعة.. يراقب الصائم كل كلمة يقولها
أو نظرة ينظرها أو تصرف يتصرفه أو فكرة تخامره أو خفقة يخفقها.. وكل شعور أو إحساس في أعماقه..
يراقب كل ذلك؟ هل هو على طريق محمد؟ هل للصيام في لسانه أدب, وفي أعماقه توجيه؟

من لذائذ رمضان وحلاوته القرب من القرآن الكريم.. يفتح مغاليق القلوب, فيبدد عنها الظلام, ويقلب واقعها ظهرا لبطن..
فيصبح التالي له, والعامل به إنسانا آخر, كأنما هو خُلق من جديد.. فلا الوجه هو الوجه، لقد ازداد بهاء ونورا..
ولا القلب هو القلب، لقد ازداد شفاء.. ولا الروح هي الروح، لقد أشرقت حبا وتحنانا..
أما سمعتموهم وهم يقولون لكل من جاء من عند رسول لله r: (لقد جاء بغير الوجه الذي ذهب به)
فما تغير حقيقة الوجه, وإنما إشراقته.. وما تغير القلب, وإنما بهاؤه.. وما تغيرت الروح, وإنما روحها..

إنه حقا حياة:
}وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا{
[الشورى: 52].

فما أجمل أيام الحياة بالقرآن الكريم! وما ألذ أوقات رمضان مع الكتاب العظيم! تحت رايته تكونت خير أمة أخرجت للناس..
ولا عودة لها في منـزلة الخيرية إلا بهذا النهج.. وعلى مائدته تربى الجيل الأولى حيث انطلق يقرأ القرآن بلسانه تلذذا..
وبقلبه تخشعا وتدبرا.. وبمشاعره تأثيرا.. وبقلبه اهتداء.. وبجوارحه تطبيقا.. فكان حالهم مع القرآن: }
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ{ [الأنفال: 2]،
فكان الواحد منهم يعيش مع هذا الكتاب العظيم عيشة الحلاوة والطمأنينة, كلما مر بآيات الجنة بكى شوقا..

فحي على جنات عدن فإنها
منازلنا الأولى, وفيها المخيم




13713215662.gif

وكلما مر بآيات النار شهق شهقة, وبكى دمعة, وكأن زفير جهنم في أذنيه.. عندما يمر باستغفار استغفر..
ويمر بسؤال سأل.. فاللذة في لسانه وقلبه وروحه وحياته.. فهل أحسنا بهذا مع القرآن في رمضان.. وللقرآن مع رمضان قصة..
ومن أبجدياتها بناء الروح, وسعادة الحياة.

في ظل رمضان تتضح بواعث الألفة والمحبة والترابط بين قلوب المؤمنين وأرواحهم.. في صلاتهم.. في صيامهم..
في سائر دروب عبادتهم لله تعالى.. يذكرهم بالمعاني الإنسانية الرفيعة التي نادى بها الإسلام, ودعا إلى تطبيقها في واقع حياتهم،
معنى الحب الخالص والأخوة المتينة التي أفاضها الله عليهم نعمة جُلي..
}وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا{ [آل عمران: 103]..
إنه ينعش حياة المؤمن؛ ليترفع عن لوثات الشر والفساد، فيسمو بشهواته ورغباته إلى مستوى الحياة الطاهرة النظيفة العفيفة,
فلا تنطلق رغباته, ولا ميوله إلا فيما يحب الله, ويرضى, فيكون مصدر خير في مجتمعه, ونبع طهر في سلوكه, وصاحب همة في فكره..
إلى الله يسعى.. ومن فضله يستمد سيره في دروب الحياة.. للرحمة معنى, وللعطف مبنى.. يجد سلواه ولذة فؤاده في دمعة يكفكفها,
وكأنها دمعته، وحاجة لمسلم يقضيها, وكأنها حاجته، وابتسامة على شفاة مؤمن يرسمها, وكأنها على وجهه..
ومن لذته برمضان يرى أن حق كل مسلم في ماله عظيم, وفي سلوكه كبير ليبني من رمضان لأمة رمضان تماسكا يدفع, وبناء يرفع..

من ذاق حلاوة رمضان.. غضت عينه عن المحارم, فكان الله معه ببصره.. وكف لسانه عن المآثم من غيبة ونميمة وزور وبهتان, فكان الله معه..
من عف سمعه عن سماع المنكرات, والتطاول في أعراض المسلمين كان الله معه بسمعه.. ومن كان الله معه في جميع أحواله لم يقبل جوفه حرام..
ولم تسع قدماه إلى معصية.. ولم تبطش يداه بالظلم أو تمس حراما.. ويستقيم عقله على الحق..

13713215662.gif
كتبت : دكتورة سامية
-
والله إنك رائعة أخيتي
والله أدعو أن يجعل ذلك ثقيلاً في الميزان
يوم لا ظل إلا ظله
اللهم اشرح صدرها
ونور قلبها واختم
بالصالحات أعمالها
اللهم ثبتها بأمرك
وأيدها بنصرك
وارزقها من فضلك
وصلِ اللهُ على سيِّدِنا مُحمَّد وَعلى آلِهِ وصحبه وَسلّم
دمـتِ برعـاية الله وحفـظه



كتبت : سنبلة الخير .
-
غاليتي

ما اجمل رمضان ومشاعر كم انا متشوقة لقدوم هذا الشهر المبارك

دمتِ متالقة في سما منتدى رجيم

مشاركة رائعة كصاحبتها

الله يجزيكِ كل خير ياقلبي

تستاهلين التقييم وبجدارة

أحبك في الله


كتبت : منتهى اللذة
-
جَزْاك الله خَير الجًزاء
كُل الشُكْر والتَقْدِير لَك
ولطَرْحِك القَيْم ..
احترامي وَتقْديرْي


كتبت : جذور
-
والله إنك رائعة أخيتي
والله أدعو أن يجعل ذلك ثقيلاً في الميزان
يوم لا ظل إلا ظله
اللهم اشرح صدرها

ونور قلبها واختم
بالصالحات أعمالها
اللهم ثبتها بأمرك

وأيدها بنصرك
وارزقها من فضلك
وصلِ اللهُ على سيِّدِنا مُحمَّد وَعلى آلِهِ وصحبه وَسلّم

دمـتِ برعـاية الله وحفـظه


اسفة اقتبست الرد لانى ما كنتش عارفة ارد بالمواضيع

شكرا لكم
كتبت : جنه الفردوس ..
-
وكلما مر بآيات النار شهق شهقة, وبكى دمعة, وكأن زفير جهنم في أذنيه.. عندما يمر باستغفار استغفر..
ويمر بسؤال سأل.. فاللذة في لسانه وقلبه وروحه وحياته.. فهل أحسنا بهذا مع القرآن في رمضان.


. وللقرآن مع رمضان قصة..

كفايه هذه الحروف والكلمات التي تحرك المشاعر بقوه الى رمضان
جزاكي الله كل الخير والبركه يا اختي الغاليه على الطرح المشوق الى رمضان وايام رمضان
ومشاعرنا القويه لحبنا لرمضان وايامه الجميله بكل ما فيها
احلى تقييم لعيونك


الصفحات 1 2 

التالي

الدلالة على أن القرآن معجزة

السابق

اجعل رمضانك يشهد بقوتك

كلمات ذات علاقة
مشاعر , رمضانية