أحكام فقهيه للصائمين
مجتمع رجيم / ليكن رمضان بداية انطلاقتي
كتبت :
* أم أحمد *
-
مقدمة:
هناك تلازمٌ كبيرٌ بين الشَّرع والطِّبِّ فما يأمر به الشَّرع نجد أنَّ الطِّبَّ ينصح به، وما ينهى عنه الشَّرع يحذر منه الطِّبُّ، وباستعراض بعض الأحكام الفقهيَّة حول صحَّتك في رمضان تتضح الصُّورة.
النَّهي عن ملء المعدة بالأكل:
إنَّ فترة الامتناع عن الطَّعام في نهار رمضان، قد تدفع البعض إلى التهام الطَّعام وقت الإفطار بشكل ٍكبيرٍ قد يتعب المعدة، لذا صحَّ عنِ النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- بأنَّه وصى بإراحة المعدة بقوله:
«ما ملأ آدميٌّ وعاءً شرًّا من بطنٍ»
[رواه التِّرمذي 2380 وصحَّحه الألباني].
فضل بدء الإفطار بالتَّمر
قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-:
«من وجد تمرًا فليفطر عليه، ومن لا، فليفطر على ماءٍ، فإنَّه طهورٌ»
[رواه ابن خزيمة 2066 وصحَّحه الألباني].
فالفطور على التَّمر يحقق الفائدة الحيويَّة الهامَّة في الأمعاء، وهي سرعة امتصاص أنواع السُّكريات الموجودة في التَّمر بتراكيبها البسيطة حيث تنتشر في سائر الجسم فتعطي الطَّاقة اللازمة.
وقالوا عن التَّمر أنَّه مقوٍّ للكبد ملينٌ للطّبع وأكله على الرِّيق يقتل الدُّود، أظهرت التَّحاليل المخبريَّة الحديثة أنَّ التَّمر الجاف يحتوي على 7.6% من الكربوهيدرات، 2.5% من الدُّهن، 1.32% من الأملاح المعدنيَّة، 10% من الألياف وكميات من الكورامين وفيتامينات أ، ب1، ب2، وهو غنيٌّ بالحديد والفوسفور والكبريت والبوتاسيوم والمنجنيز والكربون والنُّحاس والكالسيوم والماغنيسيوم .
من هذا الترَّكيب الَّذي خلقه الله وجعل للتَّمر قيمةً غذائيَّةً لا تبارى، فهو مقوٍّ للعضلات والأعصاب ومؤخرٌ لظاهرة الشَّيخوخة، وإذا أضيف إليه الحليب كان أصحَّ الأغذية، وللتَّمر فوائد للأطفال فهو يزيد من وزنهم، ويحفظ رطوبة العين وبريقها، ويقوي الرُّؤية وأعصاب السَّمع، ويهدئ الأعصاب، وينشط الغدة الدَّرقيَّة، ويدر البول، وينظف الكبد، ويغسل الكلى، ومنقوعه يفيد ضد السّعال، وأليافه تكافح الإمساك، ولا يمنع تناول التَّمر بكمياتٍ كبيرةٍ إلا عند البدينين والمصابين بالسُّكري.
وفيما يلي فتاوى مختارة من كتاب: (مجموع فتاوى سماحة الشِّيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، الجزء الثَّالث والرَّابع (فتاوى الزَّكاة والصِّيام إعداد أ.د عبد الله بن محمد بن أحمد الطَّيار، والشَّيخ أحمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن باز. (دار الوطن، الطبعة الأولى 1416هـ)).