الصيام لصحة القلب والبدن - لصلاح الفرد والمجتمع - لفلاح الدنيا والآخرة
مجتمع رجيم / ليكن رمضان بداية انطلاقتي
الراوي: أم المنذر سلمى بنت قيس الأنصارية المحدث:الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 2792خلاصة حكم المحدث: حسن
• والصيام علاجٌ للسِّمنة والترهل، وهناك مصحات عديدة في معظم دول أوروبا وأمريكا اتخذت الصيامَ الإسلاميَّ سببًا لعلاج السِّمنة.
• والصوم يخفِّف من التهاب المفاصل؛ وذلك بأن يخفَّ وزنُ الجسم.
• ويفيد الصيام في علاجِ ضغط الدم، ونحن إذ نذكر هذه الفوائدَ الصحية للصوم، إنما نذكرها ليزدادَ الذين آمنوا إيمانًا، ولِنَفقَأَ بها أعينَ الجاهلين، الذين يظنون أن في الصيام إضرارًا بالنفس، ويزعمون بجهلهم - وإن شئتَ فقل: بكفرهم - أنه يخالف قوانينَ الصحة؛ بل إن الشرعَ يرفع عن العبد الصومَ إذا خِيف هذا الضررُ؛ فأباح الفطرَ للمريض، حتى أباح بعضُ علماء المسلمين - وعلى رأسهم الإمام البخاري - الفطرَ من كل مرضٍ اشتدَّ أم لم يشتدَّ، وإن كان وجَعًا بالإصبع، فتأمَّل يا عبدَ الله.
ب- المصالح القلبية والرُّوحية:
فيَكسِب الإنسانُ بالصوم من الصفات النفسية ما يعود عليه وعلى مجتمعه بالخير، وأهمُّها:
1- مراقبة الله - تعالى -: فمن أبرزِ صفات صوم رمضان وأخطرها: أنه جهادٌ صامت، متروكٌ لنفس الصائم، لا رقيبَ عليه فيه إلا اللهُ تعالى، وسرٌّ بين العبد وربه، لا يطَّلع عليه أحد، داخلية قوية من مراقبة الله تعالى، والإعداد لتقوى الله التي تنفع المرءَ طيلة العام؛ فيراقبُ ربَّه في تجارته، وفي صناعته، وفي تلاميذِه، وفي ولده وأهله... وفي شأنه كلِّه.
2- التكافل الاجتماعي: فالصوم يقوِّي رُوحَ العون، والمساعدة، والبذل؛ لأن مَن لم يذُقْ للجوع طعمًا، لا يرحم جائعًا، ومن لم يظمَأْ لم يرقَّ قلبُه لعطشان، فإذا أحس الموسِرون بما في الصيام من حرمان، عطفوا على البائسين، وجعلوا في أموالهم حقًّا معلومًا للفقراء والمساكين، وختموا الشهرَ الكريم بإخراج زكاة الفطر؛ فيُقبِل العيدُ على الجميع بالفرح والسرور، ويصيرون في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضوٌ، تداعى له سائرُ الأعضاء بالسَّهر والحمى.
3- قَتْلُ الجشع والطمع وحبِّ الدنيا في نفوس الصائمين: قالت عائشة - رضي الله عنها -: "أول بدعةٍ حدثت بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هي الشِّبع؛ فإن القوم لَمَّا شبعت بطونُهم، جمحت نفوسُهم إلى هذه الدنيا".
4- معرفة الله - عز وجل -: إنَّ الإنسان جسم ورُوح، وعقل يفكر ويدبر، ويقدر ويتطلع، وينظر في ملكوت السموات والأرض؛ ليعرف ربَّه الذي خلَقه، وأثَرُ الصوم على العقل والفكر والصفاء الذهني يُحس به الصائم في فترة صومه، مما يُعينه على معرفة ربه.
5- دفع الفواحش والمنكرات: قال - صلى الله عليه وسلم -: ((من استطاع منكم الباءةَ فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاءٌ))