الوقت فى رمضان شركاء فيه متشاكسون

مجتمع رجيم / ليكن رمضان بداية انطلاقتي
كتبت : ~ عبير الزهور ~
-


الوقت فى رمضان شركاء فيه متشاكسون



التلفاز، الكمبيوتر، القنوات الفضائية، وسائل الترفيه الأخرى، الأصدقاء، المنزل، العمل... إلخ.

كل ذلك وسائل تتجاذب وقتَ المسلم في رمضان، فلا تترك للمسلم وقتًا لكي يعبد الله - تعالى - في هذا الشهر الكريم، فتقتل وقته أيما قتل، فتمزقه، فلا تترك له شيئًا حتى يتحول شهر رمضان من شهر للطاعات إلى شهر للترفيه واللهو اللعب، ومجرد الأكل والشرب، فالبطونُ جائعة، ومعاني الصيام ضائعة، حتى أصبحت إضاعةُ الوقت في رمضان ظاهرةً شائعة تستحق الوقوف عندها؛ فالشباب يملؤون الأحياء يتسكعون فيها، ومنهم النيام، والرجال في العمل، والنساء يعددن العدَّة لمعركة الإفطار، وكأن رمضان خُلق للأكل والشراب فقط، خاويًا من العبادات والطاعات، من هذا المنطلق تحرت مجلتكم (الاستجابة) أن تتعرف على هذا المشكل، فخرَجْنا لكم بهذا التحقيق!


قلة دعاة الخير، وكثرة دعاة الشرِّ:
التقينا أولاً بخالد السماني - خريج جامعة السودان -: والذي أرجع سبب ضياع الأوقات في رمضان لقلة دعاة الخير وكثرة دعاة الشر، وقال: إن الناسَ لم تفهم القصد من رمضان؛ فهو شهر للعبادة، بينما اقتصر الفهم السائد في رمضان على الأكل والشرب، بينما تأثير الصيام غائبٌ في حياتنا؛ لذلك يَدخل الإنسانُ في رمضان، ويخرُج منه كما دخل.

ولم يبتعد عنه كثيرًا إبراهيم النور - خريج كلية دلتا - الذي أرجع أسباب ذلك إلى قلة الوازع الديني، وهنا يتطلب الأمرُ مزيدًا من الجهد للدعاة؛ لبيان أهميةِ رمضان، ومعرفة المقصود منه، ولا زال الكلام موصولاً لإبراهيم، حيث تحدث عن نفسه قائلاً: يبدأ برنامجي بعد الرجوع من العمل، أصلِّي العصر، ثم أحضر بعض الدروس في المسجد، ثم بعد صلاة التراويح أجتمع مع بعض الأصدقاء في برامج اجتماعية مفيدة للحي، ودعا إبراهيم إلى أن يخطِّط كلُّ إنسان مسلم كيف يستفيد من رمضان، وأن يضَعَ جدولاً زمنيًّا لتحقيق الفائدة القصوى.

الصيام ذريعة لقتل الوقت:
بينما أكد الطالب الطيب توم أن عامل ضعف الإيمان هو العامل الرئيسي لضياع الأوقات، وأضاف أن الناس تتهيأُ للأكل والشرب أكثرَ من تهيُّئِها للعبادة، وهنا يبرز دورُ الدعاة في توعية الناس في ذلك، وأضاف توم أن الملاحَظ أن العشر الأواخر من رمضان تضيع من الناس، وتأسَّف توم لِمن يتخذ الصيامَ ذريعةً لقتل الوقت.

وبيَّن الطالب بمرحلة الثانوي محمد إبراهيم أن كثيرًا من الشباب يضيِّعون أوقاتَهم بين النوم واللعب، خاصة في المساء بعد التراويح، وكثير منهم يقلِب الليل نهارًا، والنهارَ ليلاً، والأحرى أن يستفيد الشباب من رمضان في العبادة والطاعة وقراءة القرآن.

شهر للترفيه:
ومن جانب آخر أكدتْ نور الطيب أن سبب عدم اهتمام الناس بتنظيم وقتهم في رمضان هو اعتباره شهرًا للترفيه، وقالت: إنها تقضي وقتها غالب اليوم في المطبخ مع متابعة بعض البرامج المفيدة، ومسلسل واحد فقط على حد وصفها.

بينما أكدت شادية عبدالرازق - مساعد صيدلي - أن من أكبر أسباب تضييع رمضان هو متابعة برامج التلفاز، خاصة المسلسلات، وعددها الهائل في موسم رمضان، مما له أثرٌ بالغ في ضياع أوقات هذا الشهر، وقالت: إنها تحاول أن تستفيدَ من رمضان شهر الطاعة بقدر الإمكان؛ حتى لا يفوتَها الأجرُ، مع اعترافها بتقصيرها في ذلك.

أسباب متعددة:
ومن ناحية أخرى عدد الدكتور صلاح الدين جعفر - المتخصص في علم الاجتماع - أسبابَ إضاعة الأوقات في رمضان، منها: الجهل، وعدم استشعار عظمة الله عز وجل، بالإضافة إلى ضعف الإيمان، وعدم وجود الرُّفقة الصالحة التي تحثُّ على فعل الخير، وأضاف: الجهل بأهمية رمضان عن سائر الشهور.

روشتة علاجية:
ووضع جعفر روشتة علاجية للاهتمام بالوقت، فقال: استشعار عظمة الله - عز وجل - ومعرفة أسمائه وصفاته، والتدبُّر فيها، وتعقُّل معانيها، ثانيًا: طلب العلم الشرعي الذي يؤدِّي تحصيله إلى خشية الله - تعالى - وزيادة الإيمان، ثالثًا: لزوم حِلَق الذِّكْر، فهي تؤدِّي إلى زيادة الإيمان؛ لِما في ذلك من غشيان الرحمة، ونزول السكينة، وحف الملائكة للذاكرين، وذِكر الله لهم في الملأ الأعلى، ومباهاته بهم الملائكة، ومغفرته لذنوبهم، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذَكَرهم اللهُ فيمن عنده)).

الراوي: أبو سعيد الخدري و أبو هريرة المحدث:مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2700
خلاصة حكم المحدث: صحيح


وأكد أن الاستكثار من الأعمال الصالحة من أعظم أسباب العلاج؛ لِما فيه من تقوية الإيمان، مستشهدًا بضرب الصِّدِّيقِ - رضي الله عنه - مثالاً عظيمًا في ذلك لَمَّا سأل الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - أصحابه: ((مَن أصبح منكم اليوم صائمًا؟))، قال أبو بكر: أنا، قال: ((فمَن تبِع منكم اليوم جنازةً؟))، قال أبو بكر: أنا، قال: ((فمَن أطعَم منكم اليومَ مسكينًا))، قال أبو بكر: أنا، قال: ((فمَن عاد منكم اليوم مريضًا؟))، قال أبو بكر: أنا، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما اجتمَعْنَ في امرئٍ إلا دخل الجنةَ))؛ رواه مسلم.


وأضاف: من رحمة الله وحكمته أنْ نوَّع العبادات على الناس، فمنها ما يكونُ بالبدن؛ كالصلاة، ومنها بالمال؛ كالزكاة، ومنها ما يكون بهما معا؛ كالحج، ومنها باللسان؛ كالدعاء، ثم على الإنسان أن يكثر من ذِكر الموت؛ حتى يحصل له النشاطُ في العبادة.

المدرسة التربوية:
ومن جانبه أكد الشيخ ساتي صديق أن المسلمَ لا فراغ له في رمضان أو غيره؛ فرمضان مليء بالطاعات؛ من الصدقة، وتلاوة القرآن، وقيام الليل، وطلب العلم الشرعي، فوجوه الخير كثيرةٌ في رمضان؛ فعدَّد - سبحانه - وجوهَ الخير؛ حتى لا يكون للمسلم فراغٌ في هذا الشهر؛ لأن رمضان هو (أيام معدودات)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((رغم أنفُ امرئ أدرك رمضان ولم يُغفَرْ له))

الراوي: أنس بن مالك المحدث:الألباني - المصدر: فضل الصلاة - الصفحة أو الرقم: 15
خلاصة حكم المحدث: صحيح بشواهده


بمعنى: أبعده الله - عز وجل - وناشد ساتي عموم المسلمين - والشباب خصوصًا - بألا يضيعوا هذا الشهر في مشاهدة المسلسلات والأفلام والحدائق العامة والأندية ومتابعة الأغاني، واصفًا رمضان بالمدرسة المتكاملة للتربية.



تضييع الأوقات بحجَّة الصيام:
وعمَّن يضيعون أوقاتهم في رمضان بحجة أنه (صائم)، فيجعلون النهار نومًا، والليل سهرًا، أضاف ساتي: عليه أن يستعين بالصبر على العبادة، ورمضانُ شهر الصبر، ولكن القيام بتضييع الأوقات من أجل الصيام لا يصح، فيمكن أن ينام ما يعينه على العبادة، كما أن السهر في رمضان يجر عليه كثيرًا من المعاصي؛ كالنظر إلى المحرمات من النساء، والنظر إلى الأفلام الخليعة، فهذا مخالف لكلام النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - الذي قال: ((من لم يدَعْ قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدَع طعامَه وشرابه))

الراوي: أبو هريرة المحدث:البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1903
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


وقال أيضًا: ((إذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث ولا يصخب، وإن سابَّه أحد أو قاتله، فليقل: إني صائم))

الراوي: أبو هريرة المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 4328
خلاصة حكم المحدث: صحيح


فالفسوق يكون بالعين وبالأذن وباليد واللسان، فهذه الجوارح يجب أن توجَّه توجيهًا للعبادة في رمضان؛ فالمسلم يخاف على صيامه أن ينجرح، ويمكن أن يفسد عليه.


المرأة لم تُخلَق لإعداد الطعام والشراب:
ووجه ساتي نصيحة للنساء داعيًا إياهن أن يجمعن بين أعمالهن المنزلية والعبادة، فعليهن بتنظيم أوقاتهن، فيجعلن الفترة الصباحية لتلاوة القرآن، ولحضور الحلقات والمحاضرات، ثم تتجه للمنزل بعد الظهر، وبعد الإفطار تتفرغ لصلاة العشاء مع الناس، وعليها الاهتمام بصلاة العشاء والتراويح، ولا يُمنعن من صلاة التراويح؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - عمَّم فقال: ((من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدم من ذنبه))

الراوي: أبو هريرة المحدث:الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 5042
خلاصة حكم المحدث: صحيح


وهو عام للرجال والنساء، وعمومًا على المرأة أن تستفيد من وقتها في رمضان، نَعم العمل مباح، لكن لا يكون العمل المباح يملك كل الوقت، والمرأة لم تُخلَق للأكل والشراب والتنظيف، بل خُلِقت أيضًا للعبادة وطاعة الله، وأُوصي المرأة عمومًا بأن تجعل وقتًا للعبادة ولدراسة كتاب علم، كما أن المساجد مليئة بدروس العلم، فعليهن ألا يضيِّعْنَ وقتَهن في رمضان.


خالد حامد عمر

كتبت : * أم أحمد *
-
جزاك الله خير الجزاء .. ونفع بك ,, على الطرح القيم
وجعله في ميزان حسناتك
وألبسك لباس التقوى والغفران
وجعلك ممن يظلهم الله في يوم لا ظل الا ظله
وعمر الله قلبك بالأيمان
على طرحك المحمل بنفحات ايمانيه
سررت لتواجدي هنا في موضوعك
لا عدمناك
كتبت : جنه الفردوس ..
-
وجعله في ميزان حسناتك
وألبسك لباس التقوى والغفران

وجعلك ممن يظلهم الله في يوم لا ظل الا ظله
وعمر الله قلبك بالأيمان



بارك الله بكي على الطرح الجميل والذي يشع بفحات الايمان والهدايه يا رب العالمين بشهر رمضان الكريم جزاك الله الفردوس الاعلى يار ب العالمين
كتبت : سنبلة الخير .
-
جزاكِ الله خير الجزاء غاليتي

تسلم يمناكِ على الطرح الهادف

جعله الله في موازين حسناتكِ

التالي

وقفات مع صلاة التراويح والقيام

السابق

سؤال رجيم الرمضاني العاشر

كلمات ذات علاقة
متشاكسون , الوقت , رمضان , شركاء , فيه