سلوكيات مرفوضة في رمضان
مجتمع رجيم / ليكن رمضان بداية انطلاقتي
كتبت :
دكتورة سامية
-
إفراط في تناول الطعام..
وهوس بالمسلسلات..
وإهمال للعمل
سلوكيات مرفوضة في رمضان
استنكر علماء الدين حرص بعض المسلمين علي التجهز لرمضان بالطعام والشراب والياميش والتليفزيون وبرنامج الفضائيات في الشهر الكريم.وهوس بالمسلسلات..
وإهمال للعمل
سلوكيات مرفوضة في رمضان
ليكون علي أهبة الاستعداد لاستغلال رمضان في غير موضعه أو الإسراف في المباح, والانشغال بكثير من العادات السيئة التي ينتهجها البعض في شهر رمضان والمحرمة شرعا ومنها الكسل عن العمل والسهر أمام التليفزيون وسرعة الغضب والإسراف في المأكل وتضييع الوقت مؤكد علي أن رمضان هو شهر إتقان العمل والإخلاص وشهر القرآن وشهر التقشف والاقتصاد حتي يشعر المؤمن الغني بأخيه الفقير, وطالبوا أجهزة التعليم والتنشئة الاجتماعية والإعلام والمدارس والمساجد بأن تعيد بناء شخصية النشء علي أهمية هذا الشهر وعلي أهمية أن يكون رمضان بمثابة دورة تدريبية علي الإيمان الصحيح.
إن الأصل في رمضان أنه شهر الصيام وشهر القيام وشهر الصبر وكل ذلك يستهدف الوصول بالمسلم إلي التقوي, والتقوي خاصية شمولية في بناء شخصية المسلم تتضمن إلي جانب الإيمان بالله وتوحيده الوصول بالإنسان إلي تطبيق منظومة سامية من القيم في مقدمتها الوصول بالإنسان إلي الإخلاص بالعمل والولاء للوطن واحترام الآخرين في حرياتهم وحقوقهم وتحقيق العدالة الاجتماعية وتحقيق الوسطية في التعامل مع الناس وفي المأكل والمشرب والملبس والتعامل الإيماني مع الزوجة والأبناء, والإحسان إلي كل خلق الله دون تمييز,
هذا إلي جانب أن الأصل في شهر رمضان انه شهر الإنتاج والانجاز والعمل, وهو شهر إتقان العمل وهو شهر النشاط والجدية والاقتصاد, فالانتصارات الكبري عبر التاريخ الإسلامي إنما جاءت في رمضان مثل غزوة فتح مكة والانتصار علي التتار في عين جالوت والانتصار علي إسرائيل وتحرير سيناء في العاشر من رمضان.
إذن رمضان هو شهر لبناء نفس المؤمن وعمارة عقله وبدنه وهو شهر عمارة المجتمع وعمارة الأمة, وقبل هذا وبعده عمارة الروح ولكن ما نلاحظه في واقعنا الاجتماعي المصري عكس ذلك تماما في كثير من الأحيان ولدي كثر من الناس فبدلا من ان يكون شهر الانجاز والإنتاج يصبح شهرا للنوم والكسل وبدلا من أن يكون شهرا للاقتصاد والادخار وتعويد النفس علي التقشف والإحساس بالجوع حتي نتفهم حاجة الفقير وأهمية التكافل الاجتماعي والصدقات والبر والرحمة يصبح شهر الانفلات الاستهلاكي فنحن نأكل في رمضان أضعاف ما نأكله في الأشهر الأخري ويزيد إنفاق الأسرة في رمضان أضعاف إنفاقها في غيره من الشهور ونكلف الدولة أعباء إضافية استهلاكية في رمضان, حيث نصر علي استيراد المكسرات: البندق واللوز والجوز وغيره من المأكولات, التي لا نأكلها إلا في رمضان.
كذلك يلاحظ أنه شهر تكثر فيه الخلافات الأسرية حول كثير من القضايا مثل الاستهلاك ومصاريف البيت التي تزيد أضعافا في رمضان, كذلك فان في هذا الشهر الأصل فيه صلة الرحم والبر بالأقارب, وهذا إنما يحدث لدي البعض لكن الكثير لا يبالي بهذا الشهر بل ويتحول هذا الشهر الي شهر سهر ليس في قراءة القرآن أو ذكر الله أو تدارس العلم وإنما سهر أمام التليفزيون والمسلسلات الخليعة والأفلام لدي البعض حتي مطلع الفجر,
من هذا كله وغيره نري أن فلسفة التقوي في رمضان لا تتحقق لدي كثير من الناس في العديد من الدول الإسلامية وهذا يتطلب من أجهزة التعليم والتنشئة الاجتماعية والاعلام والمدارس والمساجد أن تعيد بناء شخصية النشء علي أهمية هذا الشهر وعلي أهمية أن يكون رمضان بمثابة دورة تدريبية علي الإيمان الصحيح فمن لم يدع قول الزور أو العمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه.
إن السلوكيات التي لا نرضاها في رمضان هي السلوكيات التي أشار إليها النبي صلي عليه وسلم في قوله إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ولا يجهل وان سبه أحد أو قاتله أو شاتمة فيقل اني امرء صائم ثلاث مرات,
ومعني ذلك ان أي سلوك قولي أو فعلي يقع تحت عنوان الرفث والسخط والجهل بمعني الحمق فإن هذا يكون سلوك غير مطابقا للسلوك الإيماني الذي يجب أن يكون عليه الصائم تحقيقا للغاية من وراء الصيام وهي التقوي كما جاء في قوله تعالي (كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون )
ذلك لأن الصيام ليس مجرد الإمساك عن الطعام والشراب والشهوة وإنما يجب أن يضم اليه الإمساك عن سائر السلوكيات السيئة كما قال صلي الله عليه وسلمب ليس الصيام عن الأكل والشرب انما الصيام عن اللغو ومن الرفث ويتصل بهذا ايضا ما جاء في قول النبي صلي الله عليه وسلم من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه,
ومن هنا فإن علي كل صائم أن يتنبه إلي هذا الارتباط بين العبادة والسلوك حتي يكون صيامه مقبولا ومأجورا عليه وإلا انطبق عليه قول النبي صلي الله عليه وسلم ارب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش
فالغاية من العبادات عموما هي تحقيق تهذيب السلوك الإنساني في الحياة إلي جانب الأمتثال إلي طاعة الله تعالي وكذلك فإنه لا ينبغي أبدا أن يكون الصيام زريعة إلي الركون إلي الكسل والنوم طوال النهار وترك العمل وما يترتب علي ذلك من تعطيل عجلة الإنتاج كذلك لا ينبغي أبدا أن يكون الصيام والجوع سببا لسرعة الغضب وإثارة الانفعال وعدم الصبر في تحمل أعباء العمل, ومن جانب آخر فإنه مما لا يتفق مع آداب الصيام ما يتعلق بالخروج عن أدب الحياء بالنسبة للملابس التي ترتديها النساء وهذا أمر مطلوب في رمضان وفي غير رمضان.
إن عدم فهم ماهية الشهر الكريم والغفلة عن خيراته, وعدم التعود علي استغلاله بالإضافة إلي أن الأقارب والأهل لهم دور رئيسي في تعليم الأبناء فن تضييع رمضان, ويأتي بعد ذلك دور الصحبة السيئة فهم سبب من أسباب تضييع شهر الصيام, كما أن ضياع الهوية ووضوح الغاية والغرق في الشهوات, والبحث عن اللذة الفانية والوقتية يؤدي إلي إهمال خيرات هذا الشهر وشعورالكثير من الناس بأنهم في مأمن من الموت والخاتمة.
إن رمضان هو رحلة في السير والانطلاق إلي الله, ويلزم في ذلك التخفف من الأحمال وترك المسوفات والموانع عن الانطلاق, وكذا يلزم التزود بأفضل زاد, وهو ثمرة وعلة الصيام( لعلكم تتقون).
وعن طرق تضييع رمضان : لقد انتشرت في الآونة الأخيرة من زماننا سلوكيات وعادات سيئة أفقدتنا حلاوة ولذة رمضان, وكانت طرقا لتضييع هذا الشهر الفاضل المفضال, منها التسويف( سوف أختم- سوف أتصدق- سوف أزور- سوف أصلي.) والسهر وإضاعة الوقت فيما لا يفيد( كالجلوس أمام التليفزيون فيما لا ينفع- السهرات مع الأصدقاء علي القهاوي- الزيارات العائلية الطويلة المرتبطة بالطعام ومشاهدة التلفاز). والنوم عن الصلوات المكتوبة, وتمضية الأوقات في الغيبة والنميمة إضافة إلي عدم تأدية صلاة التراويح كاملة. وغيرها كثير وكثير.
ان إهدار الوقت في رمضان يؤدي إلي الخيبة والخسارة, فقد قال صلي الله عليه وسلم: رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له ( ورغم أنف: يعني أصابته الذلة والمهانة والخسارة) والحرمان من البركات المنتشرة في رحاب أيامه ولياليه وضياع الخير كله لمن ضيع ليلة القدر( من حرم خيرها فقد حرم الخير كله)
كما أنه يفقد لذة التعبد والتقرب من الله رب العالمين, ومن ثم استثقال الطاعة( كما نري من يقول إنه لا يستطيع قيام رمضان بصلاة التراويح) فما حجزه إلا استثقال الطاعة( وإنها لكبيرة إلا علي الخاشعين),
أدعو كل مسلم إلي محاسبة نفسه وسؤالها هل سيمر رمضان هذا العام كغيره في السنوات السابقة؟ أم سنتغير؟! وهل هناك جاهزية للانطلاق نحو الخير المخبوء في رحاب أيام الصيام؟ وعلي المسلم أن يحدد برنامجه في النية والقيام والصدقة والقرآن والمسجد والاعتكاف والعمرة وليلة القدر والأذكار والاستغفار.
وعن فضائل ومنح رمضان : إن الشهر الكريم حمل الينا هدايا ومنحا لم يحملها شهر غيره, وبركات تحدث عنها رسولنا في أحاديث كثيرة, منها فتح أبواب الجنان وإغلاق أبواب النيران وتصفيد مردة الجن وتسلسل الشياطين واستغفار الملائكة للصائمين حتي يفطروا كما دعاء الصائم عند فطره مستجاب,
كما أنه يفرح به ويكون لله تعالي في كل ليلة من هذا الشهر عتقاء من النار وينادي مناد يا باغي الخير أقبل, ويا باغي الشر أقصر وخص الله تعالي الصائمين بباب الريان( في الجنة) للصائمين فقط ولا يعلم أحد ثواب الصائم في هذا الشهر الفضيل إلا الله عز وجل فحتي الرائحة الناتجة من خواء معدة الصائم يجدها الناس كريهة ولكنها عند الله أطيب من ريح المسك, ذلك لأنها ناتجة من عبادة طيبة مباركة
وفي هذا الشهر العظيم ليلة هي خير من ألف شهر من حرم أجرها فقد حرم الخير كله, كما يغفر للصائمين في آخر ليلة منه
[/frame]