حديث ليسَ الصيامُ منَ الأكْلِ والشرْبِ ،

مجتمع رجيم / الحديث الشريف وتفسيره
كتبت : * أم أحمد *
-
بسم الله الرّحمن الرّحيم
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله ربّ العالمين وبه نستعينُ وعليه التّكلانُ.

الصيامُ الأكْلِ والشرْبِ s3324bq1u26l63os8vze

[frame="8 98"]
ليسَ الصيامُ منَ الأكْلِ والشرْبِ ، إِنَّما الصيامُ منَ اللغوِ والرفَثِ ، فإِنَّ سابَّكَ أحدٌ ، أوْ جَهِلَ عليْكَ ، فقلْ إِنَّي صائِمٌ إِنَّي صائِمٌ
[/frame]


الراوي: أبو هريرة المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5376
خلاصة حكم المحدث: صحيح




الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبيه المصطفى وآله وصحبه الشُرفاء

و بعد فإن الله اصطفى شهر رمضان وميزه عن غيره وجعل له خصائص عظيمة ومزايا حسنة.

قال تعالى

( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ).

ولا شك أن العمل الصالح في هذا الزمان الفاضل يضاعف أضعافا عظيمة.



قال الشّيخُ الفاضلُ محمّد بن سعيد رسلان حفظه الله تعالى :
إنّ رسولَ الله صلّى الله عليه وسلّم رهّبنا حين الصّيامِ من الغيبةِ والفُحْشِ والكذبِ وقولِ الزّور وما أشبهَ من آفاتِ اللّسَانِ
وربطَ الصّيامَ بذلكَ،
فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم :
" من لم يدعْ قول الزّورِ والعملَ بِهِ فليْسَ لله حاجةٌ في أن يدعَ طعامهُ وشرابهُ.."
أخرجه البخاريُّ في الصّحيحِ.

وفي رواية للنّسائيّ :
"من لم يدع قول الزّور والجهلَ والعملَ به فليسَ لله حاجة في أن يدع طعامهُ وشرابهُ.."

فهذا رجلٌ يعذّب نفسَهُ من غيرِ طَائِلٍ..!
ما صام عن لحومِ النّاسِ..!
ولا صام عن الوُلُوغِ في أَعْرَاضِهِمْ..!
وإنّما أمسك عن الطّعام والشّراب ظاهراً..!
وكأنّه مفطرٌ على لحوم البشَرِ ودمائهم في حقيقةِ الأمرِ..!

وروى الطّبرانيّ في الصّغيرِ والأوسطِ من رواية أَنَسٍ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم :
"من لم يدَعِ الخَنَا والكَذِبَ فلا حاجةَ للهِ أن يَدَعَ طعامهُ وشرابهُ.."
والحديث حسنٌ لغيره.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم :
قال الله عزّ وجلّ :
"كلّ عمل ابن آدم له إلا الصّيامَ فإنّه لي وأنا أجزي به والصّيامُ جنّةٌ فإذا كان يومُ صومِ أحدكم فلا يرفُثْ ولا يصْخَبْ
فإن سابّه أحدٌ أو قاتله فليقل :إنّي صائمٌ إنّي صائمٌ" ..
الحديثُ رواه البخاريّ واللّفظ له ومسلمٌ أيضاً.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم :
"ليس الصّيامُ من الأكل والشّربِ إنّما الصّيام من اللّغو والرّفثِ فإن سابّكَ أحدٌ أو جَهِلَ عليكَ فقل :
إنّي صائمٌ إنّي صائمٌ.."
رواه ابن خزيمة وابن حبّان في صحيحيهما وهو صحيح
ورواه الحاكم بإسنادٍ على شرط مسلم.

وفي رواية لابن خزيمةَ :
عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال :
" لا تَسَّابَّ وأنْتَ صائم فإن سابّك أحدٌ فقل :
إنّي صائمٌ وإن كنتَ قائماً فاجلسْ.."
- َحتّى لا تغْضَب -

وعن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال :
"رُبَّ صائمٍ ليس له من صيامه إلا الجوعُ وربّ قائم ليسَ له من قيامه إلا السّهرُ.."
رواه ابن ماجة واللّفظُ له والنّسائيّ وهو حديث صحيحٌ.


هل التبرج مبطل للصوم ؟


هل التبرج مبطل للصوم ؟.



الحمد لله
أولاً :
شرع الله تعالى الصيام لحكم عظيمة ، ومن أهم هذه الحكم والمصالح المترتبة على الصيام تحقيق تقوى الله تعالى ، قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) البقرة/183 .
والتقوى هي امتثال ما أمر الله به ، واجتناب ما نهى عنه .
فالصائم مأمور بفعل الطاعات ، منهي عن فعل المحرمات نهيا مؤكدا ، فإن المعاصي قبيحة من كل أحد وهي من الصائم أشد قبحا ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم :

( مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْلَ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ)

رواه البخاري (6057) . راجع السؤال رقم (37989) ، (37658)

وروى ابن خزيمة وابن حبان والحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( ليس الصيام من الأكل والشرب إنما الصيام من اللغو والرفث ) .

وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1082) .


قال عُمَر بْن الْخَطَّابِ وعَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنهما :
لَيْسَ الصِّيَامُ مِنْ الشَّرَابِ وَالطَّعَامِ وَحْدَهُ ; وَلَكِنَّهُ مِنْ الْكَذِبِ , وَالْبَاطِلِ وَاللَّغْوِ .


وقَالَ جَابِرٌ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ : إذَا صُمْت فَلْيَصُمْ سَمْعُكَ , وَبَصَرُكَ , وَلِسَانُكَ عَنْ الْكَذِبِ وَالْمَأْثَمِ , وَدَعْ أَذَى الْخَادِمِ وَلْيَكُنْ عَلَيْكَ وَقَارٌ وَسَكِينَةٌ يَوْمَ صِيَامِكَ , وَلا تَجْعَلْ يَوْمَ فِطْرِكَ وَيَوْمَ صَوْمِكَ سَوَاءً .
وعَنْ طَلِيقِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ : قَالَ أَبُو ذَرٍّ : إذَا صُمْت فَتَحَفَّظْ مَا اسْتَطَعْت . فَكَانَ طَلِيقٌ إذَا كَانَ يَوْمُ صِيَامِهِ دَخَلَ (يعني بيته) فَلَمْ يَخْرُجْ إلا إلَى صَلاةٍ .

وكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَأَصْحَابُهُ رضي الله عنهم إذَا صَامُوا جَلَسُوا فِي الْمَسْجِدِ وَقَالُوا : نُطَهِّرُ صِيَامَنَا .
انظر : "المحلى" (4/305)
وقال بعض العلماء :
يَجِبُ عَلَى الصَّائِمِ أَنْ يَصُومَ بِعَيْنَيْهِ فَلا يَنْظُرُ إلَى مَا لا يَحِلُّ ، وَبِسَمْعِهِ فَلا يَسْمَعُ مَا لَا يَحِلُّ ، وَبِلِسَانِهِ فَلا يَنْطِقُ بِفُحْشٍ وَلا يَشْتُمُ وَلا يَكْذِبُ وَلا يَغْتَبْ اهـ .
فينبغي للمؤمن أن ينتهز هذا الشهر الكريم الذي تسلسل فيه الشياطين ، وتفتح فيه أبواب الجنة ، وتغلق فيه أبواب النار ، وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ، فينتهز المؤمن هذا الشهر ليكون أقرب إلى الله ، فيتوب توبة نصوحا من كل ذنوبه ومعاصيه ، ويعاهد الله تعالى على الاستقامة على دينه وشرعه .
ثانيا :
والمعاصي ( ومنها تبرج المرأة وإظهارها زينتها ومفاتنها للرجال الأجانب عنها ) تنقص ثواب الصيام فكلما كثرت معاصيه وعظمت نقص ثواب صيامه ، وقد يزول ثوابه بالكلية ، فيكون قد منع نفسه من الطعام والشراب وسائر المفطرات وقد أضاع ثواب ذلك بمعصيته لله ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم :

( رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلا الْجُوعُ ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلا السَّهَرُ )

رواه ابن ماجه (1690) . وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه .

قال السبكي في فتاويه (1/221-226) :

هَلْ يَنْقُصُ الصَّوْمُ بِمَا قَدْ يَحْصُلُ فِيهِ مِنْ الْمَعَاصِي أَوْ لا ؟ وَاَلَّذِي نَخْتَارُهُ فِي ذَلِكَ أَنَّهُ يَنْقُصُ وَمَا أَظُنُّ فِي ذَلِكَ خِلافًا . . .
وَاعْلَمْ أَنَّ رُتْبَةَ الْكَمَالِ فِي الصَّوْمِ قَدْ تَكُونُ بِاقْتِرَانِ طَاعَاتٍ بِهِ مِنْ قِرَاءَةِ قُرْآنٍ وَاعْتِكَافٍ وَصَلاةٍ وَصَدَقَةٍ وَغَيْرِهَا وَقَدْ تَكُونُ بِاجْتِنَابِ مَنْهِيَّاتٍ . فَكُلُّ ذَلِكَ يَزِيدُهُ كَمَالا وَمَطْلُوبٌ فِيهِ اهـ . باختصار .
ثالثا :
وأما إفساد الصيام بالمعاصي (ومنها تبرج المرأة) فإن الصيام لا يفسد بذلك بل يكون صحيحا مسقطا للفرض عن الصائم ، ولا يؤمر بقضائه ، ولكن ينقص ثواب الصيام بفعل المعصية ، وقد يذهب ثوابه بالكلية كما سبق .
قال النووي في "المجموع" (6/398) :
( يَنْبَغِي لِلصَّائِمِ أَنْ يُنَزِّهَ صَوْمَهُ عَنْ الْغِيبَةِ وَالشَّتْمِ ) مَعْنَاهُ يَتَأَكَّدُ التَّنَزُّهُ عَنْ ذَلِكَ فِي حَقِّ الصَّائِمِ أَكْثَرُ مِنْ غَيْرِهِ لِلْحَدِيثِ , وَإِلا فَغَيْرُ الصَّائِمِ يَنْبَغِي لَهُ ذَلِكَ أَيْضًا وَيُؤْمَرُ بِهِ فِي كُلِّ حَالٍ , وَالتَّنَزُّهُ التَّبَاعُدُ , فَلَوْ اغْتَابَ فِي صَوْمِهِ عَصَى وَلَمْ يَبْطُلْ صَوْمُهُ عِنْدَنَا , وَبِهِ قَالَ مَالِكٌ وَأَبُو حَنِيفَةَ وَأَحْمَدُ وَالْعُلَمَاءُ كَافَّةً إلا الأَوْزَاعِيَّ فَقَالَ : يَبْطُلُ الصَّوْمُ بِالْغِيبَةِ وَيَجِبُ قَضَاؤُهُ اهـ .
وسئل الشيخ ابن عثيمين في فتاوى الصيام (ص358) : هل تحدث المرء بكلام حرام في نهار رمضان يفسد صومه ؟
فأجاب :
"إذا قرأنا قول الله عز وجل: ( يا أَ يُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) عرفنا ما هي الحكمة من إيجاب الصوم وهي التقوى ، والتقوى هي ترك المحرمات، وهي عند الإطلاق تشمل فعل المأمور به وترك المحظور ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (من لم يدع قول الزور ، والعمل به ، والجهل فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه) . وعلى هذا يتأكد على الصائم اجتناب المحرمات من الأقوال والأفعال ، فلا يغتاب الناس ، ولا يكذب ، ولا ينم بينهم ، ولا يبيع بيعاً محرماً ، ويجتنب جميع المحرمات . وإذا اجتنب الإنسان ذلك في شهر كامل فإن نفسه سوف تستقيم بقية العام ، ولكن المؤسف أن كثيراً من الصائمين لا يفرقون بين يوم صومهم وفطرهم ، فهم على العادة التي هم عليها من الأقوال المحرمة من كذب وغش وغيره ، ولا تشعر أن عليه وقار الصوم ، وهذه الأفعال لا تبطل الصيام ، ولكن تنقص من أجره ، وربما عند المعادلة تضيع أجر الصوم" اهـ .


الإسلام سؤال وجواب


الموضوع من تجميعي
الصيامُ الأكْلِ والشرْبِ 13745216271.gif
كتبت : || (أفنان) l|
-

أمي الغالية
لله درك وبشرك الله فى الجنة
جزاك الله كل خير فائدة عظيمة جعلها الله في موازين حسناتك
لكِ ودى وتقديرى وتقييمي لك ياقلبي,,,

كتبت : * أم أحمد *
-
شكري وأمتناني الكبيرين لكِ
لاحرمني الله منكِ
يابنتي الغاليه

كتبت : روميساء22
-
بارك الله فيكِ
جزاك الله خير الجزاء ونفع بك
جعله الله في ميزان حسناتك
وجزاك الفردوس الاعلى ان شاء الله

كتبت : جنه الفردوس ..
-
فهذا رجلٌ يعذّب نفسَهُ من غيرِ طَائِلٍ..!
ما صام عن لحومِ النّاسِ..!

ولا صام عن الوُلُوغِ في أَعْرَاضِهِمْ..!
وإنّما أمسك عن الطّعام والشّراب ظاهراً..!
وكأنّه مفطرٌ على لحوم البشَرِ ودمائهم في حقيقةِ الأمرِ..!


تبارك الله بكي على الموضوع المفيد بكل ما يحمل من حروف
وعلينا العمل بها للفوز بشهر الصيام
والفوز بجنه الفردوس الاعلى ايضا
وان شاء الله تحسب في ميزان حسناتك يا اختنا الغاليه
ودي وحبي وتقديري لكي
كتبت : * أم أحمد *
-
الصفحات 1 2 

التالي

أحاديث في فضل صيام الست من شوال

السابق

الحديث الضعيف والصحيح في رمضان

كلمات ذات علاقة
محشش , موس , الأكْلِ , الصيامُ , يجيب , والشرْبِ