معَ القُرآنِ ( مُقتطفاتٌ نافعةٌ )

مجتمع رجيم / القرآن الكريم وعلومه
كتبت : شذى الريحان
-
بِسم الله الرّحمن الرّحيم
السّلامُ عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتهُ

الحَبيباتُ في اللهِ؛

تابِعٌ لِمُقتطفاتِنا القُرآنيّةِ؛

،’
قال الله عز وجل :
{ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }
اختلف العلماء في المراد بحسنة الدنيا :
1- فينسبون إلى علي بن أبي طالب أنه يقول أن الحسنة في الدنيا المرأة الصالحة الجميلة ،

وهذا بعيد صحة نسبته إلى علي .
وعلى هذا القول يقولون أن الحسنة في الآخرة هي الحور العين مقابل المرأة .

2- وقال آخرون أن الحسنة في الدنيا العافية مع الكفاف .
وهذا قول حسن ، لكن الصواب الذي عليه جماهير أهل العلم أن الآية تشمل كل نعيم في الدنيا ،

وأما الحسنة في الآخرة هي الجنة وما يكون بعدها من خيرات يؤتيها الله عباده .






الإنسان ينجو برحمة الله إذا حقق التوحيد في قلبه ، بمعنى أنه يكون مآله الجنة .





حرر جسدك من النار جزئيًا ، الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول :

( حَرَّمَ اللَّهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ أَثَرَ السُّجُودِ ) . والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول :

( عينان لا تمسهما النار أبداً عينٌ بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله )

فيتوخى الإنسان ليلة من الليالي في بيته لا يراه فيها أحد يقوم يصلي ، يقرأ القرآن ،

يكثر من ذكر الله ، يستدر رحمة ربه ، يردد آيات يعظم الله جل وعلا فيها ، يتوسل إلى الله بعظيم كرمه بعظيم إحسانه ،

بجليل منته ، ينكسر بين يدي الله ، يظهر إلى الله جل وعلا فقره ، يظهر إلى الله - جل وعلا - مسكنته ،

يعترف إلى الله بخطيئته ، يفرح أنه عبد لله ، ويفرح أن الله قبله عبد طاعة ،

كل الخلق عبيد لله عبودية قهر حتى فرعون وإبليس ، لكن ليس كل الخلق عبيد لله عبيد طاعة ،

فيظهر العبد في دعائه لربه فرحه أنه عبد طاعة ، وما يزال في نفسه يكسر كبرياءها ويظهر لله فقره حتى تستدر الدمعة ،
على الأقل أصاب طريقًا ، أصاب سبيلًا ، قال فيه الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم - :

( عينان لا تصيبهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله
فطوبى للمجاهدين أينما كانوا وحيثما حلوا وأينما نزلوا نسأل الله أن ينصرهم بنصره فهؤلاء شامة في جبين الدهر ،
شامة في جبين الأمة ، قامة في حياة الناس .
والمقصود يبدأ الإنسان يحرر نفسه شيئا فشيئا من النار حتى ينجو بها ،

ليس بين الله وبين أحد من خلقه نسب ، إنما هو التوحيد في القلب والأعمال الصالحة التي تقوم بها الجوارح .


النار في الدنيا تسمى نار الشجر وهذه من منن الله على عباده :

{أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (71) أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ (72)
نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ (73) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ}




هناك نار تسمى نار القرى وهي نار يعدها العرب للأضياف ،

وكلما كان العربي ناره على أرض مرتفعة يراها المسافر والغريب والقاصي والداني كان ذلك أدل على كرمه،
وأعظم برهانا على سخائه ، وقد عرف حاتم الطائي بهذا أكثر من غيره .




عرفت العرب ما يعرف بنار المجوس ، والمجوس يعبدون النار ، يعظمونها ،

ويضرب المثل بنار المجوس في الشيء الذي لا يفرق ما بين من يحبه ومن يبغضه .



عرفت العرب نار الحلف ، فإذا أرادوا أن يعقدوا حلفًا أوقدوا نار عظيمة ثم يقومون بالأيمان ويغلظونها،

ويدنون من النار حتى يعظم عهدهم وميثاقهم وحلفهم في الشيء الذي تواعدوا عليه .



عرف العرب نارا لا يحبونها يسمونها نار المسافر ،

وهم إذا أبغضوا أحدًا أراد أن يسافر وكرهوا رجوعه أوقدوا بعد خروجه نارًا،
يظنون أن إيقادها تمنع عودته وهذا من حماقات العرب جاء الإسلام بنبذها .





العرب تسمي الحمى التي تصيب الإنسان نارًا وقد جاء في فضلها أنها تطهر المؤمن من معاصيه وذنوبه .





إذا قورنت نار الدنيا بنار الآخرة فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :

((إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم )) تستعيذ بالله أن ترجع إلى نار جهنم !!
فإذا كان الحال كذلك فإن من أعظم دعاء العبد لنفسه ونجاته أن يسأل الله أن يجيره من النار ،

وأن يتوخى أن يبتعد وينأى بنفسه عن كل عمل عياذا بالله دل الشرع على أنه يقرب إلى النار .






أعظم ما يدفع إلى النار ظلم الإنسان نفسه بالشرك

وهذا يستوجب الخلود أو ظلم الإنسان لغيره بأن ينقصهم حقهم

{وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ }




أعظم مقصد أن ينال الإنسان الإمامة في الدين

بحيث يصبح إماما متبوعا يأخذ الناس عنه دينهم ، لا توجد منزلة أعظم من هذه ،

ولما ابتلى الله الخليل إبراهيم توجه بهذه الكرامة

{وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}

ولم يكن إمام سياسة ، كان إمام دين ، فإبراهيم لم يحكم ولم يملك ولم يكن له سلطان .





قال إبراهيم (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ) فقال الله ( لَا يَنَالُ ) فقولي إني جاعلك لا يشمل الظلمة ،
فكلما ظلم الإنسان أحدًا من الناس بعد عن الإمامة في الدين ،

وقد كان من قبلنا من أهل العلم يقسمون أنه لا ينال أحد الإمامة في الدين أحد يظلم ..





ولذلك أحيانا الإنسان يحرر مسألة ، ويحفظ كتبا ، ويملي أقوالا ولديه فهم لكن فيه ظلم لزوجته ،

لوالديه ، للأجراء ، للعمال ، لحشمه ، لخدمه ، لأهل بيته ، يظلمهم ثم يقول لا يأخذ الناس عني الدين ،

لم يكتب الله لي القبول ، لا أرى الناس يتبعوني على فصاحتي وبلاغتي !! هذا عهد رباني .
ربنا يقول { لَا يَنَالُ عَهْدِي }

أي أن وعدي إياك أيها الخليل لا يشمل من ظلم وأنت أدرى بماذا تريد أن تكون ؛
فأسنى المطالب لا تنال إلا بتوحيد الكبير المتعال والإحسان إلى الخلق .

وقد قال الأخيار ممن قبلنا أن الدين يقوم على أمرين توحيد الله الحق والإحسان إلى الخلق .




الحَلقة ( 8 ) (( وقِنا عَذاب النّار )).



يُتبعُ بحولِ الله تَعالى.













كتبت : ام ناصر**
-
رائع ما سطرت لنا اناملك اختاه
سلمت يمينك ونفع الله بك

نسأل الله الكريم ان يجعلنا من عباده
عبيد طاعة
ونعوذ بالله من النار ومن خزي النار
الصفحات 1  2  3

التالي

معنى كلمة نقير وقطمير وفتيل

السابق

سورة الفاتحة

كلمات ذات علاقة
مُقتطفاتٌ , معَ , القُرآنِ , نافعةٌ