صفات الداعية الناجح.....للشيخ صالح الفوزان حفظه الله

مجتمع رجيم / ملتقى داعيات منتدى ريجيم
كتبت : ام ناصر**
-
وأيضا من منهج الدعوة الى الله عز وجل الأولويات في الدعوة بأن يبدأ بالأهم فالأهم كما هي دعوة الرسل _ عليهم الصلاة والسلام _.
فالرسل أول مايبدأون باصلاح العقيدة, لأنها هي الأساس, فاذا صحت العقيدة اتجهوا الى اصلاح بقية الأمور, فاتجهوا الى اصلاح المعاملات, والى اصلاح الأخلاق والسلوك, أما قبل اصلاح العقيدة فلايمكن أن تكون الدعوة ناجحة, لأنها لم تبن على أساس صحيح, وكل شئ بني على غير أساس فانه ينهار, ولذلك اتجهت دعوات الرسل _ عليهم الصلاة والسلام _ أول ما اتجهت الى اصلاح العقيدة, فكل رسول يقول لقومه أول مايقول لهم: اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا,كما قالها نوح عليه السلام, وكما قالها هود, وكما قالها صالح, وكما قالها شعيب, وكما قالها ابراهيم, وكما قالها نبينا محمد صلوات الله عليهم أجمعين, حيث بقي في مكة ثلاث عشرة سنة يأمر الناس باصلاح العقيدة, وذلك بعبادة الله وحده لاشريك له, وترك عبادة الأصنام والأشجار والأحجار, ثم بعد ماتقررت العقيدة نزلت عليه بقية شرائع الاسلام, فرضت الصلاة, فرضت الزكاة, فرض الصيام, فرض الحج, فرضت أوامر الاسلام بعد مااستقرت العقيدة واستقامت.
وكان اذا أرسل الدعاة يأمرهم أن يبدءوا بدعوة الناس الى اصلاح العقيدة, فحينما بعث معاذا الى اليمن قال له: (انك تأتي قوما من أهل الكتاب, فليكن أول ما تدعوهم اليه: شهادة أن لا إله إلا الله, فان هم أجابوك لذلك, فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة, فان هم أجابوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم).
انظروا أمره أن يبدأ بالعقيدة فاذا استجابوا للعقيدة ووحدوا الله عز وجل أمرهم بالصلاة, لأن الصلاة لاتصلح الا بعد اصلاح العقيدة, فاذا استجابوا لله وأقاموا الصلاة أمرهم بالزكاة, لأن الزكاة لاتصح الا بعد صلاح العقيدة واقامة الصلاة.
وهكذا الدين يبنى على أساس التوحيد والعبادة لله سبحانه وتعالى, فالدعاة يجب عليهم أن يهتموا بهذا الأمر وهو اصلاح عقائد الناس, وذلك دعوة الكفار الى الدخول في الاسلام بشهادة أن لااله الا الله وأن محمدا رسول الله, ودعوة المنتسبين الى الاسلام الذين عندهم خلل في العقيدة الى اصلاح عقيدتهم ولايكفي أن الانسان ينتسب الى الاسلام وهو مختل العقيدة.
فالاسلام لايتحقق الا اذا صلحت العقيدة والا فدعوة الاسلام مع انحراف العقيدة دعوة لاتكفي ولاتفيد صاحبها شيئا, وكذلك لما أعطى علي ابن أبي طالب الراية يوم خيبر قال: (انفذ على رسلك, ثم انزل بساحتهم, ثم ادعهم الى الاسلام, وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه, فوالله لأن يهدي بك الله رجلا واحدا خير لك من حمر النعم).
أمره أن يدعوهم الى الاسلام, والاسلام يبنى على الأركان: شهادة أن لااله الا الله وأن محمدا رسول الله, واقام الصلاة, وايتاء الزكاة, وصوم رمضان, وحج بيت الله الحرام.
وكذلك بقية أوامر الله وشرائعه كلها مكملات لهذه الأركان لكن الأساسات هي هذه الأركان الخمسة, ولما قال له ادعهم الى الاسلام لم يكتف بهذا بل قال له: (أخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه), بأن تشرح لهم ماهو الاسلام, وان الاسلام أوامر وأركان وأحكام وعبادات ومعاملات
كتبت : ام ناصر**
-
شرائع الاسلام كلها تدخل في مسمى الاسلام والا لو كان القصد الانتساب الى الاسلام فانه لا يحتاج الى أن يقول له أخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى, فالذي يدعو الى الاسلام يجب عليه أن يشرح ماهي حقيقة الاسلام؟ وماهي نواقض الاسلام؟ وماهي منقصات الاسلام؟ حتى يكون الناس على بصيرة, أما أن يدعو الى الاسلام دعاء مجملا فهذا لايكفي, لأن دعوى الاسلام يدعيها الكثير, ولكن الاسلام الصحيح هو الاسلام الذي جاء به الرسول الذي ليس فيه ناقض من نواقض الاسلام هذا هو الاسلام الصحيح, والا كلمة الاسلام اليوم كثيرة على الألسنة ولكن الاسلام الصحيح هو المقصود وهو المطلوب وهو الذي أمر النبي علي ابن أبي طالب أن يبينه للناس, وهذا يؤيد ما سبق من أن الداعية لابد أن يكون عالما بأحكام الاسلام من أجل أن يبين للمدعوين ما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه, أما الجاهل بأحكام الاسلام فهذا لايستطيع اذا قالوا له: ماهوالاسلام؟ لايستطيع أن يشرح لهم الاسلام ويبين لهم الاسلام.
فالواجب في هذا الأمر واجب عظيم لابد من الدعوة الى الله, ولابد في الدعوة الى الله أن تقوم على أساس صحيح حتى تكون دعوة مثمرة مؤتية للمطلوب منها , فالدعوة الى الله فضلها عظيم كما قال (من دعا الى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لاينقص ذلك من اجورهم شيئا, ومن دعا الى ضلالة كان عليه من الاثم مثل آثام من تبعه لاينقص ذلك من آثامهم شيئا).
وقال في الحديث الذي سمعتم لعلي بن أبي طالب: (والله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم). والمراد بها: الابل النفيسة, ومعناه: خير لك من الدنيا, وأنفس ما في الدنيا من الأموال, فكيف اذا اهتدى على يد الانسان جماعة من المسلمين وأجيال متلاحقة بسبب دعوة هذا المصلح الى الخير والى الله سبحانه وتعالى فان له من الأجر مثل أجور من تبعه قلوا أو كثروا لاينقص ذلك من أجورهم شيئا.
فالدعوة الى الله مقام شريف وعمل جليل ولابد منها, ولكن لابد من الفقه في الدعوة بحيث تدعو الناس الى الله سبحانه وتعالى على بصيرة, ولابد من معرفة ماذا يشترط في الداعية الى الله سبحانه وتعالى حتى تكون الدعوة سائرة على منهج سليم, وحتى لايحصل اختلاف بين الدعاة الى الله, فانه ينجم الاختلاف مع الجهل, أما اذا تفقه الدعاة في الدعوة الى الله وعرفوا المنهج الصحيح فلن يختلفوا أبدا للقيام بها, انما يحصل الاختلاف اذا دخل في الدعوة من ليس أهلا لها, ومن لم يتأهل لها بالعلم النافع والاخلاص لله عز وجل فحينئذ يحصل الاختلاف, أما اذا تفقه الدعاة في الدعوة وخلصت نيتهم لله عز وجل وصار مقصودهم وجه الله سبحانه وتعالى فلن يختلفوا أبدا, وانما يتعاونون ويكونون يدا واحدة, يتعاونون على البر والتقوى.
هذا ونسأل الله عز وجل أن يوفقنا واياكم لما فيه صلاحنا, وان يجعلنا واياكم هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين, وأن يرزقنا واياكم البصيرة في دينه والعمل بشرعه والاخلص في طاعته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. اهـ
كتبت : حنين للجنان
-
نسأل الله عز وجل أن يوفقنا واياكم لما فيه صلاحنا, وان يجعلنا واياكم هداة مهتدين غير
ضالين ولا مضلين, وأن يرزقنا واياكم البصيرة في دينه والعمل بشرعه والاخلص في طاعته.

اللهم امين ..

جزاك الله خيرا غاليتي على النقل الطيب
وبارك فيك ،،،ووفقك لما يحب ويرضى .
اسعدك ربي في الدارين ..
ولا عدمنا جديدك القادم .
كتبت : ام ناصر**
-
شكرا لمرورك على موضوعي وهذا شرف لي ووسام على صدري

كتبت : روميساء22
-
بارك الله فيك
ننتظر منك الكثير
من خلال ابداعاتك المميزة
وكل التوفيق لك والتألق


كتبت : || (أفنان) l|
-


حبيبتي
جزيتِ خيرالجزاء
موضوع رائع وقيم وهادف لاحرمتي أجره
أستفدت منه كثيراً سلمت يمينك

جزاكـ الله خيرا ونفع بكـ الإسلام والمسـلـمـيـن
وجـعــل عـمـلـكـ فـي مـيـزان حسناتكـ
وجمعنا بكـ في الفردوس الأعلى
نسأل الله العون والسداد والتوفيق لنا جميعاً
أسأل الله أن يجعلنا وأياكم من الدعاة لدينه,,
وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل
اللهم آمين...
الصفحات 1  2 3 

التالي

دآعيــــــــــــة منتدى رجيــــــم

السابق

كيف تكونين ناجحة

كلمات ذات علاقة
الله , الداعية , الفوزان , الناجح.....للشيخ , حفظه , شامي , صفات