اسرار الدموع

مجتمع رجيم / النقاش العام
كتبت : العسل الابيض
-
أسرار الدموع!


ارتبطت الدموع في ثقافتنا بالضعف وقلة الحيلة، واعتبرت دليلاً على أنوثة المرأة وضعف الرجل؛ فأول ما نعلّم أولادنا الذكور منذ الصغر أن يكبتوا دموعهم (عيب أنت رجال)!

وهي أحد سوائل الجسم التي تتدفق دون أن يكون لها مستودعٌ تخرج منه، إنما هي وليدة الحالة، حتى إن مكوناتها وطعمها يختلفان حسب نوع المعاناة، كما أن معانيها تختلف باختلاف الشعوب والأزمان، فعند قبائل "الإندمان" في المحيط الهادي يحرمون على الرجل والمرأة البكاء سواء في حالة الحزن أو الفرح، فالوجه لديهم يجب أن يكون جامداً صلباً كالصخر لا يدل على أي شيء؛ حتى لا يعرف الأعداء أسرار القبيلة!

أما الهندوس فيحرمون على المرأة بالذات البكاء وخصوصاً في مرحلة الخصوبة؛ لاعتقادهم أن الدموع تؤثر في المولود الذي لم يُخلَق بعد! والغريب أن الشعراء العرب في الجاهلية كانوا أكثر الناس بكاءً وقصائدهم مبللة بالدموع رغم طبيعتهم الصحراوية الجافة!

والواقع أن المرأة دمعتها أسرع من الرجل وتبكي بمعدل 65 مرة في السنة، بينما يبكي الرجل بمعدل 15 مرة؛ ما جعل العلماء يسعون لمعرفة حقيقة الأمر فوجدوا أن هرمون البرولاكتين (هرمون الحليب) والمادة الضرورية في تكوين الدموع توجد عند المرأة بنسبة أكبر من الرجل الذي يجاهد لكبح دموعه رغم آلامه.

يبلغ معدل إفراز الدموع لدى الشخص نصف لتر في السنة، وتتكون في الغالب من الماء كمكوّن أساسي والأملاح والمعادن والأنزيمات والهرمونات والسكريات والأحماض الأمينية والدهون التي تزيد نسبتها في حالة الدمع التحسّسي لترطيب العين، فلو تُركت العين مفتوحةً قسرياً لمدة نصف دقيقة دون أن ترمش (عملية الرمش تنظم توزيع الدمع) لكانت كافية لإحداث بقع جافة على القرنية وألم، أما في حالة الدمع العاطفي فيزيد تركيز هرمون "الإندروفين" وهنا تعمل الدموع كمسكن للألم، وكما يغسل الدمع العين ويقضي على الجراثيم فهو يغسل النفس والجسم معاً، فقد أثبتت الدراسات التي أجريت في جامعة "ميتسونا" أن الدموع هي أفضل وسيلة لتخليص الجسم من السموم الكيميائية التي تتراكم فيه نتيجة حالات الحزن والقلق والتوتر العاطفي؛ لذا يحث الأطباء النفسيون مرضاهم على البكاء ويعتبرونه من كمال الشخصية ودليل نضج عقلي.

وورد ذكر البكاء في القرآن الكريم في أكثر من موضع للدلالة على الإيمان وخشية الله، واعتبر ميزة قال تعالى: "إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا" فهو هدية النفس للنفس تهدئها وتفرغ الشد والإرهاق، يقول الأديب الإنجليزي "ديكنز": البكاء يوسع الرئة ويغسل الملامح ويدرب العيون وغالبا ما يهدئ المزاج فابك كما تريد. ونتيجة لهذا الاهتمام ظهر علم جديد يدعى "علم الدموع" عقد أول مؤتمر له عام 1985 في الولايات المتحدة بعنوان "ابك تعش أكثر" ودعوا فيه إلى ضرورة جعل تحليل الدموع ضمن التحاليل الشائعة مثل تحليل الدم والبول، أعزكم الله، لأن نتائجه تقدم معلومات واسعة عن صحة الشخص البدنية والنفسية.

وبعد، لنطلق لدموعنا العنان ولنبك لنغسل أرواحنا من الهموم وأجسادنا من السموم ونتزود بالطاقة ونعود بعدها أقوى.. وليس أجمل من دمعة تذرفها من خشية الله

د. هيا إبراهيم الجوهر منقوووول للاستفادة
كتبت : Hayat Rjeem
-
كتبت : أمواج رجيم
-
موضوع مفيد
بارك الله فيك ياقلبي
كتبت : ملكة الجوري
-
نقل هادف ومفيد
كتبت : أنثى أبكت القمر
-
تسلم ايدك حبيبتي على النقل الجميل
والدموع تغسل النفس والروح
ولولا الدموع كان الانسان اختنق من حبس الالم والوجع داخله
تقبلي وردي وياسميني


التالي
السابق