قصيدة رثاء

مجتمع رجيم / فيض القلم
كتبت : اسيرة الاحزان2002
-


قصيدة رثاء في مشرفتنا الغالية منتهى اللذة رحمها الله وغفر لها واسكنها جنة الفردوس

((((((((( ستبقي دائما في قلوبنا احببتك في الله وليتغمدكي الله بواسع رحمته ))))))))))
حـكـمُ المنـيَّـةِ فـــي الـبـريَّـةِ جـــار
مـــا هـــذه الـدُّنـيــا بــــدار قــــرارِ
بيـنـا يُــرى الإنـسـانُ فيـهـا مُخـبـراً
حـتَّـى يُــرى خـبـراً مــن الأَخـبــارِ
طُبِعَـتْ علـى كَــدَرٍ وأنــت تريـدهـا
صـفــواً مـــن الأقـــذاءِ والأكـــدارِ
ومـكـلِّـفُ الأيَّـــامِ ضــــدَّ طـبـاعـهـا
متطـلِّـبٌ فــي الـمــاءِ جَـــذوةَ نـــارِ
وإذا رجـــوتَ المسـتـحـيـلَ فـإنَّـمــا
تبـنـي الـرجـاءَ عـلـى شفـيـرٍ هـــارِ
فالـعـيـشُ نــــومٌ والـمـنـيَّـةُ يـقـظــةٌ
والــمــرءُ بيـنـهـمـا خــيــالٌ ســــارِ
فـاقْـضـوا مـآربـكـم عِـجــالاً إنَّــمــا
أعـمـارُكـم سَـفَــرٌ مـــن الأســفــارِ
وتراكضـوا خيـلَ الشبـابِ وبـادروا
أن تُــسْــتَــرَدَّ فــإنَّــهــنَّ عَـــــــوارِ
فالدهـر يخـدع بالمـنـى ويُـغِـصَّ إن
هَـنَّــا ويـهــدم مــــا بــنــى بــبَــوارِ
ليس الزمـانُ وإن حرصـتَ مسالمـاً
خُـلُـقُ الـزمــانِ عـــداوَةُ الأحـــرارِ
إنِّــي وُتِــرْتُ بـصـارمٍ ذي رَوْنَـــقٍ
أعـــددتُـــه لــطــلابــةِ الأوتـــــــارِ
أُثـنــي عـلـيـه بـأثــرِهِ ولــــو أنَّــــهُ
لــــو يُـغْـتَـبَــط أثـنــيــتُ بــالآثـــارِ
يـا كوكبـاً مــا كــانَ أقـصـرَ عـمـرَهُ
وكــذا تـكــون كـواكــبُ الأسـحــارِ
وهــلالَ أيَّــامٍ مـضـى لـــم يـسـتـدرْ
بــدراً ولــم يُمْـهَـلْ لـوقــتِ سِـــرارِ
عَجِـلَ الخُسـوفُ عليـه قـبـل أوانِــهِ
فـغـطَّــاهُ قــبــل مَـظِـنَّــةِ الإبـــــدارِ
واسـتُــلَّ مــــن لأقــرانِــهِ ولــداتِــهِ
كالمُـقـلَـةِ اسـتُـلَّـتْ مـــن الأشــفــارِ
فــكـــأنَّ قـلــبــي قــبـــرُهُ وكــأنَّـــهُ
فـــي طـيِّــهِ سِـــرٌ مـــن الأســـرارِ
إنْ تَحْتَـقِـرْ صـغـراً فـــربَّ مُـفـخَّـمٍ
يـبـدو ضـئـيـلَ الـشـخـص للـنُّـظَّـارِ
إنَّ الـكـواكـبَ فـــي عـلــوِّ محـلِّـهـا
لَتُـرى صِغـاراً وهـي غيـرُ صـغـارِ
وَلَـدُ المعـزَّى بعـضُـهُ فــإذا مـضـى
بـعـضُ الفـتـى فالـكـلُّ فــي الآثــارِ
أبـكـيـهِ ثـــمَّ أقـــولُ مـعـتــذراً لــــهُ
وُفِّــقْــتَ حــيــنَ تــركـــتَ ألأم دارِ
جــاورتُ أعـدائـي وجـــاورَ ربَّـــهُ
شـتَّــانَ بـيــن جـــوارهِ وجــــواري
أشكـو بعـادك لـي وأنــت بمـوضـعٍ
لـولا الـرَّدى لسمعـتَ فيـه سِـراري
ما الشـرقُ نحـو الغـرب أبعـدَ شُقَّـةً
مــن بُـعـد تـلـك الخمـسـةِ الأشـبـارِ
هيهـاتَ قـد علِقتـكَ أسـبـابُ الــرَّدى
وأبـــادَ عـمــرَك قـاصــمُ الأعـمــارِ
ولقـد جـريـتَ كـمـا جـريـتُ لغـايـةٍ
فبلغتَـهـا وأبـــوكَ فـــي المِـضـمـارِ
فــإذا نطـقـتُ فـأنــتَ أوَّلُ مَنـطـقـي
وإذا سـكـتُّ فـأنـت فــي إضـمـاري
أُخفـي مـن البُرَحـاءِ نـاراً مـثـلَ مــا
يُخفـي مــن الـنـارِ الـزنـادُ الــواري
وأُخفِّـضُ الزَّفَـراتِ وهـي صواعـدٌ
وأُكفـكـفُ العَـبَـراتِ وهــي جَــوارِ
وأكُـــفُّ نـيــرانَ الأســـر ولـربَّـمـا
غُـلِـبَ التصـبُّـرُ فارتـمـتْ بـشَــرارِ
وشهـاب زَنـد الـحـزن إن طاوعـتـهُ
وارٍ وإن عــاصــيــتــهُ مــــتــــوارِ
ثــوبُ الـرئـاءِ يـشِـفُّ عـمَّــا تـحـتـهُ
فـــإذا التـحـفـتَ بـــهِ فـإنَّــكَ عـــارِ
قـصُـرَتْ جفـونـي أم تبـاعـد بيـنـهـا
أمْ صُـــوِّرَتْ عـيـنـي بـــلا أشـفــارِ
جَفَـتِ الكـرى حـتَّـى كــأنَّ غِــرارهُ
عنـد اغتمـاضِ الطـرف حـدُّ غِـرارِ
ولــوِ استـعـارتْ رقــدةً لـدحـا بـهـا
مـــا بـيــن أجـفـانـي مـــن الـتـيَّــارِ
أُحـيـي ليـالـي الـتِّـمِّ وهــي تُميتُـنـي
ويُـمـيـتـهــنَّ تــبــلُّــجُ الأســـحــــارِ
والصـبـحُ قــد غـمـرَ النـجـومَ كـأنَّـهُ
سـيـلٌ كـمــا فـطـفـا عـلــى الـنُــوَّارِ
لـو كنـتَ تُمنـعُ خـاض دونـك فتـيـةٌ
مــنَّــا بُــحُــرَ عــوامـــلٍ وشِــفـــارِ
فدَحَوْا فُويقَ الأرضِ أرضـاً مـن دمٍ
ثـــمَّ انـثـنَـوا فـبـنَـوا سـمــاء غُـبــارِ
قــومٌ إِذا لبـسـوا الــدروع حسبتَـهـا
سُـحُـبـاً مُــــزَرَّرةً عــلــى أقــمــارِ
وتــرى سـيـوفَ الـدارعـيـنَ كـأنَّـهـا
خُـلُــجٌ تُـمَــدُّ بـهــا أكــــفُّ بــحــارِ
لـو أشـرعـوا أيمانـهـم مــن طولـهـا
طعنـوا بهـا عِـوَضَ القـنـا الخـطَّـارِ
شُوسٌ إِذا عدِموا الوغى انتجعوا لها
فـــي كــــلِّ آنٍ نُـجـعَــةَ الأمــطــارِ
جنبوا الجيادَ إلـى المطـيِّ فراوحـوا
بـيـن الـســروج هـنــاك والأكـــوارِ
وكأنَّـهـم مــلأوا عِـيــابَ دروعـهــمْ
وغُـمـودَ أنصُـلِـهـم ســـرابَ قـفــارِ
وكـأنَّـمـا صَـنَــعُ الـسـوابــغِ غَــــرَّهُ
مــاءُ الحـديـدِ فـصـاغَ مــاءَ قَـــرارِ
زَرَداً وأحـكـم كــلَّ مَـوْصِـلِ حلـقـةٍ
بحَـبـابـةٍ فـــي مـوضــع المـسـمـارِ
فـتـدرَّعـوا بـمـتــون مــــاءٍ راكــــدٍ
وتـقـنَّـعـوا بـحَـبــاب مــــاءٍ جــــارِ
أُسْـــدٌ ولـكــن يــؤثــرون بــزادهــمْ
والأُســـدُ لــيــس تــديــن بـالإيـثــارِ
يتعطَّـفـونَ عـلــى الـمُـجـاورِ فـيـهـمُ
بالـمُـنْـفِـسـات تـعــطُّــفَ الآظـــــارِ
يتـزيَّـنُ الـنـادي بـحُـسـن وجـوهـهـمْ
كـتــزيُّــنِ الـــهـــالات بــالأقــمــارِ
مـن كـلِّ مَـن جعـل الظُّبـى أنصـارَهُ
وكَـرُمْـنَ فاستغـنـى عــنِ الأنـصـارِ
والـلـيـثُ إن سـاورْتَــهُ لـــم يَـتِّـكِــل
إلاَّ عــلــى الأنــيـــابِ والأظــفـــارِ
وإذا هــو اعـتـقـل الـقـنـاةَ حسبـتَـهـا
صِــــلاًّ تـأبَّـطَــهُ هِــزَبْــرٌ ضـــــارِ
زَرَدُ الـدِّلاصِ مـن الطِّعـان برمحـهِ
مـثـل الأســاور فــي يــد الإســوارِ
ويـجـرُّ ثــمَّ يـجـرُّ صـعــدَةَ رمـحِــهِ
فــي الجحـفـلِ المتضـايـقِ الـجـرَّارِ
مــا بـيـن ثــوبٍ بـالـدمـاء مُـضَـمَّـخٍ
خَــلَــقٍ ونــقــعٍ بـالـطِّــراد مُــثـــارِ
والـهُـونُ فــي ظِــلِّ الهُوَيْـنـا كـامـنٌ
وجـلالـةُ الأخـطـارِ فــي الإخـطـارِ
تــنــدى أسِــــرَّةُ وجــهــهِ ويـمـيـنـهُ
فــي حـالــةِ الإعـســارِ والإيـســارِ
يـحـوي المعـالـيَ خـالِـبـاً أو غـالـبـاً
أَبـــداً يُــــدارى دونــهــا ويُــــداري
ويـمــدُّ نـحــو المـكـرُمـاتِ أنـامــلاً
لــلــرزقِ فــــي أثـنـائـهـنَّ مــجــارِ
قـد لاحَ فـي ليـل الشـبـاب كـواكـبٌ
إن أُمـهـلـتْ آلـــتْ إلـــى الإسـفــارِ
وتلَـهُّـبُ الأحـشـاءِ شـيَّـبَ مَـفْـرقـي
هــذا الضـيـاءُ شُــواظُ تـلـك الـنــارِ
شـابَ القَـذالُ وكـلُّ غـصـنٍ صـائـرٌ
فَيـنـانـهُ الأحـــوى إلـــى الأزهـــارِ
والشبـه منجـذبٌ فلِـمْ بيـضُ الـدُّمـى
عــن بـيــضِ مـفـرقـهِ ذواتُ نـفــارِ
وتــوَدُّ لــو جعـلـتْ ســوادَ قلـوبـهـا
وســوادَ أعينـهـا خِـضـابَ عِــذاري
لا تنـفـر الظَّبـيـات مـنـهُ فـقــد رأت
كيـف اختـلافُ النبـت فـي الأطـوارِ
شـيــئــان يـنـقـشـعـان أوَّلَ وهــلـــةٍ
ظــلُّ الشـبـاب وصُحـبـةُ الأشــرارِ
لا حـبَّـذا الـشـيـبُ الـوفــيُّ وحـبَّــذا
شــرخُ الـشـبـابِ الـخـائـنِ الـغــدَّارِ
وَطَـري مـن الدُّنيـا الشبـاب ورَوقـهُ
فإذا انقضـى فقـد انقضـتْ أوطـاري
قَـصُـرَتْ مسـافـتُـهُ ومـــا حسـنـاتُـهُ
عــــنــــدي ولا آلاؤُهُ بـــقـــصـــارِ
نــزداد هـمًّـا كلَّـمـا ازددنـــا غـنًــى
فالفـقـر كــلُّ الفـقـرِ فـــي الإكـثــارِ
مـا زاد فـوق الـزادِ خُـلِّـفَ ضائـعـاً
فـــي حــــادثٍ أو وارثٍ أو عــــارِ
إنِّــي لأرحــم حـاسـدِيَّ لـحــرِّ مـــا
ضـمَّـت صـدورهـمُ مــن الأوغـــارِ
نـظـروا صنـيـع الله بـــي فعيـونُـهـمْ
فـــي جـنَّــةٍ وقلـوبـهـم فـــي نــــارِ
لا ذنبَ لـي قـد رمـتُ كتـمَ فضائلـي
فكـأنَّـنـي بَـرْقَـعْــتُ وجــــهَ نــهــارِ
وستـرتـهـا بـتـواضـعـي فتـطـلَّـعَـت
أعنـاقـهـا تـعـلـو عــلــى الأســتــارِ
ومــن الـرجــال مـجـاهـلٌ ومـعـالـمٌ
ومــن النـجـوم غـوامــضٌ ودراري
والـنـاسُ مشتبـهـون فــي إيـرادهــمْ
وتـبـايـنُ الأقـــوام فـــي الإصـــدارِ
عَمْـري لقـد أوطأتُهـم طُـرُقَ العُـلـى
فعـمُـوا ولــم يـطـأوا عـلـى آثــاري
لـو أبصـروا بعيونهـم لاستبـصـروا
لكـنَّـهـا عـمـيــتْ عــــن الإبــصــارِ
أَلا سعَـوا سـعـيَ الـكـرام فـأدركـوا
أو سـلّــمــوا لـمــواقــع الأقــــــدارِ
ذهـبَ التكـرُّمُ والوفـاءُ مـن الــوَرَى
وتـصــرَّمــا إلاَّ مـــــن الأشــعـــارِ
وفشـتْ جنـايـات الثـقـات وغيـرهـمْ
حـتَّــى اتَّهـمـنـا رؤيـــةَ الأبــصــارِ
ولربَّـمـا اعتـضـد الحـلـيـمُ بـجـاهـلٍ
لا خـيـر فــي يُمـنـى بغـيـر يـســارِ
كتبت : أنثى أبكت القمر
-
قصيدة رائعه بالكلمات
بارك الله فيك حبيبتي
ورحم الله مشرفتنا الغالية منتهى اللذة
وجعلها الله من اهل الجنه والهم اهلها وكل من احبها وعرفهاالصبر والسلوان
لك تقييمي الياسميني

كتبت : طالبة الفردوس
-
يا الله الان فقط عرفت الخبر
لا حول ولا قوة الا بالله



اللهم ابدلها دارا خيرا من داره واهلا خيرا من اهلها وادخلها الجنة واعذها من عذاب القبر ومن عذاب النار .
اللـهـم عاملها بما انت اهله ولا تعاملها بما هي اهله .

اللـهـم اجزها عن الاحسان إحسانا وعن الأساءة عفواً وغفراناً.
اللـهـم إن كانت محسنة فزدها من حسناتها , وإن كان مسيئة فتجاوز عن سيئاتها .
اللـهـم ادخلها الجنة من غير مناقشة حساب ولا سابقة عذاب .
اللـهـم اّنسها في وحدتها وفي وحشتها وفي غربتها.
اللـهـم انزلها منزلاً مباركا وانت خير المنزلين .
كتبت : || (أفنان) l|
-

عزيزتي
جزاك الله الجنة ووالديك على هذا النقل المبارك
أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك

ورحم الله مشرفتنا الغالية منتهى اللذة لله ما أخذ ولله ما أعطى , نسأل الله أن يرحمها رحمة واسعة , وكل المُسلمين آمين ,
وأن يرزق أهلها الصبر , لينالوا أجر (وبشر الصابرين )


القصيدة للشاعر

(أبي الحسن التهامي)
الشاعر هو : التهامي \" أبو الحسن علي بن محمد \" (416) الشاعر المشهور,
كان مشتهر الإحسان ذرب اللسان مخلي بينه وبين ضروب البيان يدل شعره على فوز القدح دلالة برد النسيم على الصبح
قال ناشر ديوانه: أن أبا الحسن قدم إلى مصر مستخفيا ومعه كتب كبيرة من حسان بن مفرج ابن دغفل البدوي وهو متوجه إلى بني قرة
وهي بلدة في صعيد مصر بالقرب من أسيوط.فقال أنا من بني تميم.
فلما انكشفت حاله عرف أنه التهامي الشاعر.
اعتقل في خزانة البنود وهو سجن بالقاهرة.وذلك سنة 416 ثم قتل سرا في سجنه في تاسع جمادي الأولى من السنة المذكورة ديوان
(أبي الحسن التهامي) - إسكندرية 1893 ص 144
وطبعت المرثية التي قالها في رثاه ولده وأولها حكم المنية في البرية جار ما هذه الدنيا بدار قرار
طبعت في كتاب بلوغ الأرب بشرح قصيدة من كلام العرب .
انظر \" وفيات الأعيان \" 3 / 381.
* الأنساب 3 / 224، الوافي بالوفيات 2 / 181، طبقات السبكي 4 / 114، 115، شذرات الذهب 3 / 203.

وأما القصيدة: فهي قصيدة حكم المنية في البرية جار, وتعد من أروع قصائده والتي

يقول فيها :
حكم المنية في البرية جارِ ***** ما هذه الدنيا بدار قرارِ
بينا يرى الإنسان فيها مخبرا ***** حتى يُرى خبراً من الأخبار
طُبعتْ على كدر وأنت تريدها ***** صفواً من الأقذار والأكدار
ومُكلّفُ الأيام ضد طباعها ***** مُتطلبٌ في الماء جذوة نار
وإذا رجوت المستحيل فإنما ***** تبني الرجاء على شفيرٍ هار
فالعيش نوم والمنية يقظة ***** والمرء بينهما خيالٌ سار



التالي

لنحول المحن التي تعترض حياتنا إلى منح وعطاء

السابق

سر الهاء في الهجرة

كلمات ذات علاقة
رثاء , قصيدة