سيجعل الله لها مكانا

مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت : حنين للجنان
-
308011.gif

13847117732.png
سيجعل الله لها مكانا
13847116911.png بحثت لكم عن صورة مكتبي في ذلك المجمع فلم أعثر عليها ..
هذه صورة أحد الممرات في المجمع التعليمي الذي حدثت فيه الحكاية ..
لعلها تفي بالغرض
بدأت الحكاية يا أحباب
في بداية الفصل الدراسي الأول من عام 1431هـ .. وتحدبدا في شهر شوال من ذلك العام ارتبطت في الفترة الصباحية بعمل في مجمع تعليمي لم أستمر فيه سوى شهرين كنت أعتزم الحصول على خبرة في مسار إداري معين تعينني على مشروع كنت بصدد تنفيذه في عملي الخاص بالفترة المسائية وكانت طبيعة عملي تمنحني بعض الصلاحيات في قبول الطالبات المنتسبات للمجمع أو رفضهن ارتكاز على الأنظمة والشروط المعمول بها إذ أن الإقبال الشديد على ذلك المجمع جعل الإدارة تضع بعض الشروط الإضافية لضمان قبول الطالبات الأنسب أتتني إحدى الموظفات من القسم الآخر وقالت: أخت هند ..لدينا طالبة صغيرة واتصلت بنا والدتها تريد أن تلتحق ابنتها الكبرى في القسم الذي تشرفين على القبول فيه كانت تقول ذلك وهي تمد الجوال الخاص بالمجمع التعليمي لي قلت: من على الهاتف؟ قالت: والدة الفتاة - دعونا نسمي الفتاة باسم حنان كلمت أنا الأم وطلبت منها أن تبعث برسالة نصية تتضمن اسم ابنتها ومعدلها في آخر شهادة ورقم هاتف للتواصل فإن انطبقت شروط المعدل على الفتاة, اتصلنا بها, وإن لم تنطبق فهذا هو النظام المعمول به ولا أستطيع تجاوزه قالت أم حنان: ابنتي حنان معدلها منخفض قليلا ولعلكم تتجاوزون عن ذلك. قلت: ابعثيه لأرى. حينما وصلتني الرسالة التي تحوي المعدل, تعجبت من الأم, كيف تطلب التجاوز وابنتها بهذا المعدل بالغ السوء, ثم أن الفتاة راسبة في عدد من المواد وهناك تعميم مستقل ينص على وضع الراسبات في قائمة الممنوعات من القبول في المجمع نظرا لكثرة المشكلات الإدارية التي تكون بين المجمع وبين الجهات التي يدرس فيها الفتيات. ومع كل تلك الأسباب لكني قمت بكتابة الاسم والمعدل والرقم في قصاصة صغيرة و أعطيت زميلتي الجوال وحينما عدت للمكتب, ألقيت بالقصاصة جانبا, فإمكانية التحاق الفتاة بالمجمع لا تتجاوز 0% 13847116913.jpg بعد عدة أيام أتتني تلك الموظفة تحمل هاتف الجوال مرة أخرى قالت: أستاذة هند.. والدة حنان تريد أن تحدثك قلت: لا أستطيع الرد, أخبريها أن معدل ابنتها لا يسمح - هي تعرف ذلك – و قولي لها: متى ما وجدنا لها مكاناً فسنتصل بها قالت الموظفة: يا أخت هند .. الأم تتكلم بطريقة مؤلمة .. ابنتها تعاني وتريد أن تنتقل للدراسة عندنا قلت: لأجل هذا لا أستطيع الرد .. الأمر انتهى قبل أن يبدأ .. لا أستطيع أن أضرب بالأنظمة عرض الحائط وإن كنت أقدر قلب الأم تماما و اتفهم حزنها. 13847117731.jpg بعد عدة أيام أتتني الموظفة للمرة الثالثة وهي تحمل الجوال قالت: يا أستاذة هند أم حنان ترغب في محادثتك هذه المرة قررت أن أرد على أم حنان, لأضع حدا للأمر قلت: يا أم حنان الأخوات أخبروك سابقا أن معدل ابنتك لا يسمح قالت: ابنتي في خلاف مع زميلاتها وحالتها النفسية متردية, ومنذ أن التحقت بالجهة التي تدرس فيها ومستواها الدراسي متدني صدقيني هي فتاة هادئة ومهذبة وستتغير .. فقط اقبليهاها وسترين
قلت: يا أم حنان لو كان الأمر بيدي لقبلت ابنتك بلا تردد لكني أقولها لك بشفافية ومصداقية ارتكازا على التعميمات وشروط القبول (( ابنتك لا مكان لها عندي )) ردت الأم بسرعة وبثقة تامه قائلة: يا أستاذة هند .. سيجعل الله لها مكانا تعجبت وضحكت من ثقتها المفرطة
قلت : أقسم لك يا أم حنان أن ابنتك لا مكان لها عندي, وأن نسبة دخولها لا تتجاوز 0% ردت بنفس الثقة : سيجعل الله لها مكانا 13847118221.jpg قلت: حسنا .. متى ما جعل الله لها مكانا فسأتصل بك وأخبرك . قالت: حسنا .. سأنتظرك وأغلقت الخط بعد عدة أيام خرجت أنا في الصباح الباكر إلى فناء المجمع حيث كان الجو جميلا وثمة أشجار وأصوات عصافير تستحثك للبقاء كنت أتناول قهوتي وفي غمرة الهدوء سمعت صوتا يناديني التفت فإذا هي تلك الموظفة .. ابتسمت لها .. فقد علمت أن الهدوء قد ولى وأني سأدخل معها في معركة لأقنعها
صافحتني وهي محرجة أشد الإحراج قالت: أستاذة هند .. أم حنان كل يوم تتصل .. ألا يوجد فرصة أبدا لقبول ابنتها؟ قلت: يافلانة .. ربما أكون موظفة جديدة هنا .. وأنت لا تعرفيني تماما ..لكن صدقيني مرت بي حالات أخرى وقدمت لهم طلب استثناء لهم من الإدارة وتم قبولهم, لأني حريصة على الشفاعة لمن أملك الشفاعة لهم لكن كيف تريدين مني أن أشفع لحنان؟! أنا لست عقبة في طريق قبولها كما تظنين لكن هي لم تترك لنا طريقا لنشفع لها معدلها سيء للغاية, ورسوب في عدد من المواد, ومشاكل مع زميلاتها لا أستطيع أن أشفع لفتاة كهذه فوضعها يخالف شروط القبول .. لا أستطيييع. أطرقت الموظفة برأسها وكأنها اقتنعت في تلك اللحظة أقبلت المسؤولة في إدارة القسم, وهي التي كنت أرفع لها طلبات الاستثناء قلت: حسنا قد أتيت بنفسك يا أستاذة فلانة, فأحكمي بيننا قالت المسؤولة : هل هناك إشكال؟ نظرت أنا إلى الموظفة وقلت : تفضلي, أخبري المسؤولة بالأمر لتسمعي الرد بنفسك ترددت الموظفة ثم قالت: هناك والدة إحدى الطالبات الصغيرات لدينا تريد أن تلتحق ابنتها الكبرى حنان بقسمكم قالت المسؤولة: لا بأس .. يا هند اقبلي حنان قلت: لكن حنان معدلها مخالف و….. قاطعتني المسؤولة : ياهند اقبلي حنان .. بالأمس عاتبنا المشرف لردنا لبعض الطالبات في ظل وجود مقاعد وقد مضى على بدء العام أكثر من ثلاثة أسابيع .. لن يأتي أحد سواها .. اقبليها . قلت: حتى لو كانت مخالفة لبعض الشروط . قالت: نعم .. لا بأس.
نظرت إلى الموظفة .. وبدا أن التهمة ثبتت علي .. إذ كانت الموظفة تنظر لي بعتب شديد ظنا منها أن الرفض مني ليس من الإدارة قلت لها: حسنا سأتصل بوالدة حنان وسأنهي إجراءات القبول لم استطع أن اشرح للموظفة أن ما حدث غير قابل للحدوث , وأن تلك المسؤولة هي الأكثر شدة وتطبيقا للأنظمة توجهت لمكتبي.. وحينما دخلت أقفلت الباب .. وبدأت أنثر أغراضي بحثا عن تلك القصاصة التي حوت رقم الأم كنت أبحث عنها وأنا أستحضر جملتها: ((( سيجعل الله لها مكانا )))
كنت استحضر أيضا جملتي الأخيرة لها: متى ما جعل الله لها مكانا فسأتصل بك وأخبرك وابكاني تذكري لردها الواثق: سأنتظرك
- أحسنت ظنها بالله فلم تحتج لشفاعة مخلوق ضعيف مثل هند لتسجيل ابنتها أحسنت ظنها بالله فلم تستطع كل شروط المجمع وكل تلك الصرامة في التطبيق أن تقف أمام قبول حنان - لم أعثر على الرقم .. فذهبت للقسم الآخر وطلبته من تلك الموظفة اتصلت بأم حنان وقلت لها: لقد جعل الله لابنتك مكانا .. هل تستطيعين الحضور الآن؟ قالت: نعم .. بحماس شديد .. بدا أنها كانت تنتظرني فعلا !!
13847118223.jpg بعد نحو ساعة كنت أرد على أحد الاتصالات الهامة وفي تلك اللحظة طرقت إحداهن باب المكتب بلطف سمحت لها بالدخول فدخلت امرأة تلبس نظارات شمسية ولم تنزعها ورغم انها امرأة في الأربعين من العمر إلا أنها بقيت واقفة كانت تنتظر أن أأذن لها بالجلوس استوقفني هذا المنظر فأنهيت مكالمتي على عجل وسألت المرأة : حياك الله.. هل استطيع أن أخدمك بشيء ؟ قالت: أنا أم حنان. ما أن سمعت جملتها تلك حتى (انتفضت واقفة )
قلت في نفسي هذه التي جعل الله لابنتها مكانا, هذه يا هند التي سخرتي من يقينها بالله كنت أشعر برجفة في أعماقي, كنت أشعر أني قد ارتكبت ذنبا بتلك الضحكة العفوية التي صدرت مني, لماذا أنا المخلوق الضعيف لم أستحضر .. أن من لجأ إلى الخالق فسيشمله بلطفه ويكفيه. لماذا استحضر قول حبيبنا صلى الله عليه وسلم: (فلو أن الخلق كلهم جميعا أرادوا أن ينفعوك بشيء لم يقضه الله لك لم يقدروا عليه أو أرادوا أن يضروك بشيء لم يقضه الله عليك لم يضروك) - شعرت أنها قد اتت بتوصية من فوق سبع سماوات شعرت أنها قد اتت بتوصية من فوق سبع سماوات شعرت أنها قد اتت بتوصية من فوق سبع سماوات 13847118224.jpg لا أدري ما سبب هذا الشعور .. لكني كنت أنتفض
اعتذرت منها .. وطلبت أن تجلس لتناول القهوة لحين إنهاء إجراءات فأخبرتني أنها للتو قامت بإجراء عملية ليزر في عينيها ولا تستطيع البقاء في الضوء كثيرا أنهيت اجراءات ابنتها .. شكرتني بلط وحميميه بالغة ثم رحلت في اليوم التالي جاءتني ابنتها .. فإذا هي هادئة .. لطيفة .. وخجولة خيرتها أي الأماكن ترغب .. وكان لها ما اختارت. لكن .. لم تنته الحكاية فبعد ما يقارب الشهر حصل اجتماع طارئ في إدارة القسم .. ولم يتم دعوتي للاجتماع رغم أنه كان بسبب الطالبة حنان لقد تنبهت الإدارة لكون أوراق حنان مخالفة للشروط فاجتمعوا لمعرفة من الذي تحايل على النظام وقبل هذه الطالبة كانت تلك المسؤولة ضمن ذلك الاجتماع .. ولشدة المخالفات في أوراق حنان لم تتذكر ذلك الموقف أبدا
انتهى الاجتماع على أنني أنا المسؤولة الأولى عن تجاوز النظام .. وكان يفترض أن يصدر قرار بعقوبة ضدي إما حسم .. أو قد تصل للفصل من العمل. لكن المديرة تعرف شخصيتي تماما, ورجحت أن لا علاقة لي بالأمر رغم وجود مايدينني فقرروا أن يتريثوا لحين اتضاح الأمور علمت أن ثمة خلل .. وأن هناك احتقان ما ..لكني كنت مطمئنة لعدم ارتكاب أي خطأ .. ولم يخطر ببالي حينها أن الأمر متعلق بحنان بعد أسبوع من الاجتماع كانت المسؤولة تلك موجودة في مكتبي لإنهاء بعض الملفات, ومعها إحدى الزميلات الموظفات التي لا تعرف شيئا عن الأمر قالت الزميلة للمسؤولة: هناك مشكلة في أوراق حنان؟ هناك خلل ما؟ قالت المسؤولة: نعم, موضوع قبول حنان غير واضح, سنراجع الأمر بدا أنها لا تريد أن تتحدث أمامي قلت: بل هو واضح, فأنت يا أستاذة فلانة من طلب مني أن أقبلها جن جنون المسؤلة قالت: مستحيل.. أوراق حنان تحوي مخالفات فادحة للأنظمة قلت: هذا ما حدث.. أنت من أمرني بذلك هل تذكرين حينما كنت أقف عند الأشجار؟ هل تذكرين الطالبة التي حدثتك عنها الموظفة فلانة في القسم الآخر؟ هل تذكرين كيف حاولت أن أشرح لك المخالفات و لم تسمحي لي بإكمال كلامي؟ -
- تنبهت المسؤولة .. وتذكرت - قالت: صحيح, صحيح,أنا من سمح بذلك قلت: لكني أعرف السبب الحقيقي لقبول حنان. قالت: ماهو؟ قلت: لقد قلت لأم حنان (ابنتك لا مكان لها عندي) فردت بثقة بالله قائلة: سيجعل الله لها مكانا فجعل الله لها مكانا . 13847118222.jpg كانت هذه الحكاية .. أما الآية {‏يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ‏}‏ ال عمران 154 إذا أردت أن تنجو من أن تكون من هذا الفريق الذي تنطبق عليه الآية .. وتحقق حسن الظن باللهه فاستمع لهذا المقطع بقلبك :
http://safeshare.tv/w/nlgxmwLcMa


هند عامر

كتبت : سنبلة الخير .
-
بارك الله فيك ونفع بك
اسال الله العظيم
ان يرزقك الفردوس الاعلى من الجنان
وان يثيبك البارى على ما طرحت خير الثواب
فى انتظار جديك المميز
دمت بسعاده مدى الحياه
كتبت : || (أفنان) l|
-
سيجعل الله لها مكانا
قصة بسيطة،‘و رائـعة ومـعـبرة وفـيها حـكمة وإسـتفادة
والأجمل احتواها الحكمة المراد ايصالها للقارئ بكل تفاصيلها
أبكتني كثيراً وعشت معها

الثقة بالله..
أمر عظيم غفلنا عنه كثيراً ..فما أحوجنا اليوم إلى هذه الثقة ..
لنعيد بها توازن الحياة المنهار..




أختي الغالية

جزاك الله خير الجزاء
على جمال الموضوع وحسن إنتقائك وتميزك
جزاك الله الجنات وتستحقين تقييمي لك

كتبت : روميساء22
-



كتبت : Hayat Rjeem
-
بارك الله فيكِ غاليتى ,,احسنت الانتقاء
جزاكِ الله خيرا ونفع بكِ
كتبت : ام ناصر**
-
أحسنت ظنها بالله
فلم تحتج لشفاعة مخلوق ضعيف مثل هند لتسجيل ابنتها
أحسنت ظنها بالله
فلم تستطع كل شروط المجمع وكل تلك الصرامة في التطبيق أن تقف أمام قبول حنان


قصة مؤثرة جدا
اقشعر لها جسمي و دمعت عيني


سلمت يداك على نقلها غاليتي
اثابك الله الاجر والثواب
وجعله في ميزان حسناتك
الصفحات 1 2 

التالي

كيف تخشع فى صلاتنا

السابق

إليكِ يا نفسي (رسالة مع بداية العام)

كلمات ذات علاقة
لها , مكانا , الله , سيجعل