الظاهر بيبرس
مجتمع رجيم / الموضوعات المميزة فى قسم التاريخ
لم يقتصر دور بيبرس على التصدي لتهديد التتار للدولة الإسلامية وحسب، فقد عمل على تصفية الوجود الصليبي في الشام، وكان له الفضل في تطهير مدن قيسارية وأرسوف وطبرية ويافا وأنطاكية من الصليبيين، كما لم يدخر بيبرس وسعاً في التصدي لأي خطر خارجي على الدولة الإسلامية، فقد اتخذ نفس الأسلوب في التصدي لدعوات التخريب الداخلية التي تبنتها بعض الفرق التخريبية المعروفة بالـ (باطنية) والتي لم تكن أقل خطراً من التتار أو الصليبيين، فقد أشاعت الذعر بين الناس وعملت على نشر مذهبها المنحرف، ناهيك عن إعمالها السيف في الكثير من القادة والعلماء، الأمر الذي جعل مجرد ذكرهم مصدراً للذعر بين الناس، لذا فقد استعمل بيبرس الحيلة للقضاء عليهم وعهد إلى العلماء باستقطاب أكبر عدد منهم للعودة إلي صفوف الأمة، فتاب منهم من تاب ولم يبق إلا عتاتهم الذين رفضوا العدول عن ما هم عليه، فقام بيبرس باقتحام قلاعهم وأماكن تمركزهم فقضى عليهم وشتتهم وخلص الأمة من شرورهم.
لم يكن بيبرس محارباً بارعاً فحسب، بل كان رجل دين ودولة، وكان يكره الفساد ويُحرمه في مملكته، فأمر بالقضاء على تجارة الخمور وعلى مروجي الرذيلة، وصادر أموالهم ودعاهم إلى التوبة والرجوع إلى الطريق المستقيم، وأدخل تعديلات على النظام القضائي آنذاك فأمر بتعيين أربعة قضاة يمثلون المذاهب الأربعة، وأعاد للجامع الأزهر مكانته.