سورة البروج والمعنى الحقيقي للنصر

مجتمع رجيم / القرآن الكريم وعلومه
كتبت : أم رائد
-

332487.gif



سورة البروج والمعنى الحقيقي للنصر


332488.png


جاءت سورة البروج مؤكدة على عظمة الأديان السماوية ,

تلك الأديان الشاملة التي جاءت بقيمة ثابتة هي توحيد العبودية لله , كما جاءت بمبادئ سامية فهى تحترم الصغير قبل الكبير ,
الفقير قبل الغني , والضعيف قبل القوي ..


فبطل قصة أصحاب الأخدود التي تتحدث عنهم السورة هو غلام صغيرأجرى الله على يديه هذه القصة التي سنقرأها فى حديث نبينا , وهذا الصغير يقف امامه استاذه "الراهب" فى القصة معترفاً بأن تلميذه أفضل منه.وأي تشجيع أعظم من أن يمدح الأستاذ تلميذه و يعترف بجهوده .



ولكن هذا الغلام الذى ذكره الله فى قرآنه لابد أن له قلباً ذو صفات خاصة ليحظى بهذا التشريف..


نعم هو كذلك فهو يثق فى خالقه ثقة عمياء ويلجأ اليه فى شدته التجاءاً صادقاً داعياً "اللهم اكفنيهم بما شئت" ,

فهو هنا يحمل الثقة المطلقة بالله عزوجل وقد استغنى عن التفصيل في كيفية النجاة ، مؤمناً أنها لا تأتي حسبما يخطط لها الإنسان ،

و إنما تأتي على الكيفية التي يريدها الله سبحانه و تعالى وما على الإنسان إلا أن يحسن الثقة بالله سبحانه .




وهذا الغلام استطاع أن يوضح مفهوم النصر..فليس المهم أن ينتصر هو- أي الغلام - وإنما المفهوم الحقيقى للنصر هو انتصار المبدأ وليس انتصار الأفراد..


فلنقرأ معاً حديث نبينا عن هذا الغلام وقصة أصحاب الأخدود



عن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :(( كان ملك فيمن كان قبلكم ، و كان له ساحر ، فلما كبر قال للملك : إني قد كبرت فابعث إلي غلاماً أعلمه السحر ، فبعث إليه غلاماً يعلمه ، و كان في طريقه الذى سلك راهب ، فقعد إليه و سمع كلامه فأعجبه ، فكان كلما أتى الساحر مر بالراهب و قعد إليه ، فإذا أتى الساحر ضربه ، فشكا ذلك إلى الراهب فقال : إذا خشيت الساحر فقل حبسني أهلي و إذا خشيت أهلك فقل حبسني الساحر


فبينما هو على ذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس ، فقال : اليوم أعلم الساحر أفضل أم الراهب أفضل..


فأخذ حجراً فقال : اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس ، فرماها فقتلها و مضى الناس .


فأتى الراهب فأخبره ، فقال له الراهب أي بني أنت اليوم أفضل مني قد بلغ من أمرك ما أرى فإن ابتليت فلا تدل علي .


و كان الغلام يشفى الأكمه و الأبرص ، و يداوي الناس من سائر الأدواء فسمع جليس الملك و كان قد عمي فأتاه بهدايا كثيرة فقال : هى لك إن أنت شفيتني . فقال الغلام : إني لا أشفي أحداً إنما يشفي الله تعالى ، فإن آمنت بالله تعالى دعوت الله فشفاك فآمن بالله تعالى فشفاه الله تعالى .


فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس فقال له الملك : من رد عليك بصرك ..؟
قال: ربي . قال: ولك رب غيري ؟ قال: ربي و ربك الله .
فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام .




فقال له الملك : أي بني قد بلغ من سحرك ما تبرئ منه الأكمه و الأبرص فقال : إني لا أشفي أحداً إنما يشفي الله تعالى ... فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب فجيء بالراهب فقيل له ارجع عن دينك فأبى فدعا بالمنشار فوضع المنشار في مفرق رأسه فشقه حتى وقع ، ثم جيء بجليس الملك فقيل له ارجع عن دينك فأبى ، فوضع المنشار في مفرق رأسه ، فشقه به.



ثم جيء بالغلام فقيل له ارجع عن دينك فأبى ، فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال :اذهبوا به إلى جبل فاصعدوا به الجبل ، فإذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه ، و إلا فالقوه من فوقه. فصعدوا به الجبل فقال : اللهم اكفنيهم بما شئت فرجف بهم الجبل فسقطوا ، ورجع يمشي إلى الملك ، فقال له الملك : ما فعلت بأصحابك؟ فقال: كفانيهم الله تعالى.


فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال : اذهبوا به الى وسط البحر ، فإن رجع عن دينه و إلا فاقذفوه. فذهبوا به فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت . فانقلبت بهم السفينة فغرقوا .

و جاء يمشي إلى الملك فقال له الملك: ما فعلت بأصحابك؟ فقال :كفانيهم الله تعالى.



وقال للملك :أنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به. قال : ما هو ؟



قال تجمع الناس وتصلبني على جذع ثم خذ سهماً من كنانتي ثم ضع السهم في كبد القوس ثم قل : بسم الله رب الغلام ثم ارمني فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني .



فجمع الملك الناس وصلبه ثم أخذ سهماً من كنانته ، ثم وضع السهم في كبد القوس ثم قال : بسم الله رب الغلام ثم رماه فوقع السهم في صدغه فوضع يده في صدغه فمات
فقال الناس آمنا برب الغلام..


فأتى الملك فقيل له: أرأيت ما كنت تحذر قد والله آمن الناس . فأمر بحفرالأخدود _ وهو حفرة عميقة جداً - وأشعل فيها النيران و قال : من لم يرجع عن دينه فألقوه بها . ففعلوا حتى جاءت امرأة و معها صبي لها فتقاعست أن تقع فيها فقال لها الصبي : يا أماه اصبري فإنك على الحق))


رواه الإمام مسلم كتاب الزهد و الرقائق باب قصة الغلام
و رواه الإمام أحمد في باقي مسند الأبصار
و رواه الإمام الترمذي في باب سورة البروج



فهذا الحديث يحمل في جوانبه , ومن خلال عرضه لقصة أصحاب الأخدود ,
معان عظيمة ومبادئ هامة فى بناء الشخصية الثابتة
التى لا تتخلى عن الحق مقابل عرض من الحياة الدنيا .






كتبت : * أم أحمد *
-

أختي الغاليه
حقاً قصه من قصص القرآن لها وقعها الشديد
كيف كان المؤمنون
يمتحنهم الله بقوة إيمانهم وصبرهم على تحمل الأذى
ولنا بذلك أسوة بالنبي محمد
صلى الله عليه وسلم
أسأل الله لكِ إيماناً يباشر قلبكِ
ويقيناً يعينك على الثبات
بارك الله بكِ

كتبت : || (أفنان) l|
-

أختي الكريمة
جزاكِ الله الجنة على هالطرح الهادف والمهم
و جعله الله في ميزان حسناتك ونفعنا به وإياك
جزاكِ الله خير الجـــــــزاء
ورفع الله قدركـِ وفرج همكِ ووسع رزقكِ وأعلى نزلكِ في جنات النعيم
في رعاية الله وحفظه
اللهم آمين...
كتبت : أم رائد
-
class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة * أم أحمد *:

أختي الغاليه
حقاً قصه من قصص القرآن لها وقعها الشديد
كيف كان المؤمنون
يمتحنهم الله بقوة إيمانهم وصبرهم على تحمل الأذى
ولنا بذلك أسوة بالنبي محمد
صلى الله عليه وسلم
أسأل الله لكِ إيماناً يباشر قلبكِ
ويقيناً يعينك على الثبات
بارك الله بكِ

أشكر لكِ وجودكِ المتواصل
كوني بالقرب دائما
كزهرة جورية
دمتِ بحفظ الرحمن
كتبت : أم رائد
-
class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة ·!¦[· أفنان ·]¦!·:

أختي الكريمة
جزاكِ الله الجنة على هالطرح الهادف والمهم
و جعله الله في ميزان حسناتك ونفعنا به وإياك
جزاكِ الله خير الجـــــــزاء
ورفع الله قدركـِ وفرج همكِ ووسع رزقكِ وأعلى نزلكِ في جنات النعيم
في رعاية الله وحفظه
اللهم آمين...

لك كل الشكر والاحترام
على هذه الكلمات العطرة و المرور المميز
دمت بحفظ الرحمن

كتبت : ♥♥♥..تـرتيـل ..♥♥♥
-
جزاكِ الله خيرا وبارك فيكِ

الصفحات 1 2 

التالي

دعوة قرآنية

السابق

لمن ترجع الأمور كلها ؟

كلمات ذات علاقة
للنشر , البرود , الحقيقي , صورة , والمعني