خلق الصبر واحتمال الأذى

مجتمع رجيم / الموضوعات الاسلامية المميزة .. لا للمنقول
كتبت : دكتورة سامية
-
خلق الصبر واحتمال الأذى



من محاسن أخلاق المسلم التى يتحلى بها: الصبر، واحتمال الأذى فى ذات الله تعالى. أما الصبر فهوحبس النفس على ما تكره، أو احتمال المكروه بنوع من الرضا والتسليم.




فالمسلم يحبس نفسه على ما تكره من عبادة الله وطاعته، ويلزمها بذلك إلزامًا، ويحبسها دون معاصي الله عز وجل فلا يسمح لها باقترابها، ولا يأذن لها في فعلها مهما تاقت لذلك بطبعها، وهشت له، ويحبسها على البلاء إذا نزل بها فلا يتركها تجزع، ولا تسخط، إذ الجزع، كما قال الحكماء على الفائت آفة، وعلى المتوقع سخافة، والسخط على الأقدار معاتبة لله الواحد القهار، وهو في كل ذلك مستعين بذكر الله تعالى بالجزاء الحسن على الطاعات، وما أعد لأهلها من جزيل الأجر وعظيم المثوبات، وبذكر وعيده تعالى لأهل بغضته وأصحاب معصيته، من أليم العذاب، وشديد العقاب ويتذكر أن أقدار الله جارية، وأن قضاءه تعالى عدل، وأن حكمه نافذ، صبر العبد أم جزع، غير أنه مع الصبر الأجر ومع الجزع الوزر.


13878114502.gif


ولما كان الصبر وعدم الجزع من الأخلاق التي تكتسب وتنال بنوع من الرياضة والمجاهدة، فالمسلم بعد افتقاره إلى الله تعالى أن يرزقه الصبر، فإنه يستلهم الصبر بذكر ما ورد فيه من أمر، وما وعد عليه من أجر، كقوله تعالى: {يا أيُّها الّذِين آمنُوا اصْبِرُوا وصابِرُوا ورابِطُوا واتّقُوا الله لعلّكُمْ تُفْلِحُون} آل عمران آية 200

وقوله: {واسْتعِينُوا بِالصّبْرِ والصّلاةِ} سورة البقرة آية 45.

وقوله {واصْبِرْ وما صبْرُك إِلا بِاللهِ} سورة النحل آية 127

وقوله {واصْبِرْ على ما أصابك إِنّ ذلِك مِنْ عزْمِ الأُمُورِ} سورة لقمان آية 17.

وقوله تعالى {وبشِّرِ الصّابِرِين * الّذِين إِذا أصابتْهُمْ مُصِيبةٌ قالُوا إِنّا للهِ وإِنّا إِليْهِ راجِعُون * أُولئِك عليْهِمْ صلواتٌ مِنْ ربِّهِمْ ورحْمةٌ وأُولئِك هُمُ الْمُهْتدُون} سورة البقرة آية 155-157.

وقوله {ولنجْزِينّ الّذِين صبرُوا أجْرهُمْ بِأحْسنِ ما كانُوا يعْملُون} سورة النحل آية 96.




وقوله {وجعلْنا مِنْهُمْ أئِمّةً يهْدُون بِأمْرِنا لمّا صبرُوا وكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُون} سورة السجدة آية 24

وقوله {إِنّما يُوفّى الصّابِرُون أجْرهُمْ بِغيْرِ حِسابٍ} سورة الزمر آية 10.

13878114502.gif


وقول الرسول صلى الله عليه وسلم «الصبر ضياء» رواه مسلم.



وقوله: «ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله ومن يصبر يصبره الله وما أعطي أحد عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر» متفق عليه.



وقوله: «عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له» رواه مسلم.



وقوله عليه الصلاة والسلام لابنته وقد أرسلت إليه تطلب حضوره، إذ ولدها قد احتضر فقال لرسولها: «أقرأها السلام، وقل لها: إن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب» رواه البخاري



وقوله: «يقول الله عز وجل: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه (عينيه) فصبر عوضته منهما الجنة» رواه البخاري



وقوله: «من يرد الله به خيرًا يصب منه» متفق عليه.



وقوله: «إن عظم الجزاء من عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قومًا ابتلاهم فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط» رواه الترمذي وحسنه.



وقوله عليه الصلاة والسلام: «ما يزال البلاء بالمؤمن في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة» رواه الترمذى وقال: حديث حسن صحيح.



وأما احتمال الأذى فهو الصبر ولكنه أشق، وهو بضاعة الصديقين، وشعار الصالحين، وحقيقته أن يؤذى المسلم في ذات الله تعالى فيصبر ويتحمل، فلا يرد السيئة بغير الحسنة، ولا ينتقم لذاته، ولا يتأثر لشخصيته ما دام ذلك في سبيل الله، ومؤديًا إلى مرضات الله، وأسوته في ذلك المرسلون الصالحون إذ يندر من لم يؤذ منهم في ذات الله، ولم يبتل في طريقه إلى الوصول إلى الله،




قال عبدالله بن مسعود رضى الله عنه : كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبيًّا من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: «اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون» متفق عليه.



هذه صورة من صور احتمال الأذى كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ،

13878114502.gif


وصورة أخرى له: «قسم يومًا مالاً، فقال أحد الأعراب: قسمة ما أريد بها وجه الله، فبلغ ذلك رسول الله فاحمرت وجنتاه، ثم قال: يرحم الله أخي موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر» متفق عليه.



وقال خباب بن الأرت رضى الله عنه : (شكونا إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، فقلنا: ألا تنتصر لنا، ألا تدعو لنا؟ فقال: قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها، ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ما يصده ذلك عن دين الله) البخاري .



وقص الله لنا عن المرسلين وحكى عنهم قولهم وهم يتحملون الأذى فقال: {وما لنا ألا نتوكّل على اللهِ وقدْ هدانا سُبُلنا ولنصْبِرنّ على ما آذيْتُمُونا وعلى اللهِ فلْيتوكّلِ الْمُتوكِّلُون} سورة إبراهيم 12.



وكان عيسى بن مريم عليه السلام يقول لبني إسرائيل: (لقد قيل لكم من قبل: إن السن بالسن والأنف بالأنف، وأنا أقول لكم لا تقاوموا الشر، بالشر بل من ضرب خدك الأيمن فحول إليه الخد الأيسر، ومن أخذ منك رداءك فأعطه إزارك)

وكان بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: ما كنا نعد إيمان الرجل إيمانًا إذا لم يصبر على الأذى!.



على ضوء هذه الصور الناطقة، والأمثلة الحية من الصبر والتحمل يعيش المسلم صابرًا محتسبًا متحملاً، لا يشكو ولا يتسخط، ولا يدفع المكروه بالمكروه، ولكن يدفع السيئة بالحسنة ويعفو ويصبر ويغفر: {ولمنْ صبر وغفر إِنّ ذلِك لمِنْ عزْمِ الأُمُورِ } سورة الشورى ، 43



مما قرأت

غير منقول


[/frame]
كتبت : سنبلة الخير .
-
جزاك الله خير الجزاء ونفع بك
على الطرح القيم وجعله في ميزان حسناتك
وألبسك لباس التقوى والغفران وجعلك ممن يظلهم اللَّه
في يوم لا ظل إلاظله وعمر الله قلبك بالايمان
على طرحك المحمل بنفحات إيمانية ولا حرمك الاجر
كتبت : * أم أحمد *
-

بنتي الحنون
بارك الله بكِ
وفي علمكِ وعملكِ
موضوع مميز بكل معنى الكلمه
نورتي عزيزتي


كتبت : جنه الفردوس ..
-
جزاك الله خير الجزاء ونفع بك
على الطرح القيم وجعله في ميزان حسناتك
وألبسك لباس التقوى والغفران وجعلك ممن يظلهم اللَّه
في يوم لا ظل إلاظله وعمر الله قلبك بالايمان
على طرحك المحمل بنفحات إيمانية ولا حرمك الاجر
كتبت : أم رائد
-
أختي في الله
اللهم حرم وجهها عن النار بسعي إلى رضاك
واجتناب معصيتك وطهر قلبها بذكرك ويسر أمرها لنيل مغفرتك
واجمعها بمن تحب في مستقر رحمتك

وجميع المسلمين ..

اللهم آمين

كتبت : ام ناصر**
-
طــرح رائـع
بارك الله فيك واثابك الجنه
جزاك الله خيرا
ورزقنا باب من ابواب الجنه
وجعله في ميزان حسناتك
دمت برضى الله
الصفحات 1 2 

التالي

منزلة الصبر

السابق

آداب استماع القرآن الكريم

كلمات ذات علاقة
الأذى , الصبر , خلق , واحتمال