منزلة الصبر
مجتمع رجيم / الموضوعات الاسلامية المميزة .. لا للمنقول
كتبت :
دكتورة سامية
-
قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: الصبر في القرآن في نحو تسعين موضعًا.
وهو واجب بإجماع الأمة.
وهو نصف الإيمان.
فإن الإيمان نصفان: نصف صبر، ونصف شكر. وهو مذكور في القرآن على ستة عشر نوعًا.
الأول: الأمر به. نحو قوله تعالى: {يا أيُّها الّذِين آمنُوا اسْتعِينُوا بِالصّبْرِ والصّلاةِ} [البقرة: 2]
وقوله: {واسْتعِينُوا بِالصّبْرِ والصّلاةِ} [البقرة: 45]
وقوله: {اصْبِرُوا وصابِرُوا} [آل عمران: 200]
وقوله {واصْبِرْ وما صبْرُك إِلا بِاللهِ} [النحل: 127].
الثاني: النهي عن ضده كقوله {فاصْبِرْ كما صبر أُولُو الْعزْمِ مِن الرُّسُلِ ولا تسْتعْجِلْ لهُمْ} [الأحقاف: 35]
وقوله: {فلا تُولُّوهُمُ الأدْبار} [الأنفال: 15]
فإن تولية الأدبار. ترك للصبر والمصابرة
وقوله {ولا تُبْطِلُوا أعْمالكُمْ} [محمد: 33] فإن إبطالها ترك الصبر على إتمامها.
وقوله {ولا تهِنُوا ولا تحْزنُوا} [آل عمران: 139] فإن الوهن من عدم الصبر.
الثالث: الثناء على أهله، كقوله تعالى: {الصّابِرِين والصّادِقِين} [آل عمران: 17] وقوله {والصّابِرِين فِي الْبأْساءِ والضّرّاءِ وحِين الْبأْسِ أُولئِك الّذِين صدقُوا وأُولئِك هُمُ الْمُتّقُون} [البقرة: 176] وهو كثير في القرآن.
الرابع: إيجابه سبحانه وتعالى محبته لهم. كقوله: {واللهُ يُحِبُّ الصّابِرِين} [البقرة: 146].
الخامس: إيجاب معيته لهم. وهي معية خاصة. تتضمن حفظهم ونصرهم، وتأييدهم. ليست معية عامة. وهي معية العلم، والإحاطة. كقوله {واصْبِرُوا إِنّ الله مع الصّابِرِين} [الأنفال: 47]
وقوله: {واللهُ مع الصّابِرِين} [البقرة: 249، والأنفال: 66].
السادس: إخباره بأن الصبر خير لأصحابه. كقوله {ولئِنْ صبرْتُمْ لهُو خيْرٌ لِلصّابِرِين} [النحل: 126]
وقوله {وأنْ تصْبِرُوا خيْرٌ لكُمْ} [النساء: 24].
السابع: إيجاب الجزاء لهم بأحسن أعمالهم. كقوله تعالى {ولنجْزِينّ الّذِين صبرُوا أجْرهُمْ بِأحْسنِ ما كانُوا يعْملُون} [النحل: 96].
الثامن: إيجابه سبحانه الجزاء لهم بغير حساب. كقوله تعالى {إِنّما يُوفّى الصّابِرُون أجْرهُمْ بِغيْرِ حِسابٍ} [يونس: 39].
التاسع: إطلاق البشرى لأهل الصبر. كقوله تعالى {ولنبْلُونّكُمْ بِشيْءٍ مِن الْخوْفِ والْجُوعِ ونقْصٍ مِن الأمْوالِ والأنْفُسِ والثّمراتِ وبشِّرِ الصّابِرِين} [البقرة: 155].
العاشر: ضمان النصر والمدد لهم. كقوله تعالى {بلى إِنْ تصْبِرُوا وتتّقُوا ويأْتُوكُمْ مِنْ فوْرِهِمْ هذا يُمْدِدْكُمْ ربُّكُمْ بِخمْسةِ آلافٍ مِن الْملائِكةِ مُسوِّمِين} [آل عمران: 125]،
ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم : «واعلم أن النصر مع الصبر».
الحادي عشر: الإخبار منه تعالى أن أهل الصبر هم أهل العزائم. كقوله تعالى: {ولمنْ صبر وغفر إِنّ ذلِك لمِنْ عزْمِ الأُمُورِ} [الشورى: 43].
الثاني عشر: الإخبار أنه ما يُلقّى الأعمال الصالحة وجزاءها والحظوظ العظيمة إلا أهل الصبر، كقوله تعالى {ويْلكُمْ ثوابُ اللهِ خيْرٌ لِمنْ آمن وعمِل صالِحًا ولا يُلقّاها إِلا الصّابِرُون} [القصص: 80]
وقوله {وما يُلقّاها إِلا الّذِين صبرُوا وما يُلقّاها إِلا ذُو حظٍّ عظِيمٍ} [فصلت: 35].
الثالث عشر: الإخبار أنه إنما ينتفع بالآيات والعبر أهل الصبر كقوله لموسى { أنْ أخْرِجْ قوْمك مِن الظُّلُماتِ إِلى النُّورِ وذكِّرْهُمْ بِأيّامِ اللهِ إِنّ فِي ذلِك لآياتٍ لِكُلِّ صبّارٍ شكُورٍ} [إبراهيم: 5]
وقوله في أهل سبأ {فجعلْناهُمْ أحادِيث ومزّقْناهُمْ كُلّمُمزّقٍ إِنّ فِي ذلِك لآياتٍ لِكُلِّ صبّارٍ شكُورٍ} [سبأ: 19]
وقوله في سورة الشورى {ومِنْ آياتِهِ الْجوارِ فِي الْبحْرِ كالأعْلامِ * إِنْ يشأْ يُسْكِنِ الرِّيح فيظْللْن رواكِد على ظهْرِهِ إِنّ فِي ذلِك لآياتٍ لِكُلِّ صبّارٍ شكُورٍ} [الشورى: 33].
الرابع عشر: الإخبار بأن الفوز المطلوب المحبوب، والنجاة من المكروه المرهوب، ودخول الجنة، إنما نالوه بالصبر. كقوله تعالى {والْملائِكةُ يدْخُلُون عليْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ * سلامٌ عليْكُمْ بِما صبرْتُمْ فنِعْم عُقْبى الدّارِ} [الرعد: 26].
الخامس عشر: أنه يورث صاحبه درجة الإمامة. سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية -قدس الله روحه- يقول: بالصبر واليقين تنال الامامة في الدين. ثم تلا قوله تعالى {وجعلْنا مِنْهُمْ أئِمّةً يهْدُون بِأمْرِنا لمّا صبرُوا وكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُون} [السجدة: 24].
السادس عشر: اقترانه بمقامات الإسلام، والإيمان، كما قرنه سبحانه باليقين وبالإيمان والتوكل.
وبالشكر والعمل الصالح والرحمة.
غير منقول