الكلمة أمانة
مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
إننا اليوم نرى من الخيانات ما لا يحويه حاويٍ، ولا يجمعه جامع،خيانة في الكلمة على الله وعلى رسوله - صلى الله عليه وسلم -، خيانة في تشويه الدين، وزعزعة الثوابت، خيانة في تلبيس الحق بالباطل، خيانة في الكذب في النقل، خيانة في تقديم من لا يُقدم، ورفع ما من حقه السُّفل، خيانة في الطعن في الأنساب، والفخر بالأحساب، خيانة في سِبَابِ المسلمين وشتمهم، هذه المظاهر المؤلمة هي دوافع لحوابس في النفس تأبى تلك النفوس الرديئة إلا إظهارها...
إن خيانة الكلمة أصبحت - اليوم - مهنة من لا مهنة له، فمن أراد الشهرة الرخيصة، فما عليه إلا أن يبيع أمانته، ويُرخص كلمته.
وهناك من خان كلمته لأنه باع أمانته، فقد باعها لخائنٍ، وأجَّرها لفاسد، فكان في مقام الأتان يحمل الروث والدِّمْن، فكان صاحب كلمة مستأجرة، وروثة منتنة.
إن هؤلاء وأمثالهم لا علاج لهم إلا قرع مسامِعهم بواعظ القرآن إن كانوا يعقلون، يقول الله - تعالى -:{ أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ * كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ * كِتَابٌ مَّرْقُومٌ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ}
وهنا أقــــــــــــــــــــول:
لو استشعر كل قائل أو كاتب أن كلمته أمانة لما تجرأ على الخيانة...
ولو استشعر كل قائل أو كاتب أنه سيُسأل عن كلماته لما تجرأ على الخيانة...
ولو استشعر كل قائل أو كاتب أنه سيقف بين يدي الله لما تجرأ على الخيانة...
ولو استشعر كل قائل أو كاتب أنه في سلامة ما حفظ أمانته لما تجرأ على الخيانة...
فليت كل من يكتب يستشعر هذه الأمانة، ويقف عند كل حرف وكلمة، ولا يسطر ببنانه إلا ما يسره في القيامة رؤيته، وصدق من قال: { أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } [المجادلة:6]، فيحصي الله على العبد كل شيءٍ، فهو في كتاب {لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا } [الكهف:49]. [المطففين:4-10].
وَمَا مِنْ كَاتِبٍ إِلَّا سَيَفْنَى *** وَيُبْقِيْ الْدَّهَرُ مَا كَتَبَتْ يَدَاهُ
فَلَا تَكْتُبْ بِكَفِّكَ غَيْرَ شَيْءٍ *** يَسُرُّكَ فِيْ الْقِيَامَةِ أَنْ تَرَاهُ