الصوم المكروه

مجتمع رجيم / الموضوعات الاسلامية المميزة .. لا للمنقول
كتبت : أم رائد
-
الصّوم المكروه


الصّوم المكروه هو : الذي يترتَّب على تركه الثواب، ولا يترتَّب على فعله ثواب ولا عقاب.

ويشمل ما يلي :
أ - إفراد يوم الجمعة بالصّوم :
نصّ على كراهته الجمهور ، وقد ورد فيه حديث عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه - قال : قال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - : ( لا تصوموا يوم الجمعة ، إلاّ وقبله يوم ، أو بعده يوم )
، وفي رواية : ( إنّ يوم الجمعة يوم عيد ، فلا تجعلوا يوم عيدكم يوم صيامكم ، إلاّ أن تصوموا قبله أو بعده ) . رواه البخاري في الصوم باب: صوم يوم الجمعة (1985)، ومسلم في الصيام، باب: كراهية صيام يوم الجمعة منفرداً (1144).


وذكر في الخانيّة أنّه لا بأس بصوم يوم الجمعة عند أبي حنيفة ومحمّد ، لما روي عن ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما أنّه كان يصومه ولا يفطر ، وظاهر هذا أنّ المراد - بلا بأس- الاستحباب ، وقد صرّح الحصكفيّ بندب صومه ، ولو منفرداً .


وكذا الدّردير صرّح بندب صومه وحده فقط ، لا قبله ولا بعده وهو المذهب عند المالكيّة ، وقال : فإن ضمّ إليه آخر فلا خلاف في ندبه .


وقال الطّحطاويّ : ثبت في السّنّة طلب صومه، والنّهي عنه ، والأخير منهما : النّهي .


وقال أبو يوسف : جاء حديث في كراهة صومه ، إلاّ أن يصوم قبله أو بعده ، فكان الاحتياط في أن يضمّ إليه يوماً آخر .


قال الشّوكانيّ : فمطلق النّهي عن صومه مقيّد بالإفراد .


وتنتفي الكراهة بضمّ يوم آخر إليه ، لحديث جويرية بنت الحارث رضي الله عنها : » أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الجمعة ، وهي صائمة ، فقال : أصمت أمس ؟ قالت : لا . قال : تريدين أن تصومي غداً ؟ قالت : لا . قال : فأفطري « .
الراوي: جويرية بنت الحارث المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 2422
خلاصة حكم المحدث: صحيح


13878115582.gif



ب – صوم يوم السّبت وحده خصوصاً :
اختلف أهل العلم في حكم إفراد يوم السبت بالصيام، هل هو مكروه أم مباح؟على قولين:
القول الأول: يكره إفراد يوم السبت بالصيام، وهو مذهب جماهير أهل العلم من الحنفية ، والمالكية ، والشافعية ، ورواية عن أحمد اعتمدها أتباعه .

القول الثاني: لا يكره إفراده بالصيام، ورجحه جماعة من أهل العلم منهم: الزهري، والأوزاعي، وأبو داود، ورواية عن أحمد اختارها الأثرم . ورجحه الطحاوي ، وشيخ الإسلام ابن تيمية ، وابن القيم ، وابن حجر .

حجة أصحاب القول الأول:
احتجوا بحديث عبد الله بن بسر عن أخته الصماء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم، وإن لم يجد أحدكم إلا لحاء عنب أو عود شجرة فليمصه))رواه الإمام أحمد (4/189)، وأبو داود في الصوم باب النهي أن يخص يوم السبت بصوم (2421)، والترمذي في الصيام ما جاء في صوم يوم السـبت (744)، وابن ماجه في الصوم، باب: ما جاء في صيـام يوم السبت (1726) وقد اختلف أهل العلم في حكمهم على هذا الحديث بين مصحح ومضعف، وممن صححه الترمذي، وابن خزيمة، وابن حبان (8/379)، وممن أعله ورده الزهري (أخرجه الحاكم 1/602) ومالك والأوزاعي (أخرجه أبو داود 1/736) .


قال النووي: "يكره إفراد يوم السبت بالصوم: فإن صام قبله أو بعده معه لم يكره" .



حجة أصحاب القول الثاني:

احتجوا بحديث أم سلمة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم يوم السبت والأحد أكثر ما يصوم من الأيام، ويقول: ((إنهما يوما عيد للمشركين فأنا أحب أن أخالفهم)) رواه الإمام أحمد (6/324)، وابن خزيمة في صحيحه (3/318)، وابن حبان (الإحسان 8/381).

وبإن الأصل الإباحة، ولا دليل صحيح على الكراهة.
قال الطحاوي: "ففي هذه الآثار المروية إباحة صوم يوم السبت، وهي أشهر وأظهر في أيدي العلماء من هذا الحديث الشاذ الذي قد خالفها" .

قال ابن حجر في معرض حديثه عن مخالفة أهل الكتاب: "والذي قاله بعضهم من كراهة إفراد السبت وكذا الأحد ليس جيداً، بل الأولى من المحافظة على ذلك يوم الجمعة كما ورد الحديث الصحيح فيه .

وأما السبت والأحد فالأولى أن يصاما معاً وفرادى امتثالاً لعموم الأمر بمخالفة أهل الكتاب" .

13878115582.gif


ج - صوم يوم الأحد بخصوصه :
ذهب الحنفيّة والشّافعيّة إلى أنّ تعمّد صوم يوم الأحد بخصوصه مكروه ، إلاّ إذا وافق يوماً كان يصومه ، واستظهر ابن عابدين أنّ صوم السّبت والأحد معاً ليس فيه تشبّه باليهود والنّصارى ، لأنّه لم تتّفق طائفة منهم على تعظيمهما ، كما لو صام الأحد مع الاثنين، فإنّه تزول الكراهة ، ويستظهر من نصّ الحنابلة أنّه يكره صيام كلّ عيد لليهود والنّصارى أو يوم يفردونه بالتّعظيم إلاّ أن يوافق عادةً للصّائم .

13878115582.gif



د - صيام يوم النيروز والمهرجان بغير قصد التعظيم:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وأما النيروز والمهرجان ونحوهما من أعياد المشركين، فمن لم يكره صوم يوم السبت من الأصحاب وغيرهم، قد لا يكره صوم ذلك اليوم ؛ بل ربما يستحبه لأجل مخالفتهم، وكرههما أكثر الأصحاب.


وقد قال أحمد في رواية عبد الله: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن رجل، عن أنس والحسين: كرها صوم يوم النيروز والمهرجان،


وقد اختلف الأصحاب هل يدل ذلك على مذهبه؟ على وجهين:
وعللوا ذلك بأنهما يومان تعظمهما الكفار، فيكون تخصيصهما بالصيام دون غيرهما موافقةً لهم في تعظيمهما فكُره، كيوم السبت، قال الإمام أبو محمد المقدسي: وعلى قياس هذا ؛ كل عيدٍ للكفار، أو يوم يفردونه بالتعظيم.

وقد يُقال: يكره صوم يوم النيروز والمهرجان، ونحوهما من الأيام التي لا تعرف بحساب العرب بخلاف ما جاء في الحديث من يوم السبت والأحد، فإنهما من حساب المسلمين، فليس في صومهما مفسدة، فيكون استحباب صوم أعيادهم المعروفة بالحساب العربي الإسلامي مع كراهة الأعياد المعروفة بالحساب الجاهلي العجمي، توفيقاً بين الآثار
والله أعلم" .

وقال المرداوي: "(يكره صومهما) وهو المذهب، وعليه جماهير الأصحاب، وقطع به كثير منهم، وهو من مفردات المذهب، واختار المجد أنه لا يكره لأنهم لا يعظمونهما بالصوم" .


13878115582.gif



هـ – صوم الوصال :
ذهب جمهور الفقهاء – الحنفيّة والمالكيّة والحنابلة والشّافعيّة في قول – إلى كراهة صوم الوصال ، وهو : أن لا يفطر بعد الغروب أصلاً ، حتّى يتّصل صوم الغد بالأمس ، فلا يفطر بين يومين ،

وفسّره بعض الحنفيّة بأن يصوم السّنة ولا يفطر في الأيّام المنهيّة .

وإنّما كره ، لما روي عن ابن عمر – رضي الله تعالى عنهما – قال : » أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ واصل في رمضانَ . فواصل الناسُ . فنهاهم . قيل له : أنت تواصلُ ؟ قال : " إني لستُ مثلَكم . إني أُطعَم وأُسقَى " . وفي روايةٍ : بمثله . ولم يقلْ : في رمضانَ .
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1102
خلاصة حكم المحدث: صحيح

والنّهي وقع رفقاً ورحمةً ، ولهذا واصل النّبيّ صلى الله عليه وسلم .


وتزول الكراهة بأكل تمرة ونحوها ، وكذا بمجرّد الشّرب لانتفاء الوصال .


ولا يكره الوصال إلى السّحر عند الحنابلة ، لحديث أبي سعيد - رضي الله عنه - مرفوعاً : » فأيّكم إذا أراد أن يواصل ، فليواصل حتّى السّحر « ولكنّه ترك سنّةً ، وهي : تعجيل الفطر ، فترك ذلك أولى محافظةً على السّنّة .


وعند الشّافعيّة قولان : الأوّل وهو الصّحيح : بأنّ الوصال مكروه كراهة تحريم ، وهو ظاهر نصّ الشّافعيّ رحمه الله ، والثّاني : يكره كراهة تنزيه .

13878115582.gif



و - صوم الدّهر - صوم العمر - :
ذهب جمهور الفقهاء - الحنفيّة والمالكيّة والحنابلة وبعض الشّافعيّة - على وجه العموم إلى كراهة صوم الدّهر ، وعلّلت الكراهة بأنّه يضعف الصّائم عن الفرائص والواجبات والكسب الّذي لا بدّ منه ، أو بأنّه يصير الصّوم طبعاً له ، ومبنى العبادة على مخالفة العادة.


واستدلّ للكراهة ، بحديث عبد اللّه بن عمرو بن العاص - رضي الله تعالى عنهما - قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : » لا صام من صام الأبد « .
الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1159 -
خلاصة حكم المحدث: صحيح


وفي حديث أبي قتادة - رضي الله عنه - قال : قالَ عمرُ: يا رسولَ اللَّهِ ! كَيفَ بمن يصومُ الدَّهرَ كُلَّهُ، قالَ: لا صامَ ولا أفطَرَ أو لَم يصُمْ ولَمْ يُفطِرْ، قالَ: يا رسولَ اللَّهِ، كيفَ بِمَنْ يصومُ يَومينِ ويُفطرُ يومًا؟ قالَ: أوَ يُطيقُ ذلِكَ أحدٌ؟ قالَ: فَكَيفَ بمن يَصومُ يومًا ويفطرُ يومًا؟ قالَ: ذلِكَ صَومُ داودَ علَيهِ السَّلام، قالَ: فَكَيفَ بِمَن يصومُ يومًا ويفطرُ يومينِ؟ قالَ: وَدِدْتُ أنِّي أُطيقُ ذلِكَ، قالَ: ثمَّ قالَ: ثلاثٌ من كلِّ شَهْرٍ، ورمَضانُ إلى رمضانَ، هذا صيامُ الدَّهرِ كلِّهِ
الراوي: أبو قتادة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 2386
خلاصة حكم المحدث: صحيح

أي : لم يحصّل أجر الصّوم لمخالفته ، ولم يفطر لأنّه أمسك .
وقال الغزاليّ : هو مسنون .


وقال الأكثرون من الشّافعيّة : إن خاف منه ضرراً ، أو فوّت به حقّاً كره ، وإلاّ فلا .


والمراد بصوم الدّهر عند الشّافعيّة : سرد الصّوم في جميع الأيّام إلاّ الأيّام الّتي لا يصحّ صومها وهي : العيدان وأيّام التّشريق .



مقتطفات من كتاب / موسوعة فقه العبادات



13878115582.gif





كتبت : شهريار
-
جزاكي الله كل خير

ويعطيك الف عافيه
كتبت : أم رائد
-
class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة شهريار:
جزاكي الله كل خير

ويعطيك الف عافيه
لكِ حضور فخم
وتواجد منير
ومرور عطر
اشكرك على كل هذا اللطف منكِ
دمتِ بحفظ الرحمن
كتبت : سنبلة الخير .
-
جزاك الله خير الجزاء ونفع بك


على الطرح القيم وجعله في ميزان حسناتك
وألبسك لباس التقوى والغفران وجعلك ممن يظلهم اللَّه
في يوم لا ظل إلاظله وعمر الله قلبك بالايمان
على طرحك المحمل بنفحات إيمانية ولا حرمك الاجر
كتبت : * أم أحمد *
-
كتبت : صفاء العمر
-
زادك الله من علمه
معلومات قيمه لم اطلع عليها من قبل فاستفدت كثيرا
بارك الله بك
ولا حرمك الله الاجر
الصفحات 1 2  3 

التالي

دعوة إلى الرفق

السابق

بطايق عبر ومواعظ وكلامات مأثورة فى الموت

كلمات ذات علاقة
المكروه , الصوم