مفاهيم خاطئة تعيق دعوة غير المسلمين
مجتمع رجيم / ملتقى داعيات منتدى ريجيم
كتبت :
أم رائد
-
مفاهيم خاطئة تعيق دعوة غير المسلمين
الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلـى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
أمَّا بعد:
لا شك أن الدعوة الى الله هي وظيفة كل مؤمن بالله وهذه المهمة الجليلة التي تثمر للمسلم الأجور المستمرة وهي من العلم الذي يخلفه المسلم بعد موته لها حوافز وجوائز
ولا يخفى ما للداعية من الأثر الإيجابي في المجتمع المسلم إذا هو تخلق بالأخلاقيات
النبوية التي جاء بها أفضل الخلق عليه الصلاة و السلام.
وجدير بكل داعية أن يتحلى بالأخلاق الفاضلة التي تعود على المدعو بالانتماء والأقبال على هذا الدين العظيم
، لا سيما على اذا كانوا المدعوين ليسوا من المسلمين , وأن يتجنب المفاهيم الخاطئة التي تعيق دعوة غير المسلمين . وهي
1. ضيق مفهوم الدعوة و يتجلى ذلك بحصر مفهوم الدعوة و الصحيح أن مفهوم واسع فمن ذلك: أ ــ دعوة الكافرة إلى الإسلام
ب ــ دعوة أهل المعصية إلى الطاعة.
2. عدم التفريق بين محبة الخير للكافر و محبة الكافر:
إن محبة الخير للكافر هي محبة دعوته و هدايته, وهي واجب على كل مسلم, أما محبة الكافر فهي ضد البراءة التي أمر الله تعالى بها و أوجبها على المؤمنين , قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ) سورة الممتحنة : 1
3. الاعتقاد الخاطئ بأن البراءة من الكفار تقتضي الغلظة في التعامل و القسوة وعدم الاحترام, بينما الله تعالى يقول : ( وقولوا للناس حسنا ) أي لعموم الناس, وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( و خالق الناس بخلق حسن ) رواه الترمذي و الحاكم .
قال تعالى :( لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) سورة الممتحنة : 8
4. اعتقاد بعض الناس أنه يجوز له اهانة الكفار و ظلمهم و تأخير حقوقهم و التضييق عليهم و أذيتهم , مستدلين بظاهر قول النبي صلى الله عليه وسلم ( فإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه ) رواه مسلم ’
يقول الإمام ابن حجر نقلا عن القرطبي في تفسير هذا النص : ( معناه لا تفسحوا لهم عن الطريق إكراما و احتراما ) وقد كان اليهود في المدينة تجارا و الكل يعرف أن الناس يحترمون التجار و كان التاجر أذا مشى وسط الشارع يأتي المسلم ويلصق نفسه بالجدار احتراما و تعظيما لهذا التاجر الكافر, فالنبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يربي المؤمنين على العزة .
قال ابن حجر قال القرطبي : ( لا تفسحوا لهم عن الطريق إكراما و احتراما و ليس معناه إذا لقيتموهم في طريق و اسع فألجئوهم إلى حرفه حتى يضيق عليهم لأن ذلك أذى لهم و قد نهينا عن أذاهم بغير سبب) .
مقتطفات من كتاب /أخلاقيات الداعية وأثرها على المدعو