فتاوى تهم كل مسلم ومسلمه متجدد بإذن الله

مجتمع رجيم / فتاوي وأحكام
كتبت : ام ناصر**
-
كتبت : صفاء العمر
-
بارك الله فيك
ونفع الله المسلمين بهذه الفتاوى القيمه
وجعلها بميزان حسناتك
تقبلي ودي واعجابي
كتبت : * أم أحمد *
-
[frame="9 98"]

درجة حديث: من قال سبحان الله والحمد لله... كتب له بكل حرف عشر حسنات

السؤال
ما صحة حديث:
من قال سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكبرُ، كُتِب له بكلِّ حرفٍ عشرُ حسناتٍ؟.

وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن هذا الحديث ضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة، وكذلك في ضعيف الترغيب والترهيب.

والله أعلم.


الفتوى الثانيه

زيادة العبادة في أيام تنتشر فيها المعصية


ما حكم عمل عبادة في وقت هرج الناس ( مثل رأس السنة الميلادية
) ، عملا بقوله صلى الله عليه وسلم : (عبادة في الهرج كهجرة إلي ) ؟

الحمد لله
المسلم المتمسك بدينه هو الذي يذكر الله سبحانه وتعالى في السر والعلن
، وفي السراء والضراء ، لا يغيب ربه عن ذكره ولا عن قلبه
، ولا تشغله عن عبادته الشواغل ، ولا تصرفه عن حبه الصوارف
فتراه في جميع شأنه حريصا على عبادة الله ، حريصا على شغل عمره بطاعة ربه ومولاه
، إذا خالط العابدين نافسهم وسابقهم إلى رضوان الله ،
وإذا رأى الغافلين استشعر نعمة الله عليه بما حباه
فهؤلاء هم الشهداء الغرباء القابضون على الجمر
، الذين وردت الأحاديث في فضل عملهم ، وتمسكهم بالسنة في زمان الفتنة والمحنة والغربة .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ )
رواه مسلم (145)
فالفضل حاصل لمن يحافظ على السنة والطاعة والعبادة في أيام الفتنة والغفلة
كما يحافظ عليها في أزمان الصلاح والتقوى ، فهو عامل عابد على كل حال .
هذا هو الذي جاءت الأحاديث في مدحه والثناء عليه .
أما ما قد يفهمه بعض الناس ، أن يترقب أحدهم أيام انتشار المعاصي والمنكرات ،
ليبادر إلى تخصيص ذلك اليوم بصيام أو قيام ،
ولا يكون ذلك من هديه وعادته في غالب أيامه وأحواله
، فليس هذا من الفهم الصحيح للحديث ،
وليس مقصودا للشارع الحكيم ، وإنما المقصود الحث على التمسك الدائم بالسنة
، والقيام الكامل بأوامر الله تعالى ، ليبقى المسلم منارة في الأرض في أزمنة الظلام
، ويلقى الله تعالى وما استقال من بيعته التي بايع عليها حين أعلن استسلامه إليه عز وجل .
وهذا هو حال النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد كانت أيامه وساعاته خالصة لوجه الله تعالى
، فلم يكن يدع فرصة لعبادة الله تفوته ،
حتى سأله أسامة بن زيد رضي الله عنه : قال : يا رسول الله ،
لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان ؟ فقال
: ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ،
فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ .
رواه النسائي في "السنن" (رقم/2357) وحسنه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (رقم/1898)
وهذا هو أيضا معنى الحديث الذي يرويه مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رضي الله عنه
، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ )
رواه مسلم ( 2948 )
قال النووي رحمه الله :
" المراد بالهرج هنا الفتنة واختلاط أمور الناس
، وسبب كثرة فضل العبادة فيه أن الناس يغفلون عنها
، ويشتغلون عنها ، ولا يتفرغ لها إلا أفراد " انتهى.
"شرح مسلم" (18/88)
فلا نرى للأخت السائلة ولا لغيرها من المسلمين تخصيص ليالي رأس السنة الميلادية بعبادة
، على وجه المقابلة للكفار الذين يملؤونها بالمعاصي ،
إلا إذا كان القيام أو الصيام من عادة المسلم في باقي أيامه
، فلا بأس حينئذ من العبادة تلك الليالي ، والله سبحانه وتعالى يجزيه خيرا على عمله ونيته .
وقد سبق التحذير من تخصيص ليالي أعياد الكفار بعبادات معينة في جواب السؤال رقم : (113064)
والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب


الفتوى الثالثه

هل يجوز لنا الاجتماع ليلة رأس السنة للذِّكر والدعاء وقراءة القرآن ؟



هذه الرسالة رأيتها كثيراً على الإنترنت ، ولكن في الحقيقة لم أرسلها لشكِّي
في كونها من البدعة ، فهل يجوز نشرها ، ونثاب عليها ، أم إنه لا يجوز هذا لأنه بدعة ؟
" إن شاء الله كلنا سنقوم الساعة 12 ليلة رأس السنة ، ونصلي ركعتين
، أو نقرأ قرآناً ، أو نذكر ربنا ، أو ندعو، لأنه لو نظر ربنا للأرض في الوقت الذي معظم العالم يعصيه
: يجد المسلمين لا زالوا على طاعتهم ، بالله عليك ابعث الرسالة هذه لكل الذين عندك،
لأنه كلما كثر عددنا : كلما ربنا سيرضى أكثر " . أفيدوني ، أفادكم الله .

الحمد لله
قد أحسنتِ غاية الإحسان في عدم نشر تلك الرسالة ،
والتي انتشرت في كثير من المواقع الإلكترونية التي يغلب عليها طابع العامية والجهل .
والذين نشروا تلك الرسالة وأرادوا من المسلمين القيام بالصلاة والذِّكر
لا نشك أن نياتهم طيبة ، وعظيمة ، وخاصة أنهم أرادوا أن تقوم طاعات وقت قيام المعاصي ،
لكن هذه النية الطيبة الصالحة لا تجعل العمل شرعيّاً صحيحاً مقبولاً ،
بل لا بدَّ من كون العمل موافقاً للشرع في سببه ، وجنسه ، وكمَِّه ، وكيفه ، وزمانه ، ومكانه ، -
وانظر تفصيلاً لهذه الأصناف الستة في جواب السؤال رقم : ( 21519 ) -
وبمثل هذا يميِّز المسلم العمل الشرعي من البدعي .
ويمكن حصر أسباب المنع من نشر تلك الرسالة بنقاط ، منها :
1. أنه وُجدت مناسبات جاهلية ، ومناسبات لأهل الكفر والضلال ،
منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى زماننا هذا ، ولم نر نصّاً نبويّاً يحثنا على إنشاء طاعة وقت فعل غيرنا لمعصية ،
ولا بعمل مشروع وقت فعل عمل بدعي ، كما لم يُنقل قول لأحدٍ من الأئمة المشهورين باستحباب فعل هذا .
وهذا من علاج المعصية ببدعة ، كما حصل من علاج بدعة الحزن واللطم في " عاشوراء " من الرافضة ببدعة التوسع في النفقة وإظهار الفرح والسرور .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
وأما اتخاذ أمثال أيام المصائب مأتماً : فليس هذا من دين المسلمين
، بل هو إلى دين الجاهلية أقرب ، ثم هم قد فوتوا بذلك ما في صوم هذا اليوم من الفضل
وأحدث بعض الناس فيه أشياء مستندة إلى أحاديث موضوعة لا أصل لها ، مثل فضل الاغتسال فيه ، أو التكحل أو المصافحة وهذه الأشياء ونحوها من الأمور المبتدعة كلها مكروهة وإنما المستحب صومه
وقد روي في التوسع فيه على العيال آثار معروفة أعلى ما فيها حديث إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه ،
قال : بلغنا أنه من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته رواه ابن عيينة وهذا بلاغ منقطع لا يعرف قائله ،
والأشبه أن هذا وضع لما ظهرت للعصبية بين الناصبة والرافضة ؛
فإن هؤلاء أعدوا يوم عاشوراء مأتماً : فوضع أولئك فيه آثاراً تقتضي التوسع فيه ، واتخاذه عيداً ، وكلاهما باطل ...
لكن لا يجوز لأحد أن يغيِّر شيئا من الشريعة لأجل أحد ، وإظهار الفرح والسرور يوم عاشوراء
، وتوسيع النفقات فيه هو من البدع المحدثة ، المقابلة للرافضة ... .
" اقتضاء الصراط المستقيم " ( ص 300 ، 301 ) .
وقد نقلنا كلاماً نفيساً آخر لشيخ الإسلام ابن تيمية ، فانظره في جواب السؤال رقم : (4033).
2. الدعاء والصلاة لها أوقات في الشرع فاضلة ، قد رغبنا النبي صلى الله عليه وسلم بفعلها فيه ،
كالثلث الأخير من الليل ، وهو وقت نزول الرب سبحانه وتعالى للسماء الدنيا ، والحث على فعل ذلك في وقت لم يرد فيه النص الصحيح إنما هو تشريع في " السبب " و " الزمن
" والمخالفة في أحدهما كافية للحكم على الفعل بأنه بدعة منكرة ، فكيف بأمرين اثنين ؟! .
وفي جواب السؤال رقم : ( 8375 ) سئلنا عن التصدق على العائلات الفقيرة في رأس السنة الميلادية
، فأجبنا عنه بالمنع ، وكان مما قلناه هناك :
ونحن المسلمين إذا أردنا الصّدقة : فإننا نبذلها للمستحقّين الحقيقيين
، ولا نتعمد جعْل ذلك في أيام أعياد الكفار ، بل نقوم به كلما دعت الحاجة ، وننتهز مواسم الخير العظيمة ، كرمضان ، والعشر الأوائل من ذي الحجّة ، وغيرها من المواسم .
انتهى
والأصل في المسلم الاتباع لا الابتداع ، قال الله تعالى :
( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ . قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ) آل عمران/ 31 ، 32 .
قال ابن كثير – رحمه الله - :
هذه الآية الكريمة حاكمة على كل مَن ادعى محبة الله
، وليس هو على الطريقة المحمدية : فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر
، حتى يتبع الشرع المحمدي ، والدين النبوي ، في جميع أقواله ، وأحواله ،
كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( مَنْ عَمِلَ عَمَلا لَيْسَ عليه أمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ ) .
" تفسير ابن كثير " ( 2 / 32 ) .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله –
أحبوا الرسول أكثر مما تحبون أنفسكم ، ولا يكمل إيمانكم إلا بذلك
، ولكن لا تُحدِثوا في دينه ما ليس منه ، فالواجب على طلبة العلم أن يبينوا للناس
، وأن يقولوا لهم : اشتغلوا بالعبادات الشرعية الصحيحة ،
واذكروا الله ، وصلوا على النبي صلى الله عليه وسلم في كل وقت
، وأقيموا الصلاة ، وآتوا الزكاة ، وأحسنوا إلى المسلمين في كل وقت .
" لقاءات الباب المفتوح " ( 35 / 5 ) .
3. أنكم تتركون ما هو واجب عليكم تجاه تلك المعاصي والمنكرات
، وهو الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، والنصح للمخالفين ،
وانشغالكم بعبادات فردية مع وجود معاصي ومنكرات جماعية لا يحسُن بكم فعله .
فالذي نراه هو تحريم نشر مثل تلك النشرات ،
وبدعية الالتزام بتلك الطاعات لمثل تلك المناسبات
، ويكفيكم التحذير من الاحتفالات المحرمة في المناسبات الشركية أو المبتدعة
، وأنتم بذلك مأجورون ، وتقومون بواجبكم تجاه فعل تلك المعاصي .
وينظر جواب السؤال رقم : ( 60219 )
للوقوف على فوائد مهمة في النية الصالحة وأنها لا تشفع لصاحبها لجعل عمله المبتدع عملاً مأجوراً عليه
، وفيه تفصيل مهم .
والله أعلم

الإسلام سؤال وجواب
[/frame]
كتبت : * أم أحمد *
-
[frame="9 98"]

الفتوى الاولى
إعطاء الجزار من الأضحية كأجر
السؤال: هل يجوز إعطاء من يذبح الأضحية الرأس أو الأرجل والجلد كجزء من الأجرة أو مقابل تخفيض الأجرة؟
الإجابة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فلا يجوز إعطاء الجازر شيئاً من الأضحية كجزء من الأجرة،
أو في مقابل تخفيض الأجرة؛ لحديث علي رضي الله عنه قال:
"أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقوم على بدنه،
وأن أتصدق بلحومها وجلودها وأجلتها، وألا أعطي الجازر منها شيئاً
"، وقال: "نحن نعطيه من عندنا" (متفق عليه)،
لكن لا مانع من أن يعطى الجازر شيئاً من الأضحية على سبيل الهدية
أو الصدقة وذلك بعد أن يعطى أجره على عمله كاملاً.



الفتوى الثانيه
عشر ذي الحجة.. فضلها والعمل فيها

الحمد لله الذي خلق الزمان وفضّل بعضه على بعض فخصّ بعض الشّهور والأيّام والليالي بمزايا وفضائل يُعظم فيها الأجر، ويَكثر الفضل رحمة منه بالعباد ليكون ذلك عْوناً لهم على الزيادة في العمل الصالح والرغبة في الطاعة، وتجديد النشاط ليحظى المسلم بنصيب وافر من الثواب، فيتأهب للموت قبل قدومه ويتزود ليوم المعاد.

ومن فوائد مواسم الطاعة سدّ الخلل واستدراك النقص وتعويض ما فات، وما من موسم من هذه المواسم الفاضلة إلاّ ولله تعالى فيه وظيفة من وظائف الطاعة يتقرب بها العباد إليه، ولله تعالى فيها لطيفة من لطائف نفحاته يصيب بها من يشاء بفضله ورحمته، فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيّام والساعات وتقرب فيها إلى مولاه بما فيها من طاعات فعسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات، فيسعد بها سعادة يأمن بعدها من النّار وما فيها من اللفحات. (ابن رجب في اللطائف ص40) .

فعلى المسلم أن يعرف قدر عمره وقيمة حياته، فيكثر من عبادة ربّه، ويواظب على فعل الخيرات إلى الممات.
قال الله تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر: 99].

قال المفسرون: "اليقين: الموت".

ومن مواسم الطّاعة العظيمة العشر الأول من ذي الحجة التي فضّلها الله تعالى على سائر أيّام العام فعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أيّام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه في هذه الأيّام العشر. قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله !! قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلاّ رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء» [أخرجه البخاري 2/457].

وعنه أيضاً رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من عمل أزكى عند الله عز وجل، ولا أعظم أجراً من خير يعمله في عشر الأضحى. قيل: ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله عز وجل إلاّ رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء» [رواه الدارمي 1/357 وإسناده حسن كما في الإرواء 3/398].

فهذه النصوص وغيرها تدلّ على أنّ هذه العشر أفضل من سائر أيّام السنة من غير استثناء شيء منها، حتى العشر الأواخر من رمضان. ولكنّ ليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل لاشتمالها على ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر، وبهذا يجتمع شمل الأدلة. (أنظر تفسير ابن كثير 5/412) .

واعلم - يا أخي المسلم - أنّ فضيلة هذه العشر جاءت من أمور كثيرة منها:

- أنّ الله تعالى أقسم بها: والإقسام بالشيء دليل على أهميته وعظم نفعه، قال تعالى: {وَالْفَجْرِ(1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ(2)} [الفجر:1-2]. قال ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغير واحد من السلف والخلف: "إنّها عشر ذي الحجة". قال ابن كثير: "وهو الصحيح". (تفسير ابن كثير8/413).

- أنّ النبي صلى الله عليه وسلم شهد بأنّها أفضل أيّام الدنيا كما تقدّم في الحديث الصحيح.

- أنّه حث فيها على العمل الصالح، لشرف الزمان بالنسبة لأهل الأمصار، وشرف المكان - أيضاً - وهذا خاص بحجاج بيت الله الحرام.

- أنّه أمر فيها بكثرة التسبيح والتحميد والتكبير كما جاء عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مامن أيّام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد». [أخرجه احمد 7/224 وصحّح إسناده أحمد شاكر].

- أنّ فيها يوم عرفة وهو اليوم المشهود الذي أكمل الله فيه الدّين وصيامه يكفّر آثام سنتين، وفي العشر أيضا يوم النحر الذي هو أعظم أيّام السنّة على الإطلاق وهو يوم الحجّ الأكبر الذي يجتمع فيه من الطّاعات والعبادات ما لا يجتمع في غيره.

- أنّ فيها الأضحية والحج.

في وظائف عشر ذي الحجة:

إنّ إدراك هذا العشر نعمة عظيمة من نعم الله تعالى على العبد، يقدّرها حق قدرها الصالحون المشمّرون. وواجب المسلم استشعار هذه النعمة، واغتنام هذه الفرصة، وذلك بأن يخص هذا العشر بمزيد من العناية، وأن يجاهد نفسه بالطاعة. وإنّ من فضل الله تعالى على عباده كثرة طرق الخيرات، وتنوع سبل الطاعات ليدوم نشاط المسلم ويبقى ملازماً لعبادة مولاه.

فمن الأعمال الفاضلة التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها في عشر ذي الحجة:

الصيام:

فيسن للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة. لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم حث على العمل الصالح في أيّام العشر، والصيام من أفضل الأعمال. وقد اصطفاه الله تعالى لنفسه كما في الحديث القدسي: «قال الله عزّ وجل: كل عمل بني آدم له إلاّ الصيام فإنّه لي وأنا أجزي به» [أخرجه البخاري 1805].

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة. فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيّام من كل شهر، أول اثنين من الشهر وخميسين» [أخرجه النسائي 4/205 وأبو داود وصححه الألباني في صحيح أبي داود 2/462].

التكبير:

فيسن التكبير والتحميد والتهليل والتسبيح أيّام العشر. والجهر بذلك في المساجد والمنازل والطرقات وكل موضع يجوز فيه ذكر الله إظهاراً للعبادة، وإعلاناً بتعظيم الله تعالى.

ويجهر به الرجال وتخفيه المرأة.

قال الله تعالى: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ} [الحج : 28].

والجمهور على أنّ الأيّام المعلومات هي أيّام العشر لما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما: "الأيّام المعلومات: أيّام العشر"، وصفة التكبير: ((الله أكبر، الله أكبر لا إله إلاّ الله، والله أكبر ولله الحمد))، وهناك صفات أخرى.

والتكبير في هذا الزمان صار من السنن المهجورة ولا سيما في أول العشر فلا تكاد تسمعه إلاّ من القليل، فينبغي الجهر به إحياء للسنة وتذكيراً للغافلين، وقد ثبت أنّ ابن عمر وأبا هريرة رضي الله عنهما كانا يخرجان إلى السوق أيّام العشر يكبران ويكبر النّاس بتكبيرهما، والمراد أنّ النّاس يتذكرون التكبير فيكبر كل واحد بمفرده وليس المراد التكبير الجماعي بصوت واحد فإنّ هذا غير مشروع.

إنّ إحياء ما اندثر من السنن أو كاد فيه ثواب عظيم دل عليه قوله صلى الله عليه وسلم: «من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي فإنّ له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً» [أخرجه الترمذي 7/443] وهو حديث حسن لشواهده.

أداء الحج والعمرة :

إنّ من أفضل ما يعمل في هذه العشر حج بيت الله الحرم، فمن وفقه الله تعالى لحج بيته وقام بأداء نسكه على الوجه المطلوب فله نصيب - إن شاء الله - من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحج المبرور ليس له جزاء إلاّ الجنّة» .

الإكثار من الأعمال الصالحة عموما :

لأنّ العمل الصالح محبوب إلى الله تعالى وهذا يستلزم عِظَم ثوابه عند الله تعالى. فمن لم يمكنه الحجّ فعليه أن يعمر هذه الأوقات الفاضلة بطاعة الله تعالى من الصلاة، وقراءة القرآن، والذكر، والدعاء، والصدقة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغير ذلك من طرق الخير وسبل الطاعة.

الأضحية:

ومن الأعمال الصالحة في هذا العشر التقرب إلى الله تعالى بذبح الأضاحي واستسمانها واستحسانها وبذل المال في سبيل الله تعالى.

التوبة النصوح:

ومّمّا يتأكد في هذا العشر التوبة إلى الله تعالى والإقلاع عن المعاصي وجميع الذنوب. والتوبة هي الرجوع إلى الله تعالى وترك ما يكرهه الله ظاهراً وباطناً ندماً على ما مضى، وتركا في الحال، وعزماً على ألاّ يعود والاستقامة على الحقّ بفعل ما يحبّه الله تعالى.

والواجب على المسلم إذا تلبس بمعصية أن يبادر إلى التوبة حالاً بدون تمهل لأنّه:

أولاً: لا يدري في أي لحظة يموت.

ثانياً: لأنّ السيئات تجر أخواتها.

وللتوبة في الأزمنة الفاضلة شأن عظيم، لأنّ الغالب إقبال النفوس على الطاعات ورغبتها في الخير فيحصل الاعتراف بالذنب والندم على ما مضى. وإلاّ فالتوبة واجبة في جميع الأزمان، فإذا اجتمع للمسلم توبة نصوح مع أعمال فاضلة في أزمنة فاضلة فهذا عنوان الفلاح إن شاء الله. قال تعالى: {فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَعَسَى أَن يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ} [القصص: 67].

فليحرص المسلم على مواسم الخير فإنّها سريعة الانقضاء، وليقدم لنفسه عملا صالحاً يجد ثوابه أحوج ما يكون إليه: إنّ الثواب قليل، والرحيل قريب، والطريق مُخْوِف، والاغترار غالب، والخطر عظيم، والله تعالى بالمرصاد وإليه المرجع والمآب {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ (8)} [الزلزلة:7-8].

الغنيمة الغنيمة بانتهاز الفرصة في هذه الأيّام العظيمة، فما منها عِوَضٌ ولا تُقدَّر بقيمة، المبادرةَ المبادرةَ بالعمل، والعجل العجل قبل هجوم الأجل، وقبل أن يندم المفرّط على ما فعل، وقبل أن يسأل الرّجعة فلا يُجاب إلى ما سأل، قبل أن يحول الموت بين المؤمِّل وبلوغ الأمل، قبل أن يصير المرء محبوسا في حفرته بما قدَّم من عمل.

يا من ظلمة قلبه كالليل إذا يسري ، أما آن لقلبك أن يستنير أو يستلين، تعرّض لنفحات مولاك في هذا العشر فإنّ لله فيه نفحات يصيب بها من يشاء، فمن أصابته سَعِد بها يوم الدّين.



الشيخ المنجد
المصدر: الإسلام سؤال و جواب


الفتوى الثالثه

الاستهزاء بالسنن والمتمسكين بها

بالزر الأيمن ثم حفظ باسم
ما حكم من يستهزئ بالمؤمنين المتمسكين بالسنة، وخاصةً موضوع اللحية،
وكذلك أولئك الذين يرفعون الثوب فوق الكعبين؟

الاستهزاء من أقبح الكبائر، من أقبح الشرور،
لا يجوز الاستهزاء بالمسلم فيما فعله من الشرع،
وإذا استهزأ بالدين، قصده أن هذا الشرع ليس بشيء،
أو أنه هرئ صار كافراً نعوذ بالله، يقول الله -جل وعلا-
: (قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ
) (65-66) سورة التوبة
. فالاستهزاء بالصلاة، أو باللحى، أو بالمسلمين، أو بالصيام،
أو بالحج يكون كفر ردة عن الإسلام إذا كان قصده الاستهزاء بالشرع،
أما إذا كان قصده الإنسان نفسه وليس قصده اللحية، بل الاستهزاء بمشيته،
أو سوء تصرف هذا لا يجوز لكن ما يكون كفراً، أما إذا كان قصده استنكار اللحية،
استقباح عمله، أو استقباح الإسبال، هذا كفر؛ لأنه استهزاء بالشرع،
فالواجب الحذر من هذا الأمر العظيم؛ لأنه خطير، يجب الحذر منه فلا يجوز الاستهزاء بشيء
من الشرع لا باللحى ولا بمنع الإسبال، ولا بالصلاة،
ولا بالصوم ولا بغير ذلك، يجب على المؤمن أن يخضع لشرع الله و أن يؤمن به وأن يعظمه، وأن لا يستهزئ به، نسأل الله العافية
[/frame]
كتبت : * أم أحمد *
-
[frame="9 98"]

مسائل حول استخدامات الهاتف ونظر الزوجة في هاتف زوجها
سؤال

هل من حق الزوجة النظر من حين لآخر في هاتف زوجها المحمول
للتأكد ممن يتحدث معه علما بأن ذلك بعلمه ؟؟ ماذا تفعل الزوجة
إذا اكتشفت أن زوجها يكذب عليها في بعض الأمور
؟؟ ما حكم أن يتحدث الزوج مع زميلاته في العمل على هاتفهن المحمول
و ليس على هاتف العمل لتوفير مبلغ من المال علما بأنه ميسور الحال ؟؟

لإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنظر الزوجة من حين لآخر في هاتف زوجها المحمول،
إنما ينهى عنه إذا كان هو لا يقبله،
لأنه حينئذ يكون من التجسس المنهى عنه في قول الله تعالى
: وَلا تَجَسَّسُوا {الحجرات: 12}،
وقال صلى الله عليه وسلم: لا تجسسوا ولا تحسسوا. متفق عليه
. وأما إن كان نظر الزوجة هو بعلم من زوجها ورضى فلا مانع منه
. وإذا اكتشفت الزوجة أن زوجها يكذب، فلتبين له حكم الكذب،
ولتنصحه بتركه والابتعاد عنه، لأنه يهدي إلى الفجور،
وهو خصلة من خصال النفاق كما أخبر الصادق المصدوق
. وراجع حكم الكذب في الفتوى رقم: 26391.
وحديث الرجل مع الأجنبيات من النساء مباشرة أو عبر الهاتف يجوز إذا دعت له الحاجة
وكان منضبطا بالضوابط الشرعية. وعلى الرجل أن يتجنب العمل مع النساء،
وإذا اضطر إليه واحتاج إلى مكالمتهن فليكن بدرجة كبيرة من الاحتياط
في الابتعاد عن كل ما يدعو إلى الفتنة، وليقتصر على قدر الحاجة.
وإذا كان قصدك بحديثه مع المذكورات في الهاتف المحمول،
أنه يستخدم هاتف العمل للكلام مع غيره في الهواتف المحمولة فلا بأس بذلك
إذا كان موضوع الحديث يتعلق بالعمل،
وأما إن كان الكلام خاصا بالمتحدث ولا علاقة له بالعمل فلا يجوز استخدام
هاتف العمل فيه إن كان للمكالمات تكلفة مادية،
لأن ذلك استخدام لأدوات العمل في غير ما وضعت له،
وقد كنا بينا الحكم فيه فراجع فيه الفتوى رقم: 5763،
وأما استخدامه لهاتفه هو الخاص به فلا حرج فيه إلا أن يكون استخداما غير مشروع، كالكلام بما لا يباح.

مسائل حول مارية القبطية رضي الله عنها
السؤال
هل مارية القبطية من أمهات المؤمنين؟ وإذا كانت لا تعتبر من أمهات المؤمنين،
فهل يجوز لها أن تتزوج بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم؟
أو هل يجوز أن تكون سبية لشخص آخر بعد الرسول صلى الله عليه وسلم؟

الإجابــة
لحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأمهات المؤمنين تطلق عند أهل العلم على كل امرأة عقد عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دخل بها.

جاء في الموسوعة : يؤخذ من استعمال الفقهاء أنهم يريدون بـ " أمهات المؤمنين " كل امرأة عقد عليها

رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل بها , وإن طلقها بعد ذلك على الراجح .

وعلى هذا فإن من عقد عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يدخل بها فإنها لا يطلق عليها لفظ " أم المؤمنين " . ومن دخل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم على وجه التسري , لا على وجه النكاح , لا يطلق عليها " أم المؤمنين " كمارية القبطية . ويؤخذ ذلك من قوله تعالى في سورة الأحزاب { وأزواجه أمهاتهم } . انتهى.

فتبين من هذا أن مارية القبطية ليست من أمهات ألمؤمنين لأنه صلى الله عليه وسلم لم يعقد عليها . وإنما تسرى بها فولدت له إبراهيم، ومع أنها ليست من أمهات المؤمنين، فإنه لا يجوز لها الزواج بعد وفاته صلى الله عليه وسلم.

جاء في شرح الخرشي لمختصر خليل المالكي :

ومن خصائصه عليه الصلاة والسلام أنه يحرم على غيره أن يأخذ
من دخل بها النبي عليه الصلاة والسلام ومات عنها لا طلقها، وكذا تحرم السرية
وأم الولد التي فارقها بموت أو عتق أو بيع، وبعبارة أخرى أي ونكاح مدخولته لغيره وسواء كانت حرة أو أمة انتهى.

وجاء في كتاب الحاوي للماوردي الشافعي :

فأما من وطئها من إمائه النبي ، فإن كانت باقية على ملكه إلى حين
وفاته مثل مارية أم ابنه إبراهيم حرم نكاحها على المسلمين ، وإن لم تصر كالزوجات أما للمؤمنين لنقصها بالرق. انتهى

ولعل السائل بقوله : سبية ... يقصد سرية .. وإذا كان الأمر كذلك
. فالجواب أنه بعد وفاته صلى الله عليه وسلم صارت مارية القبطية حرة، وبالتالي فلا يجوز أن تكون سرية لغيره.

جاء في مواهب الجليل للحطاب المالكي :

وقد قال ابن القطان من أصحابنا في كتاب الإقناع في مسائل الإجماع
: اتفقوا على أن إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلق حرا
وأمه مارية أم ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمة على الرجال
بعده غير مملوكة، وأنه صلى الله عليه وسلم كان يطؤها بعد ولادتها، وأنها
لم تبع بعده ولا تصدق بها وإنما كانت بعده عليه السلام حرة. انتهى.

وقد صوبنا كلام السائل على ما ذكرنا ؛
لأن قوله سرية غير متصور لأن أسرها من المسلمين لا يصح
. ومن الكفار لا تصير به أمة . ولو أرادها الكفار كذلك .





والله أعلم
.[/frame]
كتبت : * أم أحمد *
-
[frame="9 98"]
حكم من تلبس الحجاب لأجل زوجها لا عن قناعة

السؤال

هل تؤجر المراة أذا لبست الحجاب من أجل زوجها فقط دون اقتناع أو رغبة منها أم هو يأخذ أجرها؟

الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن حُرِمَتْ المرأة أجر لبس الحجاب لأنها لم تقصد بلبسه طاعة أمر الله تعالى، فإنها ولا شك قد حَمَتْ نفسها إثم التبرج والسفور وترك الحجاب، وصانت نفسها كذلك من أن تكون وسيلة إغراء وفتنة للآخرين،
وعليه فإن لبس الحجاب خير على كل حال.

واعلمي أيتها الأخت الكريمة أن للشيطان مداخل خبيثة إلى النفوس ليحول بينها وبين طاعة الله تعالى،
فإذا عجز الشيطان الرجيم أن يجعلك خالعة للحجاب الشرعي
بدأ يوسوس لك أن لبسك للحجاب تعب بلا فائدة،
لأنك لم تقصدي بالحجاب وجه الله تعالى،
فيصدك عن الخير، ويشكك في نيتك، فالواجب على المسلم مدافعة هذه الخواطر،
والإقدام على العمل الصالح، والاجتهاد في تصحيح النية، وانظري للمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 18265 .

والله أعلم


حكم من يسخر بالملتزمين بدين الله

السؤال
شاب كنت أستهزئ ببعض الملتزمين مثل شكله أو بعض كلامه وتكون بزلة لسان أو في حالة غضب أو في حالة مزح وبعدها يرتابني بعض الخوف من الكلام الذي أقوله وأستغفر الله في بعض الأحيان وبعض الأحيان أنسي والآن أنا خائف من الكلام الذي أقوله وأخاف أن الله يحبط عملي معه وأنا نادم أشد الندم على الذي قلته وعازم على عدم العودة إليه أبدا إن شاء الله، فأرجو منكم إفادتي عما إذا كان الذي قلته يحبط عملي وما هو الحل لكي أتوب ولا يحبط عملي. أفيدوني ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سئل الشيخ ابن عثيمين عن حكم من يسخر بالملتزمين بدين الله ويستهزئ بهم؟ فأجاب: هؤلاء الذين يسخرون بالملتزمين بدين الله المنفذين لأوامر الله فيهم نوع نفاق؛ لأن الله قال عن المنافقين: الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم. ثم إن كانوا يستهزئون بهم من أجل ما هم عليه من الشرع فإن استهزاءهم بهم استهزاء بالشريعة، والاستهزاء بالشريعة كفر، أما إذا كانوا يستهزئون بهم يعنون أشخاصهم وزيهم بقطع النظر عما هم عليه من اتباع السنة فإنهم لا يكفرون بذلك ؛ لأن الإنسان قد يستهزئ بالشخص نفسه بقطع النظر عن عمله وفعله ، لكنهم على خطر عظيم ، والواجب تشجيع من التزم بشريعة الله ومعونته، وتوجيهه إذا كان على نوع من الخطأ حتى يستقيم على الأمر المطلوب. انتهـى.

وقال أيضا: الاستهزاء بالملتزمين بأوامر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، لكونهم التزموا بذلك محرم وخطير جدا على المرء، لأنه يخشى أن تكون كراهته لهم لكراهة ما هم عليه من الاستقامة على دين الله وحينئذ يكون استهزاؤه بهم استهزاء بطريقهم الذي هم عليه فيشبهون من قال الله عنهم : ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون* لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم. فإنها نزلت في قوم من المنافقين قالوا : ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء - يعنون رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه - أرغب بطونا ، ولا أكذب ألسنا ، ولا أجبن عند اللقاء. فأنزل الله فيهم هذه الآية. انتهـى. وراجع لمزيد الفائدة عن ذلك الفتويين: 41385 ، 60594 .

أًمَا وقد ندم السائل على ما فعل أشد الندم، وعزم على ألا يعود إليه أبدا، فليبشر بالخير، فإن الله تعالى قد وعد من تاب واستغفر بعد الذنب بالرحمة والغفران، فقال تعالى: كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {الأنعام:54}.

وقال تعالى: وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا {النساء:110}.

وقال سبحانه: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر : 53}.

وعليك أخي الكريم أن تستحل من ظلمتهم بإساءتك لهم أو استهزائك بهم إن كنت تعرفهم، بأن تخبرهم بما حصل منك إجمالا ، وتطلب منهم العفو والسماح، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال: من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها فإنه ليس ثم دينار ولا درهم من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه. رواه البخاري.

هذا إذا كان يغلب على ظنك أنك إن استسمحتهم سامحوك وعفو عنك، ولم يحصل بسبب إخبارك لهم جفوة أو قطيعة، فإن خفت حصول ذلك فاستغفر لهم وادع الله لهم، واذكرهم أمام الناس بخير ما تعلمه فيهم، وعظم شأنهم، تعويضا عما بدر منك نحوهم. وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 18997.

وينبغي أخي الكريم أيضا أن تبدل سيئاتك حسنات، فترفع شعار السنة، وتلتزم بالهدي النبوي ظاهرا وباطنا. وفقك الله لما يحب ويرضى، وثبتك على الحق والهدى.
والله أعلم.[/frame]
الصفحات 1  2 3  4 

التالي

العمل بشهادة حصلت عليها بالغش

السابق

كيف يجب أن يتعامل اهل السنة مع الشيعة

كلمات ذات علاقة
متجدد , مسلم , الله , بهم , بإذن , فتاوى , ومسلمه