2-المعجزة العظمى،الذي تحدَّى الله به الإنس والجن على أن يأتوا بمثله،أو بعشر سور من مثله، أو سورة واحدة، فعجزوا مجتمعين ومتفرقين عن الإتيان بشيء من ذلك،قال الله عز وجل:( قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالـْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا) (سورة الإسراء، الآية: 88)،
وقوله تعالى:( أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لاَّ يُؤْمِنُون* فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِين ) (سورة الطور، الآيتان: 33، 34)،وبعد هذا التحدّي عجزوا أن يأتوا بمثله،فمدَّ لهم في الحبل وتحدَّاهم بعشر سور مثله: ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ الله إِن كُنتُمْ صَادِقِين ) ( سورة هود، الآية: 13)فعجزوا،فأرخى لهم في الحبل، وتحدّاهم بسورة مثله، قال الله تعالى:(أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ الله إِن كُنتُمْ صَادِقِين) (سورة يونس، الآية: 38).
وقد سمع هذا التحدِّي من سمع القرآن وعرفه الخاص والعام،ولم يتقدم أحد على أن يأتي بسورة مثله من حين بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا اليوم وإلى قيام الساعة، والقرآن يشتمل على آلاف المعجزات؛ لأنه مائة وأربع عشرة سورة، وقد وقع التحدي بسورة واحدة، وأقصر سورة في القرآن سورة الكوثر، وهي ثلاث آيات قصار، والقرآن يزيد بالاتفاق على ستة آلاف آية ومائتي آية، ومقدار سورة الكوثر من آيات أو آية طويلة على ترتيب كلماتها له حكم السورة الواحدة،ويقع بذلك التحدي والإعجاز؛ ولهذا كان القرآن يُغني عن جميع المعجزات الحسِّية والمعنوية؛ لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، وإعجازه في وجوه كثيرة: الإعجاز البلاغي والبياني، والإخبار عن الغيوب بأنواعها، والإعجاز التشريعي، والإعجاز العلمي الحديث؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((ما من الأنبياء نبي إلا أُعطي من الآيات على ما مثله آمن البشر، وإنما كان الذي أُتيته وحياً أوحاه الله إليَّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة))(متفق عليه: البخاري، كتاب فضائل القرآن، باب كيف نزل الوحي، برقم 4981، ومسلم، كتاب الإيمان، باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى جميع الناس، برقم 152).
29- القرآن وصيَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد أوصى به في عدة أحاديث منها الأحاديث الآتية: الحديث الأول: حديث عبد الله بن أبي أوفى رضى الله عنه،فقد سُئل: هل أوصى رسول لله صلى الله عليه وسلم ؛قال:((أوصى بكتاب الله عز وجل ))(متفق عليه: البخاري، كتاب الوصايا، باب الوصايا، برقم 2740، ومسلم، كتاب الوصية، باب ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصي فيه، برقم 1634). والمراد بالوصية بكتاب الله:حفظه حِسَّاً ومعنىً، فيُكرم، ويُصان،ويُتّبع ما فيه، فَيُعمل بأوامره،ويجتنب نواهيه، ويدوام على تلاوته، وتعلُّمه، وتعليمه، ونحو ذلك(فتح الباري، لابن حجر، 9/67).
الحديث الثاني: حديث جابر رضى الله عنه في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم ، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبته في عرفات:((...وقد تركت فيكم ما لن تضلُّوا بعده إن اعتصمتم به:كتاب الله،وأنتم تُسألون عني فماذا أنتم قائلون؟)) قالوا: نشهد أنك قد بلغت،وأديت ونصحت،فقال بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس:((اللهم اشهد،اللهم اشهد،اللهم اشهد...))(مسلم، كتاب الحج، باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم ، برقم 1218).
الحديث الثالث: حديث ابن عباس رضي الله عنهما:أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس في حجة الوداع فقال: ((إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم، ولكن رضي أن يُطاع فيما سوى ذلك مما تحاقرون من أعمالكم فاحذروا، إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلُّوا أبداً: كتاب الله وسنة نبيه...))(الحاكم، 1/93، وصححه ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب،1/124، وفي الأحاديث الصحيحة، برقم 472).
الحديث الرابع: حديث زيد بن أرقم رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم في غدير خم [بين مكة والمدينة](اسم لفيضة على ثلاثة أميال من الجحفة،غدير يقال له: غدير خم.[شرح النووي على صحيح مسلم])، وفيه: ((... وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور [هو حبل الله من اتبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على الضلالة] فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به))، فحث على كتاب الله، ورغَّب فيه...))(مسلم، كتاب فضائل الصحابة رضى الله عنهم ، باب من فضائل علي بن أبي طالب رضى الله عنه ، برقم 2408).
الحديث الخامس: حديث أبي ذر رضى الله عنه ، قال: قلت: يا رسول الله أوصني قال: ((أوصيك بتقوى الله؛ فإنه رأس الأمر كلِّه))، (قلت: يا رسول الله زدني، قال: ((عليك بتلاوة القرآن وذكر الله؛ فإنه نورٌ لك في الأرض وذخرٌ لك في السماء ))( ابن حبان في صحيحه مطولاً، برقم 361، 2/78، وحسنه الألباني لغيره في صحيح الترغيب والترهيب، 2/164، برقم 1422) .
فقد جاءت هذه الأحاديث تدل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى بكتاب الله تعالى في عِدَّةِ مواقف: في خطبة عرفات، وفي خطبة أيام منى، وفي خطبته في غدير خم بين مكة والمدينة، وعند موته صلى الله عليه وسلم ، وهذا يدل على أهمية كتاب الله عز وجل.
30- والقرآن العظيم: من ابتغى الهُدى من غيره أضلّه الله، وهو حبل الله المتين، ونوره المبين، والذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم،وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا تتشعَّب معه الآراء، ولا يشبع منه العلماء، ولا يملّه الأتقياء، ولا يخلق على كثرة الردِّ، ولا تنقضي عجائبه، من عَلِم علمه سبق، ومن قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أُجِر، ومن دعا إليه هُدِيَ إلى صراط مستقيم (انظر: الترمذي، برقم 2906، وكل ما جاء في هذا الأثر فمعناه صحيح حتى ولو لم يأتِ في حديث، لكن المعنى تدل عليه عموم الأدلة من الكتاب والسنة.).
align="right">
align="right"> ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ من كتاب : عظمة القرآن الكريم وتعظيمه وأثره في النفوس
في ضوء الكتاب والسنة تأليف:د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني غير منقول
[/frame]
كتبت :
|| (أفنان) l|
-
أختي الفاضلة جزاك الله عنا خير الجزاء بارك الله فيِك وأثابكِ ونفع بك ِ ودام عطائكِ في كل خير
class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة سنبلة الخير .: جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض بآرك الله فيك على الطَرح القيم وَ في ميزآن حسناتك ,, آسأل الله أنْ يَرزقـك فسيح آلجنات !!
أختي الغالية
اللهم آمين
وبكِ بارك الله غاليتي
لا حرمني الله من عبق المرور
خالص تقديري
وكل الود