الكرم والجود في رمضان

مجتمع رجيم / رمضان
كتبت : دكتورة سامية
-
[frame="11 98"]

14038261655.gif



الكرم والجود في رمضان


14038261653.gif



أختي الحبيبة
احرصي على تعزيز الأخلاق الإسلامية في رمضان والمداومة عليها بعده



نرى في هذا الشهر الكريم عطاء من الناس يختلف عن سائر الشهور، أي أن الإنفاق يزيد، والثواب أيضا مضاعف.

ولكن من الناس من ينفق هذا المال ابتغاء وجه الله فيما يقرب إلى اللهم على حسب شريعة اللهم، فهذا ماله خير له، ومن الناس من يبذل ماله في غير فائدة، ليس في شيء منهي عنه، ولا في شيء مشروع، فهذا ماله ضائع عليه

وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إضاعة المال، وينبغي للإنسان إذا بذل ماله فيما يرضي الله أن يكون واثقًا بوعد الله سبحانه وتعالى حيث قال في كتابه: ( وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ).

أي أن الله وعد بتعويض ما تم إنفاقه من هذا المال، وأن الله يعطي للمنفق خلفًا عما أنفقه.




14039051203.gif

إن أفضل الأعمال في رمضان بعد الصيام الإنفاق في سبيل الله، وهذا يفسره قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: الله أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: الله أعط ممسكاً تلفاً)

الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1442
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]



أي أنه أتلف ماله، والمراد بذلك من يمسك عما أوجب الله عليه من بذل المال فيه، وليس كل ممسك يُدعى عليه، بل الذي يمسك ماله عن إنفاقه فيما أوجب الله، فهو الذي تدعو عليه الملائكة بأن الله يتلفه ويتلف ماله، وأشار العلماء إلى أهمية إنفاق المال التي تجلب البركة في الرزق وأن الله يعوض هذه الأموال التي أنفقت في مرضاة الله عز وجل.




وروي أنَّ أعرابيًّا سأَل النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأمَر له بغَنمٍ ـ ذكَر ابنُ عائشةَ كثرتَها ـ فأتى الأعرابيُّ قومَه وقال: يا قومِ أسلِموا فإنَّ محمَّدًا يُعطي عطاءَ مَن لا يخافُ الفقرَ
الراوي: أنس بن مالك المحدث: ابن حبان - المصدر: صحيح ابن حبان - الصفحة أو الرقم: 4502
خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه



وهو سبحانه يقول: (قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذاً لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورا)، وقال الله تعالى: (وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ).



وأيضاً: (وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ)، وعن ابن مسعودٍ رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالاً، فسلطهُ على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله حِكمة، فهو يقضي بها ويعلمها) متفق عليه


14039051203.gif



ونرى زيادة الخير والجود في هذا الشهر الكريم، فهناك من يقوم بتوزيع التمر في الطرقات أو سائر المواصلات، مصداقاً لقول النبي، صلى الله عليه وسلم: (اتقوا النار ولو بشق تمرة) متفق عليه،


وعن جابر رضي الله عنه قال: (ما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط فقال لا) متفق عليه،



وأيضاً تزداد موائد الرحمن في الشوارع، وهي تدل على هذا الجود والكرم في هذا الشهر.






ويجب أن يكون مع هذا الإنفاق الثقة بالله عز وجل، فالمال الذي أعطاه الله بني آدم، أعطاهم الله إياه فتنة؛ ليبلوهم هل يحسنون التصرف فيه أم لا، فقال الله تعالى: (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ)



فمن الناس من ينفقه في شهواته المحرمة، وفي ملذاته التي لا تزيده من الله إلا بعداً، فهذا يكون ماله وبالاً عليه والعياذ بالله، وإذا كانت هناك دعوة من الملائكة بالتلف على من يتلف هذا المال الذي ينفقه الإنسان في غير مرضاة الله، فإنه يكون قد عصى الله عز وجل، وسيتلفه الله كما أتلف هذا المال


14039051203.gif

والتلف نوعان: أولهما، تلف حسي، يتلف المال نفسه، بأن يأتيه آفة تحرقه أو يُسرق أو ما أشبه ذلك



وثانيهما، تلف معنوي، أن تنزع بركته، بحيث لا يستفيد الإنسان منه في حسناته، فعلى كل مسلم أن ينفق ماله فيما يرضي الله عز وجل، وإذا أنفق فيما يرضي الله فإن الله يخلفه وينفق عليه، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله أَنفق يا ابن آدم أٌَنفق عليك).
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5352
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]








إن هذا الشهر هو شهر الجود الحقيقي، وشهر العطاء وبه يتقرب الإنسان إلى ربه، لأن الصدقة تطفئ غضب الله.



وفي حديث ( من فطّر صائما كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا)

الراوي: زيد بن خالد الجهني المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 807
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح



ويقول الله تعالى: (ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) سورة الحشر


وفي الصحيحين عن ابن عباس قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود مايكون في رمضان، حين يلقاه جبريل في كل ليلة، فيدارسه القرآن، والنبي، صلى الله عليه وسلم، أجود بالخير من الريح المرسلة)صحيح البخاري


وهكذا وصف حال النبي، صلى الله عليه وسلم، وعلى أي مسلم أن يجعل الحبيب المصطفى قدوته الحسنى، كما قال الله تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)



وما من شىء أشق على الشيطان وأبطل لكيده وأقتل لوساوسه من إخراج الصدقات والإنفاق في سبيل الله، ولذلك الشيطان يقذف الوهن في النفوس حتى يثبطها ويبعدها عن البذل والعطاء، كما أن الصدقة تطفئ غضب الله وهي من أرجى الطاعات عند السالكين، وتداوي الأمراض







14039051203.gif

إن من الأعمال المستحبة في رمضان الحرص على أداء الصدقة في رمضان، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، كان أجود بالخير من الريح المرسلة



ولما للصدقة في رمضان من مزية وخصوصية فعلى الجميع المبادرة إليها والحرص على أدائها ولتكن في عدة صور منها إطعام الطعام: لقول الله تعالى: «ويطعمون الطعام على حبه مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا. إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورًا»



فقد كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام ويقدمونه على كثير من العبادات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيما مؤمن أطعم مؤمناً على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ومن سقى مؤمناً على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم» .

الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 2/92
خلاصة حكم المحدث: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]


14038351332.gif





[/frame]

كتبت : || (أفنان) l|
-

أختي الغالية
جزاك الله خير الجزاء
وأثقل موازين حسناتك
طرح موفق ورائع ومميز
طبتِ والجنة جزيت ِ
أنار الله قلبك بالقرآن وزادك عافية واطمئنان ووهبك الشفاعة وسكنى الجنان والدخول من باب الريان
كتبت : ~ عبير الزهور ~
-
رزقك الله القبول بالقول والعمل
وبارك الله فيك
ولاحرمتى الاحر
كتبت : دكتورة سامية
-
class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة ·!¦[· أفنان ·]¦!·:

أختي الغالية
جزاك الله خير الجزاء
وأثقل موازين حسناتك
طرح موفق ورائع ومميز
طبتِ والجنة جزيت ِ
أنار الله قلبك بالقرآن وزادك عافية واطمئنان ووهبك الشفاعة وسكنى الجنان والدخول من باب الريان
اللهم آمين
بارك الله بكِ غاليتي
دومًا يزدان متصفحي بعبق مروركِ البهي
تقديري
دمتِ برعاية الله وحفظه
كتبت : دكتورة سامية
-
class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة ~ عبير الزهور ~:
رزقك الله القبول بالقول والعمل
وبارك الله فيك
ولاحرمتى الاحر
أختي الغالية
بارك الله بكِ
ورزقك السعادة في الدارين
خالص تقديري
وكل الود

التالي

سؤال رجيم الرمضاني السادس عشر

السابق

الصيام رحمة وتراحم

كلمات ذات علاقة
الكرم , رمضان , والجود