قصة نجاح مذهلة

مجتمع رجيم / التنمية البشرية وتطوير الذات
كتبت : أميرةالياسمين
-

471209.gif

قصة نجاح مذهلة


471210.jpg

قصة الدكتور زكي عثمان

في فبراير 1953م في قرية الرزيقات ..مركز أرمنت .. محافظة قنا .. ولد طفل غير عادي ،كان والده أنساناً بسيطاً متديناً ، ولديه أربعة أشقاء وثلاث شقيقات ، وحين أصبح عند هذا الغلام عامان ونصف العام أصيب بحمى شديدة في الجسم أدت إلى اصابته بشلل الأطفال وفقد البصر وكان شغل الأهل الشاغل هو علاجه ، فكانت حياته مركزة على زيارة الأطباء الذين أجمعوا على أنه لا علاج له ، ولن يشفى من حالته ، تأثر الأهل جداً من كلام الأطباء ولكنهم لم يفقدوا الأمل ، انقسمت الآراء في العائلة وكان من بين الآراء أن يلقوه في الطاحونة الجديدة كي يتخلصوا منه .
رفض الوالدان ذلك ، وفكروا في إلحاقه بالكتاب ، وبعد سنة من هذا الوقت انتقلت الأسرة إلى القاهرة لتغير ظروف عمل الأب ، وسكنوا في منطقة منشية الصدر ، وأحضروا أحد الشيوخ من الأقارب لتعليم الطفل القرآن الكريم ، وبالفعل أتم الغلام حفظ القرآن الكريم ، وعرف عظمته ومعانيه .
وانقطعت صلته بالصعيد ، ولكنه ظل على علاقة مع أقاربه ، ظل حبيس البيت حتى بلغ السادسة عشر من عمره دون الالتحاق بأي مدرسة ، أو أي مؤسسة تعليمية ، وخلال هذه الفترة كان يراجع القرآن ويثبت حفظه ، كان الراديو صديقه الدائم وأنيسه طوال هذه الفترة التي كان فيها حبيساً في منزل والده ، فتعلم منه الثقافة والسياسة والاقتصاد والتربية .
وأما عن احلامه : فهل كان عنده أحلام ؟!!
شخص كسيح وضرير فماذا تتوقع أن تكون احلامه ؟!!
لقد كان يسمع في الراديو مسلسل الأيام وكان يتمنى أن يكون مثل الدكتور طه حسين ، وقرأ للدكتور طه حسين قصة الجذور ( شخص كان يقرأ له وهو ينصت بكل ما عنده من حواس ).
وكان من احلامه أن يكون خطيباً وإماماً وواعظاً ومن الراديو تعلم اللغة الإنجليزية وأتقنها وكان يسمع البرنامج الأوروبي وكان من أحلامه ان يكون مرموقاً وذا مكانة بين الناس .
align="right"> align="right">ومن الطريف أنه لما كان عنده خمس سنوات كان يقف في فناء المنزل ويقرأ القرآن الكريم بصوت عالٍ ، وكان يخطب وكأنه يخطب في الناس , وكان الناس يجتمعون حوله .

بعضهم معجب بصوته وقوة شخصيته والبعض الآخر كان يعتقد أنه قد فقد عقله ، ولكن سعادته كانت في قراءة القرآن الكريم وتوجيه الناس إلى الايمان بالله .

بدأ رحلته الدراسية حين بلغ السادسة عشرة من عمره ، وبدأ مباشرة من الصف الأول الاعدادي في معهد عثمان ماهر واستثنى من الابتدائية لأنه كان يحفظ القرآن الكريم وكالعادة اعترض البعض واقترحوا على العائلة أن يلحقوه بمركز التأهيل المهني للمكفوفين ليتعلم صناعة السجاد وتكون هذه نهايته ، وأما الرأي الآخر أن يظل في المنزل كما هو ، وكان البعض الآخر يتمنى له الموت ، لأنه ليس هناك فائدة منه ، فالموت أفضل لإنسان كفيف وكسيح .

ولكنه صمم على الدراسة وساعده والده ..

نجح الشاب نجاحاً باهراً ثم التحق بمعهد القاهرة الثانوي ومكث هناك أربع سنوات وكان يذهب إلى المدرسة أما محمولاً على الآكتاف ، أو زاحفاً على الأرض ، سواء في الصيف أو في الشتاء ، وكان الآمر في منتهى الصعوبة في الشتاء عندما تمكر السماء وهو يزحف بين الطين والماء .

وكان هذا الشاب المكافح لا ينسى موقفين :

الموقف الأول :

كان لرجل انتشله من على الأرض في الشتاء وحمله بالرغم من تلطخ يده بطين الأرض ، ثم وضعه في أوتوبيس وطلب من السائق أن يهتم به .

الموقف الثاني : حدث له عندما كان خارجاً من الجامع الأزهر ، وكان طالباً في الثانوي ، وكان زملاؤه من الطلاب حوله ، فإذا بسيدة تطلب أن تساعده ، وأوصلته بالتاكسي ، وفي اليوم التالي أنتظرته لتؤدي له أي خدمات يطلبها منها ، وظلت تسأل عنه لفترة طويلة لتعطف عليه ، وطلبت منه أن تعلمه طريقة بريل في القراءة أو أن تقرأ له وتساعده ولكنه تهرب منها ، لأنه لم يكن يريد أن يكون عبئاً على أي انسان .

وفي الثانوية أبلغوه أنه قد رسب . وكانت صدمه كبيرة له ، ولكنه تقبلها بابتسامة .. وكانت المفاجأة أنه كان ناجحاً ولكن كشف المكفوفين كان في مكان آخر غير مكان كشف المبصرين .

بعد نجاحه كان يريد أن يلتحق بكلية اللغات والترجمة !! ولكن بعد تفكير تغيرت وجهة نظره ، فالتحق بكلية أصول الدين .

حصل على 2 ليسانس من كلية أصول الدين ، تخيل !! ليسانس الدعوة والثقافة الإسلامية عام 1979م وليسانس التفسير عام 1987م ولم يكتف بكل ذلك ..

بل لقد حصل على الماجستير عام 1986م وبتقدير جيد جداً ، وكان الموضوع هو : منهاج الإسلام في التنمية الاقتصادية .
بعدها عُين في الجامعة مدرساً مساعداً في كلية الدعوة ، ولم يكتف بهذا القدر ، ولكنه سجل لدراسة الدكتوراه ، وحصل عليها عام 1985م في موضوع : الدعوة الإسلامية في القرن السادس الهجري ، وبتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى .


كما أصبح متحدثاً في الإذاعة ، وتدرج وظيفياً إلى أن وصل لوظيفة رئيس قسم الثقافة الإسلامية بالكلية ، وألف أربعة وعشرين مؤلفاً في الدعوة والتفسير والثقافة والاجتماع .

أشرف على أكثر من سبع عشر رسالة دكتوراة منها :

- منهج الإسلام في تحقيق الأمن .

- أسباب الإرهاب ومظاهر علاجه .

- عوامل التفكك الأسري .

-مجلة البيان ودورها في نشر الثقافة الإسلامية .

- ذوو الاحتياجات الخاصة وموقف الاسلام منهم .


هل اشتقت لمعرفة هذا العالم الجليل ؟!


إنه هو الدكتور زكي عثمان .. ذلك الضرير الكسيح الذي حفظ القرآن الكريم وهو حبيس المنزل ، الذي حصل على 2 ليسانس وماجستير ودكتوراه .

لم يتأثر الدكتور زكي عندما كان بعض الحاقدين يخططون لإفشاله في الدراسات العليا ، بل زاده قوة وعزيمة ، ولم يتأثر بسخرية بعض الناس واستهزائهم به ، ولا برفض كثير من العائلات له كزوج ، ولكنه ازداد قوة وعزيمة ، وكذلك لم يتأثر بأي شيء سلبي حوله ، بل حول كل ذلك إلى قدرات وخبرات وتجارب .

تزوج الدكتور زكي عثمان ,وكان أيضاً ناجحاً في زواجه من زوجة متفهمة ، وهي تساعده وتسانده في رحلة حياته وإنجازاته ، وأصبح مابينهما أكثر من الحب العادي ، فهي علاقة حب في الله وصداقة عميقة .

واستطاع الطفل الكسيح الضرير أن يوقظ قدراته ، وأن يصنع مستقبله وأن يقول للناس :

دع القلق وأبدأ الحياة الآن ، وإن كنت حياً فجدد حياتك ، وإن كنت حزيناً فكن مع الله عز وجل يكن الله معك وألح بالإصرار والعزيمة والتحدي وقوة الإرادة .

والآن ...

ماذا عنك أنت ؟!

ألم يحن الوقت بعد أن تقف وتنظف تراب الماضي من السلبيات ، وتبدأ في تحقيق أهدافك ؟!

ألم يحن الوقت أن توقظ المارد العملاق النائم بداخلك ؟!

ألم يحن الوقت أن تتمتع بكل لحظة في حياتك ؟!

ألم يحن الوقت أن تترك بصماتك في الدنيا؟!

لقد حان الوقت لتتحرك ، فتحرك وتعلم اللغات فاللغة تساوي إنساناً، وتعلم الكمبيوتر فهذه هي التكنولوجيا الحديثة الموجودة .

align="right"> align="right">مأخوذ من كتاب أيقظ قدراتك واصنع مستقبلك

لرائد التنمية البشرية د. إبراهيم الفقي يرحمه الله

471211.jpg


كتبت : الرباب
-
سبحانك ربي
ان الله عندما يجعل الانسان فاقدا لاحد الاعضاء فانه يعوضة بشيء اخر
الحمد لله والشكر
كتبت : ام احبابي
-
طرح مميز غاليتي

فعلا الاعاقة هي اعاقة الفكر والعقل ولي اعاقة البصر

فهذا الانسان حقق ما لم يحققه الاف من المبصرين

واعجبني ختمك الموضوع بمقولة للفقي رحمة الله عليه

انا جد من المعجبات بكتاباته

سلمتي
كتبت : اغاريد & رجيم
-
سلمت يداك
عزيزتي
مواضيعك دائماً مميزة
فعلا الإعاقة هي إعاقة العقول و الفكر
و ليسة إعاقة الجسد
فكم من بصير أعمى بصيرة
و كم من سليم الجسد الا انه قعيد مشلول بفكره و كسله

ورحم الله الفقي و جزاه الله كل خير على أفكاره و كتاباته التي تهز الماء الراكدة من روعتها

وسلمت يداك عزيزتي على مواضيعك الجميلة دائما
أحلى تقييييم لامورة
كتبت : أميرةالياسمين
-
class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة الرباب:
سبحانك ربي
ان الله عندما يجعل الانسان فاقدا لاحد الاعضاء فانه يعوضة بشيء اخر
الحمد لله والشكر
اضافة جميلة غاليتي
الرباب

كتبت : أميرةالياسمين
-
class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة ام احبابي:
طرح مميز غاليتي

فعلا الاعاقة هي اعاقة الفكر والعقل ولي اعاقة البصر

فهذا الانسان حقق ما لم يحققه الاف من المبصرين

واعجبني ختمك الموضوع بمقولة للفقي رحمة الله عليه

انا جد من المعجبات بكتاباته

سلمتي
اضافة جميلة غاليتي ام احبابي
امين واياك
الصفحات 1 2  3 

التالي

ماهي أهم نصائح لكبح المزاج السيء

السابق

متى تكون اخر انتكاسة

كلمات ذات علاقة
أذهلت , نجاح , قصة