عندما تعجز اللغة المنطوقة عن التعبير Body Language
مجتمع رجيم / التنمية البشرية وتطوير الذات
كما تؤكد الخبيرة رغداء السعيد أن تلك المهارات لا تقل أهمية عن شهادات الـ« ICDL» واللغات التى أصبحت من أهم متطلبات الخريج فى الـ « CV» فتنمية مهارات التواصل تضفى على الإنسان نوعاً من الرقى والحنكة اللذين يفقتدهما البعض، مما يجعله متميزاً فى ه وقادراً على التواصل بدهاء وضبط النفس، وهى أيضاً ضرورية لكافة مجالات الحياة حتى عند المدرس، فإن لم يكتسب المدرس تلك المهارة، واستطاع من خلالها إرغام الطلاب على احترامه و الإنصات له باهتمام، سيفقد احترامه وهيبته داخل الفصل، وبالتالى لن يستطيع استرجاعها مرة أخرى وإن كان فبصعوبة بالغة وجهد مضاعف منه..
ومن الأخطاء الجسيمة التى نقع فيها جميعاً تجاهلنا للغة الجسد و الإيماءات فى محاولتنا لفهم ما يقوله لنا البعض، ونمضى ساعات فى تحليل الكلمات رغم أن لغة الجسد جديرة بأن نقول ذلك ببلاغة أشد من الكلمات، فعلى نطاق المقابلات الشخصية... فطريقه الجلوس والنظرة وموضع اليد.. إلى آخره، قد تكشف الكثير لمعرفة شخصية القابع أمامك قبل بداية أى حوار معه.
أما على النطاق العاطفى فكما قال الشاعر نظرة فابتسامة فموعد فلقاء !!
فقد أكدت رغداء السعيد أنه عند اللقاء العاطفى تتحدث كل الأعضاء بلغتها، فالعيون لها لغتها واليدان، مثل التململ فى المقعد واللعب فى القلادة أو الخاتم كلها حركات تدل على عدم الشعور بالارتياح، والابتسامة المصطنعة، والابتسامة التى تنبع من مشاعر حقيقية، وحتى احمرار الوجنتين فهو من لغات الجسد. مؤكدة أن للنساء ذكاء خاصا فى توصيل واستقبال رسائل الجسد أكثر من الرجل.
وعن مدى مصداقية لغة الجسد تقول د. رغداء: «إن لغة الجسد لغة صادقة لا تعرف الكذب والرياء فهى لغة كالمرآة تعكس المشاعر البريئة والروح النقية، وتبوح بالأسرار حين يستعصى الكلام على اللسان، فمن الصعب جداً التحكم بها على فترات طويلة، يجوز فقط فى حالة واحدة، وهى على المدى القصير لو كان الشخص مدرَّبا بشكل جيد أو ممثلا بارعا.
وأكدت جميع الأبحاث أن قراءة لغة الجسد هى مقدرة فطرية، ولدنا بها، لذا فمن المفيد أن ينضم المرء إلى ورشة علمية تدور حول كيفية تحليل واكتشاف الإشارات وتطوير تلك المهارة، كما أنه من الضرورى لكل شخص ألا يكتفى بالقبوع فى مكانه فى كينونة الأنا، بل يجب أن يتحرر من ذاته ويأخذ مكان الشخص الآخر، ليحاول تقدير المواقف من وجهة نظر أخرى حتى يستطيع الإلمام بالموضوعات بشكل مختلف فلا يظلم أو يُظلم.. فلغة الجسد تقدر على ما لا تقدر عليه لغات أخرى، لغة تعلمك ترك انطباع أفضل عن نفسك لمن حولك و فهم الآخرين بصورة أوضح، فكل له طريقته للتعبير عن مشاعره لتتحول كل المشاعر إلى إشارات ترسل رسالة ذات معنى قد يكون أعمق من الكلام الذى يتلقاه الآخر عبر الآذان.