إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس

مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت : حياة الروح الجميله
-
إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس






عن أبي قتادة بن ربعي السلمي الأنصاري رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا دخل أحدكم المسجد، فليركع ركعتين قبل أن يجلس))؛ متفق عليه[1]، وفي لفظ لهما: ((فلا يجلس حتى يصلي ركعتين))[2].

يتعلق بهذا الحديث فوائد:
الفائدة الأولى: يُسنُّ لكل من دخل المسجد أن يصلي ركعتين قبل أن يجلس، وفي مشروعية هاتين الركعتين تعظيمٌ لبيوت الله تعالى، وإشعار بأهميتها وفضلها، وأنها ليست كغيرها من البيوت التي من شاء جلس فيها دون مقدمات، وتسمى هاتان الركعتان: (تحية المسجد)، وهما غير واجبتين في قول عامة العلماء - رحمهم الله تعالى، وقد نقله غيرُ واحد من العلماء إجماعًا.

الفائدة الثانية: أقل ما يجزئ في تحية المسجد ركعتان؛ فمن صلى ركعة واحدة لم تجزئه عن تحية المسجد، مثل: من دخل المسجد فأوتر فيه وحده، أو دخل مع الناس بعد صلاة التراويح فأدرك ركعة الوتر معهم، أو لم يدرك الإمام إلا بعد الركوع في ركعة الوتر، فلا يجزئ ذلك عن تحية المسجد، فإذا أراد الجلوس في المسجد بعد الوتر فإنه لا يجلس حتى يصلي ركعتين؛ للحديث.

الفائدة الثالثة: تحية المسجد الحرام ركعتان كغيره من المساجد؛ فمن دخل المسجد الحرام فلا يجلس حتى يصلي ركعتين؛ لعموم الحديث، وأما قول بعض العلماء: تحية المسجد الحرام الطواف، فإن مرادهم بذلك أن من قدم مكة حاجًّا أو معتمرًا فإن أول ما يفعله الطواف؛ كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، أما من كان بمكة من أهلها أو ممن قدم عليها ودخل المسجد الحرام فلا يجلس حتى يصلي ركعتين، ولا يلزمه كلما دخل أن يطوف بالبيت قبل أن يجلس، قال الشيخ عبدالله بن جاسر - رحمه الله تعالى - في منسكه ما ملخصه: ويبتدئ بطواف القدوم، وهو تحية الكعبة، وتحية المسجد الحرام الصلاة، وتجزئ عنها الركعتان بعد الطواف، وهذا لا ينافي أن تحية المسجد الحرام الطواف؛ لأنه مجمل، وهذا تفصيله، والحاصل: أن تحية الكعبة مقدمةٌ على المسجد؛ اهـ[3].


[1] رواه البخاري في أبواب المسجد، باب إذا دخل للمسجد فليركع ركعتين 1/ 170 (433)، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب استحباب تحية المسجد بركعتين، وكراهة الجلوس قبل صلاتهما، وأنها مشروعة في جميع الأوقات 1/ 495 (714).


[2] رواه البخاري في أبواب التطوع، باب ما جاء في التطوع مثنى مثنى 1/ 391 (1110)، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب استحباب تحية المسجد بركعتين، وكراهة الجلوس قبل صلاتهما، وأنها مشروعة في جميع الأوقات 1/ 495 (714).

[3] مفيد الأنام ص235 - 236 مختصرًا، وأصل الكلام مأخوذ عن كشاف القناع 2/ 477 (في كتاب الحج باب الدخول إلى مكة)، وينظر أيضًا: مغني المحتاج 1/ 484، وإعانة الطالبين 2/ 301.

التالي
السابق