توالت في هذه الأيام ردود الأفعال اتجاه قيادة المرأة للسيارة بين مؤيد ورافض فمنهم من حمل الحكومة إزاء هذا القرار بأنه سيؤدي إلى هاويه للمجتمع السعودي لما به من تعارض للقيم الإسلامية التي تربى عليها المجتمع , خاصةً وأن المرأة هي اللبنة الأساسية التي يقوم عليها اصل النشأة السليمة في تكوين هذا المجتمع مستشهدين بذلك خروج المرأة من دائرة طبيعة تكوينها الإسلامي و الأدبي والقبلي فهذه نتيجة حتمية لما سيؤدي من اختلاط بين الجنسين وما يترتب عليه من التعدي على حقوق المرأة التي رعتها الشريعة الإسلامية بالحفاظ عليها حسب النصوص الشرعية التي ذكرت في الكتاب والسنة ,وكذلك التمسك بالفتاوي لعلماء الدين الذين رفضوا هذا المشروع في عهود سابقة . .. وهذه اراء حتمية لمفاهيم المجتمع السعودي التي تحكمه ثوابت الدين و الأعراف التي نشأ عليها وتوالت تلك المفاهيم جيل بعد جيل . .. ولكن ما يحدث الآن هو تعصب في ابداء الرأي وجعل الدين هو الفيصل في حل هذه المعضلة , وكتم افواه من يخالف ذلك . متجاهلين أن الدين هو دين اعتدال يلازم المصالح الدنيوية في كل زمن بما أحله الله وأباحه ويسره , إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله, وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يقول : ما خيرت بين أمرين إلا اخترت ايسرهما مالم يكن به اثماً . .. إن ما يمر به المجتمع السعودي الآن لا نقول عنه نقلة أو تطور , فقد تطور منذ عقود من السنين , وأصبحت المرأة لها دور ريادي وقيادي مهم بجانب الأمومة فهي الآن تساهم في نماء المجتمع , ولا يقل دورها قيمة واهمية عن دور الرجل فهي الآن المُعلمة والطبيبة والعاملة في جميع القطاعات التي تهتم بشؤون جنسها من النساء , وأثبتت أهميتها وجدارتها في تواجدها بجميع ميادين العمل , وإن كان الرجل في السابق هو المصدر الوحيد لإعالة الأسرة أصبحت المرأة الأن تعول اسرتها ونفسها , حتى أنها أيضا تقف بجانب زوجها عوناً له على أعباء متطلبات العيش في هذه الحياة . .. ولا شك أن المرأة تعتبر عنصر أساسي من عناصر تكوين المجتمع وتنميته ولكن للأسف البعض يدعي ظاهريا بأن دور المرأة محصور في بيتها ومهمتها هي الأنجاب وتربية الأبناء , مستهيناً بقدراتها وكفاءتها, علماً بأن من يدعي ذلك تجد غالبية افراد اسرته الإناث يشغلون الوظائف المهمة التي تعود عليهم و عليه بالفائدة . .. إذاً لم تصبح المرأة داخل دائرة ضيقة بل اتسعت لها الدائرة واصبح لها أدوار مهمة واساسية في بناء نفسها الذي يعود عليها بالفائدة وكذلك في بناء المجتمع . لذلك اصبح لها متطلبات واحتياجات عديدة تستلزم عليها السعي لتحقيق أهدافها بما يتفق مع طبيعتها ويؤمن لها سبل عيش حياة كريمة تقييها مذلة السؤال . .. وحرصاً من الدولة واهتمامها ورعايتها لشؤون مواطنيها ومعرفة مقتضى احتياجاتهم أصدرت مرسوماً ملكياً يسمح للنساء بقيادة المركبات وفق ضوابط وقوانين وتهيئة بيئة صالحة للقيادة تحفظ للمرأة سبل سلامتها في سعيها لقضاء جميع حوائجها واحتياجاتها , والتقليل من بعض المشاكل الناتجة عن استغلال السائقين المأجورين وتحرير المرأة من قيود الرجل الأجنبي الذي يفقدها القرب منه الآمن والأمان وأيضا التكاليف الباهظة للمبالغ المادية التي تستلزم مشاوير قضاء احتياجاتها . .. علماً أن قرار القيادة للمرأة ليس جبرياً على جميع النساء , ولكنه سيخدم من هم يعانون امر الشعور بعدم الأمان وتخوفهم المستمر من الوقوع في المهالك إما لهم أو لأبنائهم ومن لهم نظرة تشاؤميه حول هذا الأمر , سأقول له استعذ بالله من الشيطان الرجيم ولا تسبق الشر عن الخير , فالرسول عليه الصلاة والسلام قال : بشروا ولا تنفروا ولا تجعل من الدين وسيلة لفرض رأيك فأن كفاك الله وأغناك بعدم الحاجة لذلك الأمر تذكر بأن هناك من يعاونون ويفتقدون ما اغناك الله به فكن عوناً لهم وانصح ولا تذم فالدين معاملة ونصح وارشاد وخيركم من سعى في عون أخيه ،، هذا وصل الله وسلم على نبيه الآمين خير المرسلين ,, بقلمي
